JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الاخبار الكنسيه
عاجل
الصفحة الرئيسية

14 موضوعا عن البساطه فى المسيحيه..لتحضير العظات وللتربيه الكنسيه

14 موضوعا عن البساطه فى المسيحيه..لتحضير العظات وللتربيه الكنسيه


 +البساطه فى المسيحية ومفهوم البساطة وبين الجهل والبساطه الخيط الرفيع والذى لا يراه سوى الحكماء فى ذلك الزمان وعن موضوع البساطة فى المسيحية وهو الموضوع الذى كثيرا ما يبحث عنه الكثيريين من الوعاظ وخدام التربية الكنسية وخدام الكلمه ومفسرى الكتاب المقدس فى كل مكان وزمان ممن يبحثون فى موضوع البساطة فى المسيحيه واليوم وقد جمعنا لكم العديد من الموضوعات حول موضوع البساطة فى المسيحيه ..

+ونقدم لكم العديد من التفاسير والمقالات والقصص الروحية الهادفة حول موضوع البساطة فى المسيحيه.

#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity


البساطه فى المسيحيه
14 موضوعا عن البساطه فى المسيحيه..لتحضير العظات وللتربيه الكنسيه


+ولنبدأ بالموضوع الاول عن البساطه فى المسيحيه +

*بداية تعرف البساطة بأنها هي عدم التعقيد ، وهي في المسيحية غير السذاجة *

*******فالمسيحي قد يكون بسيطاً وحكيماً في نفس الوقت . البساطة المسيحية هي بساطة حكيمة . والحكمة المسيحية هي حكمة بسيطة ، أي غير معقدة مثل بعض الفلسفات . لهذا قال السيد المسيح " كونوا بسطاء كالحمام ، وحكماء كالحيات***

*البساطــــــه*

*الله كلى البساطه لانه واحد ولا ازدواجيه فيه .. انه مثالا للوحده الكامله لانه لا انقسام فيه قال بولس الرسول عن المسيح ( ان المسيح ابن الله لم يكن نعم ولا بل نعم فقط)**(وتتجلى بساطة المسيح فى المذود وفى القبر لم يكن ميلاده وقيامته مظهراللمجد والعظمه ولكن للتواضع والبساطه*

*اذا فضيلة البساطه فى الانسان هى صوره لبساطة المسيح الذى قال(ليكن كلامكم نعم نعم ولالا وكل مازاد على ذلك فهو من الشرير*

*البساطه نقاوه وصفاء شفافيه واستقامه ايمان واثق ولم تكتمل الا اذا اقترنت بالحكمه فقد قال المسيح*

*كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام*

*ولم يصل الى هذه الحكمه الا الانسان الذى رجع الى نقاوة وبساطة الطفوله فقد قيل فى الكتاب (كلمتك يارب تضىء عند اكتشافها والبسطاء يفهمونها.

*يــــا رب اجعلنى حكيمــــا فى الخير وبسيطـــا فى الشـــر*

*الشخص البسيط روحياً، هو البريء كالأطفال (آدم وحواء قبل السقوط). وقلبه نقي..

*+ ليس لديه خبث (لؤم) ولا مكر، ولا خداع للناس.

*+ يتعامل بسهولة وبمحبة (بدون لف ولا دوران)، كما قال القديس مار

*+ كان فرعون خبيثاً مع موسى وهرون، ووصف الرب هيرودس بأنه ثعلب (ماكر في كلامه وسيء القصد والنية).

*+ أنظر إلى بساطة الشاب يوسف. وبساطة داود مع شاول الملك.

+ ولكن كيف نقتني البساطة؟ .... ممكن أن نقتني البساطة في الآتي:-

1- بساطة العيش: -"إن كان لنا قوت وكسوة ، فلنكتف بهما" (1تي6: Cool. فليس مهماً كثرة الكماليات.

