JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الاخبار الكنسيه
عاجل
Startseite

المرجع الكامل عن الضمير فى المسيحيه ..مرجع لكل الخدام

المرجع الكامل عن الضمير فى المسيحيه ..مرجع لكل الخدام 


*في المسيحية، الضمير هو طاقة أوجدها الله في الإنسان للتمييز بين الخير والشر، والحلال والحرام، و اللائق وغير اللائق وما يجوز وما لا يجوز. لذلك دعي بالشريعة الطبيعية أو بالشريعة الأدبية غير المكتوبة.

*ويُعرَّف الضمير في الكتاب المقدس بأنه "القلب". وفي العظة على الجبل شبَّه الرب يسوع الضمير بالعين، لأن الإنسان يُقيِّم بها حالته الأخلاقية، إذ قال: «سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك بسيطة، فجسدك كله يكون نيِّراً. وإن كانت عينك شريرة، فجسدك كله يكون مظلماً» (مت 6: 23،22).

*ويلعب الضمير دورًا مهمًا في حياة الإنسان المسيحي، فهو يرشد الإنسان إلى ما هو صواب وما هو خطأ، ويساعده على اتخاذ القرارات الأخلاقية الصحيحة. كما أن الضمير هو الذي يحاسب الإنسان على أفعاله، ويشعره بالذنب عند ارتكاب الخطيئة.

**ويؤكد الكتاب المقدس على أهمية الضمير، ويدعو الإنسان إلى الاستماع إلى صوت ضميره، إذ قال الرسول بولس: «فإن كان أحد لا يخطئ في كلامه، فهو رجل كامل، قادر أيضًا على كبح كل الجسد» (يع 3: 2).


****فى عشرة بحوث نقدم لكم موضوع الضمير فى المسيحيه وفى جولة كاملة فى الكتب والمراجع والمواقع المهمه حول موضوع الضمير فى المسيحيه كان لنا هذا البحث الكامل فى موضوع الضمير فى المسيحيه وهو موضوع متكامل عن الضمير من وجهة نظر اللاهوت الادبى حول موضوع الضمير وهذا الموضوع المهم نقدمه لكل العالم المسيحى وهو نافع للجميع ويمكن الاستعانة به فى تحضير دروس التربية الكنسية والاجتماعات الكنسية الروحية المختلفه *..نرجوا الاستفادة منه ..*


الضمير فى المسيحيه
المرجع الكامل عن الضمير فى المسيحيه ..مرجع لكل الخدام 


-المبحث الاول فى موضوع الضمير فى المسيحيه:--

***الضمير: صلاحيته ­ عناصره ­ أنواعه ­ تأثراته - لقداسة البابا شنوده الثالث:-

* مقاله نشرت في جريدة أخبار اليوم يوم السبت الموافق 15-10-2005*


*الضمير هو طاقة أوجدها الله في الإنسان للتمييز بين الخير والشر، والحلال والحرام، و اللائق وغير اللائق وما يجوز وما لا يجوز. لذلك دعي بالشريعة الطبيعية أو بالشريعة الأدبية غير المكتوبة.

*وقد كان هو الحكم الداخلي في الإنسان قبل زمن الأنبياء، قبل الوحي والشريعة المكتوبة. وبه كمثال تسامي يوسف الصديق عن الخطأ مع امرأة سيده حين طلبت ذلك منه. بينما عاش يوسف قبل موسي النبي بمئات السنين، وقبل أن يأمر الله في الوصايا العشر قائلا 'لا تزن' ولكن كان هناك الضمير..

*ولكن لما ضلٌ الضمير، حينئذ أرسل الرب وصاياه الإلهية لترشد الإنسان وتكون ميزانًا يزن به أفعاله ونواياه. وسنضرب أمثله للدلالة علي أن الضمير قد يضلٌ:

*ذلك الشخص الذي يقتل ابنته أو أخته إذا سقطت وفقدت عفتها ألا يري بضميره انه يمحو عار الأسرة ويرد شرفها؟! بل إن البعض في الريف قد يتعبه ضميره إن لم يقتل هذه الفتاة!!


*كذلك الشخص الذي يفجر نفسه أو يفجر سيارة، ويقتل بذلك مجموعة من الأبرياء، ويدمر بعض ألاماكن، ألا يعتبر نفسه شهيدا، وانه قام بعمل وطني يسجل له بالفخر؟! وقد شجعه ضميره علي ذلك!!


*يمكننا إذن أن نقسم الضمائر إلي أنواع:-

-منها الضمير الصالح الذي يحكم حكمًا خيرًا ونيرًا، ودقيقًا. وهو مثل ميزان الصيدلي لا يزيد في تركيب الدواء ولا ينقص..

-وهناك ضمير واسع يبلع الجمل، وهو يقبل أمورًا خاطئة عديدة، لا يوبخ عليها إطلاقًا، بل قد يجد لها تبريرًا يريحه!

-بينما هناك أيضًا ضمير ضيق أو موسوس أو متشدد. يظن الخطأ حيث لا يوجد خطأ، أو يضخم كثيرًا من قيمة الأخطاء. وهو بهذا يضيق علي الناس بأحكامه ويغلق أمامهم أبواب السماء!

-علي أن هناك أنواعًا أخرى من الضمائر كالضمير الغائب، أو الضمير النائم أو الضمير الميت الذي يوصف صاحبه بأنه بلا ضمير!!

-مثال ذلك القاتل الذي تعوَّد القتل، أو السارق الذي تعود السرقة، أو الظالم الذي يصبح الظلم جزءا من طبعه!

-وكذلك القاسي القلب وكل من هؤلاء يرتكب الخطايا ولا يشعر انه قد اخطأ ومثلهم أيضًا الكاذب الذي تعود الكذب، والفاجر الذي تعود الفجور..

-هؤلاء تصير خطاياهم شيئا طبيعيا في نظرهم، لا يبكتهم عليها ضمير، ولا يندمون كلما أخطأوا..!


-أما الضمير السليم أو الضمير الصالح، فله وظائف مهمة:

*منها التشريع، والمحاكمة، وإصدار الحكم.. ففي التشريع يعلن ما كان ينبغي أن يقال أو أن يفعل طبقًا لوصايا الله وتمشيًّا مع المبادئ السليمة والمثل. ومن جهة المحاكمة يقول للشخص ماذا فعلت؟ ولماذا فعلت؟ وكيف فعلت؟ وكيف جرؤت أن تفعل؟ وأين خشية الله في قلبك؟ ومن جهة إصدار الحكم يحكم الضمير باللوم أو بالتوبيخ.

*وقد يصل الأمر إلي تعذيب الضمير، وقد يحكم بوجوب تصحيح ما قد فعله وعلاج نتائجه..

*والضمير لا يحكم فقط علي الفعل، إنما حتى علي النية والغرض. ويحكم علي المشاعر الباطنية، وعلي الفكر. 

*ومن هنا كان الضمير أوسع دائرة وأعمق أثرًا من القوانين الموضوعة وما أكثر الأمور التي لا يحكم عليها القانون. ولكن يحكم عليها الضمير، ويكون حكمه غير قابل للنقض.

*ونطاق الضمير يشمل ما قبل الفعل وما بعده.

*فهو من جهة النواحي الطيبة، يستحث ويدفع ويشجع. أما من جهة الأمور الرديئة، فهو يمنع أو ينذر ويبصر بالعواقب.

*كما انه لا يتناول الفعل فقط، إنما يحكم أيضًا علي تأثيره ونتائجه ومقدار ردود هذا الفعل.


*علي أن الضمير قد يصطدم بالإرادة التي ربما تقف ضده!*

*فضمير الشخص قد يقول له إن هذا الأمر واضح الخطأ ومع ذلك فانه يفعله!! كالتدخين مثلًا: 

*يقول له الضمير انه يضر صحتك وصحة الذين حولك.. وفيه تفقد مالك وتفقد إرادتك. ومع ذلك لا يمتنع الإنسان عن التدخين، لان إرادته لا تستطيع!

*ومن هنا قال البعض عن الضمير انه قاض عادل غير انه ضعيف والضعيف يقف ضد تنفيذ أحكامه..

*أما لماذا هو ضعيف، فذلك لان هناك مؤثرات أخرى كثيرة تضغط عليه.. وقد لا يستطيع مقاومتها.

الضمير يتأثر بالشهوة.. وكلما كانت الشهوة (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات) قوية، يضعف أمامها الضمير والشهوة علي أنواع. منها شهوة الجسد، وشهوة المناصب والارتفاع، وشهوة العظمة، وشهوة السيطرة، وشهوة الانتقام، وغير ذلك.. وحينما تشتد الشهوة فإنها تطرح الضمير جانبا فيفقد سلطانه.

*وتتولي الشهوة قيادة الموقف، بلا ضمير، وتدبر الأمر حسب هواها.. ومن هنا أيضًا كانت المصالح الشخصية هي من الأمور الضاغطة علي الضمير أو السيطرة عليه، أو التي تحل محله، سواء بالنسبة إلي ضمير الفرد أو ضمير الدول. حتى لو كانت النظرة إلي المصالح الشخصية نظرة غير سليمة.

*إذن الدوافع ­أيًا كانت­ لها سيطرة علي الضمير..

*مما يؤثر علي الضمير أيضًا مقدار المعرفة ودرجة الذكاء:-

*فقد يخطئ الضمير في حكمه نتيجة للجهل أو لنقص المعرفة أو لخطأ في الأمور المعروضة عليه وعلاج ذلك هو التوعية والإرشاد السليم. وقد يخطئ الضمير، أو تختلف أحكام الضمائر، باختلاف العقول وتنوع درجات الذكاء فيها. فضمير الإنسان الحكيم العاقل غير ضمير الإنسان العادي أو الأقل ذكاء أو البسيط في تفكيره.

*وعلاج نقص العقل أو المعرفة هو الاسترشاد. وكما قال الشاعر: فخذوا العلم علي أربابه.. واطلبوا الحكمة عند الحكماء.

*ومن الناحية المضادة قد يخطئ الضمير نتيجة للإرشاد الخاطئ إن كان خاضعًا لإرشاد يضلله. وكما يقول المثل 'أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى'، يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ (إنجيل متى 15: 14؛ إنجيل لوقا 6: 39).

*مما يؤثر علي الضمير أيضًا: العرف و البيئة وحماس الجماعة: فهناك عادات متوارثة وعرف سائد وتأثيرات للبيئة قد يتبعها الإنسان دون أن يفكر أو يحلل.. وبهذا تحل محل ضميره!

*كما تؤثر علي الضمير مشاعر الجماعة واقتناعها أو حماسها. مثال ذلك في بعض مظاهرات الطلبة قد ينقاد بعضهم وراء هتافات الجماعة وحماسها، دون أن يفكر ما هو الخير. ولكنه إذا خلا إلي نفسه، أو إذا قبض عليه وجلس في الحبس منفردا، ربما يناقش الأمر بضمير آخر قد تخلص من تأثير المظاهرة وهتاف الزملاء..

*ونفس الوضع لمن يكون تحت تأثير ما تنشره بعض الصحف، أو ما توحي به بعض دور الإعلام. في كل ذلك وما يشبهه يكون الضمير تحت تأثير خارجي، يستمر إلى أن يوجد ما يتوازن معه.

*الضمير أيضًا قد يتأثر أيضًا بالمبدأ الميكيافلي 'الغاية تبرر الواسطة' فقد يقبل وسيلة خاطئة، إن كانت في نظره توصل إلي هدف يراه سليمًا، وكثيرًا ما تستخدم هذه الفكرة عن الوصوليين الذي هدفهم هو مجرد الوصول إلي ما يريدون أيًا كانت الوسائل!!

*والعجيب أن هؤلاء يبررون وسائلهم الخاطئة اعتمادًا علي أهداف وحجج وأسباب تكون حكيمة في أعينهم! وقد قال احد الآباء الروحيين:

*"كثيرًا ما يكون طريق جهنم مفروشا بالأعذار والتبريرات".

*والمقصود هو التبريرات التي تغطي علي حكم الضمير.*


                                           + + + + + + + + +

+المبحث الثانى عن الضمير فى المسيحيه:--

*شرح كلمة ضَمِير*

*لم ترد لفظة في العهد القديم وجاءت مرة في (حكمة سليمان 17: 10).

* ومع ذلك فالروح والنفس والقلب مرادفات لها فالله فاحص "القلوب والكلى" (مز 7: 9).

 *والخطيئة تحزن النفس (اش 65: 14). والقلب يشي أو يوبخ (أيوب 27: 6؛ 2 صم 24: 10). في العهد القديم الله يخاطب الإنسان (تك 4: 9-12).

* وهو المرشد الشخصي لضمائرنا التي تحكم على أنفسها من خلال علمه ونظرته إليها.

*الضمير حاكم ولكن الضمير يتقسى ويضعف ويذهب صفاؤه، والضمائر تتباين في وضوحها فإذا انحدر هكذا يفسد حكمه "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز 53: 1).

* وربما سقط الضمير سقوطًا عظيمًا "فإن كان النور فيك ظلامًا فالظلام كم يكون" (مت 6: 23؛ لو 11: 33-36).

* ومع ذلك فالأممي متى فعل بالطبيعة ما هو في الناموس ويصبح ناموسًا لنفسه ويشهد له ضميره (رو 2: 14، 15).

* وأما المسيحي فضميره ينيره، والضمير والإيمان متصلان اتصالًا لا تنفصم عراه (1 تي 3: 9؛ راجع 1 تي 1: 19).

 *ولا يكفي أن يفعل الإنسان ما هو مسموح في حدّ ذاته كي يكون مبررًا بل ينبغي أن يحب الآخرين ولا يكون لهم معثرة عن معرفة (1 كو 8: 7-13؛ 10: 28-31).

* وإننا ننال الضمير الطاهر بواسطة دم المسيح (عب 10: 22).

                                        + + + + + +

-المبحث الثالث عن الضمير فى المسيحيه:--

*الضمير الصالح وما هو*

*الضمير هو صوت خلقه الله في الإنسان يستطيع التميز بين الخطأ والصواب حتى لو كان هذا الإنسان لم تصله رسالة الإنجيل بعد. فالضمير هو شيء فطري وعام في كل البشر، ولكن مشكلة الضمير أنه قابل للإنحراف.

*بدايةً ما هو الضمير؟

*يعرّف قاموس وينستون الضمير بأنه "الحس أو الوعي الأخلاقي داخل الفرد، والذي 

*يحدد ما إذا كان الفعل الذي يقوم به صحيح أم خاطىء، جيد أم سيء."

*الضمير هو صوت خلقه الله في الإنسان يستطيع التميز بين الخطأ والصواب حتى لو كان هذا الإنسان لم تصله رسالة الإنجيل بعد. فالضمير هو شيء فطري وعام في كل البشر، ولكن مشكلة الضمير أنه قابل للإنحراف لذلك يوصينا الكتاب كمؤمنين أنه يجب ان يكون لنا ضمير صالح.

*صوت الضمير ليس هو الروح القدس لأن صوت الروح القدس لا ينحرف ابداً. الروح القدس هو الله الخالق أما الضمير فهو أداة مخلوقة في داخل الأنسان كي يستطيع أن يميز بين الصواب والخطأ.

*إن الكلمة اليونانية المترجمة "ضمير" في كل مراجع العهد الجديد هي suneidēsis ومعناها "الوعي الأخلاقي" أو "الإدراك الأخلاقي".

* إن الضمير يصدر عنه رد فعل عندما تكون أفعال الإنسان أن أفكاره أو كلماته متوافقة مع أوعلى النقيض من مبادىء الصواب والخطأ.

 *وكلمة «ضمير» تعني حرفيا «معرفة المرء نفسه».‏ 

*وبعكس كل المخلوقات الارضية الاخرى،‏ اعطانا الله المقدرة على معرفة انفسنا.‏ فيمكننا ان نسبر اعماقنا ونقيِّم ذواتنا.‏

 *فالضمير حكَم داخلي يفحص تصرفاتنا ومواقفنا واختياراتنا.

‏ *وهو يرشدنا لنتّخذ قرارا صائبا او يحذّرنا من قرار سيئ.

‏ *فيُشعرنا بالإرتياح عندما نحسن الاختيار ويعذّبنا عندما نسيء فعل ذلك.‏


***قيل عن الضمير:***

*-الضمير لا يمنعك من فعل الخطية لكنه يمنعك من الاستمتاع فيها.

*-المنطق قد يقودنا للأخطاء لكن الضمير لا يفعل أبداً.

*-الضمير هو الصديق الذي يحذّرنا قبل أن يحاكمنا القاضي.

*الحقيقة أن الكتاب المقدس ذكر لنا عدة أنواع أو صور من الضمير :

* كالضمير الشرير (أف 4: 18 ،رو 1: 18 -32 ،1تي 4: 2، تي 1: 15، عب 10: 22)

 *،والضمير المشتكي (يو8 :1 - 11)، والضمير الطاهر( 1تي 3:9 ،2تي 1: 3، عب 10: 2- 10،)

*الضمير الضعيف( 1كو 8: 7 ،1كو 8: 10 )

 *،ضمير بلا عثرة (أع 24: 16)

* ،الضمير الصالح( 1تي : 1- 5، 1تي 1: 19 ،1بط 3: 16 )، في هذه المقالة سنكتفي بالشرح قليلا عن الضمير الصالح.


*الضمير الصالح يوجّه حياة المؤمن المسيحي ويعمل تحت مظلة وقيادة الروح القدس.

*"ولك إيمان و ضمير صالح الذي إذ رفضه قوم انكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان أيضًا" (1 تي: 1- 19 ).

**يقول وليم ماكدونالد:**

*بالنسبة إلى الإيمان المسيحي، لا يكفي أن نكون أصحاب عقيدة صحيحة.

* قد يكون أحدنا مدقِّقًا للغاية، ولكن من دون أن يكون عنده ضمير صالح.

* كتب هاملتون سميث Hamilton Smith يقول:-

* إنّ أصحاب المواهب والمتقدّمين الغارقين في خضم الانشغالات الكثيرة، والوعظ المستمرّ، والعمل المنظور، ينبغي لهم أن يحذروا التعرّض لإهمال حياة التقوى السرية أمام الله...

* إن حياة التقوى التي منها يجب أن تتفرّع كل خدمة حقيقية هي الحياة التي تثمر لله، والتي يجازيها - تعالى - خيرًا في اليوم المُقبِل.

* كان بعض الذين عاشوا في أيام بولس قد ألقوا جانبًا الضمير الصالح فانكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان. لقد تمّ تشبيههم بربّان سفينة أحمق رمى بوصلته إلى البحر.

* إنّ الذين انكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان كانوا مؤمنين حقيقيين، لكنهم لم يحافظوا على ضمائرهم رقيقة وحسّاسة.

* بدأوا حياتهم المسيحية كمركب شجاع يمخر عباب اليمّ، لكنهم عوضًا عن أن يرجعوا إلى المرفإ محمّلين بالبضائع والأعلام مرفرفة، ارتطموا بالصخور وجلبوا العار على نفوسهم وعلى شهادتهم.

*الضمير هو خادم لمنظومة قيم الفرد. 

*فمنظومة القيم الضعيفة أو غير الناضجة تنتج ضميراً ضعيفاً، في حين أن نظام القيم الناضج المكتمل ينتج إحساساً قوياً بالصواب والخطأ. 

*في الحياة المسيحية، يمكن أن ينقاد ضمير المؤمن بفهم غير مكتمل للحقائق الكتابية ويتسبب في شعور بالذنب والعار غير متناسب مع الواقع.

* لذلك فإن النضوج في الإيمان يعمل على تقوية الضمير، (راجع 1كو 8: 4 - 13).

***السؤال كيف نحصل على ضمير صالح؟***

*"لذلك انا أيضًا أدرب نفسي ليكون لي دائمًا ضمير بلا عثرة من نحو الله و الناس." (أع 24 : 16).

*في عالمنا هذا ومع طبيعة فاسدة كطبيعتنا

*نواجه مشاكل أخلاقية تمتحن باستمرار إلتزامنا للمبادئ المسيحية.

*الصلاح كله موجود في الله وحده وعلى قدر تقرب المؤمن المسيحي من الله وتكوين علاقة قوية معه من خلال إبنه يسوع المسيح سيكتسب هذا الشخص الضمير الصالح.

* فنحن كمؤمنين أيضاً كلما قضينا وقتاً مع أبينا السماوي أخذنا أكثر فأكثر منه كل الصلاح والحب ويكون لنا ضمير صالح.

*الغرض من الضمير الصالح ليس الإفتخار والوقوف أمام الله والإحساس بالبر الذاتي ولكن الضمير الصالح هو عمل كرازي في حد ذاته. 

*يرانا الناس فيشتموا فينا رائحة أبينا السماوي. 

*من له ضمير صالح لا يفرح عندما يقول الناس له أنت عظيم يا فلان ولكن يفرح عندما يمجد المسيح الذي فيه من خلال صورته التي سمح الله أن يراها الناس من خلاله.

*إن رسالة الضمير موجهة نحو الإرادة؛ فإذا أطاعت الإرادة، سينمو الضمير وينضج، أما إذا قاومت الإرادة فسيضعف الضمير، ويسهل إسكاته فصلّ لكي يعطيك الرب ضميراً صالحاً ؛ ضميراً حساساً.

* واحذر من موقف الكتبة الذين كان لديهم ضمير حساس في الأمور التافهة، ولكنهم تغاضوا عن الأمور المهمة في الناموس، (راجع متى 23: 23).

* إن الضمير هو شيء حيّ، وخاضع للنمو والنضج.

*وَلَكُمْ ضَمِيرٌ صَالِحٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ يَشْتِمُونَ سِيرَتَكُمُ الصَّالِحَةَ فِي الْمَسِيحِ، يُخْزَوْنَ فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ.(1بط 16:3)

*حتى في أيامنا هذه يوجد أناس لا يحبون المسيحيين فيكون لهم إحساس سلبي تجاههم.

 -ولكن يسمح الله أن يتعامل هؤلاء الأشخاص مع إنسان مسيحي حقيقي فيجدوا رصيداً من المحبة والتسامح والإحتمال والضمير الصالح فيقولون بالعامية " فيكم ناس كويسين".

 -سمعنا نحن المسيحيين كثيراً مقولة (الإنسان هذا رائع لكن خسارة هو مسيحي).

- لماذا هذا التغيير لأنهم أشتموا رائحة المسيح الزكية في المسيحي الحقيقي.

- أما لو قابلنا الشتيمة بشتيمة والإساءة بالإساءة فالعداء سوف يستمر ويقوى.

- ولن نمجد إسم ابينا السماوي بل سيجدف على اسمه ونكون نحن السبب.

- حين يعاشر شخص من هذا النوع مسيحي حقيقي سيخزى لأنه بعد أن عامله وشعر بالصلاح الذي فيه سيتغير موقفه من داخله.

- فالناس حتى لو لم يؤمنوا بإله هذا المسيحي سوف يشهدوا بصلاحه فهم لم يروا أحداً في قداسته وطهره وأمانته ومحبته التي أكتسبها من ابوه السماوي.

-فليعطنا الرب ضميراً صالحاً طاهراً بلا عثرة من نحو الله والناس.. ولإلهنا كل المجد آمين.

                               + + + + + + +

-المبحث الرابع عن الضمير فى المسيحيه:--

***الضمير: صوت الله في الإنسان***

*طبيعة الضمير:**

*حدث مرةً أن امرأة فقيرة سرقت شيئاً من محل تجاري وخرجت به دون أن يراها أحد، وفي طريقها إلى البيت أزعجها شعورٌ جعلها مضطربة حتى فقدت سلامها الداخلي. فكان عليها أن ترجع وتُعيد الشيء المسروق إلى مكانه، ثم رجعت إلى بيتها مع شعورها بالراحة الداخلية. وتوجد أمثلة بلا عدد مشابهة لذلك لأُناس يُجبَرون على عمل ما هو صواب، وليس ما يريدونه.

*كل إنسان يألف صوته الداخلي الذي يتهمه في بعض الأحيان ويُضيِّق عليه، وفي أحوالٍ أخرى يجلب له السرور. هذا الصوت الرقيق إنما هو شعور فطري يُدعَى ”الضمير“. وهو بطبيعته غريزة روحية تُفرِّق بين الخير والشر بوضوح وبسرعة أكثر من الذهن. ومَن يستمع لصوت ضميره لا يندم قط أو يخجل من سلوكه.

*في الكتاب المقدس يُسمَّى الضمير ”القلب“. وفي العظة على الجبل شبَّه الرب يسوع الضمير بالعين، لأن الإنسان يُقيِّم بها حالته الأخلاقية، إذ قال: «سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك بسيطة، فجسدك كله يكون نيِّراً. وإن كانت عينك شريرة، فجسدك كله يكون مظلماً» (مت 6: 23،22). كما أنه شبَّه الضمير بالندِّ الذي به يجب على الإنسان أن يعود إلى صوابه قبل أن يتواجد أمام دينونة الله: «كُن مُراضياً لخصمك سريعاً... لئلا يُسلِّمك الخصم إلى القاضي» (مت 5: 25). فكلمة ”خصم“ تؤكِّد على موقف الضمير، وهو أنه يُقاوم رغباتنا ومقاصدنا الشريرة.

*وقد أقنعتنا خبرتنا الشخصية أن الضمير ليس تحت سيطرتنا، ولكنه يُعبِّر عن ذاته تلقائياً رغماً عن إرادتنا. فكما أنه لا يمكننا أن نقنع أنفسنا أننا شباعَى عندما نكون جياعاً، أو أننا مستريحون عندما نكون متعبين؛ هكذا لا يمكننا أن نقنع أنفسنا أن سلوكنا صحيح عندما يُخبرنا ضميرنا بغير ذلك.

*ويرى آباء الكنيسة في الآية: «حيث دودهم لا يموت» (مر 9: 48)، أنَّ هذا الدود هو الضمير الموبِّخ الذي يظل يُبكِّت الخطاة في عذاب الحياة المزمعة. ويصف الشاعر الروسي ”بوشكين“ هذا العذاب قائلاً عن الضمير: ”إنه ضيفٌ غير مدعوٍّ، مُخاطِبٌ مزعج، دائنٌ عنيف“!

*الضمير هو ناموس طبيعي شامل:*

**لقد غرس الله في طبيعة الإنسان صورته الإلهية التي تجذب الإنسان نحو كل ما هو صالحٌ، وتُجنِّبه كل ما هو شرير. هذا الناموس الداخلي يعمل بواسطة صوت الضمير الذي يُعتبر حقّاً أنه صوت الله في الإنسان. فهو جزءٌ مُكمِّلٌ للطبيعة البشرية، وهو نشيط في الناس أجمعين، بصرف النظر عن أعمارهم وأجناسهم ودرجة تعليمهم أو تطوُّرهم. وهو، حتى في القبائل البدائية، يُميِّز بين ما هو صالح وما هو طالح، وبين الفضيلة والرذيلة. والجميع يتفقون في أن الخير يستحق الجهاد من أجله، وأنَّ الشر ينأى الإنسان بنفسه عنه؛ وأنَّ الخير يستحق المديح، والشر يستحق اللوم. ورغم أنهم في الأحوال الفردية ربما لا يتفقون في تسمية نفس الشيء خيراً أو شرّاً؛ ومع ذلك فإنهم يتفقون في المبدأ: إنَّ الخير هو الذي يجب عمله، والشر يجب تجنُّبه.

**والتناقض العَرَضي في تصنيف بعض التصرفات كخير أو شر، يبدو أنه يتأتَّى من الظروف الخاصة التي تتطور فيها الأُمة. إنه مبدأٌ متعارف عليه عالمياً، أن المرء يجب ألاَّ يعمل للآخرين ما لا يرغب أن يعملوه هم له (مت 7: 12؛ لو 6: 31). والرذيلة تطلب في كل مكان أن تختبئ أو على الأقل أن تلبس قناع الفضيلة. والرسول بولس يشرح بشيء من التفصيل كيف يعمل الناموس الأخلاقي في الإنسان، فهو يُوبِّخ الذين يعرفون ناموس الله المكتوب، ولكنهم يتعدّونه بتعمُّد. إنه يُماثلهم بالوثنيين الذين «إذ ليس لهم الناموس (المكتوب) هم ناموس لأنفسهم، الذين يُظهرون عمل الناموس مكتوباً في قلوبهم، شاهداً أيضاً ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجَّة (أو تُعاقب أو تُبرِّر بعضها بعضاً)» (رو 2: 15،14). فحسب القديس بولس، سيدين الله الناس في يوم الدينونة، ليس فقط حسب إيمانهم، بل أيضاً حسب ضمائرهم.

**وبصفة عامة، فإنَّ الضمير هو مُقيِّمٌ أخلاقي حسَّاس، ولا سيما عند الصغار والشباب الذين لا زالوا أنقياء وأبرياء. فلو لم تُلطِّخنا الخطية لما احتجنا إلى مرشد خارجي، **والضمير وحده هو الذي يمكنه أن يُوجِّه سلوكنا بدقة. فضرورة الناموس المكتوب نشأت من دخول الخطية إلى العالم، عندما أخفق الإنسان - الذي أظلم قلبه بالشهوات - في الاستماع بوضوح إلى هذا الصوت الداخلي. وعلى ذلك، فإنه يوجد احتياج إلى كلٍّ من الناموس المكتوب وناموس الضمير الطبيعي، وكلاهما يقولان: «كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء» (مت 7: 12).

**في علاقتنا اليومية بالناس، نحن نثق بدون وعي في الضمير أكثر من النواميس والأنظمة المكتوبة. حقّاً، إنه من المستحيل أن توجد نواميس أو شرائع لكل حالة يمكن تصوُّرها، وأن نتنبَّأ عن كيفية أن نمنع أية محاولات لكسرها. والناس العُنفَاء يعملون على التحريف والتلاعُب حتى بأوضح القوانين. وهكذا، فإننا نترجَّى أن الضمير - الذي يعمل بداخل كل إنسان - يُجبر الإنسان الذي نتعامل معه أن يعمل ما هو صالحٌ وعادلٌ أخلاقياً.

*الضمير في الروايات الكتابية:**

*لا يوجد كتاب يشهد بوجود الضمير في الإنسان مثل الكتاب المقدس. ولنفحصْ بعض أشهر الأمثلة على ذلك. وإذا ركَّزنا أولاً على أمثلة سلبية، نجد أن السلوك غير اللائق يُثير في الإنسان الخجل والخوف والمعاناة ومشاعر الذنب، بل وحتى اليأس. فمثلاً آدم وحواء، عندما أكلا من الثمرة المُحرَّمة، شعرا بالخجل وحاولا أن يختبئا من الله (تك 3: 7-10). وقايين، بعد أن قتل أخاه هابيل حسداً، بدأ بعد ذلك يشعر بالخوف على حياته (تك 4: 8-14). والملك شاول، بعد أن اضطهد داود البريء، بكى في خجله، عندما وجد أن داود بدلاً من الانتقام منه بالشر، حفظ حياته (1صم 26). والكَتَبَة والفرِّيسيون، بعد أن جاءوا بالمرأة الزانية إلى المسيح، تفرَّقوا بخجل عندما شعروا بخطاياهم التي وبَّخهم عليها الرب (يو 8: 2-11).

*وأحياناً تصير أوجاع الضمير غير محتملة لدرجة أن الإنسان يُفضِّل أن يُنهي حياته بالانتحار. وأوضح الأمثلة على ذلك نجدها في يهوذا الإسخريوطي (مت 27: 5). وبصفة عامة، فإنَّ جميع الخطاة والمؤمنين وغير المؤمنين، يشعرون بالمسئولية عن سلوكهم. وهكذا تتحقَّق نبوَّة المسيح عن الخطاة أنهم في نهاية العالم، عندما يرون اقتراب دينونة الله، «يبتدئون يقولون للجبال: اسقطي علينا، وللآكام: غطِّينا» (لو 23: 30؛ رؤ 6: 16). ويحدث أحياناً، أنَّ الإنسان - وهو في اضطراب وفي دوامة ألم شديد، أو مغمور بالخوف - يبدو أنه لا يُصغي لصوت الضمير؛ ولكنه فيما بعد يشعر بتبكيت الضمير بقوة مُضاعفة!

*عندما صار إخوة يوسف الصدِّيق في ضيقة، تذكَّروا خطية بيعهم لأخيهم وتسليمه للعبودية، وأدركوا أنهم يُعاقبون على قسوتهم (تك 42: 21). وداود النبي، أدرك خطية زناه بعد أن وبَّخه عليها ناثان النبي (2صم 12: 13). والرسول بطرس المندفع، أنكر المسيح تحت ضغط الشعور بالخوف، ولكنه لما سمع صياح الديك تذكَّر نبوة المسيح عنه وبكى بكاءً مُرّاً. واللص اليمين، أدرك، وهو مُعلَّقٌ على صليبه بجوار الرب قبل موته فقط، أن آلامه كانت جزاءً عادلاً لجرائمه (لو 23: 41). وزكَّا العشَّار، بعد أن تأثَّر بحب المسيح، تذكَّر إساءاته للناس التي ارتكبها بجشعه، وقرر أن يُصحح أخطاءه التي ارتكبها (لو 19: 8).

*ومن الناحية الأخرى، عندما يكون الإنسان على دراية ببراءته، فإن ضميره الصافي يُقوِّي رجاءه في الله. فمثلاً، عندما كان أيوب البار يتألم، عَلِمَ أن سبب ذلك لم يكن هو ارتكابه لأيَّة خطايا؛ بل إن ذلك كان في خطة الله وكان يترجَّى رحمة الله (أي 27: 6). وكذلك الملك حزقيَّا، عندما شعر أنه سيموت بمرض مستعصٍ، تعافَى عندما توسَّل إلى الله من أجل الشفاء مكافأةً له على أعماله الصالحة (2مل 20: 3-5). والرسول بولس، الذي تكرَّست حياته لله ولخلاص البشر، لم يَخَفْ من الموت، بل إنه رغب أن يستريح من أتعاب جسده ويُكافَأ بوجوده مع المسيح إلى الأبد (في 1: 23).

*وبالنسبة للخاطئ، لا يوجد ارتياح وسعادة أعظم من أن ينال المغفرة وسلام الضمير. والإنجيل غنيٌّ بأمثلة التوبة. فالمرأة الخاطئة، عندما نالت مغفرة خطاياها، اعترفت بفضل المسيح وغسلت قدميه بدموعها وجفَّفتهما بشعر رأسها (لو 7: 38). ومن الناحية الأخرى، فإنَّ إغفال صوت الضمير مع تواتر الخطايا، يُظلِم النفس لدرجة أنَّ الإنسان يُقاسي انكسار سفينته من جهة الإيمان (1تي 1: 19)، حيث يغرق نهائياً في الشر.

*الجانب السيكولوجي للضمير:**

*دراسة علاقة الضمير بالصفات الروحية للإنسان هي ميدان علم النفس (السيكولوجي). يحاول علماء النفس أن يُوضِّحوا موضوعين:

*الأول: هل الضمير هو صفة يُولَد بها الإنسان؟ أم أنه نتيجة التعلُّم ومواجهة خبرات الحياة في البيئة التي ينمو فيها؟

*والثاني: هل الضمير هو نتيجة للطريقة التي يعمل بها كلٌّ من الذهن والمشاعر والإرادة؟ أم أنه صفة مميَّزة مستقلة؟

*وللإجابة على السؤال الأول، نقول إن فحص الضمير يُقنعنا بأنه ليس نتيجة للتعلُّم ولا هو غريزة طبيعية في الإنسان، ولكن له مصدر أعلى لا يمكن شرحه. فمثلاً يرتقي الضمير عند الأطفال قبل أن يتلقَّنوا أي تعليم من الكبار أو أي تطوُّر لهم. إذا ألحَّت الغريزة الطبيعية برغباتها على الضمير، فإنها تحاول أن تُقنع الإنسان أن يسلك بطريقة نفعية أو شهوانية؛ ولكن الضمير غالباً ما يستميل الإنسان أن يعمل بطريقة غير نفعية وكذلك بضبط شهواته. ورغم أنه يبدو على فاعلي الشر أنهم يتمتعون بحياة هنيئة، وأن الفضلاء يُقاسون؛ إلاَّ أن الضمير يُنبِّهنا بأنه ينبغي أن توجد عدالة عُليا. وأخيراً، لابد أن ينال الجميع الجزاء العادل. ووجود الضمير هو لدى الكثيرين البرهان الأكبر إقناعاً على وجود الله وخلود النفس.

*وبالنسبة لعلاقة الضمير بالخواص الروحية الأخرى في الإنسان، كالذهن والمشاعر والإرادة الحُرَّة؛ نُلاحِظ أن الضمير يتكلَّم، ليس فقط عمَّا هو صالح، أو يكشف ما هو شرير نظرياً، ولكنه أيضاً يحث الإنسان على عمل الصالحات وتجنُّب الشر. والأعمال الصالحة يتبعها شعورٌ بالاطمئنان والسرور، في حين أن الأعمال الشريرة ينتج عنها الشعور بالخزي والخوف وانعدام السلام الروحي. وفي كل ذلك يكشف الضمير فينا عن درايتنا بالإرادة الحُرَّة والمسئولية.

*والعقل وحده، طبعاً، لا يمكنه أن يُقرِّر ما هو صالحٌ أو شرير أخلاقياً. فهو يؤسِّس حُكْمه على ملاحظة إن كان الشيء منطقياً أم غير منطقي، حكيماً أم تافهاً، نافعاً أم غير نافع.

*وصفة العقل المميَّزة هي أن يختار الفرص النافعة أكثر من الأعمال الطيبة. ومع ذلك، فإن شيئاً في الإنسان يُجبر عقله، ليس فقط على البحث عن المنفعة كتقدير تصوُّري دقيق، بل أيضاً على أن يُقدِّر القيمة الأخلاقية لمقاصده. وإذا كان ضميرنا يؤثِّر على عقلنا، أَلاَ يتبع ذلك، حينئذٍ، أن يكون الضمير مستقلاً عن العقل بل فوقه؟ صوت الضمير يحاول أن يُوجِّه قرارات الإنسان. والإنسان ربما لا يُحقِّق دائماً متطلبات الضمير، إذ أنه حُرٌّ في الاختيار، ولكنه لا يمكنه أن يتجاهل صوت الضمير؛ وإذا حدث أن تجاهل صوت الضمير، فلن يقدر أن يهرب من تبكيته الداخلي.

*وأخيراً، فإن الضمير لا يمكن أن يكون كنتيجة للمشاعر التي تجيش في القلب. فالقلب يلتمس الأحاسيس المُسِرَّة ويتجنَّب غيرها. ولكن رفض المتطلبات الأخلاقية كثيراً ما يجلب معه صراعاً روحياً قوياً يُمزِّق القلب البشري. ولا يمكننا أن نهرب من النتيجة بالرغم من رغبتنا وجهدنا. وعلى ذلك، فرغم أن الضمير محصورٌ وساكنٌ بداخل الإنسان، إلاَّ أننا يجب أن نُسلِّم بأنه صفة مميَّزة مستقلة وفائقة توجِّه عقل الإنسان وإرادته وقلبه بناموس إلهي.