2- بساطة اللسان:- في الكلمات المتواضعة المملوءة محبة ورحمة، على نقيض*

الفريسيين الذين كانوا يحاولون أن يصطادوا السيد المسيح بكلمة ليشكونه بها.*

وكانوا بالفم يمتدحونه، وبالداخل يدينونه، فكشف رياءهم وسوء نيته (خبثهم).*

3- بساطة القلب:- من سوء الظن أو الشك في كل أفعال وأقوال الناس.*

4- بساطة السلوك:- فنسلك باتضاع، مثل الرب يسوع (مت11: 29).*

*+ وقد طوب الرب المتواضعين والمساكين بالروح. وهم يفرحون في الأرض والسماء (يرضى الله عنهم والناس أيضاً).*

*+ الشخص البسيط يستطيع أن يحل مشاكله بسرعة، وبسهولة غير متوقعه لأنه لا يعقد الأمور.*

5- البساطة في الحياة مع الله:-- (قبول الحقائق الإيمانية العالية بروح البساطة، وعدم المجادلة). قارن بين موقف فلاسفة اليونان وليديا بائعة الأرجوان، في الحوار مع القديس بولس عن الإيمان*

*6- بساطة العين:-*

*المقصود بالعين البسيطة، هي العين المتسامية، والطاهرة النقية. التي تنظر إلى شخصية الجنس الآخر ليس بمفهوم ذكراً وأنثى، بل أخ وأخت، فداهما السيد المسيح مثله، فيتقدس الفكر والقلب*

*+ ويرى القديس أوغسطينوس أن*

*"العين المظلمة" هي الشريرة، وهي التي تشتهي ما لدى الغير، وتدين وتذم،*

*وتكون مملوءة دنساً (نظرات شريرة).*

*+ وينال البسيط بركة الله "الرب حافظ البسطاء" (مز116: 6)*

#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity


++++++++++++++++

واليكم الموضوع الثانى عن البساطه فى المسيحيه وهو من كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

** البساطة والحكمة**

*من الأخطاء الواضحة أن إنسان قد يوصف بالبساطة، ولا تكون له حكمة، بل تكون بساطته لونًا من السذاجة.. وتؤخذ عليه بعض التصرفات. ويحاول الناس أن يعذروه. قائلين أنه بسيط..*

*ليست هذه البساطة الحقيقية، فالإنسان الروحي يكون بسيطًا وحكيمًا، كما دعانا الرب قائلًا: "كونوا بسطاء وحكماء" (مت 10: 16) ولا تناقُض.*

**فالبساطة هي عدم التعقيد، وليست عدم الحِكمة.**

*البساطة المسيحية بساطة حكيمة. والحكمة المسيحية حكمة بسيطة. ومن الجائز أن يقول إنسان كلامًا حكيمًا جدًا، وبأسلوب بسيط.*

*تكون له حكمة في عقله، وبساطة في قلبه..*

*يتصرف في عمق الحكمة، وبكل بساطة، حكمة ليس فيها تعقيد الفلاسفة وإنما في بساطة يمكن أن يفهمها الكل.*

*كذلك ليست البساطة أن تصدق كل شيء بلا تفكير، أو تعطى مجالًا للبعض أن يخدعك أو يلهو بك. إنما مع بساطتك مع الناس تكون مفتوح العينين حاضِر الذِّهن. تستطيع أن تُمَيِّز الذئاب التي تلبس ثياب الحملان..*

*وفى حكمته لا يعيش في جو من الشك والحذر والظنون.*

إنه لا يخلط الأوراق، ولكن يرتبها..

*عبارة "المحبة تصدق كل شيء" (1كو 13: 7) يفهمها من جهة الله، ففي محبته لله، يصدق كل وعوده وكل معجزاته. ويصدق أن التجارب التي يسمح بها للخير. *

*أما من جهة الناس، فإلى جوار "المحبة تصدق كل شيء"، يضع قول الرسول "لا تصدقوا كل روح، بل ميزوا الأرواح هل هي من الله.." (1يو4: 1) وأيضًا "امتحنوا كل شيء، وتمسكوا بالحسن" (1تس 5: 21).*

*ببساطة يطيع. ولكن أيضًا يخلط الطاعة بالحكمة.*

كما قال الرسول "أطيعوا والديكم في الرب" (أف 6: 1). وأيضًا "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29).