*والكتاب المقدس يدعونا أن نحفظ نقاوتنا الأخلاقية بقوله: «فوق كل تحفُّظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» (أم 4: 23). ولكن أي رجاء يمكن أن يكون لخاطئ مع ضمير غير نقي؟ هل يكون مُداناً إلى الأبد؟ كلاَّ. فالميزة العظيمة التي يُقدِّمها الإيمان المسيحي، هي أنه يفتح للإنسان طريقاً ويُعطي الوسيلة لتنقية الضمير بالكامل. هذه الوسيلة هي التوبة والرغبة الجدِّية لتغيير الحياة إلى الأفضل. إن الله يغفر لنا بسبب دم ذبيحة ابنه الوحيد على الصليب: «فكم بالحري يكون دم المسيح الذي... يُطهِّر ضمائركم من أعمال ميتة» (عب 9: 14).

*والكنيسة - بتعاليمها ونعمة الروح القدس الساكن فيها - تُمكِّن المؤمن من أن يتكمَّل أخلاقياً، وتجعل ضميره أكثر حساسية وتمييزاً. ولذلك قال الرب: «طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يُعاينون الله» (مت 5: 8). ويدخل النور الإلهي في نفوسنا من خلال ضمير نقي، وكأنه بللور صافٍ، ويخترق كل ركن فيها.

*وطالما أن الضمير موجود فينا، فإنه يُوجِّه أفكارنا، ويسمو بمشاعرنا، ويُقوِّي إرادتنا، ويُعيننا في كل صلاح نأخذه على عاتقنا. وبواسطة تلك الاستنارة المباركة يصبح العديد من المسيحيين آلات للعناية الإلهية. وبذلك يتمتع المسيحي، ليس ببركات روحية فحسب، بل ويصير أيضاً وسيلةً لخلاص آخرين. وتاريخ الكنيسة حافلٌ بأمثلة لا تُحصَى من حياة القديسين والخُدَّام والمبشِّرين.

*الضمير النقي هو ينبوع لكل البركات الإلهية. فذوو القلوب النقية يتمتعون بسلامٍ داخلي، وهم لطفاء وأسخياء في العطاء. وهكذا يُعطيهم الله، في هذه الحياة المليئة بالمحن والعذاب، سَبْق تذوُّق للملكوت السماوي.

*وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: ”لا الشهرة ولا الثروة ولا السلطان ولا القدرة الجسدية ولا المائدة الشهية ولا الملابس الأنيقة ولا أيَّة ميزة بشرية، يمكنها أن تجلب سعادة حقيقية؛ بل كل هذه تتأتَّى من صحة روحية وضمير نقي“. كما يقول القديس يوحنا الدرجي: ”لنتخذ من ضميرنا ناصحاً لنا بعد الله، ودستوراً في كل شيء؛ وذلك لكي نعرف من أيَّة جهة تهبُّ الريح، فنفرد شِرَاعنا ونوجِّه سفينتنا طبقاً لها“.

*موقع ابو مقار

                                                   ++++

--المبحث السادس عن الضمير فى المسيحيه:---

السؤال

*ما هو الضمير؟*

*الجواب*

*يتم تعريف الضمير بأنه ذلك الجزء من النفس الإنسانية الذي يحرك الألم النفسي والشعور بالذنب عندما ننتهكه، ومشاعر السرور والرضا عندما تتفق أفعالنا وأفكارنا وكلماتنا مع نظام القيم الخاص بنا. إن الكلمة اليونانية المترجمة "ضمير" في كل مراجع العهد الجديد هي suneidēsis ومعناها "الوعي الأخلاقي" أو "الإدراك الأخلاقي". إن الضمير يصدر عنه رد فعل عندما تكون أفعال الإنسان أن أفكاره أو كلماته متوافقة مع أو على النقيض من مباديء الصواب والخطأ.

*لا يوجد مصطلح عبري في العهد القديم يعادل كلمة suneidēsis في العهد الجديد. قد يكون عدم وجود كلمة عبرية لـ "الضمير" راجعاً إلى النظرة اليهودية للعالم، التي هي نظرة جمعية وليست فردية. كان الشخص اليهودي يعتبر نفسه عضو في مجتمع العهد الذي يتصل بصورة جماعية مع الله وناموسه، وليس كأفراد. بكلمات أخرى، كان الشخص اليهودي واثقاً من موقفه أمام الله في حال كون الأمة اليهودية كلها في علاقة جيدة معه.

*إن مفهوم العهد الجديد للضمير ذو طبيعة فردية بصورة أكبر ويتضمن ثلاث حقائق أساسية. 

*أولاً، الضمير هو قدرة معطاة من الله للبشر لكي يقيموا بها ذواتهم. يشير الرسول بولس عدة مرات إلى ضميره بأنه "صالح" أو "طاهر" (أعمال الرسل 23: 1؛ 24: 16؛ كورنثوس الأولى 4: 4). لقد فحص الرسول بولس كلماته وأفعاله ووجد أنها متفقة مع مبادئه وقيمه، التي كانت بالطبع مؤسسة على مباديء الله. كان ضميره يؤكد نزاهة قلبه.

*ثانياً، يصور العهد الجديد الضمير كشاهد على أمر ما. يقول الرسول بولس أن الأمم لهم ضمائر تشهد على وجود ناموس الله مكتوباً على قلوبهم، رغم أنه لم يكن لهم ناموس موسى (رومية 2: 14-15). كما يلجأ إلى ضميره هو كشاهد على أنه يقول الحق (رومية 9: 1) وعلى أنه سلك بالإستقامة في تعامله مع البشر (كورنثوس الثانية 1: 12). يقول أيضاً أن ضميره يخبره بأن أفعاله ظاهرة أمام الله وشهادة ضمائر الآخرين (كورنثوس الثانية 5: 11).

*ثالثاً، الضمير هو خادم نظام قيم الفرد. إن نظام القيم الضعيف أو غير الناضج ينتج ضميراً ضعيفاً، في حين أن نظام القيم الناضج المكتمل ينتج إحساساً قوياً بالصواب والخطأ. في الحياة المسيحية، يمكن أن ينقاد ضمير الإنسان بفهم غير مكتمل للحقائق الكتابية ويتسبب في شعور بالذنب والعار غير متناسب مع الواقع. إن النضوج في الإيمان يعمل على تقوية الضمير.

*هذا الدور الأخير للضمير هو ما يتحدث عنه بولس في تعليمه بشأن تناول الأطعمة المقدمة للأوثان. فهو يقول بأنه بما أن الأوثان ليست آلهة حقيقية، فلا فرق إن كان الطعام مقدم لها أم لا. ولكن البعض في كنيسة كورنثوس كانوا ضعفاء في فهمهم وإعتقدوا أن هذه الآلهة موجودة بالفعل. هؤلاء المؤمنين غير الناضجين كانوا مرعوبين من فكرة تناول الأطعمة المقدمة للآلهة لأن ضمائرهم كانت تعتمد على أحكام مسبقة خاطئة وآراء خرافية. لذلك يشجع الرسول بولس أولئك الأكثر نضجاً في فهمهم ألا يمارسوا حريتهم في الأكل إذا كان ذلك يتسبب في إثارة لوم ضمائر إخوتهم الأضعف في الإيمان. الدرس المستفاد هنا هو أنه إذا كانت ضمائرنا نقية بسبب نضج الإيمان والفهم، فلا يجب أن نتسبب في عثرة أصحاب الضمائر الأضعف بممارسة الحرية التي تأتي مع الضمير الأقوى.

*إشارة أخرى للضمير في العهد الجديد هي الضمير "الموسوم" أو غير الحساس وكأنه تم كيه بحديد ساخن (تيموثاوس الأولى 4: 1-2). إن مثل هذا الضمير قد تقسى ولم يعد يشعر بشيء. إن الشخص ذو الضمير الموسوم لم يعد يصغي إلى وخزه، ويمكنه أن يخطيء بلا حدود، وأن يخدع نفسه بأن كل شيء على ما يرام في نفسه ويعامل الآخرين بلا حساسية ودون محبة.

*كمؤمنين علينا أن نحافظ على نقاء ضمائرنا بطاعتنا لله والحفاظ على علاقتنا معه. ونعمل هذا بتطبيق كلمته وتجديد قلوبنا بإستمرار. نحن نراعي من لهم ضمائر ضعيفة، ونعاملهم بمحبة مسيحية وعطف.

https://www.gotquestions.org/Arabic/  موقع

                                     +++++++

++المبحث السادس عن الضمير فى المسيحيه:-++

*الضمير الصالح  *

  الاستقامة في الحياة المسيحية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحفاظ على الضمير الصالح.  والاستقامة  هي التطابق التام بين الظاهر والباطن، بين أقوالي وأفكاري أو أفعالي ونياتي.  لذا فالضمير الصالح لا غنى عنه للحياة الصحيحة. 

* ما هو الضمير ؟ *

   الضمير هو الملكة الذهنية التي بها نحكم على سلوكياتنا أو هو ذلك الإحساس الداخلي الفطري بالصواب والخطأ ـ وقد أسماه أحد الدارسين: هو النفس متفكرة مليًا في نفسها.

   والكتاب وصف دور الضمير فقال: «لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ، مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ، فَهؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ،الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوبًا فِي قُلُوبِهِمْ، شَاهِدًا أَيْضًا ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً» (رو2: 14،15 ). وفي الترجمة التفسيرية "ويشهد لذلك ضميرهم وأفكارهم في داخلهم إذ تتهمهم تارة وتارة تبرئهم". فالإنسان إذًا متى فعل ما يتفق مع شريعة الله الأدبية يشعر بالسلام والراحة والهدوء  بل وتقدير الذات، ومتى تصرف ضدها شعر بالانزعاج والقلق والحزن بل والعار أيضًا.  وكلمة ضمير باليونانيةSuneidesis   وقد وردت أكثر من 30 مرة في العهد الجديد.  وتعني معرفة باطنية أي معرفة الإنسان بذاته بدوافعه وأفكاره . . أما في العبرية فكلمة ضمير Leb   . ترجمت قلب Heart . لأن الضمير في لب النفس الإنسانية لم يتمكن الفكر اليهودي من أن يُميِّز بين الضمير وبقية الكيان الداخلي للإنسان وهذا يتضح من الآتي : صلاة داود «قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي» ( مز51 : 10 )، أي اشتاق أن يكون له ضمير مطهر من الإثم.  «وكان بعد ذلك أن قلب داود ضربه على قطع طرف جبة شاول» (1 صم 24 : 5)، أي عانى من وخزات الضمير بسبب فعلته. 

   "القلب الرقيق" (2 أي34 : 27) هو ”الضمير الحساس“

   ولنلاحظ أن الضمير لا يمكن أن يقوم بدوره صحيحًا دون أن يستنير ويتشكَّل بكلمة الله.  ومن الخطإ أن نعول عليه بديلاً عن الكلمة أو نعتبره أنه صوت الله والفيصل في الحكم على الأمور. فلا بديل عن كلمة الله.  لا يصلح أن أقول إن ضميري مستريح لهذا الأمر، بل إني في ضوء ما تُعلِّمه الكلمة وإزاء إرادة الله المعلنة فيها، إن ضميري مستريح لهذا الأمر أو غير مستريح

  ** الضمير والحياة المسيحية **

 **  للضمير دور أساسي في كل نواحي الحياة المسيحية  **

1. هو ضروري للشهادة القوية.

2. وضروري للمحبة الحقيقية.

3. وضروري للخدمة المؤثرة.

4. وضروري للحياة الصادقة.

5. وضروري للحرب الروحية.

   الضمير والحياة المسيحية الصحيحة

1-إنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا برغبة المؤمن أن يكون له سلوك حسن جميل في عيون الآخرين وشهادة قوية تمجد الله وتُسكت المناقضين.  «صَلُّوا لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيرًا صَالِحًا، رَاغِبِينَ أَنْ نَتَصَرَّفَ حَسَنًا فِي كُلِّ شَيْءٍ» (عب 13 : 18).

«قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ وَلَكُمْ ضَمِيرٌ صَالِحٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ يَشْتِمُونَ سِيرَتَكُمُ الصَّالِحَةَ فِي الْمَسِيحِ، يُخْزَوْنَ فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ» (1 بط 3 : 14 ، 15).

   يا لها من مسؤولية إخوتي المؤمنين أن تكون لنا شهادة مسيحية قوية في بلادنا وسط من لا يعرفون المسيح خاصة في هذه الأوقات الصعبة والحرجة !!

 2- لا توجد محبة مسيحية حقيقية دون ضمير صالح.  هكذا علَّم بولس: «وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ» (1تي 1: 4)، فالضمير الصالح هو أحد القنوات الأساسية التي تنساب من  خلالها المحبة للآخرين.  هل لاحظنا أن ما يسميه الكتاب ”المحبة“ مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة الروحية الداخلية.  إنه ليس شكليات أو كلمات وقبلات والتي أخشى أن أقول إنها محبة برياء.

 3- الخدمة المسيحية المؤثرة والضمير الصالح صنوان لا يفترقان.  «هذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الابْنُ تِيمُوثَاوُسُ أَسْتَوْدِعُكَ إِيَّاهَا حَسَبَ النُّبُوَّاتِ الَّتِي سَبَقَتْ عَلَيْكَ، لِكَيْ تُحَارِبَ فِيهَا الْمُحَارَبَةَ الْحَسَنَةَ، وَلَكَ إِيمَانٌ وَضَمِيرٌ صَالِحٌ، الَّذِي إِذْ رَفَضَهُ قَوْمٌ، انْكَسَرَتْ بِهِمِ السَّفِينَةُ مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ أَيْضًا» (1تي1 : 18 ، 19). 

   يقول وليم ماكدونالد مُعلقًا على هذه العبارة: ”كان بعض الذين عاشوا في أيام بولس  قد ألقوا  جانبًا الضمير الصالح فانكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان.  إنه يشبههم بربان سفينة أحمق قد رمى بوصلته في البحر.  هؤلاء كانوا مؤمنين حقيقيين لكنهم لم يحافظوا على ضمائرهم رقيقة وحساسة.  بدأوا حياتهم المسيحية كمركب شجاع يبحر عبر اليَم.  لكنهم عوضًا عن أن يرجعوا إلى المرفإ مُحملين بالبضائع والأعلام مرفرفة ارتطموا بالصخور وجلبوا العار على نفوسهم وعلى شهادتهم.  الدرس لنا هو أن مجرد المعرفة الكتابية الصحيحة أو الانشغال في الكرازة والتعليم والوعظ دون الاهتمام بحياة التقوى السرية خطير للغاية“. 

 4- كان الرسول بولس حريصًا كل الحرص على أن يحتفظ بضمير طاهر فقال: «إنِّي أَشْكُرُ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ مِنْ أَجْدَادِي بِضَمِيرٍ طَاهِر..ٍ.» (2 تي 1 : 3).  لم يتنجس قط بفعل شيء كان يعلم أنه خطأ وفي كل مراحل حياته حرص أن يسلك حسب ما عنده من نور - هذا معنى الضمير الطاهر.  ونحن تستوقفنا هذه الحقيقة: هل نسلك بحسب النور الذي لدينا؟؟

   نعرف وندرس ونستمع ونعظ، هل يا ترى نسلك  بموجب هذا؟ إن لم نسلك بحسب ما لدينا من نور فإننا بحالة روحية خطيرة.  إنها حالة من الفصام الروحي أي الانفصال التام بين ما نعرف وما نعيش.  

   نعرف نحن أن مائدة الرب تستلزم حالة نقاوة عملية لكننا نذهب إليها والبعض في قلبه مرارة نحو إخوته الذين له شركة معهم، فهل هذا يليق؟!!

   نعرف جيدًا ونعظ أننا غرباء ونزلاء وقلوبنا غارقة في محبة المال والتكالب على جَمْعِه!!

   نعرف أن الكتاب نهانا عن ذم بعضنا بعضًا والأنين على إخوتنا، لكننا لا نتوقف عن أكل بعضنا بعضًا والنهش في بعضنا البعض!!

   نرنم كثيرًا عن أشواقنا لمحبة الرب ولا نحرك ساكنًا في خدمة المسيح والشهادة للهالكين، وللأسف أحيانًا لا نتوقف عن نقد الذين يتعبون في الخدمة لأنهم ليسوا على هوانا!! 

   آه .. نحتاج لوقفة صادقة مع أنفسنا. 

 5- الضمير الصالح هو الدرع الذي يلبسه كل خادم للمسيح فهو أحد الأسلحة الروحية التي لا يمكن الاستغناء عنها في معاركنا الروحية.  «إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ» (2كو10 : 4).  إنه يحمي الخادم من هجمات العدو العنيفة ضده.  

   كيف واجه بولس المعلمين الكذبة في كورنثوس الذين اتهموه بالكذب لأنه بلا مصداقية، له وجهان ويغير كلامه؟ لقد تصدَّى لهم من أول الرسالة قائلاً: «لأَنَّ فَخْرَنَا هُوَ هذَا شَهَادَةُ ضَمِيرِنَا أَنَّنَا فِي بَسَاطَةٍ وَإِخْلاَصِ اللهِ، لاَ فِي حِكْمَةٍ جَسَدِيَّةٍ بَلْ فِي نِعْمَةِ اللهِ، تَصَرَّفْنَا فِي الْعَالَمِ، وَلاَ سِيَّمَا مِنْ نَحْوِكُمْ»(2كو 1 : 12).

  كان ضميره يشهد له أنه تصرف بقداسة ودوافع نقية في كل معاملاته معهم.  لم يستخدم حكمة جسدية، ولم يلجأ إلى الوضوح في الكلام أو التلاعب في الكلام أو التحايل أو الالتفاف حول الحقائق.  كلا.. بل تصرف في نعمة الله بأساليب روحية والإخوة هناك كانوا يعلمون ذلك.  «وَأَمَّا اللهُ فَقَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ لَهُ، وَأَرْجُو أَنَّنَا قَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ فِي ضَمَائِرِكُمْ أَيْضًا» (2كو 5 : 11)، بل حتى لغير المؤمنين كان حريصًا أن ضمائرهم تشهد لهم بمصداقية بولس «لقَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ» (2 كو4 : 2).


   والآن إخوتي وأحبائي كيف ندرب أنفسنا ليكون لنا ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس (أع 24 : 16).  دعونا نسأل أنفسنا بعض الأسئلة ونكون صادقين في إجابتها: 

1- هل نعترف بكل خطية يكشفها الرب لنا بكلمته ونسرع بتركها فورًا؟ (أم 28 : 13)، (1يو 3 : 20).

2- هل نطلب الغفران ممن أخطأنا في حقه ونتصالح معه قبل أن نرفع صلوات أو نقوم بخدمات؟ (مت 5 : 23 ، 24). 

3- هل قمنا برد المسلوب إن كنا قد أخذنا شيئًا ليس من حقنا؟ وهل عوَّضنا عنه أيضًا؟ (عد 5 : 6 ، 7).

4- هل نحن صادقين في استحضار أنفسنا بشكل مستمر في نور محضر الله طالبين منه أن يفحصنا ويشير إلى ما لا يرضيه فينا؟ (مز 139 : 23 ، 24).

5- هل نواظب على دراسة الكلمة إلى الحد الذي به كأننا نغمر أذهاننا فيها حتى تشكل أفكارنا وتحكم ضمائرنا؟ (عب 4 : 12 ، 13)، فلا نعود نعثر ضمائرنا بفعل شيء نعلم أنه خطأ ولا نرتاب أو ننزعج بشيء لا يذكر الكتاب أنه خطأ.  إنه تدريب لازم للنضوج.  

                                                     * فريد زكي*

++++++++

+++مبحثا سابعا عن الضمير فى المسيحيه ورؤية اخرى حول الضمير الصالح:-+++

الضمير الصالح

أولاً: الله حين صمم وصاياه.

ثانياً: الضمير وعمله

ثالثاً: وضوح عمل الضمير فى البشر

رابعاً: لماذا يعتبر وجود ضمير صالح أمر ضوروى؟

خامساً: ما الذى يؤثر على تشكيل الضمير؟

سادساً: كيف يتشكل فينا ضمير صالح؟

سابعاً: الضغط على الضمير

ثامناً: الضمير والسلوك

تاسعاً: راحة الضمير

عاشراً: نتائج وأعمال الضمير الصالح

الشواهد الكتابية

(1تي19،18،5:1 & 1تي21:5 & عب18:13 & 1يو18:3-22 & 1صم4:24-7 & 1صم9،8:26)

(أف24:6 ) "المحبة .. .. .. فى عدم فساد"

(تث1:22-4 & عب2:13) أستضافة إبراهيم لثلاثة رجال بدون غرض.

***أولاً: الله حين صمم وصاياه:***

    إن الله هو المفكر العظيم الذى يُصمم ويصنع كل شئ بدقة من أجل هدف أو أهداف مُعينة.

وعندما صمم وصاياه للإنسان، لم يقصد أن يُصممها لأجل تخويف الإنسان، بل لكى تعمل فيه عملاً إذ تتحد بكيانه فتُغّيره وتُحوله إلى إنسان يحيا حياة غالية غالبة.

    من (1تى5:1) "وأما غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء". نرى أن الله قد صمم وصاياه بحيث يوصل الإنسان إلى حالة من طهارة القلب وصلاح الضمير والإيمان الحقيقى ليفيض من كيان الإنسان المحبة من نبع وجود هذه الثلاث صفات.

    أن نُحب الله والإنسان فهذا يعنى أن نُحب من كيان له هذه المواصفات. وإلا فإن تلك المحبة تكون وهماً يبدو فى صورة عاطفية جوفاء. إن المحبة هدف.

لكن كل هدف لابد أن ينطلق من قاعدة سليمة أو أرضية سليمة، وهذه القاعدة أو الأرضية هي:

الطهارة  للقلب

الصلاح  للضمير

الحقيقة  للإيمان

فإذا أفترضنا أن موضوع القداسة يُعالج طهارة القلب، فإنه من الضرورى أن نبحث فى موضوع الضمير.

*ثانياً: الضمير وعمله*

س ـ ما هو الضمير، وما هو عمله؟

    الضمير فى لغتنا العربية من الفعل "أضمر" أي أخفى أو خبأ نواياه فى داخله، ولذلك فهو متعلق بالإنسان الباطن، والإنسان الباطن هو منبع. توجد فى الإنسان خمس حواس طبيعية وهي: النظر، السمع، الشم، التذوق، اللمس.

ولكن توجد حاسة أخرى روحية وأدبية هي "الضمير" الذى يعتبر من المميزات التى ميز الله بها الإنسان، فقد أعطاه: الروح والعقل والإرادة والضمير.

*الضمير هو:*

حاسة التقدير أو التمييز الداخلى الأدبى والروحى فيما يخص الخير والشر وما يليق وما لا يليق.

وهذه الحاسة طرف مهم فى قضية تعامل الله مع الإنسان لأن الضمير يُشبه المؤشر أو البوصلة أو الناقوس أو الجرس الداخلى الذى يظل يدق حتى آخر نسمة من العمر. فهو أحد الأشياء التى أبقاها الله فى الإنسان رغم السقوط، وأحياناً يكون الإنسان قريباً من الله لأن ضميره يُؤنبه، فيرجع إلى الله ويبقى إلى جواره.

    ومن ترتيب الله أن جعل هذه الحاسة منتشرة فى روحه ونفسه ومؤثرة على ذهنه وقلبه بطريقة لا يقدر اي انسان أن يمسكها لأنه لو عرف مكانها لحاول أن يُعطله.

    إن الضمير هو الموضع الذى تصل إليه تنبيهات وتبكيتات الروح القدس، وعندما تصل يهتز كيان الانسان كله، وذلك لكى تخرج النفس من مخادعاتها وأباطيلها المُستقرة فى داخلها.

    ولكن الحقيقة التى يجب أن نعلمها هي: (ليس الضمير هو صوت الروح القدس) [ليس هو المقرر]. وإن كان يمكن أن الروح القدس يرشد الضمير أو يُبكته أو يوقظه. لكن ليس بالضرورة إن كل ما يشعر الإنسان به فى ضميره من الروح القدس.

    كما أن الضمير ليس هو الحكم الإلهي النهائى، ولكن مثل محكمة أو درجة أو المحكمة الإبتدائية. فحُكمهُ محدود، ولكنه يجب أن يأخذ دوره تماماً. وهو يحكم بما عنده من أسانيد أو قوانين أو علامات.

المثال: موقف "تيموثاوس" من شُرب الخمر (1تى13:5) "لا تكن فى ما بعد شراب ماء بل أستعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة". ولكن الأمر المؤكد أن الإنسان لو فقد أي حاسة من حواسه الخمسة فلن يؤثر ذلك على مصيره أو موقف الله منه. ولكن إن فقد الإنسان هذه الحاسة بالذات (الضمير) وأخمد صوته فى داخله فإن موقفه سيُصبح فى منتهى الخطورة أمام الله.

لأن العدو يعلم أن الضمير بيلتزم بإعلان إشارته أو دق أجراسه بناء على الإستنارة. لذلك يسعى الشيطان دائماً لكى يَعمى ذهن الإنسان فى يُشرق أمام عينيه نور الحق وبالتالي يبقى ضميره فى ظلام. إنه ضد تجديد ذهن المؤمن أيضاً، لأن تجديد ذهنه سيُساعد على إشراق الحق فى حياته، وبالتالى يتأثر ضميره بذلك فيتقدم فيكون ذلك ضرراً على مملكة الظلمة.

***ثالثاً: وضوح عمل الضمير**

-       داود عندما ضربه قلبه (1صم5:24) "وكان بعد ذلك أن قلب داود ضربه .. .. .."

-   بيلاطس حين غسل يديه بعد تسليم المسيح (مت24:27) "فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئاً بل بالحرى يحدث شغب أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلاً أنى برئ من دم هذا البار. أبصروا انتم"

-   الفريسيين حين خرجوا من أمام يسوع (يو9:8) "وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تُبكتهم خرجوا واحداً فواحداً مُبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين وبقى يسوع وحده والمرأة واقفة فى الوسط"

-   فيلكس الوالى عندما أرتعب وصرف بولس الرسول حين تكلم عن البر والتعفف والدينونة (أع25:24) "وبينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون أرتعب فيلكس وأجاب أما الآن فأذهب ومتى حصلت على وقت استدعيك"

 

*رابعاً: لماذا يعتبر وجود ضمير صالح أمر ضرورى للمسيحى؟*

1- المحافظة على قيمة الحق أو المبادئ كاملة بلا نُقصان.

- "لأننا لا نستطيع شيئاً ضد الحق بل لأجل الحق" (2كو8:13).

- "لا تنقل التُخم القديم الذى وضعه آباؤك" (أم28:22).

2- المحافظة على وحدانية الروح لأعضاء جسد المسيح.

- ".. .. والنمّام يفرّق الأصدقاء" (أم28:16).

3- فى تنفيذ الالتزمات أو المسئوليات بالدقة اللائقة بأمانة، وحمايتنا من مناخ الأعذار. 

- "أيضاً المتراخى فى عمله هو أخو المسرف" (أم9:18).

4- فى تنمية الإنسان على درجة من الإحساس بالآخرين. 

- "من يسد أُذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضاً يصرخ ولا يُستجاب" (أم13:21)

- لا تتغاطى: "لا تنظر ثور أخيك أو شاته شارداً وتتغاطى عنه بل ترده إلى أخيك لا محالة، وإن لم يكن أخوك قريباً منك أو لم تعرفه فضُمه إلى داخل بيتك ويكون عندك حتى يطلبه أخوك حينئذ ترده إليه. وهكذا تفعل بحماره وهكذا تفعل بثيابه، وهكذا تفعل بكل مفقود لأخيك يُفقد منه وتجده. لا يحل لك أن تتغاطى. لا تنظر حمار أخيك أو ثوره واقعاً فى الطريق وتتغافل عنه بل تُقيمه معه لا محالة" (تث1:22-4)

- مثال : السامرى الصالح

- إن كان يُعثر أخى: "لذلك إن كان طعام يعثر أخى فلن آكل لحماً إلى الأبد لئلا أعثر أخى" (1كو13:8).

- المراقبين الضمير: الآب والأبن والروح القدس والملائكة: "أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين أن تحفظ هذا بدون غرض ولا تعمل شيئاً بمحاباة" (1تى21:5).

- ضميرى شاهد لى بالروح القدس: "أقول الصدق فى المسيح لا أكذب وضميرى شاهد لى بالروح القدس (رو1:9).

- مع بلعام الطريق ورطة: "فقال له ملاك الرب لماذا ضربت أتانك الآن ثلاث دفعات. هأنذا قد خرجت للمقاومة لأن الطريق ورطة أمامى" (عد32:22).

*خامساً: ما الذى يؤثر على تشكيل الضمير*

- صوت الحق الذى يقتنع به الإنسان: "أقنعتنى يارب فاقتنعت وألححت عليَّ فغلبت .. .." (آر7:20).

- المبادئ السارية والمعرفة المتوفرة بحسب الزمان: "لا تكن فى ما بعد شراب ماء بل أستعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تى23:5).

·   من موقف تيموثاوس إزاء الخمر نرى أن الضمير يتشكل من تأثير البيئة أو المجتمع الذى يحيط بالإنسان سواء كان إيجابياً أو سلبياً. فالنشأة والنطاق المحيط به يطبع على الإنسان مفاهيم أو قواعد سارية وعندما يتغير النطاق أو النشأة يبدأ الضمير يؤنب صاحبه على المبادئ الحسنة التى تخلى عنها، وهكذا. فالضمير ليس التنبوء بما فى المستقبل ولكنه المرآة أو البوصلة التى تُميز إتجاه الشمال فقط دون أن تقول أن هناك خطراً فى إتجاه الشمال.

- الضمير مرتبط بالنشأة والمعرفة: أبيمالك "ألم يقل لى أنها أختى وهي أيضاً نفسها قالت هو أخى. بسلامة قلبى ونقاوة يديّ فعلت هذا. فقال له الله فى الحلم أنا أيضاً علمت أنك بسلامة قلبك فعلت هذا. وأنا أيضاً أمسكتك عن أن تُخطئ إليَّ. لذلك لم أدعك تمسّها" (تك6،5:20).

- ثورة الضمير وموقفنا منها: ولما كانت ضمائرهم تكتهم خرجوا لكن دون أن يُصححوا موقفهم، فبلا شك عاد ضميرهم وخمد مرة أخرى. "وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحداً فواحداً مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين" (يو9:8).

·        إيليا فى إماتته خمسون وخمسون دفعات أرسلهم له أخزيا ملك السامرة.

·   إليشع لعن أثنين وأربعين طفلاً: "فالتفت إلى ورائه ونظر إليهم ولعنهم باسم الرب. فخرجت ديَّتان من الوعر وافترستا منهم أثنين وأربعين ولداً" (2مل24:2).

·        يسوع رفض ذلك تماماً من تلاميذه: "فالتفت وانتهرهما وقال لستما تعلمان من أي روح انتما" (لو55:9).

فالضمائر هنا كانت مُقيدة بحدود المتعارف عليه أو المبادئ السماوية، إذن ما يرتوى منه الإنسان بالسمع والتفكير يؤثر فيه إيجابياً أو سلبياً، ويفرض نفسه على الحياة، ولذلك جاءت الوصية: "اشتهوا اللبن العقلى العديم الغش لكى تنمو به" (1بط2:2).

*سادساً: كيف يتشكل فينا ضمير صالح؟*

وكيف يكون لنا الضمير الصالح؟

لأن البيئة والنشأة لهما تاثير على تشكيل الضمير لذلك فعلى المؤمن الحقيقى أن يُزرع فى بيئة جديدة أو المجتمع الروحى الحقيقى والمصادر الروحية التى ترويه ويتكون فى أسرة روحية بخلاف أسرته الجسدية التى قد يجد أو لا يجد فى وسطها المناخ السليم ليتربى من جديد حتى يتشكل فيه الضمير الصالح. ولكن قد لا يجد افنسان هذه البيئة ولا يعرف هذه الأسرة، ولكن إجابة داود عن طلبه لبيئة أو مناخ جديد: "شهاداتك هي لذاتى أهل مشورتى" (مز24:119) إذن أهل داود الجدد هم شهادات الرب أي ما يشهد به عن نفسه.

وعندما أعلن ملكى صادق لإبراهيم عن أن الرب هو الله العلى دخل هذا الإعلان إلى ضميره وفى أول موقف صادفه بعد ذلك تعامل بنفس هذا الإعلان مع ملك سدوم (تك14)، وتصرف باستقامة ونزاهة وحفظ لكرامة الله.

"أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين أن تحفظ هذا بدون غرض ولا تعمل شيئاً بمحاباة" (1تى21:5).

هو من صاحبة يسلك بمبادئ كلمة الله وقواعد الحياة المطابقة للكلمة بدون غرض إلا أن هذه المبادئ هى حق. وقد فسرها بولس قائلاً لا تفعل شيئاً بمحاباة والمحاباة هي الغرض.

1- يفهم شهادات الله عن نفسه ويؤمن بأن السلوك بها إلزام وأنها الأفضل.

شهادات: من كلمة الله*

"أنه ما دامت نسمتى فيَّ ونفخة الله فى أنفى. لن تتكلم شفتاى أثماً ولا يلفظ لسانى بغش" (أي4،3:27).

بالصراحة: فى القول مثل تميوثاوس: "إلى تيموثاوس الابن الصريح فى الإيمان نعمة ورحمة وسلام من الله أبينا والمسيح يسوع ربنا" (1تى2:1).

الوضوح: فى التصرفات (لا لف ولا دوران) طبيعته مثل طبيعة الله "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبى الأنوار الذى ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع17:1). "لأننا لا نستطيع شيئاً ضد الحق بل لجل الحق" (2كو8:13).

2- لا يُخبئ نية من نوايا حياة الظلمة.*

موقف داود من العماليقى الذى أمات شاول بل بالعكس رثا داود شاول بمرثاة وقال عنه أنه محبوب وليس المكروه (2صم1)، كان لا يشمت فى أحد أو يشتاق لرؤية أنتقام الله له من إنسان ما.

3- فحص دورى للضمير .. والاستعداد لإصلاح الخطأ مهما كان الثمن:*

فى هذا الفحص يتم (البحث عن الدوافع التى تقودنا إلى القيام بعمل شئ خير أو شر .. وكذلك بحث النية التى وجهت نشاطنا لأن فى ذلك منفعة كبرى لنا. لأن ذلك يؤدى إلى تقدم روحى ملموس فى حياتنا الداخلية وأعمالنا الخارجية. ويحتاج الأمر أن نفسح وقتاً لمثل هذا الفحص.

أمثلة على الفحص*

المثال الأول: (تصرفات مع إنسان خالية من المحبة)*

لنتصور مثلاً إن إنساناً يعطى فرصة لفحص ضمير، فقد يكون يتصرف دائماً مع شخص آخر تصرفات لا تتسم بالمحبة.

لذلك ففى فرصة فحص الضمير، هو يبحث بكل صدق وإخلاص عن أسباب تصرفه هذا:

-       هل لأنه لا يستطلفه؟

-       هل لأنه يغير منه؟

-       هل لأنه لا يسامحه على ذنباً قد اقترفه فى حقه؟

ثم تأتى بعد ذلك الخطوات العنملية (الإيجابية) وهذه يقودنا فيها الروح القدس من خلال الذهن المُتجدد على أنه دائماً ما يحكمنا فى الخطوات الإيجابية مبادئ أعتبرها مبادئ ضمير صالح وهي:

-       القيام بالخطوة العملية ليس بعد طول زمان.

-       يكون التصرف كما لو كان يسوع المسيح نفسه أمام هذا الموقف.

مثا آخر فى الفحص (خدمة إنسان للرب)

شاب يُعيد النظر فى رسالته أو خدمته.

-       هل يخدم المسيح حقاً أو يخدم نفسه وشهرته وشعبيته؟

-       هل توجد جوانب تظاهر وإدعاء أم كل شئ حقيقى ونابع من القلب وتحرك الروح القدس؟

-       هل هو صادق فعلاً إذ يقدم الخدمة لأنها ضرورية للآخرين .. أم لأنه يريد أن يستخدمها لذاته فيما بعد؟

-       هل يلتزم بتقديم الحق أم يُقلل منه لإرضاء بعض النقوس والأطراف؟

4- احترام إلى أقصى درجات التقديس لنداءات وإيضاحات الرب من أول مرة. (موضوع بلعام [عدد23،22])

فالضمير الصالح هو الذى تُشكله كلمة الله وتُسيطر عليه فى جميع الأمور وتخلق منه إنسان ذو مبادئ روحية سامية ثابتة.

كذلك علاقات الإنسان مع أُناس عديمى الضمير يجلب له تأثيرات مُضعفة لكيانه وضميره.

صور تكوين الله لضمير من له

*حساسية الضمير التى كان الله يريد إن يُثبتها فى شعبه.  *

إننا لا نتعلم الحق بمجرد فهم عقولنا له فقط، بل أيضاً بواسطة ضمائرنا، فحينما يكون الضمير حساساً جداً وسريع الاستجابة لكلمة الله حينئذ ينكشف له الحق بالروح القدس ويُصبح الإنسان قادر على الفهم ويجد المسرة فى العمل طبقاً لمشيئة الرب "أن سنة بيت الله هي القداسة" (حز43)

أمثلة من كلمة الرب على موضوع حساسية الضمير

*أولاً: من العهد القديم:*

- (عدم التغاضى ـ الإحساس بالخطأ ـ رفع العثرات ـ قطع الغرض على العدو)

"لا تنظر ثور أخيك أو شاته شارداً وتتغاطى عنه بل ترده إلى أخيك لا محالة، وإن لم يكن أخوك قريباً منك أو لم تعرفه فضُمه إلى داخل بيتك ويكون عندك حتى يطلبه أخوك حينئذ ترده إليه. وهكذا تفعل بحماره وهكذا تفعل بثيابه، وهكذا تفعل بكل مفقود لأخيك يُفقد منه وتجده. لا يحل لك أن تتغاطى. لا تنظر حمار أخيك أو ثوره واقعاً فى الطريق وتتغافل عنه بل تُقيمه معه لا محالة" (تث1:22-4)

المكاييل: "معيار فمعيار مكيال فمكيال كلاهما مكرهة عند الرب" (أم10:20).

فى العهد الجديد

- يسوع فى إزالة العثرات

"ولما جاءوا إلى كفر ناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا أما يوفى معلمكم الدرهمين قال بلى فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلاً ماذا تظن يا سمعان ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية أمن بنيهم أم من الأجانب. فقال له بطرس من الأجانب. قال له يسوع فإذاً البنون أحرار ولكن لئلا نعثرهم أذهب إلى البحر وألق صنارة والسمكة التى تطلع أولاً خذها ومتى فتحت فاها تجد استاراً فخذه وأعطهم عنى وعنك" (متى24:17).