*الشخصية المتكاملة لا تُقاد بفضيلة واحدة.*

**بل كل فضيلة يمزجها بالحِكمة والمحبة والاتضاع.**

++++++++++++

واليكم الموضوع الثالث عن البساطة فى المسيحيه تحت عنوان 

الرَّبُّ حَافِظُ الْبُسَطَاءِ (مز116: 6)القمص بنيامين المحرقي


البساطة Simplicity هي النقاوة والصفاء والشفافية والاستقامة، وهي عدم التعقيد أو التركيب، هي ضد الرياء والمظهرية. 


*وهي ضد المكر، فالإنسان الملتوي تجتاز فيه أفكارٌ كثيرة، وقد تناقض بعضها، بينما البساطة ليس فيها ذلك.

البساطة من صفات الله:

* الله كلي البساطة، فطبيعته روح بسيط.

* لذلك كلما اقتنينا البساطة، زاد اقترابنا من الله، وهي التي تؤهّل الإنسان للاتحاد بالله، يقول مارفيلوكسينوس أسقف منبج:**
*[البسطاء هم للرب، أما الماكرون هم أوانٍ للشياطين فلا تشتهِ المكر لأنه أرض تلد شرورًا، أمّا البساطة فهي حقل يلد البر].

#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity

++++

*وأبناء الله لابد أن يعيشوا بالبساطة: -

*لقد خلق الله آدم وحواء في حالة من البراءة والبساطة، فقد «كَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ» (تك2: 25)، وكان هدف الشيطان أن يفسد هذه البساطة، وقد أعادنا السيد المسيح إلى حالة البساطة (2كو11: 3)، وبهذا كانت البساطة سمة المؤمنين في الكنيسة الأولى، فقد «كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ» (أع2: 46)، فقد كانوا يعيشون ببساطة الروح وليس بحكمة وفلسفة عالمية (2كو1: 12).*

-البساطة التي من الخارج: -


-بساطة الملبس والمأكل والمسكن والمقتنيات، فيعلمنا القديس بولس الرسول، قائلًا:


 *«فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا» (1تي6: 8)*

*البساطة التي من الداخل:


* بساطة الحواس مثل بساطة الكلام والنظر والسمع،وبساطة الفكر والقلب.. مع الحكمة*
* «وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ» (رو16: 19).*

البساطة الداخلية تنبع من الإيمان البسيط: 

*يقول مارفيلوكسينوس في تعريف الإيمان البسيط: 

*[ليس هو البلادة والخرافة، انما الإيمان البسيط هو فكر واحد بسيط فريد يُسمع ولا يفحص، مثلما دُعِي إبراهيم وخرج تابعًا لله، لم يفحص الصوت المنادي له، ولم تعقه الأقارب ولا الأصدقاء ولا المقتنيات ولا أي شيء من رباطات البشرية... 

*هكذا دُعِي الرسل فتركوا شباكهم وتبعوه (مر1: 18)]، ويقول أيضًا:


 [البساطة سابقة على الإيمان، لأن الإيمان هو ابن البساطة] (ميمر عن البساطة).

 ويقول مار أفرام السريانيّ*:


* [ميزة الإيمان البساطة، أمّا التقصّى والمعارضة فهما ميزتا التكبُّر، الذى يبعد الإنسان عن الله].

الإيمان البسيط مقترن بالمعرفة:


* إن معرفة أسس الإيمان المسيحيّ لا تتعارض مع البساطة، مع ملاحظة أن دراسة أسس الإيمان ليس من الممكن أن تكون دراسة عقلية فقط، بل يقترن فيها العقل بالإيمان وكلاهما يكمّل الآخر.*

* فكلما كان الإنسان أكثر معرفة وعمقًا روحيًّا، كان أكثر بساطة واتضاعًا ووعيًا، مملوءًا محبة من الروح القدس الذي هو روح المعرفة والفهم.حياة البساطة مقترنة بالحكمة:-

 *أوصانا السيد المسيح، قائلًا:-


 «فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ» (مت10: 16). 

يقول قداسة البابا شنوده الثالث: 

*ولا فصل بين البساطة والحكمة. 

*فالسيد الرب يقول "كونوا بسطاء... وحكماء... " (مت10: 16).*

* ليست البساطة إذًا عكس الحكمة.

* إنما البساطة هي عكس التعقيد. 

*البساطة المسيحية بساطة حكيمة، والحكمة المسيحية بسيطة، أي لا تعقيد فيها.

* وقد يكون الإنسان في منتهي الذكاء، ومع ذلك فهو بسيط، أي لا يعقد الأمور (خبرات في الحياة113).

* لقد ذهب وراء أبشالوم «مِئَتَا رَجُلٍ مِنْ أُورُشَلِيمَ قَدْ دُعُوا وَذَهَبُوا بِبَسَاطَةٍ، وَلَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ شَيْئًا» (2صم15: 11)، ذهبوا ببساطة بدون معرفة، وبدون حكمة، هذه ليست بساطة لكنها بسذاجة من ناحيتهم، وبخبث من جهة أبشالوم.

*كلما كانت طريقة الحياة بسيطة خالية من التعقيد، والمظاهر المبالغ فيها، كلما قادت الإنسان إلى الوصول لهدفه من أقصر الطرق. فبساطة القلب هي أن يكون هدفنا هو الله. 

*البساطة سر علاقات الود والحب بين الناس، في حين عدم البساطة تنشيء قلقًا وخوفًا من الآخرين، وبالتالي عدم محبة.

مجلة الكرازه

++++++++++++++

#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity


واليكم الموضوع الرابع عن البساطه فى المسيحيه وهو لابونا *** القمص: انطونيوس فهمى***

*نِقرَا مِنْ سِفر مُلُوك أوَّل إِصحَاح 3 : 5 – 15 { فِي جِبْعُونَ تَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلاً . وَقَالَ اللهُ اسْألْ مَاذَا أُعْطِيكَ . فَقَالَ سُلَيْمَانُ إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَْ عَبْدِكَ دَاوُدَ أبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أمَامَكَ بِأمَانَةٍ وَبَرٍّ وَاسْتَقَامَةِ قَلْبٍ مَعَْكَ فَحَفِظْتَ لَهُ هذِهِ الرَّحْمَةَ الْعَظِيمَةَ وَأعْطَيْتَهُ ابْناً يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهِ كَهذَا الْيَوْمِ . وَالآنَ أيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي أنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أبِي وَأنَا فَتًى صَغِيرٌ لاَ أعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ . وَعَبْدُكَ فِي وَسْطِ شَعْبِكَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ الكَثْرَةِ . فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأِحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخِيرِ وَالشَّرِّ لأِنَّهُ مَنْ يَقْدُِرُ أنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ العَظِيمِ هذَا . فَحَسُنَ الكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لأِنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هذَا الأمْرَ . فَقَالَ لَهُ اللهُ مِنْ أجْلِ أنَّكَ قَدْ سَألْتَ هذَا الأمْرَ وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أيَّاماً كَثِيرَةً وَلاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى وَلاَ سَأَلْتَ أنْفُسَ أعْدَائكَ بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَمْيِيزاً لِتَفْهَمَ الحُكْمَ . هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ . هُوَذَا أعْطِيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ . وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أيْضاً مَا لَمْ تَسْأَلْهُ غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي المُلُوكِ كُلَّ أيَّامِكَ . فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَاياي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أبُوكَ فَإِنِي أُطِيلُ أيَّامَكَ . فَاسْتَيْقَظَ سُلَيْمَانُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ . وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَقَفَ أمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَعَمِلَ وَلِيمَةً لِكُلِّ عَبِيدِه }" ***مجداً لِلثَّالُوث الأقدس ***

*" نَحْتَاج يَا أحِبَّائِي فِي حَيَاتنَا إِلَى حِكمة الحَيَّات وَبَسَاطِة الحَمَام ..*

* قَدْ نَجِد فِي التعبِيرِين تَنَاقُض وَلكِنَّهُ التَنَاقُض الَّذِي تَمْنَحَهُ النِّعمة لِلحَيَاة المَسِيحِيَّة هذِهِ الحَيَاة الَّتِي تُعْطِي لِلإِنْسَان تَمَيُّز وَسُلُوك بِمَقَايِيس مُخْتَلِفة فَهيَ حَيَاة تَجْمَع المُتَنَاقِضَات كَمَا يُطْلِق عَلَيهَا الآباء القِدِيسُون " البَارَادُوكس "*