- بولس فى اقتناعه عما يُعثر

"لذلك إن كان طعام يعثر أخى فلن آكل لحماً إلى الأبد لئلا أعثر أخى" (1كو13:8).

- أدرب نفسى

"لذلك أنا أيضاً أدرب نفسى ليكون لى دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس" (أع16:24)

- وضميرى شاهد لى

"أقول الصدق فى المسيح لا أكذب وضميرى شاهد لى بالروح القدس" (رو1:9).

فقد يكون على الضمير تراكمات من الأتربة عبر سنين طويلة جعلته ينام. لكن الله يعرف أن يقظ الضمير، ويُعطيه حساسية فيعود الإنسان يُفكر ما الذى يفعله ولماذا؟

مثال: جون ينوتن المرنم الإنجليزى وكيف أستيقظ ضميره فى فترة خلوة مع الرب فتوقف تماماً عن تجارة الرقيق. الله له سلطان على إيقاظ الضمير.

والمهم الآن ما هو موقفنا من هذا الإيقاظ لأن المسيح إذا أبتدأ يكتب على الأرض كانت ضمائر الفريسيين تبكتهم فخرجوا واحداً وراء الآخر (يو8). فأين كانت ضمائرهم من قبل. لكن بعد أن ايقظ المسيح ضمائرهم خرجوا. لكن كم نفساً منهم تابت وأصلحت موقفها مع الله؟ هذا هو السؤال المهم.

*سابعاً: الضغط على الضمير*

لأن العدو يعلم أن الضمائر الصالحة فى حياة المؤمنين تُشكل خطورة كبيرة على مملكته، فهو يُجاهد لكى يُمارس ضغطاً على ضمائرنا مُحدثاً تحولات فى دوافعنا بعد أن كانت مستقيمة هادفة تتحول إلى دوافع رخوة تستجيب لأي مؤثرات خارجية مثل هذه الضغوط تتعب النفس، فيضطر الإنسان أن يتناسى ما أقتنع به ليستجيب لمطالب خارجية ربما لم يفكر فيها من قبل.

الأمثلة: (حالات قبلت الضغط)*

-   ضغط سارة على إبراهيم أن يدخل على هاجر ويُنجب منها (كانت تُريد أن تريحه. فضغطت على ضميره، والنتيجة تعبت هي وإبراهيم، وتعبت هاجر، وتعب إسحق فيما بعد( (تك16).

-   ضغط دليلة على شمشون حتى كشف لها السر فى قوته، والنتيجة أنها أذلته. "ولما كانت تضايقه بكلامها كل يوم وألحت عليه ضاقت نفسه .. .. فكشف لها" (قض16:16).

(حالات رفضت الضغط)

-       نحميا مع الأعداء فى محاولتهم معه أن يهرب إلى بيت الرب. أستيقظ ضميره. "أرجل مثلى يهرب" (نح11:6)

-       يوسف "كلمت يوسف يوماً فيوماً أنه لم يسمع لها" (تك10:39)

-       مارتن لوثر الذى كاد أن يفعل تسوية مع الكنيسة. بعد محولة الكنيسة الكاثوليكية أن تضغط عليه.

كيف يحاول إبليس أن يضغط على ضمائرنا؟

ماذا يقول لك العدو وهو يمارس ضغطاً على ضميرك أنه يقول عندما يحمل لك الخطأ:

1-   الكل أو الغالبية تفعل هذا الأمر

2-   الخطأ يمكن إصلاحه فيما بعد

3-   الخطأ لمرة أو لمرات معدودة لكنه لن يدوم

4-   ليس من المنتظر أن الناس ترى هذا الخطأ

5-   يمكن أن تنغمس فى أي عمل أو نشاط وهكذا تغطى الخطأ

6-   المصلحة الشخصية والظروف الحالية تستلزم الخطأ

7-   الله لم يفعل لى الشئ الفلانى، أو ما تريده، ولذلك يحق لك أن تفوت أو .. ..

لكن لا تقبل أن يتحول مسار قلبك عن القداسة والبر والحق حتى لو كان ضد

1-   مصالحك الشخصية ".. .. لست استطيع أن انقب وأستحى أن استعطى" (لو3:16)

2-   وأحذر من الأعذار "قد خلعت ثوبى فكيف ألبسه. قد غسلت رجليَّ فكيف أوسخهما" (نش3:5)

*ثامناً: الضمير والسلوك*

"صلوا لأجلنا. لأننا نثق إن لنا ضمير صالح راغبين أن نتصرف حسناً فى كل شئ" (عب18:13).

·        يقينية الضمير الصالح*

الرسول هذا واثق إن له ضميراً صالحاً، ولكن يطلب الصلاة لأجله لكى يتصرف حسناً فى كل شئ.

إذن: هل يُخشى من فجوة بين الضمير والسلوك، أو هل هناك تداخلات تؤثر على السلوك رغم وجود ضمير صالح.

توجد ثلاث حالات يحتاجوا الفحص وهم:

*ضمير صالح وسلوك غير سليم

*ضمير غير صالح وسلوك سليم

*ضمير صالح وسلوك سليم

1-   ضمير صالح وسلوك غير سليم (خاطئ)*

أمثلة:

-   يشوع فى محاولته إسكات "ألداد وميداد" الرجلين الذين كانوا يتنبأون خارج المحلة. كان غيوراً على الخطة التى رسمها الله لموسى. الدافع غيرة مقدسة، لكن بجهل ونقص فى الفهم الروحى أدى إلى تصرف غير سليم "فأجاب يشوع بن نون خادم موسى من حداثته وقال يا سيدى موسى أردعهما" (عد28:11).

-   بطرس حين أخذ يسوع على جنب وابتدأ ينتهره لأنه أعلن عن موضوع الصلب. "فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلاً حاشاك يارب لا يكون لك هذا" (مت22:16).

العلاج:

نعلم الترتيب والانتظار والتدريب على الفهم الجيد مثل:

1-    الاهتمام بالمضمون والجوهر وليس الظاهر فقط (موضوع يشوع وحداثته) (عد28:11).

2-    التدريب على فهم تداخلات إبليس (لأنه نطق على لسان بطرس) (مت22:16).

3-    تأكد من توقيت الأمر مثل موسى نفسه عندما ترك بيت فرعون ونزل لكى يُذل مع شعب الله، لكن تصرف بتسرع وحماس مما أضطره أن يهرب إلى ميديان. (خر15:2)

2- ضمير غير صالح وسلوك سليم*

مثل:

-   الناس الذين كانوا يكرزون عن حسد وخصام فى (في14:1-16) "وأكثر الأخوة وهم واثقون فى الرب بوثقى يجترئون أكثر على التكلم بالكلمة بلا خوف. أم قوم فعن حسد وخصام يكرزون بالمسيح وأما قوم فعن مسرة. فهؤلاء عن تحزب ينادون بالمسيح لا عن إخلاص ظانين أنهم يضيفون إلى وثقى ضيقاً"

التصرف كان سليم لأن العالم محتاج للبشارة والرب يسوع قال "إكرزوا" وبولس دخل السجن والساحة محتاجة لمُبشرين. ولكن كانت النية غير سليمة تماماً، كانت الكرازة مقترنة بنوعاً من الشماتة فى بولس وأتباعه هؤلاء يخلطون الغرض الإلهي بالمصلحة الشخصية أو الأفكار الجسدية وظاهرياً هم يعملون فيما لله لكن الدوافع غير سليمة لذلك تكون الحياة مريضة.

الحل:*

وقفة أمانة وتدقيق فى التصحيح الداخلى والاستعداد للتصحيح والاستفادة من المواقف فى تصحيح داخلى وتحول رد النفس إلى الله وتصفية الدوافع كما بمصفاة. لأن الكتاب يقول أن الله سيحضر كل عمل للدينونة أو الحكم. "فعمل كل واحد سيصير ظاهراً لأن اليوم سيُبيّنه. لأنه بنار يستعلن وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو" (1كو13:3). نجد نوعية تبنى قش وعشب وخشب (أي مظهر فقط).

3- ضمير صالح وسلوك سليم*

مثل:

راعوث التى ذهبت وراء نعمى بدافع أو بضمير صالح لعبادة الرب وتبعيته والشركة مع شعب الرب والانضمام له، لم يكن فى غرضها إطلاقاً الإلتصاق بنعمى لأجل مصلحة شخصية.

والدليل على ذلك شهادة بوعز عنها: "فقال أنك مباركة من الرب يا بنتى لأنك قد أحسنت معروفك فى الأخير أكثر من الأول إذ لم تسعى وراء الشبان فقراء كانوا أو أغنياء" (را10:3)، ثم أقترن بها. وخطوات هذا الأقتران لم ترسمها هى بل نعمى هى التى أرشدتها ووجهتها ماذا تفعل لتكون كل التصرفات سليمة وقانونية.

ضمير صالح                                وسلوك سليم

كانت تريد الرب فقط                     خضعت للإرشاد والتوجيه                                 (إرشاد الروح القدس) 

إن الدليل على أن لنا ضميراً صالحاً ونريد أن نسلك حسناً هو: استرشدنا بالرب وتوجيهاته والالتزام بها. "لذلك أنا ايضاً أدرب نفسى ليكون لى دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس" (أع16:24).

*تاسعاً: راحة الضمير*

لا توجد راحة أو لذة للنفس بعد لذة حضور الله بالروح القدس فى الحياة. ألا وتكون راحة الضمير بأننا نُرضى الله.

-   فخرنا هو شهادة ضميرنا "لأن فخرنا هو هذا شهادة ضميرنا أننا فى بساطة وإخلاص الله لا فى حكمة جسدية بل فى نعمة الله تصرفنا فى العالم ولا سيما من نحوكم" (2كو12:1).

-   لقد شهد عن أخنوخ أنه قد أرضى الله "بالإيمان نقل أخنوخ لكى لا يرى الموت ولم يوجد لأن الله نقله إذ قبل نقله شهد له بأنه قد ارضى الله (عب5:11).

-   وأعلن يوحنا إن عدم لوم قلوبنا يتيح لنا فرصة ذهبية وهى أنه مهما سألنا ننال لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه. "إن لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله ومهما سألنا ننال" (1يو19:3-22)

-   إن بيلاطس كان يرى أنه لن يستريح داخلياً لذلك أسرع وغسل يديه ظناً منه أنه يُريح نفسه من قلق الضمير، ولكن هيهات. لقد كان يُسكن ضميره زوراً وليس حقاً.

-       وأحكام الله لمن يغالط ضميره

الويلات: "ويل للقائلين للشر خير .. .." (إش20:5) وقد نالها أبشالوم الذى كان يُجامل الناس فى قضاياهم لأجل أن يكسب ولاءهم معه.

عاشراً: نتائج وأعمال الضمير الصالح 

1- الغيرة المقدسة: فينحاس ـ يسوع فى الهيكل

 - الغيرة على اوقاتنا الضائعة

 - الغيرة على أخوتنا المأسورين مع الشيطان

 - الغيرة على أسم الرب

2- يؤخذ هذا الإنسان قدوة أمام الآخرين وشهادة الآخرين عنه.

- الشعب مع صموئيل

- بولس أمام قسوس أفسس

3- شهادة الروح فى داخلنا (2كو12:1)

                                               + +  +

+++مبحثا ثامنا عن الضمير فى المسيحيه من محاضرات الكلية الاكليريكيه:-+++

=لاهوت أدبى=

=محاضرات فى علم اللاهوت الأدبى إعدادالقمص مرقوريوس صليب + مقدمة فى علم اللاهوت :=

تعريفه هوالعلم الذى يبحث فى الآداب المسيحية و الاخلاق التى يلتزم بها المؤمن المسيحى فى حياته الخاصة و العامة . 

الفرق بين اللاهوت الأدبى و الفلسفات الاخلاقية ( علم الاخلاق ) .

أولا : اللاهوت الأدبى :-

+ يبحث اللاهوت الأدبى فى الخلاق و الآداب من جهة النظر المسيحية ورأى الدين فيها . أما الفلسفات و العلوم الأخلاقية فهى تبحث فى الاداب و الخلاق بصفة عامة . 

+علم الخلاق يعتمد على المبادئ الطبيعية أو الشريعة الطبيعية او الشريعة الطبيعية أى " الضمير " الموجود فى الانسان . أما علم اللاهوت الأدبى فهو يعالجها ( الفضائل و الرذائل ) مستعينا بالكتاب المقدس وأقوال الأباء و تعاليم الكنيسة وذلك بالنسبة لسلوك الفرد فى المجتمع و الكنيسة . 

+ علم الخلاق ما هو إلا دراسة ظاهرية يقوم على اساس سلوك الإنسان الظاهرى و السطحى . أما علم اللاهوت الأدبى فهو قادر على ان يدخل فى اعماق القلب و المشاعر و يحاسب على الأفكار قبل الأعمال  .

=ماهى اهمية علم اللاهوت الأدبى ؟ =

+ لا غنى عنه لإنسان المسيحى لأنه يشرح له الشريعة المسيحية و يحدد موقفها من الأفكار أو الأقوال و الأعمال و هى معرفة ضرورية لكل من يريد أن يعيش حياة روحية سليمة فى هذه الحياة

+ اللاهوت الأدبى لازم أيضاً وبصفة خاصة للكاهن ودراسة اللاهوت – فالكاهن بوصفة معلماً للفضيلة يستعين به فى توجيهاته فى سر الاعتراف و فى عظاته للشعب و مع ان جميع الأسرار المقدسة قائمة على استحقاق " دم المسيح له المجد و لا يتوقف فعلها على صلاح الكاهن . لكن سر الاعتراف يرتبط بشخص الكاهن لا من حيث سلطان السر فى الحل و الربط و الغفران بل من حيث العلاج الذى يتوقف على اهلية الكاهن للقيام بمهمته المرشد فى سر الاعتراف لذلك من شروط الكاهن ان يكون عالماً بالشريعة متفقا فيها . 

=الشريعة=

اللاهوت الدبى مرتبط بالشريعة المسطورة فى الوحى الإلهى التى اعلنها الله لموسى و قد سميت الأسفار الخمسة الأولى بشريعة موسى و يمكن تقسيمها الى ثلاثة أقسام :-

الشريعة الأدبية و تشمل :-=

الأوامر الخاصة بعبادة الله و الآداب الواجبة على المؤمن من نحو الله و نحو الآخرين ( خر : 20 ) و مفصله فى سفر التثنية " الوصايا العشر "


+ الشريعة الطقسية و هى :-=

خاصة بطقوس و الترتيبات المتعلقة بشئون العبادة من حيث :

1-البناء و تصميمه الداخلى و الخارجى

2-البخور و الذبائح و القرابين

3-اختصاص الكهنة و رئيس الكهنة و باقى اللاويين

4-أنواع الذبائح : الحيوانات الطاهرة و الحيوانات الغير الطاهرة المحرقة . الخطيئة . و الاثم . السلامة . الدقيق . البكور . العشور . و النذور . الاصوام و الأعياد ..... الخ ( خر 24 _ 40 ) و اللاويين باكمله و اجزاء من سفر العدد و التثنية

+ الشريعة السياسية :-

و هى الشريعة التى تنظم السياسة الداخلية و الخارجية :-

+ الشريعة الخارجية :-

و هى خاصة بالعلاقات التى ترتبط الشعب الإسرائيلى بغيرة من شعوب الأرض

+ الشريعة الداخلية :

خاصة بعلاقة الأفراد بعضهم البعض من حيث :-

+ المعاملات المدنية من بيع و شراء و ايداع و اعاره وقرض ورهن .

+ الاحوال الشخصية من عقد زواج و اختيار الزوجة ودرجات القرابة و عدد الزوجات و الطلاق احكامه وشروطه و موانعه . 

+ المواريث ( الميراث ) و كيفية توزعها . 

+ العقوبات التى يجب تطبيقها على الأفراد عند مخالفتهم لأوامر الله أو عندنا يسيئون الى بعضهم البعض و العقوبات مثل : الأمراض والأوبئة و المجاعات و السقوط فى ايدى الاعداء . النفى السبى القتل الرجم التعويضات المالية و العينية نجدها فى ( خر 21 – 23 ) و التثنية . 

=+ ما موقف المسيحية من شريعة العهد القديم ؟= 

نقطة هامة : يجب ان نعرفها أن الديانة المسيحية ليست ديانة جديدة كل الجدة و لا هى ديانة قامت على أنقاص الديانة اليهودية و لكن المسيحية هى هى بعينها الديانة اليهودية و لكن فى صورة كاملة . الديانة اليهودية هى هى بعينها الديانة المسيحية و لكن فى صورة مجملة

+ إذن الديانتين غير متعارضتين أو متناقضتين فإله العهد القديم هوهو اله العهد الجديد هذا الموقف وضحه رب المجد عندما قال " لا تظنوا غنى جئت لانقض الناموس و النبياء ما جئت لانقض بل لكمل " متى 5 : 17 "

+ فالمسيحيين يضموا العهد الجديد الى العهد القديم فى كتاب واحد يؤمنون به كله . 

السيد المسيح نفسه نفذ أحكام شريعة العهد القديم :-

+ يسمح بأن يختتن فى اليوم الثامن .

+ تقدم امه زوج يمام أو فرخى حمام و هو ما أمرت به الشريعة

+ تقدم الى يوحنا المعمدان للعماد . 

+ يجيب على ابليس فى التجربة على الجبل من العهد القديم رغم انه كان يستطيع ان يعطى كلمات أخرى من فمه الطاهر . 

+ " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ...................... ( تثنية 8 : 3 )

+ " للرب ألهك تسجد وإياه و خده تعبد .................. ( تثنية 6 : 13 ) .

+ " لا تجرب الرب الهك .................................. ( تثنية 6 : 16 ) . 

+ قال للأبرص بعد شفاءه " اذهب أرى نفسك للكاهن و قدم القربان الذى امر به موسى "

+ قال للشاب الغنى احفظ الوصايا .

+ تمم الفصح اليهودى ( متى 26 : 30 )

تابع موقف المسيحية من شريعة العهد القديم :-

* و إذا نظرنا للموعظة على الجبل نظرة غير فاحصه نظن إن السيد المسيح قد جاء بشريعة جديدة مخالفة لشريعة العهد القديم خصوصاً قوله الربانى " سمعتم إنه قيل للقدماء .... و أما فأقول لكم ...

* و لكننا عندما نتأمل مليا نجد انه لا يوجد تناقص بال تكميل لشريعة العهد القديم مثال لذلك :-

+ قول رب المجد " سمعتم إنه قيل للقدماء لا تحنث بل أو فى للرب أقسامك و أما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسى الله و لا بالأرض لأنها موطئ قدميه و لا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم و لا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحة بيضاء أو سوداء بل ليكن كلامك نعم نعم . لا لا و مازاد على ذلك فهو من الشرير ( متى 5 : 33 – 37 ) . 

+ ليس هناك تناقص بين الشريعتين لأن رب المجد لم يقل أحنث و لكن اراد الوفاء مثل العهد القديم بدليل قوله ليكن كلامكم نعم نعم .... لا لا .

+ و أراد أن ينبه لشئ أخر لم يعرفه الشعب وجاء الوقت ليعرفوه فقد كان فى القديم ( لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً " خر 20 : 27 ) . 