* وَلِنَفْهمْ مَعنَى هذَا المُصطلح نَأخُذ الصَلِيب كَمِثَال ..*
* فَالسَيِّد المَسِيح عَلَى خَشَبِة الصَلِيب المُقَدَّسة عُريَان .. مُتَألِّم .. ضَعِيف .. مُهَان .. مُحتقر .. وَفِي نَفْس الوقت قَوِي جِدّاً .. جَبَّار جِدّاً مُتَسَلِّط جِدّاً .. قَادِر جِدّاً .. غَافِر لِلخَطَايَا .. يَقبل التُوبة ..*
 *هذِهِ هِيَ الحَيَاة المَسِيحِيَّة نَرَى نَفْس المعنَى أيضاً فِي تَعَالِيم القِدِيس بُولِس حِينَ يَقُول

 *{ كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ . كَأنَّ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ } ( 2كو 6 : 10)* ..

* فَالحَيَاة المَسِيحِيَّة تَجْمَع الضَعْف وَالقُوَّة .. البَسَاطة وَالحِكمة .. تَجْمع الجَسَدِي وَالرُّوحِي .. الفقر وَالغِنَى .. *
*هذَا مِنْ عَمَل النِّعمة الَّتِي تَجْعل الإِنْسَان يَجْمع المُتَنَاقِضَات ..لِنُنَاقِش يَا أحِبَّائِي البَسَاطة وَالحِكمة كَمَا أوصَانَا رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح لَهُ المجد مِنْ خِلاَل النِقَاط التَالِية :-*

**(1) بَيْنَ الحَمَامة وَالحَيَّة :-**

*مَنْ هِيَ الحَيَّة :-

*الحَيَّة كَائِنْ حَي مَاكِر .. مُخَادِع .. لاَ تترُك لأِحد فُرْصَة أنْ يَخْدعهَا .. لاَ تُعْطِي الفُرْصَة لأِحد أنْ يَصْطَادهَا فِي فَخ ..

* مِنْ أعجب مَا تَفْعله الحَيَّة عِنْدَمَا تَشْعُر أنَّهَا بَدَإِت تَشِيخ إِنَّهَا تدخُل فِي مَكَان ضَيّق جِدّاً أقل مِنْ نِصف حَجمَهَا وَبِذلِك تِنْسِلِخ مِنْ جِلدَهَا القَدِيم وَيَنْمُو لَهَا جِلد جِدِيد وَبِالتَالِي تَتَجَدَّد فَتبدُو أصغر سِنّاً ..

* وَلِذلِك أخَذَ أبَاؤُنَا القِدِيسُون هذِهِ الظَّاهِرة وَتَأمَّلُوا فِيهَا وَطَالَبُونَا أنْ نَجْتَهِد فِي الدُّخُول مِنْ البَاب الضّيق الَّذِي يُسَاعِد عَلَى تجدِيد الحِيَاة لأِنَّنَا مِنْ خِلاَل البَاب الضَيّق نَخلع الإِنْسَان العَتِيق وَأعمَاله وَنَلْبِس الإِنْسَان الجَدِيد أيَضاً مِنْ ضِمْن حِكمِة الحَيَّة إِنَّهَا تَعلم أنَّ سِر حَيَاتهَا فِي رأسَهَا فَلِذلِك تُحَافِظ عَلَى رَأسَهَا مِنْ أي أعداء ..

* بَالنِسبة لَنَا الرَّأس هُوَ السَيِّد المَسِيح لَهُ المجد لِذلِك فَنَحْنُ نَحْتَفِظ بِهِ دَاخِلنَا مَهْمَا كَانَ الخَطر المُحِيط بِنَا .. أيضاً لَنَا فِكر السَيِّد المَسِيح فَعَلَينَا أنْ نَأخُذ مِنْ الحَيَّة حِكمِتهَا وَنَترُك مَا تَبَقَّى مِنْ صِفَاتهَا وَألاَّ نَنْسَى أنَّ بِدَايِة السُقُوط كَانَ الحَيَّة .
مَنْ هِيَ الحَمَامة :-

**كَائِن حَي بِهِ بَسَاطة عَجِيبة لاَ يُدَبِّر شَرّاً وَلاَ مَكَائِد حَتَّى لَوْ إِختلف خِلاَفَاته وِدِيَّة سِلمِيَّة يُحِب أنْ يَعِيش فِي جَمَاعَات مُتَألِفة .. 

*حِينَ نَرَاه يَأكُل نَجِده يَأكُل بِعِفَّة أي يَأخُذ إِحْتِيَاجه فَقط مَهْمَا كَانَ المعرُوض عَلِيه وَفِير جِدّاً .. لِذلِك فَالحَمَام يَعِيش فِي سَلاَم وَبَهجة ..

* وَنَذكُر هُنَا أنَّ نُوح البَّار حِينَ أرسل الغُرَاب لِيطمَئِن عَلَى سَلاَمِة الأرْض بَعْد الطُوفان لَمْ يَعُد الغُرَاب لأِنَّهُ وَجَدَ فِي الجُثث طَعَامه أمَّا حِينَ أرْسل الحَمَامة فَقد عَادت حَامِلة غُصْن الزَيتُون .

(2) مَا هِيَ البَسَاطة وَمَا هِيَ الحِكمة ؟

( البَسَاطة )

*يَجِب عَلَينَا فِي البِدَاية أنْ نُمَيِّز بَيْنَ الحِكمة وَالخُبْث وَالمَكر .. 
الإِنْسَان الَّذِي يُرِيد أنْ يَعِيش البَسَاطة عَلْيهِ أنْ لاَ يَحْقِد عَلَى أحد .. لاَ يَمكُر .. لاَ يَغْدُر .. لاَ يُحَاوِل أنْ يُقَلِّل مِنْ قِيمة أحد لاَ يُحَاوِل أنْ يَأخُذ تَعْب أحد .. لاَ يُدَبِّر مَكِيدة لأِحد .. لاَ يَلْعن أحد .. إِنْسَان بَسِيط أي إِنْسَان مُحِب لأِعدَائه .. بِقلب نَقِي يَطْلُب عَنْ الجَمِيع .. قَلْب لاَ يَعْرِف حُدُود لِلمَحَبَّة .. مُبَارِك .. بَاذِل .. لاَ يَطْلُب مَا لِنَفْسه مُتَخِذاً مِنْ شَخْصِية رَبَّ المجد يَسُوع مَثَلاً وَقُدوة فِي بَسَاطِة القَلْب ..

 *بَسَاطِة المظهر بَسَاطته فِيمَا يَأكُل .. 
*بَسَاطته فِي تَعَامُلاَته ..
* طُول أنَاته .. 
*كَثْرِة رَحمِته حَتَّى مَعَ المُسِيئِين إِليه .. 
*عَدْم إِدانته لأِي أحد ..
*نَحْتَاج يَا أحِبَّائِي أنْ نَقْتَنِي فَضِيلة البَسَاطة وَخَاصَّةً إِنَّنَا فِي عَصْر لَيْسَ بَسِيطاً بِالمَرَّة فِي كُلَّ شِئ سَوَاء المَأكل .. المَظَاهِر .. 
*الإِمكَانِيَات حِينَ تَسْكُنْ فَضِيلة البَسَاطة القلب تُعْطِي إِنْعِكَاسَات عَدِيدة فِي الحَيَاة مِثْلَ بَسَاطِة المَظهربَسَاطِة أدَاء كُلَّ الأُمور مَهمَا كَانِت صعبة لِذلِك الشخص البَسِيط إِنْسَان جَذَّاب
* .. نَقِي
* .. محبُوب
* .. مُرِيح مِلح لِلأرْض
* .. بَسِيط فِي فِكره
* .. يُعْلِن عَنْ مَشَاعِره بِبَسَاطة
* .. يُعْلِن مَحَبِّته 
*.. صُورة جَمِيلة لِخَالِقه وَهذَا أمر هَام جِدّاً ..