و اكثر من ذلك طلب الله أن يحلفوا باسمه ( أحترز لئلا تنسى الرب الذى أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية الرب الهك تتقى و اياه تعبد و باسمه تحلف " تثنية 6 : 13 "

+ وبشأن المرأة المتهمة بالخيانة الزوجية يقول وسيستحلف الكاهن المرأة ( عدد 5 : 19 ) . 

+ كان الله يوجد أنه يحلف الشعب به للأسباب الآتية :-

+ كان مستواهم الروحى ضعيف .

+ كان بالقرب منهم امماً تحلف بمعبوداتها فكان الله لابد و أنه يسمح لهم أن يحلفوا به علامة على تعبدهم له. 

+ لكى يخافوا الله و لا يحلفوا به باطلا . 

+ لكن لما جاء السيد المسيح كان ذهن الشعب قد ارتقى فلا خوف عليهم من عبادة الأصنام و من ناحية أخرى كان علماء اليهود قد أباحوا لهم أن يحلفوا بالله فى جميع الأمور حتى التافه منها . 

+ فالغرض الذى من أجله سمح لهم أن يحلفوا به قد انتهى لذلك امر رب المجد لا تحلفوا البتة . 

خلاصة القول :

إذن شريعة العهد الجديد هى هى شريعة العهد القديم ولكن فى صورة أرقى و ما نقوله عن هذه الوصية نقوله على باقى الوصايا .

+ فكل ما قاله الرب يسوع المسيح لم يكن فيه أدنى مخالفة للشريعة القديمة و لقد كان يحرص له المجد على تبيان هذه الحقيقة دائما فعندما يقول " كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم أيضاً بهم " ويعقب على ذلك بقوله " لأن هذا هو الناموس و الأنبياء " متى 7 : 12 " . 

+ و قال مرة أخرى " تحب الرب إلهك من كل قلبك و من نفسك و من كل قدرتك هذه هى الوصية الاولى و الثانية تحب قريبك كنفسك بها تبين الوصيتين يتعلق الناموس كله و الأنبياء " متى 22 : 37 – 40 " فكأنه جاء مفسراً و موضحاً للناموس و مبيناً ما تقضيه و صايا العهد القديم . 

أقوال الرسل و تصرفاتهم لا تنقض شريعة العهد القديم :-

+ كان الرسل يدخلون الهيكل فى أوقات العبادة " رومية 3 : 31 " . 

+ كانوا كل يوم يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة . 

+ و قال بولس الرسول " أفانبطل الناموس بالإيمان حاشا بل ثبت الناموس ( إذن الناموس مقدس و الوصية مقدسة و عادلة و صالحه ) رومية 7 : 12 " . 

+ ليس إذن فى شريعة العهد الجديد ما يتعارض مع شريعة العهد القديم و تصرفات السيد المسيح ورسله الأطهار فضلا عن أقوال الرب و اقوال الرسل من بعده تبين احترام كامل لهذه الشريعة القديمة و اعتبار الشريعة الجديدة مؤيدة لها .

+ و نحن إذن نؤمن بالعهدين ونعتبر الشريعتين و نقدس الكتابين لم يستطيع اليهود لقصورهم و عجزهم أن يكملوه أو يدركوه كملته المسيحية ووضحته إذن فشريعة المسيح لم تخرج مطلقا عن معنى شريعة سيناء و لكن فهمت بمعنى أرقى من المعنى الذى فهمه علماء وشيوخ و افراد الأمة اليهودية . 

الى أى مدى تعتبر شريعة العهد الجديد مكملة لشريعة العهد القديم ؟؟

+ إذا قلنا ان شريعة العهد الجديد مكمله لشريعة العهد القديم فلابد أن نعرف الى أى مدى هذا التكميل :-

+شريعة العهد القديم كانت شريعته مناسبة و ملائمة للشعب اليهودى و هو بعد من طفولة الايمان و جهالة المعرفة و كان ولابد من ربطة بقيود غاية فى الدقة و الصرامة و نظراً لمجاورته لشعوب وثنية ربما يتأثر بمعقداتها و طقوسها . 

+ الناموس إذن مقدس و صالح فهو بمثابة المرشد و القائد الى المسيح ففى رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية ( 3 : 19 – 27 ) . 

+ لو كانت الشريعة الى اعطيت قد استطاعت ان تعطى الحياة لكان حقاً أن البر بالشريعة ( بالناموس ) . 

+ قبل أن يجئ الايمان كنا " كما لو مغلقا علينا تحت رقابة الشريعة فى انتظار الايمان الذى سوف يعلن " . 

+ فلما جاء هذا الايمان صرنا فى غير حاجة بعد الى هذا المرشد ( لأنكم جميعاً أبناء الله بإيمانكم بيسوع المسيح ( غلاطية 4 : 1- 9 )

+ و الشريعة أيضاً كانت وصى على قاصر و القاصر أو الطفل هو الشعب المختار قبل مجئ المسيح . 

+ طالما الوارث طفل ( قاصر ) فهو لا يختلف فى شئ عن العبد و نحن أيضاً عندما كنا أطفال مستعبدين بأفكار العالم + فلما ولد المسيح خضع للشريعة لكى ما يفتدى الذين كانوا تحت الشريعة

+ بواسطة المسيح ضرنا أبناء وارثين وليس عبيد .  + معنى هذا أن الشريعة القديمة و ما حوته من طقوس ورسوم كانت موقوته بظهور المسيح المنتظر الذى كانت الرموز و تشير اليه ولم تكن فى حقيقتها غير مرشد يدل على الايمان بالمسيح ولذلك يقول الرسول . " لأن غاية الناموس هى المسيح "  رومية 10 : 4 " .

+ ويقول القديس لوقا البشير " كان الناموس و الانبياء الى يوحنا لو 16 : 16 " . أى الى زمن يوحنا المعمدان اما بالمسيح فقد بدء عهد جديد عهد الايمان و الكمال المسيحى . 

+ فإذا كانت الشريعة القديمة مؤدية الى المسيح أو الى شريعة العهد الجديد فليس بين الشريعتين تناقض فالشريعتين تومان على مبدأ واحد و تتلقيان فى مركز واحد . 

+ اما المبدأ الواحد فهو حاجة البشر الى فادى و مخلص يكون بموته و سفك دمه فداء للناس و خلاصهم . 

+ و اما المركز الواحد فهو يسوع المسيح مخلص العالم فأى فرق بين الشريعتين يكون من هذه الناحية . 

+ وشريعة العهد القديم تتطلع الى المسيح الآتى أما شريعة العهد الجديد فتقوم على اساس المسيح الذى اتى ، فكان لابد فى شريعة موسى من طقوس تشير الى مجئ المسيح و خلاصه العتيد حتى اذا جاء المسيح لم تعد ثمة حاجة الى تلك الطقوس المشيرة الرامزة فأى تغير أو تبديل يدرك الشريعة القديمة لتصبح ملائمة للعهد الجديد هو تغير و تبديل نرى فيه فرقاً بين شريعة ممهدة و شريعة نهائية أو بين شريعة مفتقرة إلى مخلص وشريعة كاملة به 

+ الشريعة الطقسية :-=

قد اصابها تحوير و تغير لان الشريعة قد امرت بطقوس تشير الى مخلص آتى لابد ان تتغير طقوسها عندما ياتى هذا المخلص و تتبدل بطقوس تشير الى المخلص الذى آتى لتذكرنا بفدائه و خلاصه فمثلا فى شريعة العهد القديم طقوس فى الذبائح و المحرقات تقدم من حيوانات يحرق دمها ليكون تكفيراً و تطهيراً ولكن هل دم الحيوانات قادر على التكفير ‍؟ لا ولكن بما انها رمز للذبيح العظم فقوة الذبائح الحيوانية قائمة فى هذا الذبيح الأكبر الى تشير اليه الذبائح الحيوانية و تبدلت بذبيحة المسيح وذبيحة المسيح واحدة على الصليب لا تتكرر و انما يتكرر فينا فعلها كلما تقدمنا الى طقوس أخرى قامت على أساسها و بها ننال استحقاقات تلك الذبيحة الطاهرة اما هذه الطقوس فهى أسرار الكنيسة السبعة هى طقوس العهد الجديد التى صارت بديلة  لطقوس العهد القديم اذا هى تقوم على عمل المسيح الذى أتى . و بالتالى لم يعد ثمة و جود للكهنوت اللاوى و طقوسه ( عب 9 : 10 )

+ " و هى قائمة بأطعمة واشربه و غسالات مختلفة وفرائص جسدية فقط موضوعة إلى وقت الإصلاح عب 9 : 10 " . 

+ فتغير بكهنوت المسيح القائم على أساس تقديم جسده ودمه ذبيحاً عن حياة العالم . 

+ ويوجد طقوس لم تكن فى العهد القديم رمزاً الى شئ كالصلاة و البخور فلا بد من بقائها فى العهد الجديد و أن كانت هنا تكتسب قوة أخرى و نعمة اخرى تلائم روح العهد الجديد  . 

+ فالبخور اصبح عبادة ترتفع الى السماء محمولا مع صلوات القديسين فى ايدى الملائكة و كهنة السماء " رؤ 5 : 8 ، 8 : 3 " بعد ان كان تقربا الى قدس الأقداس الأرضى . 

+ و الصلاة اصبحت فى عهد المسيح فرصة تأمل فى آلامه وقيامته ( صلوات الأجبية ) . 

+ و الصوم اصبح غنيا بمناسبات العهد الجديد بعد ان كان قائما على ذكريات محدودة ملائمة للعهد القديم و كذلك قل عن سائر الطقوس كالأعياد و خلافه . 

اذن التكميل فى الشريعة لم يكن فى جوهرها بل فى صورتها ففكرة الذبيحة و الصوم و الصلاة و البخور والأعياد باقية كما هى فى جوهرها أما التغير فقد اصاب الصورة لتكون ملائمة للعهد الجديد و بركاته فالشريعتان واحد فى الجوهر و الجوهر غاية الشريعتين . 

=الشريعة الأدبية :-=

مر بنا أنة كملت فى شريعة العهد الجديد و تكلمنا عن القسم كمثل لذلك والآن نتكلم عن مثالين آخرين من الشريعة الأدبية حتى تبيين الى اى مدى شريعة العهد الجديد مكملة للعهد القديم . 

+يقول السيد المسيح " قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل أنما أنا فأقول لكم كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم " ( مت 5 : 21 – 26 ) . 

+ قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم و اما انا فأقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا ( كلام باطل ) يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم فإن قدمت قربانك الى المذبح و هنا تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هنا هناك قربانك قدم المذبح و اذهب أولا أصطلح مع أخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك . كن مراضيا لخصمك سريعا مادمت معه فى الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضى و يسلمك القاضى الى الرطى فتلقى فى السجن " الحق اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخير " .

+ هذا النص فيه مقارنة بين شريعتين تنهى عن القتل فقط وشريعة لا تنهى عن القتل فقط بل وحى عن الغضب و هى الى جانب هذا تطالب بالعمل على الصلح و السلام بين الأفراد المتخاصمين ليس بين النصين تناقض فالسيد المسيح لم يقل ( أما أنا فأقول لكم اقتلوا ) . 

+ كان القتل فى العهد القديم هو الاعدام أو إراقة الدماء أو الموت كما قتل قايين هابيل . وكما قتل موسى الرجل المصرى و كما قتل داود جليات ولكن السيد المسيح اراد ان يوسع مفهوم القتل فيجعله شاملا للبواعث عليه كالغضب و التراع و الحقد و الشتم باعتبارها مولدات للقتل وعله له .

كيف ينهى عن القتل و لا ينهى عن الاسباب المؤدية له ؟  

نعم جاء فى العهد القديم بعض المفاهيم عن القتل مثل :

(أم 21 : 25 ) شهوة الكسلان تقتله لأن يديه تابيان الشغل . 

(أم 7 : 26 ) من المرآة ( لأنها طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء ) . 

(أر9 : 9 ) ياليت رأسى ماء و عينى ينبوع دموع فأبكى نهاراً و ليلاً ، قتلى بنت شعبى


نلاحظ :

1- أن هذا الفهم توصل اليه الأنبياء فيما بعد حيث مرت ألامه الاسرائيلية باختبارت كثيرة اما فى أسفار التوارة لم يرد هذا المعنى بل جاءت عن القتل المباشر . 

2- نتكلم عن الاسباب التى تدعو الى القتل المادى ( هلاك الجسد ) أما السيد المسيح فمد من أفاق الوصية و تحدث فى اسلوب واضح أن من يتسبب فى اغاظة غيره بالسب أو الشتم و الإهانة يكون مستحقا لعقوبة النار الأبدية

+ فكان القتل فى العهد الجديد ليس هو القتل المادى فحسب وانما هناك ثلاثة أنواع أخرى من القتل  1- قتل نفسى                             2- قتل روحى .                            3- قتل أدبى . 

+ ويدخل فى القتل النفسى ( السب / التعيير / الخداع / المكر / الحسد / البغضة  ، و هى صفات تتلف نفوس المتصفين بها و قد جمعها بولس الرسول فى رسالته الى رومية ( 1 : 29 ) . " مشحونين حسداً و قتلا و خصاماً و مكراً وسوءاً نمامين مفترين مبغضين الله ثالبين ( يتكلم فى غياب غيره الاخرين " مدعين مبتدعين شروراً غير طائعين الوالدين كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفسى ( 1يو 3 : 15 ) . ويدخل فى القتل الروحى إهمال الروح و إهمال الروح وإهمال الجسد والإسراف إلى الشهوات و المسرات العالمية التى تتلف حياة الإنسان روحيا ( رومية 7 : 11 ) . لأن الخطية و هى متخذة فرصة بالوصية خدعتنى بها و قتلنى ( يو 8 : 44 ) ويقول السيد المسيح عن إبليس " ذاك كان قتالا للناس روحى بالخطية " .  و يدخل فى حدود القتل الأدبى التشهير و الذم و العمل على إشاعة الشر عن شخص أو العمل على فصله من عمله وقطع رزقه .

+ فكلام السيد المسيح ليس عن هلاك الجسد فقط بل عن قتل النفس فهو يهمه خلاص النفس لا قتلها

+ إذن شريعة العهد الجديد اكملت وصية القتل فى شريعة العهد القديم من خلال الايضاحات و المفاهيم الجديدة و لكن الوصية لم تبدل و لن تلغى . 

مثال آخر لا تزن : 

سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن أما أنا اقول لكم أن كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه . 

فى العهد فهموا الزنى انه اتصال جنسى غير مشروع بن رجل و امرأة و أما الزنى فى شريعة الكمال فقد يكون بالقلب فالنظرة الشريرة الى تصحبها شهوة تولد إحساساً شريراً يقود الى ارتكاب الشر فى القلب بالتصورات و التأملات الشريرة . 

التغير اذن لا فى جوهر الوصية بل فى شكلها وحدودها .

و الخلاصة اذن ان الشريعة الادبية لم تتغير فى جوهرها غير أن المعلم الأكبر كشف عن كونها مستوراً منها عن الشعب القديم

+الشريعة السياسية

                             تنقسم الى : داخلية – خارجية

+السياسة الخارجية :- كانت ضيقة و لا يختلط الشعب المختار بغيره من الشعوب و لما جاء المسيح المنتظر كان به خلاص اليهود و الأمم فأصبحت السياسة الخارجية اوسع وأرحب فكل من اصطبغ بالصبغة المقدسة يدخل دائرة الشعب المختار .

+السياسة الداخلية :- لم يدركها تغير أكثر مما ادراك السياسة الخارجية من حيث الهيئة الحاكمة أو من السيد المسيح بالخضوع لها ( اعطو ما ليقصر لقيصر { الحاكم } و مال لله لله حتى أن من يقاوم السلطات يقاوم الله ( رومية 13 : 1-7 )

من حيث المعاملات جعلها تقوم على أساس المحبة و الانتفاع بالنفس و التقدم فى الفضيلة وحل المنازعات بروح المحبة و التسامح سمعتم أن قيل عين بعين و سن وبسن وآم فأقول لكم لا تقاوموا الشر بالشر بل من لطمك على خدك اليمن حول الآخر أيضاً و من أراد أن يقاضيك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء ( متى 5 : 38 – 41 )و ايضاً سمعتم أن قيل تحب قريبك و تبغض عدوك أما أنا فأقول أحبوا اعدائكم باركوا لاعينكم وأحسنوا الى بعضكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ( متى 5 : 43 – 48 )

بالنسبة للوصول للشخصية من زواج وطلاق ( قيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق و أما أنا فأقول لكم أن من كل طلق امرأته إلا لعله الزنى يجعلها تزنى ... ) أما قرأتم من البدء خلقهما ذكر أو أنثى .

العقوبات :-

أصبحت عقوبات الروحية :-

أن أخطى أخوك إليك فاذهب إليه و عاتبة بينك و بينه فإذا سمع منك فقد ربحت أخاك فان لم يسمع فقل للكنيسة و ان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثنى و العشار ( متى 18 : 5-18 ) و فى إيجاز أن الشريعة السياسية تتوقف أحكامه على الشريعتين الطقسية والأدبية و لما كانت الشريعة السياسية فى العهد القديم قد ترتبت فى حدود مرسومة قدت بها ظروف الأمة اليهودية فكانت موفقة لطقوسها وآدابها فإن التغيير الذى يدرك هذه الشريعة السياسة فى العهد الجديد يكون تابعا لما أدرك طقوسها و آدابها من تغيير فى الشكل لا فى الجوهر . 

أسئلة:

(1)عرف علم اللاهوت الأدبى ؟ و ما الفرق بينه و بين علم الأخلاق ؟ و أهميته ؟ 

(2)تكلم فى أقسام الشريعة ثم أذكر موقف المسيحية من شريعة العهد القديم ؟

(3)الى أى مدى تعتبر شريعة العهد الجديد مكمله الشريعة العهد القديم ؟

الضمير

الضمير هو الشريعة الطبيعة التى أوجدها الله فى الإنسان لكى يميز بها الخير و الشر و لم تكن الشريعة المكتوبة ألا إظهار لهذه الشريعة الطبيعية الموجودة فى الإنسان شريعة طبعها الله على قلوب البشر . 

==متى ظهر الضمير فى الانسان :-==

إذا أرادنا أن نبحث عن الزمن الذى طبع الله هذه الشريعة فينا فربما لا نستطيع أن نهتدى إلى معرفته على وجهه الدقة لكن الأمر الذى لاشك فيه أن هذه الشريعة قديمة قدم الإنسان نفسه ولكن فى أى مراحل حياة ادم ظهر الضمير الإنسانى . 

هناك ثلاثة احتمالات :-

+ أن يكون الضمير قد خلق مع النفس البشرية . 

+ أن يكون الضمير قد خلق فى الإنسان بعد سقوطه فى الخطية تعويضا عما أصابه من ظلمه اغرقت عقله و قلبه فاصبح الضمير نورا لنفسه يقوده للتميز بين الخير و الشر .

+ أن يكون الضمير قوة تولدت فى باطنه بمجرد آكله من شجرة معرف و الخير و الشر وربما يجيد هذا الاحتمال سندا له فى أن تسمى الشجرة التى أكل منها أدم بمعرفة الخير و الشر و فى قول الرب بعد المخالفة من الأكل من الشجرة ( هوذا الإنسان صار كواحد منا عارفا الخير و الشر و مهما يكن فى شئ فالضمير قديم فى الانسان حيث عرف أنه عريان و اختباء من الله و قال له الله من اعلمك انك عريان هل أكلت من الشجرة الى أوصيتك الا تأكل منها . 