* أيضاً يَبْدأ الإِنْسَان البَسِيط فِي تَذَوُّق حَيَاة الدَّهر الآتِي ..

* يَحِس أنَّ حَيَاته فِيهَا لَمْحة سَمَاوِيَّة يَحيَاهَا فِي طَاعِة الله أمَّا الشخص المَاكِر أوْ الأنَانِي أوْ المُتَكَبِّر يَجْعل كُلَّ مَنْ حوله يَنْفُرُونَ مِنْهُ .. 

*لِذلِك يَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول لأِهل كُورنْثُوس { وَلكِنَّنِي أخَافُ أنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا هكَذَا تُفْسَدُ أذْهَانُكُمْ عَنِ البَسَاطَةِ الَّتِي فِي المَسِيحِ } ( 2كو 11 : 3 ) ..

* لِذلِك إِحذر أنْ يُلَّوِث العَالم بَسَاطَتك ..
** أيضاً الكَارِزُون وَأبَائنَا الرُّسُل عَاشُوا فِي بَسَاطة مِنْ حِيث وَسَائِل إِنتِقالهُمْ إِلَى أمَاكِنْ كِرَازَاتِهِمْ أوْ مِنْ حَيْثُ الأمَاكِن الَّتِي كَانُوا يَكرِزُونَ فِيهَا .. هذِهِ هِيَ البَسَاطة .

.*** فَمَاذَا عَنْ الحِكمة ؟**

*( الحِكمة )*

*فِي الحَقِيقة لاَ نستَطِيع أنْ نُعَرِّف الحِكمة بِسُهُولة وَلكِنِّنَا نَستَطِيع أنْ نَقُول أنَّهَا رُوح التَميِيزكَمَا قَالَ الله لِسُلَيْمَان { هُوَذَا أعْطِيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ }
* .. الحِكمة فِيهَا رُوح إِفرَاز وَتَميِيز يُمَيِّز بِهَا الإِنْسَان الأُمور عَنْ بعضَهَا البعض فَمَثَلاً يَعرِف وَقت الكَلاَم وَوَقت الصَمت *.. وَقت الإِحتِمَال وَوَقت العِتَاب وَقت المُوَاجهة وَوَقت الهُرُوب .. 
*لَهُ مَشَاعِر مُنضَبِطة بِدُون تَعَلُّق ..
* لَديهِ مَال وَلكِنَّه لَيْسَ فِي قلبه يَعرِف كَيْفَ يَعِيش فِي العَالم وَلاَ يَعِيش العَالم دَاخِله .. 
*يَعرِف كَيْفَ يَكُون الإِتِضَاع الحَكِيم وَلَيْسَ صِغر النَّفْس .. 
*يَسْتَطِيع أنْ يَخْتَار أُمور حَيَاته المُختَلِفة سَألَ القِدِيس العَظِيم الأنبَا أنطُونيُوس تَلاَمِيذه عَنْ مَا هِيَ أعظم الفَضَائِل ؟

*وَجَاءَته إِجَابَات كَثِيرة مَنْ قَالَ الإِتِضَاع .. 
*وَمَنْ قَالَ المَحَبَّة .. وَمَنْ قَالَ العَطَاء ..
* فَرَد الأنبَا أنطُونيُوس بَلْ إِنَّهَا الحِكمة وَالتَميِيز لأِنَّ بِالحِكمة نَعرِف كَيْفَ نُحِب ..
* وَكَيْفَ نَتَضِع .. وَكَيْفَ نَعبُد الله ..