=تعريف الضمير :-=

له معانى مختلفة فهو يطلق على العقل هو يتأمل الأحكام الأخلاقية و يصورها على سلوك الإنسان و نطلق كلمة ضمير على المشاعر الأخلاقية أى القدرة العامة على الحكم الأخلاقى و هو ما يميز الإنسان على الحيوان و هو الإحساس المباشر بالخطأ و الصواب دون الحاجة إلى بحث ويعرف أيضاً الضمير بصوت من الله فينا

نستطيع نحن أن نعرفه إجمالا إنه صوت الله فى بطن الإنسان تهتف فيه بالحق و يدعوه إلى الواجب و ينتهره على الشر و العصيان بموجبه يميز الانسان بين الخير يتبع و بين الشر يجب أن يجتنب به يعرف الله و يعبده بالضمير و يكرم الوالدين ويقدس الواجب ويهوى الفضيلة به يحقق الكذب و العذر و الخيانة ويكره الرزيلة فهو أذن عضو الشعور الأدبى فينا فهو عين النفس نرى به الخير و الشر كما يستعين بالعين الظاهرة فى التميز بين المحسوسات .


=القاب الضمير :=

              الشريعة الأدبية :-

1-أنه يدعو بالالتزام بالوجبات والأدب التى يجب أن يتأدب بها الانسان إزاء الله .

2-سيناء الداخلية : مشابهة على جبل سيناء الذى أعلنت من فوقه الشريعة الفرق أنها ظاهرية و الأخرى باطنية . 

3-الضمير لأنه صوت مضمر خفى باطنى مستور لا يشعر به غير صاحبه هو أشهر جميع الألقاب و لذلك اتبعها جميع علماء الأخلاق و ذكرها الكتاب المقدس . 

4-الشريعة الطبيعية ذكرها الوحى الإلهى باسم الشريعة   المكتوبة على قلوب الناس فقال الرسول بولس فى رسالته على رومية يصيرون العمل بالشريعة مكتوب على قلوبهم ( رومية : 2 – 15 )

=+هل الضمير موجود عند جميع الناس فى مختلف مراحل العمر ؟=

كل انسان يستطيع أن يميز بين الخير و الشر ويدرك و يعرف دون جدال أو نقاش عن عبادة الله وإكرام الوالدين و الأمانة و الصدق فضائل و ان القتل و الفجور والفسق و السرقة و الخيانة رذائل ان الخير يجب أن يتبع و الشر يجب أن يجتنب و فى هذا يقول ( ارسطو ) أن من يشكون فى وجوب عبادة الله وإكرام الوالدين يفتقرون إلى العقوبات لا إلى البراهين و يقصد من ذلك إنها أمور بديهة و الشك فيه لا سبيل إليه . 

+فكما أن رؤية الاشياء تقتضى وجود حاسة البصر و القدرة على التميز للأصوات تقتضى حاسة السمع كذلك فالقدرة على التميز بين الخير و الشر تقتضى بوجود الضمير أو الشريعة الطبيعية عند جميع الناس على اختلاف بينهم و جنسيتهم و لغتهم و الدليل على ذلك تجد لفظى الخير و الشر فى كل لغة من لغات العالم .

+وإذا تأملنا القوانين و الشرائع الوضعية التى تسير عليها الشعوب و الأمم لوجدنا إنها قد امتدحت الفضيلة وذمت الرذيلة و دعت إلى الخير عن الجريمة و الشر

+نعم قد يكون هناك اختلاف بين آمه وأمه فى تشريعاتها وقوانينها الأدبية و لكن هذا الاختلاف لا يتعد التطبيقات و التفصيلات فقط ففى كل زمان و مكان يميز الإنسان بين الخير و الشر فانك تجد كلمة الضمير معروفة فى جميع لغات العالم وخالصة الكول أن الضمير موجود فى جميع الناس مهما اختلف الزمان و المكان وذلك يوجد فى الانسان فى جميع مراحل حياته على الأرض

+فالضمير فى الطفل و الشاب و فى الشيخ لعله مما لا يحتاج إلى بيان فان الشاب و الرجل و الشيخ ذوى ضمائر تختلف قوة و ضعف و لكن أثار الضمير فى حياته لا تختلف عليه أثنين . 

+و الأطفال حقا إنهم لم يكتمل نضجوهم الذهنى مما يترتب عليه عدم ظهور الضمير و معناه الكامل و هناك فر ق بين عدم ظهور الضمير و بين عدم وجوده

+فالطفل مزود منذ مولده بغرائز أدبية تنمو تحت تأثير البيئة و الثقافة واكتمال عقله و حساسيته و جسمه و تأخذ فى النمو و التقدم و يظهر أثرها واضحا فى سلوكه و تصرفاته و هى قابلة أثناء هذا كله للتربية و التهذيب

+و الأطفال على حد تعبير الفلاسفة و علماء الدين يناقضون لنداءات الضمير ولو لم يتلقوا كلمة واحدة من أب أو من مربى و يدل على وجود الضمير فى الأطفال . 

1-إنهم لا يناقشوننا صحة المبادئ أو النصائح الأخلاقية التى نأمرهم بها مع انهم يسألوننا عن أمور أخرى كثيرة بدافع حب الاستطلاع و هذا لا يفسره ألا موافقة هذه المبادئ الاخلاقية لاستعداد طبيعى مطبوع فى نفسهم أو هو  الشريعة الطبيعية فإذا قلت لطفل مثلا أن الصدق فضيلة و الكذب رذيلة قبل منك ذلك و لم يرفضه أو يناقشه بينما إذا قلت له ان الصدق شر و الكذب خير أو قلت له اكذب و لا تصدق لو قف منك ذاهلا مكبوتا معتقدا انك  تمزج أو تسخرية . 

2-لذلك الخجل الذى يحسه الأطفال عندما يرتكبون أمور شائنة أو معيبة أو غير لائقة أو عندما يخالفون قاعدة من قواعد الدين أو نصيحة من نصائح الوالدين حتى لو كانت المخالفة تجرى بعيدا عن عيون الناظرين .

3-الارتباك الذى يستولى على الطفل حينما يرتكب خطأ كان يجذب فى سرد قصة أو واقعة يعتقد هوانها و هو كاذب فيها فكان فى الطفل صوت يناديه أن يلتزم الصدق يريد أن يكذب التحقيق مصلحته و لما كان الصوت يناديه و هو يتكلم فلذلك يرتبك ويرتبط لأنه يعجز أن يوافق بين نداء الضمير و نداء المصلحة الوقتية . 

=+هل الضمير كافى لهداية الانسان ؟ =

+الضمير فى الانسان نور و هدى يرشد الى الحق و العدل و الخير و لكن طالما كان حرا من كل القيد سليما من كل مرض إذن الضمير يفسد بالخطية وسوء النية فعندما يتفاقم الشر فى الناس تمرض ضمائرهم و تفسد حينئذ يكون الضمير بمثابة الميزان الذى اختل فلم يعد صالحا للوزن الصحيح

+لقد شهد الوحى بذلك فقال كل ئ طاهر لطاهرين و إما النجسين و غير المؤمنين فليس شئ طاهرا انما على العكس فقد يتنجس ضمائرهم ( تيطس 1 : 15 ) ( رومية 1 : 28 ) ( اتى 6 : 5 ) ( 2تى 3 : 8 ) ( 1تى 4 : 1 ، 2 ، 3 )

+فالضمير هو المشرع الطبيعى فينا قد يفسد و يختل و يتنجس فلا يصلح فى الأشرار أن يكون مرشدهم الأوحد الذى يعصمهم سبيل الخطأ و الضلال و مع ذلك فهو هادى أمين الأفاضل و الأبرار و قد يكون كافيا فى ذاته يرشدهم الى الحق و الخير و تاريخ البشر حافل بكثير من الفاضل استطاعه أن يكافحوا ضلالات عاصرهم  الفكرية و الخلاقية دون أن يكون لهم من مرشد غير هذا الهدف الداخلى الذى استهده فهداهم و استرشدوه فأرشدهم من هؤلاء من هؤلاء هابيل ، شيس ، اخنوخ ، ابراهيم ، اسحق ، يعقوب ، نوح ، ايوب ، يوسف الذين ارضوا الرب و عبدوه بقلب سليم و لم يفعلوا هذا بناء شريعة المكتوبة الوحى مستور بل كان وحى الضمير يقودهم وشريعة طبع تهديهم فلما اصغوا لها لم يعصوا أمرها صاروا بها كاملين و قدسيين .

+و إذن لم يكن أن ننكر على الضمير كافيته لإرشاد و التعليم لو وجد من الإنسان أذنا صاغية و قلب واعية سلوكا موفقا و نداءاته و توجيهاته . 

+و على ذلك فالأمم الذين لا شريعة لهم يجدون من ضمائرهم شريعة طبيعية و لما كانت شريعتهم هذه تكفى هدايتهم إلى الحياة الطاهرة الموافقة بإرادة الله فهم لذلك بلا عذر إذا اخطئوا . 

+و تتدنسوا بالشر سيدانون و لكن بموجب قانونهم الطبيعية و ليس بالناموس الشريعة المكتوبة كل الذين أخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلكون و كل الذين اخطأ فى الناموس يدانون ( رومية 2 : 12 ) . 

=مصدر الضميرهناك عدة فروض=

ان يكون مصدر الضمير الإنسان و لكن كيف يكون أمرا و مأمورا ! كيف يكون الإنسان مشرعا بنفسه إذا كان كذلك فلماذا نشهد الصراع بين النفس و بين الهاتف ( من النفس ) فكيف لا تملك حق إسكاته ليس إذن الضمير يرجع إلى الإنسان فهو حكم رقيب عليه . 

+ربما يكون من الوالدين أو مرابين لكن نعرف أن الأطفال لهم ضمير ورأينا ألاوله فى ذلك بالرغم من انه لم يتلقوا كلمة عن طريق التربية و تعاليم الوالدين و المرابين و ان التربية لاحقة على الضمير الأدبى لا سابقة عليه . 

+وإذا قيل مصدر الضمير هو القوانين الوضعية قلنا إنها قوانين محدودة بالنسبة للقانون الأدبى . 

وكيف يكون القانون الوضعى مصدر للقانون الأدبى رغم أن الأول لا يحاسب على الامور الظاهرة أما الثانى على الامور الباطنية

أيضا على أن هناك فروق بين القانون الوضعى والقانون الأدبى .

+ القانون الوضعى قابل للتغير لان واضعه يمكن أن يخطى لأنه بشر أما القانون الأدبى فهو ثابت وغير متغير .

+ أن القانون الوضعى تشرف على تطبيقه سلطة خارجية فهى سلطة الحكومات ولكن القانون الأدبى يدعوا الى احترامه سلطة باطنية لا تحمل السيف أو النار والعقوبات المادية .

+ أن القانون الوضعى ينظر الى نتائج الظاهرة للخدمات أما القانون الأدبى فهو يعنى أول ما يعنى للبواعث الباطنية .

+ القانون الوضعى يعاقب ولكنه لا يكافئ أما القانون الأدبى فيتبع العقاب والثواب .

+ القانون الوضعى يقى المجتمع من المجرمين أما القانون الأدبى فيكون كاملين لا يعنون فقط بحدود الدنيا للأخلاق بل يسعون لدراك الكمال .

* أذن فأن مصدر الضمير على من الإنسان والمجتمع والقوانين الوضعية فلابد أن يكون الله مصدره .

* أن كل شريعة تستلزم التكليف والتكليف يقتضى توقيع عقوبة عند المخالفة من يتولى توقيع العقوبة بالطبع لا يكون الانسان نفسه بالطبع لا يخشى نفسه ولا الناس لأن سلطانه ( ضمير باطنى ) ولا قدرة للناس على ذلك فلابد أن يكون الله .

* أن الضمير شريعة والشريعة لابد من مشرع ولما كانت هذه الشريعة مطلقة عامة فيجيب أن يكون المشرع متصفا بالعموم والاطلاق وليس كائن يتصف بالعموم والاطلاق سوى الله .

*تمايز الضمير وتغيره*

أن الضمير قابل لتغير والتبديل وعرضه للتحويل والانحراف ويخضع لعوامل تزيده إرهاقا ومن هنا فأن الضمائر ليس واحده بل متغايرة باختلاف الأفراد وتغاير الأزمنة بل هى مختلفة فى فرد واحد " باختلاف مراحل حياته "

*أولا : تغاير الضمير فى الفرد الواحد*

ليس فى ذلك عجب فكثير من الامور كان تبدوا لنا فى وقت ما أنه خير وأنه واجب ولكنه أصبح يبدوا لنا فى وقت أخر أنه شر أو ثم هذا التغير والاختلاف لا يجرى كيفا اتفق ولكنه يخضع لأسباب وعوامل توجهه وتحدده :-


* السن**

فالفرق بين السنين يحدث فرقا فى أحكام الضمير كما يبدو فى الطفولة خير يجب إتباعه قد يبدو فى الرجولة أو الكهولة لا يجب إتباعه وكل منا ولا شك قد إدراكه هذا النوع من التغير فى حياته باختلاف السنين ولكن ما الذى يجعل السن وتغايره الأثر الواضح فى الضمير .

* أن الضمير وهو يتألف من عناصره ثلاثة يدرك هذه العنصر من تحول :

العنصر العقل            العنصر العاطفى                  العنصر الارادى

-         العنصر العقلى متطور تبعا لمعلومات والمعارف الجديدة التى يكتسبها بتقدم السن .

-         العنصر العاطفى يتطور تبعا لما يدرك العاطفة من ألوف التغير فى مراحل العمر المختلفة .

-         العنصر الارادى يخضع لتقارير السنين .

التجربة :

كل فرد مر عليه خيرات معينه فتختلف حكم الضمير تبعا للخيرة والتجارب .

البيئة :

وهو مثل سابقة من عوامل يؤثر على عناصر الضمير وبالتالى يتأثر الضمير عند الفرد فهناك فرق بين إنسان يعيش فى أسرة متدينة تحب الفضيلة تكره الرذيلة أو يقرأ كتب ممينة تدعوا الى الحق والفضيلة وتزم الرذيلة وبين فرد أخر يعيش فيها .

التغذية :

للتغذية أيضا أثر على الضمير ونقصد بالغذاء غذاء مادى وروحى أو عقلى ونعرف أن الغذاء العقلى أثر على الضمير كذلك الغذاء الروحى يطبع أثره على العنصر العاطفى أن الغذاء المادى فنعلم أن العقل السليم فى الجسم السليم فيتأثر احكام الضمير تبعا الاختلاف العنصر العقلى باختلاف التغذية فيكون العقل بذلك أكثر أو اقل استعداد لاقتبال المعارف والإفادة منها والعنصر الإرادى أيضا يتأثر بالغذاء فربما أكلة ثقيلة أو شدة جوع تبدل الإرادة القديمة الى إرادة خائرة ( أى ضعيفة ) هذا يجعلنا نقول أن الصحة أيضا يكون لها اثر فى اختلاف الضمير لذلك لا تتعجب إذ رأينا أراء الناس وأحكامها تتغير من حين لاخر .

*سؤال ما هى عناصر الضمير ؟*

*سؤال هل الضمير كافى لإهداء الإنسان ؟!*

*تغير الضمير من فرد الى آخر .*

إذا كان الضمير يختلف فان اختلاف الضمير من فرد الى أخر يكون أكثر وضوحا وعلى ذلك يمكن أن نعدد الضمائر المختلفة عند الافراد الى اربعة أنواع .

1- ضمائر ضالة جاهلة                             3- ضمائر ضيقة

2- ضمائر مرنة واسعة                              4- ضمائر مستقيمة صالحة

1. ضمائر ضالة جاهلة .

          وهى الضمائر التى فقدت القدرة على التيمز فى مسالة غابة فى الخطورة والأهمية وذلك بسبب فقدها المعرفة التى تقودها الى التميز لذلك يسمى صاحبها بلا ضمير .

2. الضمائر الواسعة .

          وهى ضمائر أفراد مستهترين يشربون ألاثم كالماء ويخلقون لنفسهم أنواع من الاعازير معللين أخطائهم تعليلات تدل على ذكائهم وهم يعلمون إنها كاذبة وقد يتسع ضميرهم ويضيق حسب الحاجة ( الضمير المطاط ) ويمكن أن نطلق عليه الضمير ( الفريسى ) نسبة الى الفريسيين الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل .

3. الضمائر الضيقة ( الموسوسة ) .

          عكس الضمائر الواسعة إذ لا تكاد الى شئ فليس من تصرف تقوم عليه إلا وترى فيه أنما أو شرا وعلى أقل تحس نحو بنوع من القلق وعدم الارتياح . وفى هذا كله لا يرضيها شئ ولا تقتنع بشئ ولا تطمئن الى نصيحة ناصح أو مشورة مرشد أو كاهن .

4. الضمائر السليمة القوية الصالحة .

          وهى ضمائر مستقيمة حساسة تستطيع أن تميز بسهولة ويسر وثقة ويقين بين الخير والشر أو بين المشروع والممنوع والفرق بين الضمائر الثلاثة الأولى وبين النوع الأخير .

          أن تلك الضمائر منحرفة وهذا الضمير سليم تلك اختل بها عنصر أو أكثر من عناصر الضمير . أما هذا فعناصره الثلاثة سليمة ففى الضمير الجاهل اختل العنصر العقلى وفى الضمير الواسع اختل العنصر العاطفى الضيق اختل العنصر الارادى .

+*أسباب اختلاف الضمير بين الأفراد .*+

1. الاختلاف فى نصيبهم عن العقل .*

العقل وان كان مشاع للكل ألا أنه يختلف من فرد وأخر فهناك الذكى والغبى وقوى الذاكرة وضعيف الذاكرة واسع الفكر وضيق الفكر هذه الفروق تؤدى الى اختلاف الضمائر بين الأفراد .

2. اختلاف الأفراد فى مدى حساسيتهم فصاحب الحساسية المرهفة لابد أن يكون ضميره مرهفا أكثر من صاحب الحساسية المكتبلدة .

3. اختلاف الأفراد فى الآراء هناك صاحب الإرادة الخائرة وطبيعى أن الاختلاف بين الارادات يتبعه اختلاف بين ضمائر الأفراد .

4. الاختلاف فى التربية والتعليم .*

أن من يتربى قوية وقويمة ينشأ صاحب ضمير سليم بخلاف من يتربى مريضة فانه ينشأ ذو ضمير منحرف فالتربية المريضة أما تقود الى بلبلة الفكر اضطراب الذهن فينشأ ضمير الفرد ضالا جهولا أما أن تقتل العواطف النبيلة والاحساسات الرقبة فيصبح الضمير واسع أو إنها تضعف الارادة وتبلد العزيمة فيصبح الضمير مترددا موسوسا .

أما صاحب التربية السليمة فهو صاحب الضمير السليم أيضا لان التربية الحقة تقودها الى صفاء الذهن وتهذيب العاطفة وتنمية الارادة وتقوية العزيمة .

***عوامل تضعف سلطان الضمير***

+ الإهمال :

          كل مالكه فى الإنسان إذا إهمالها ضعفت واضمحلت قاعد وتشمل الحواس الظاهرة كما إنها تشمل الملكات الذهنية والفضائل الخلقية العضو الذى تهمله ولا تحركه يضعف ويموت وقيل عن نوع من الأسماك أصاب بيئته ظلام وأمسى فلا تمضى فترة من الزمن حتى أصبح السمك لا يرى وذلك لان البصر بلا عمل فضعفت فذهب ضياءه كما أدرك علماء الاجتماع أن العامل قد تصبه البلادة لأنه لم يشغل ذهنه لان عمله صار عادى اليه دون تفكير ذلك طلبوا لتحديد ساعات العمل ليتمكن العامل من القراءة فى وقت فراغة كذلك الرياضيون يقولون انه اذا اهملت عضلة الساعد ضعفت . فالضمير إذا أهمل لم يعمل على تهذيبه ونموه إصابة الذهول والضعف وكلما تقدم السن ازدادت وهن الضمير وضعفه ويعده خاملا مريضا بلا عمل .

+ المخالفة والعصيان :

          إذا ضعف الضمير الباطن لم يجد من صاحبه ملبيا ومجيبا وبمدوامة المخالفة وعدم سماع صوت الضمير يخبوا صوته ويضعف كذلك نرى أناسا يشربون الإثم كالماء دون أن يدرون .

هذه المرحلة وصلوا إليها تدريجيا كما سدوا أذانهم عن صوت الضمير فمن يحس بوخذ الضمير على أمر ما يجب ألا يحتكر هذا الوخذ ويعصاه فان المخالفة تكثر من حدة شوكته وتطفى من شعلته كما يكون رب المجد يسوع ولا يقدرون سراجا ويضعونه تحت المكيال فيضئ لكل من فى البيت .

+ الاستسلام فى الشهوات :

          قد لا يشعر فى الإنسان انه يرتكب محذور هو يفعل الشر وذلك أن الاستسلام لشهوات قد أضعفت الضمير وبعبارة أخرى هذا هو الفتور الروحى الإنسان فيه يعرفانه مخطئ ولكنه لا يقوى على النهوض لان ضميره لا يؤنبه فانه قد ثقل بالشهوات والتلذذ بما تريده النفس لذلك يخشى الفضلاء من الإسراف فى المأكل والمشرب والملبس وكل ما تشتهيه النفس فيمتعون أجسادهم حتى يرهف الضمير لذلك قال ابن سيراخ لا تكن تابعا لشهواتك بل عاصى أهوائك 4 تقريب المسافة .

+ الخلاف بين الحلال والحرام :

          يحاول الإنسان إن يحلل الحرام حتى يصيره حلال ويهون شره بل قد يحول الحرام مثل إنسان اخذ رشوه ويحللها على إنها هديه أو إنها ليس له بل لأولاده أو أنها رزق من الله غير ذلك ؟؟؟ ثم يتكرر ذلك لا يشعر أن الرشوة شر ولكن يعدها فضيلة .

+ التأمل فى الأمثلة الشريرة والصفات الرديئة :

          أن النظر تطبع فى مخيلة الإنسان صوره واضحه قويه تصبح عونا للخير أو للشر فى داخل الإنسان فالمتأمل فى صوره قبيحة أو فى سلوك ردئ يهيئ للشهوات ويسير الغرائز فصحبه الأشرار وقراءة الكتب والمجلات الفاسدة عاملا كبيرا ينحدر بها الضمير فيالقها ويفقد بها الشعور وهذه الكتب الساقطة تطبع فى نفوسنا صفات الجريمة والدنس دون أن يشعر حتى يستوى الشر الذى دخل إلينا خلسة مع الشر الذى كان خارجا عنا حينئذ يضعف فينا الضمير وينعدم فينا الحواس نحو الفضلية تبدل الى الفتور .

عوامل نمو الضمير

+ الطاعة لصوت الضمير .

          إذا طعنا صوت ضمائرنا انتعشت وتقوت وتشجعت وكلما اطعنا ونفاذنا مشورة المرشد الباطن ازداد إرهافا وقدره على التمييز هكذا نزداد حساسا بهمسات الضمير او يزداد الضمير فينا أحساسا وانتباه .

+ ازدياد المعرفة

          بعض الناس يتكلمون بما لا يعلمون فيخطئون ولكنهم بزيادة معرفتهم أو ادراكوا أخطائهم وصار ضميرهم يوبخهم مع انه كان لم ينجسهم قبلا وذلك لأنه كان جاهلا فأصبح عارفا .

          إذا المعرفة عامل من نمو الضمير وارتقائه والتقدم فى المعرفة عن طريق القراءة فى الكتب الخلقية أو الدينية والاستماع الى العظات والندوات وذلك بالاتصال بالمرشد الروحى وهذه هى الحكمة من العبادة الجمهورية وحضور العظات والندوات للحصول على شئ من المعرفة .

+ التامل فى أفعالنا وأقوالنا قبل وبعد حدوثها .

          نتأمل الفعل والقول قبل حدوثه لنتأمل مواطن الزلل بعد حدوثه لنحكم على أنفسنا بالثواب أو الخطأ ونعرف أسباب الخطأ وجوه الصواب .

+ التامل فى الفضيلة والصفات .

          يشجع النفس ويقويها ويقوتها ويمنحها بساطة وقوة ويجعلها تتمثل بالسير البارة فكما أن التأمل فى الأشياء الضارة تضر الإنسان هكذا التأمل تقود الإنسان الى الفضيلة .


انظر الى نهاية سيرتهم ....... الخ .

+ ممارسة الفضائل وأفعال الخير والبر .

          أن فعل الخير يولد الميل الى الخير ففى فعل الخير يشعر الكانسان بالسعادة كأنه فعل شئ حسن ومن وجه أخرى يعرف مدى الآثار الرديئة من ترك هذا الخير وبذلك يكون فعل الخير قوة تدفعه الى المزيد من فعل الخير .

أسئلة هامة         1)     متى ظهر الضمير فى الإنسان ؟

     2)     هل الضمير موجود عند جميع الناس وفى مختلف العمر ؟

3)     هل الضمير كافى لهداية الإنسان ؟

4)     أتعاب الضمير ؟

5)     ما هو مصدر الضمير فى الإنسان ؟ اذكر الآراء المختلفة حول ذلك ؟

6)     اذكر مظاهر وأسباب تغاير الضمير فى الفرد الواحد ؟

7)     تغاير الضمير من فرد الى فرد ؟

8)     ما هى عوامل النمو فى الضمير ؟

9)     ما هى العوامل التى تضعف من سلطان الضمير فى الإنسان ؟

أسئلة أخرى .

عرف على اللاهوت الأدبى  وما الفرق بينه وبين علم الأخلاق وما أهميته ؟

تكلم عن أقسام الشريعة ثم اذكر موقف المسيحية من شريعة العهد القديم ؟

لى أى مدى تعتبر شريعة العهد الجديد مكملة لشريعة العهد القديم ؟

الضمير

خلق الله الضمير كميزان حساس ودقيق للتميز بين الخير والشر فى البشر ( الناموس الطبيعى ) قبل تسليم موسى الشريعة المكتوبة ( التوراة ) ولهذا سار الآباء الأولون على هدى ضميرهم وخير مثال للأجيال يوسف الصديق العفيف الذى سار بالفضيلة بوحى من ضميره الحى الصالح فى مصر الوثنية وفى مقاومه لإغراء أمراءه سيده الشريرة ويقسم علماء اللاهوت الأدبى أحوال الضمير البشرى الى ما يلى :

*أولا : الضمير المستقيم ( الصالح )*

وهو صريح ومخلص لصاحبه . وطاهر ومقدس ونقى وصالح أمام الله والناس كما عبر عنه الرسول بولس وقال يا أخوتى أنى عشت الى اليوم – بضمير صالح – أمام الله ( 1 تى 1 : 5 ) وقد يفسد الضمير الواسع ويتحول من ميزان ذهب دقيق جدا فى مؤشرة الى ميزان قبانى لا يزن ألا الأشياء الثقيلة الوزن فقط بسبب سوء القدوة أو فساد الأصدقاء أو غيرها من تعاليم البيئة والأسرة ووسائل الاعلام الضارة ........ الخ .

*ثانيا : الضمير الضيق*

*+ علاماته*

يحسب كل ما ليس خطية خطية ( يكبر ويهول جدا فى الأمور ) ويتوقع نتائج بعيدة عن الواقع .

عناد للمرشد الروحى أو للأب رغم إقناعه نظريا بكلامه .

يعيش فى قلق وحيرة وعدم ثبات على رأى ولكثرة التردد فى اتخاذ القرار واستشارة كثيرين وعدم الارتياح أو قبول أى رأى .

نظرة متشائمة بسبب التخوف من اثر كل فعل أو قول حتى ولو كان صحيحا ولاغبار عليه .

مداولة الاعتراف عن خطاء أو خطية سبق الاعتراف بها بسبب كثره الشك .

الشعور بنوع من الارتياح فى اضطهاد ألذات وجلدها . ( تأنيبا شديدا للضمير بدون مبررا ) وبدون أسباب معقولة .

فقدان السلام الداخلى ( العذاب النفس )  والوسوسة والقلق وهموم القلب بسبب الشكوك وتعكير دمه من كثره التفكير فيما لا يفيد .

الإباحية والاستهتار ومهاجمه الدين بسبب الضيق والتبرم واليأس .

فقدان الشجاعة والهرب من لقاء الناس ( الانطواء )

المغالاة فى التخوف من الأخطاء ( الإحساس الخاطئ بأنه سيفشل حتما ) .

+ سببه

+ كبرياء النفس محاوله تبرئه ألذات من كل خطاء .

+ غياب المرشد الروحى من حياته منذ الصغر .

+ معاشرة الموسوسين ( عدوى المرض النفسى ) .


+ نقص الثقة فى مراحم الله وبالتالى اليأس والفشل .

+ الأنانية وعدم محبة الناس ( كراهيتهم ) الخضوع الكامل لأفكار عدو الخير الذى يظهر له ضفاعة الخطية .

+ علاجه

بممارسه وسائط النعمة والاعتراف السليم والرجاء فى محبة الله ورحمته ومقاومه الفراغ بالقراءه الهادفة والاجتماعات الروحية ومحبه الله والناس .

*ثالثا : الضمير الواسع*

+ علاماته .

التساهل التام والاستهانه بالخطاء ( مطاط elastie ) ولا يراه إلا فى الخطايا الجسمية فقط .

تبرير الخطاء وخلق المعاذير التى تجيزه .

لا يتأثر بالواعظ فهو ضمير مخدر ( dragged ) أو نائم ( ميت لا يحس بواخزات الضمير ( فى الخطايا الصغيرة ) ويسمى الضمير الفرنسى ذمته واسعة كقول الرب – يصومون عن البعوضة ويبلعون الجمل .

يتلذذ بعمل الشر ويفتخر به يشرب الإثم كالماء . فيقود الى فساد القلب والهلاك الروحى السريع كأنه يريد الدخول من الباب الضيق .

+ أسبابه .

إهمال الصلاة وعدم حضور الاجتماعات الروحية والجهل بتعاليم الكتاب

عدم المداومة على الاعتراف بالذنوب حتى يثبت فى القلب ومع الآباء يتخدر الضمير ويهاجمه الحساب الأخر . والعذاب الأبدى .

الاستهانة بالفضيلة وتصبح الرذيلة عادة مداومة مباشرة الشر .

المعاشرات الردية وانهماك فى الملذات ويموت الضمير .


+ علاجه .

ترك أصدقاء السوق وعدم قراءة الكتب الفاسدة وسرعة الهرب من الأماكن الضارة ووسائل الإعلام الغير نافعة روحيا .

+ معاشرة الأبرار باستمرار لتنبيه الضمير .

+ التعامل بحكمة فى عواقب الأفعال الشريرة ونتائجها الخطيرة .

+ تذكر الموت والدينونة باستمرار والحذر من الخطايا مهما كانت صغيرة .

+ ارتباط بمرشد روحى حكيم مع مداومة ممارسة كل وسائط النعمة وحياة التدقيق مع النفس .

*الضمير فى عهد الشريعة والضمير فى نور المسيح :-

*جاءت الشريعة الأدبية فى العهد القديم تقول للأنسان " لا تقتل – لا تزنى – لا تسرق – لا تشهد بالزور " والواقع أن هذه الوصايا ليست جديده ولكنه هى تكرار وأعاده لما طبع اولا فى النفس البشرية ولكن لما راى الله ان معالم هذه الشريعة قد انعثرت اربان يعيدها مكتوبه ليعيد الانسان لما كان عليه من طهارة واستقامه وتكون الشريعة عون للضمير يستعين بها على ضعف الطبيعة وظلام الجهالة والضلال ولهذا يجد الضمير فرصة للقيام بعمله نشاط أكبر وقوه أعظم .

*الضمير فى نور المسيح*

*والضمير فى نور المسيح أكثر تميزا وأرهق حسا وأقوى اراده هما كان عليه فى ضوء الشريعة المكتوبة او بغير الشريعة المكتوبة وذلك لان السيد المسيح قد وسع من معانى الشريعة المكتوبة واوضح مبهماته وغومضها على أن الضمير قد أكتسب فى نور المسيح قوة أخرى وذلك بمواهب الروح القدس فى اسماء الكنيسة السبع

+ هل يملك للأنسان أن يخرج على سلطة الضمير ؟

*أن الضمير ينبها الى الخطأ ولكن للأنسان قد يتعدا أو أمر الضمير ويخرج عنها على الرغم من قوتها وذا كانت التوبه عن الشرور تقع فى الواقع على تنبيه الضمير والشعور بالنعامة الا ان هناك كثيرين من لا يسمعون لصوت ضميرهم , اذن من المستطاع أن يسكت النسان صوت الضمير ويفعل ما لا يريده ضميره كقول القديس اغسطينوس " أن العقل قد يفعل الأشياء التى يريدها بالرغم من عدم ارضاء الضمير وهذا يحدث بتبكيت الضمير "

 ++++++++++++++

++المبحث التاسع عن الضمير فى المسيحيه والضمير فى الكتاب المقدس:-++

1) سفر يشوع بن سيراخ 32: 27

في جميع اعمالك اقتد بضميرك فان ذلك هو حفظ الوصايا

2) سفر أعمال الرسل 24: 16

لِذلِكَ أَنَا أَيْضًا أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِمًا ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ.

Cool رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 9: 1

أَقُولُ الصِّدْقَ فِي الْمَسِيحِ، لاَ أَكْذِبُ، وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي بِالرُّوحِ الْقُدُسِ:

3) رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13: 5

لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ.

4) رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 8: 12

وَهكَذَا إِذْ تُخْطِئُونَ إِلَى الإِخْوَةِ وَتَجْرَحُونَ ضَمِيرَهُمُ الضَّعِيفَ، تُخْطِئُونَ إِلَى الْمَسِيحِ.

5) رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 25

كُلُّ مَا يُبَاعُ فِي الْمَلْحَمَةِ كُلُوهُ غَيْرَ فَاحِصِينَ عَنْ شَيْءٍ، مِنْ أَجْلِ الضَّمِيرِ،

6) رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 1: 12

لأَنَّ فَخْرَنَا هُوَ هذَا: شَهَادَةُ ضَمِيرِنَا أَنَّنَا فِي بَسَاطَةٍ وَإِخْلاَصِ اللهِ، لاَ فِي حِكْمَةٍ جَسَدِيَّةٍ بَلْ فِي نِعْمَةِ اللهِ، تَصَرَّفْنَا فِي الْعَالَمِ، وَلاَ سِيَّمَا مِنْ نَحْوِكُمْ.

7) رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 4: 2

بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ.

8) رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 1: 5

وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ.

9) رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10: 22

لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ.

10) رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 18

صَلُّوا لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيرًا صَالِحًا، رَاغِبِينَ أَنْ نَتَصَرَّفَ حَسَنًا فِي كُلِّ شَيْءٍ.

11) رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 19

*لأَنَّ هذَا فَضْلٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ، يَحْتَمِلُ أَحْزَانًا مُتَأَلِّمًا بِالظُّلْمِ.

12) رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 16

*وَلَكُمْ ضَمِيرٌ صَالِحٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ يَشْتِمُونَ سِيرَتَكُمُ الصَّالِحَةَ فِي الْمَسِيحِ، يُخْزَوْنَ فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ.

13) رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 21

*الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ،

+* و آيات اخرى  من الكتاب المقدس عن الضمير*+

*ضمير بلا عثرة*

بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف ولكم ضمير صالح، لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح، يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر .

(بطرس الأولى 3 : 15 – 16)

*لذلك أنا أيضا أدرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس .*

(أعمال 24 : 16)

ولهم سر الإيمان بضمير طاهر . (تيموثاوس الأولى 3 : 9)

*في رياء أقوال كاذبة ، موسومة ضمائرهم .*

(تيموثاوس الأولى 4 : 2)

من خلال هذه الآيات تعلمنا أننا لابد يكون ضميرنا طاهر وبلا عثرة يمكنك الاشتراك فى كورس كيف انمو

*أهمية  حفظ وصايا الله*

*يا ابني، لا تبرح هذه من عينيك. احفظ الرأي والتدبير فيكونا حياة لنفسك، ونعمة لعنقك حينئذ تسلك في طريقك آمنا، ولا تعثر رجلك إذا اضطجعت فلا تخاف ، بل تضطجع ويلذ نومك لا تخشى من خوف باغت ، ولا من خراب الأشرار إذا جاء لأن الرب يكون معتمدك، ويصون رجلك من أن تؤخذ .

(أمثال 3 : 21 – 26)

*فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي . (العبرانيين 9 : 14)

*لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان مرشوشة قلوب *

*بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف ولكم ضمير صالح، لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح، يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر .

(بطرس الأولى 3 : 15 – 16)

*لذلك أنا أيضا أدرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس .

(أعمال 24 : 16)

*ولهم سر الإيمان بضمير طاهر . (تيموثاوس الأولى 3 : 9)

*في رياء أقوال كاذبة ، موسومة ضمائرهم .

(تيموثاوس الأولى 4 : 2)

*من خلال هذه الآيات تعلمنا أننا لابد يكون ضميرنا طاهر وبلا عثرة يمكنك الاشتراك فى كورس كيف انمو

*أهيمة حفظ وصايا الله

*يا ابني، لا تبرح هذه من عينيك. احفظ الرأي والتدبير فيكونا حياة لنفسك، ونعمة لعنقك حينئذ تسلك في طريقك آمنا، ولا تعثر رجلك إذا اضطجعت فلا تخاف ، بل تضطجع ويلذ نومك لا تخشى من خوف باغت ، ولا من خراب الأشرار إذا جاء لأن الرب يكون معتمدك، ويصون رجلك من أن تؤخذ .

(أمثال 3 : 21 – 26)

*فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح أزلي نا من ضمير شرير و مغتسلة اجسادنا بماء نقي .

(العبرانيين 10 : 22)

----------

ويمكن للإنسان المسيحي أن يحافظ على سلامة ضميره من خلال الوسائل التالية:

1* الصلاة والاتصال بالله، حتى ينير الله قلبه ويرشد ضميره.

2* قراءة الكتاب المقدس، حتى يتعلم مبادئ الحق والأخلاق المسيحية.

3* الإصغاء إلى صوت ضميره، وعدم تجاهله.

4* التوبة والرجوع إلى الله عند ارتكاب الخطيئة.

**وإذا ضلَّ الإنسان عن طريق الحق وارتكب خطيئة، فإن الله يصفح عنه ويعطيه فرصة للتوبة والعودة إلى الطريق الصحيح. كما أن الله يرسل له روحه القدوس لمساعدة ضميره على التطهير والإصلاح.

+++++قدمنا لحضراتكم موضوعا متكاملا عن الضمير فى المسيحة++ 

+وهو منقول بالكامل +

+وتم نقله واخراجه بهذه الصورة ليكون نبراسا يضىء الطريق+ 

+ويكون نافعا للتعليم وللخدمة الكنسيه المختلفه++


                                                                      +++++++++++++++

                                                                              ++++++++

NameE-MailNachricht