* لِذلِك يَا أحِبَّائِي يَجِب أنْ تَكُون الحِكمة مُشتَهَى لَنَا لأِنَّ كَثِيراً مَا نُفْسِد أُمور كَثِيرة فِي حَيَاتنَا بِسَبب إِفتِقارنَا لِلحِكمة .. وَكَمَا يَقُول سُلَيْمَان الحَكِيم { وَلَدٌ فَقِيرٌ وَحَكِيمٌ خَيْرٌ مِنْ مَلِكٍ شَيْخٍ جَاهِلٍ ...... }( جا 4 : 13 )

* وَإِذَا تَأمَّلنَا شَخصِية رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح نَجِد كَمَال الحِكمة فَنَرَاه يَتَدَرَّج فِي إِظهَار لاَهوته فَبَدَأَ بِمُعجِزة عُرس قَانَا الجَلِيل مُتَدَرِّجاً فِي شِفَاء الأمرَاض وَإِخرَاج الشَّيَاطِين وَإِقَامِة الموتَى فَقد كَانَ رَبَّ المجد يَسُوع يُظهِر لاَهُوته بِقدر مَحَبِّة المُحِيطِينَ بِهِ ..
* أيضاً نَرَى حِكمِته فِي إِختِيَار تَلاَمِيذه .. فِي ذِهَابه إِلَى أمَاكِنْ مُعَيَّنة وَعَمْل مُعجِزَات فِي أمَاكِنْ دُونَ أُخرَى
* .. نَرَى حِكمِته فِي الحَيَاة وَسط أمكر شُعُوب العَالم الَّذِين أرَادُوا أكثر مِنْ مَرَّة أنْ يَصَطَادُوه بِكَلِمة ( مت 22 : 15 ) ..

* فَعِندَمَا أحضَرُوا إِليهِ المرأة الَّتِي أُمسِكت فِي ذَات الفِعل وَطَلَبُوا مِنْهُ مُحَاكمَتهَا لَمْ يَدِنهَا وَلَكِنْ طَلْب أنَّ البَار مِنْهُمْ يَبْدَأ بِرَجمِهَا أوَّلاً( يو 8 : 4 – 11 ) ..

* فَهُوَ لَمْ يَدِنهَا وَلكِنَّه سَامحهَا وَفِي نَفْس الوَقت لَمْ يُعْطِي فُرْصَة لِلمُشتَكِينْ عَلَيْهَا أنْ يَصِفُوه بِأنَّهُ مُشَجِّع عَلَى الفَسَاد بِأنْ يُظهِر لَهُمْ غُفرَانه لَهَا ..

* سُلُوك بِكَمَال الحِكمة أيضاً مِثَال آخر سَأل اليَهُود رَبَّ المجد يَسُوع عَنْ دفع الضَرِيبة فَلَوْ كَانَ رَد بِأنَّهُ يَجِب أنْ تُدفع لاتهموه بِأنَّهُ غِير وَطَنِي وَمُحِب لِلإِستِعمَار وَلَوْ كَانَ قَالَ لاَ يَجِب أنْ تُدفع كَانُوا إِتَهَمُوه بِأنَّهُ مُتَمَرِّد يُرِيد أنْ يَقُوم بِثورة وَلكِنَّهُ رَد بِحِكمة فَائِقة الحُدُود بِأنَّهُ { أعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلهِ لِلهِ }( مت 22 : 21 )

* يُحكَى عَنْ أحد الأبَاطِرة أنَّهُ كَانَ فِي زِيَارة لأِحد البُلدَان وَكَانَ مَطلُوب مِنْ كُلَّ الشَّعْب السُجُود أمَامه وَمِنْهُمْ أيضاً البطرِيرك مِمَّا أوقع البطرِيرك فِي حِيرة لأِنَّهُ لاَ يَسْجُد إِلاَّ لله وَحده وَلكِنَّهُ تَصَرَّف بِحِكمة إِذْ عِنْدَمَا إِقترب مِنْ المَلِك قَبَّله عَلَى قَلْبه قَائِلاً لَهُ { نَحْنُ نُؤمِن بِأنَّ يَد الرَّبَّ عَلَى قَلْب المَلِك فَلِذلِك فَأنَا أُقَبِّل اليَد الإِلَهِيَّة الَّتِي عَلَى قَلْب المَلِك }

* فَاغتَبَطَ المَلِك جِدّاً بِقُول الأب البَطرِيرك ..
 وَبِذلِك تَخَلَّص البطرِيرك مِنْ المَوقِف بِحِكمة نَادِرة وَسَبَّب فَرح لِقَلْب المَلِك أيضاً القِدِيس أبو مَقَّار حِينَ أرَادَ أنْ يَتَوَحد ظَلَّ يَدْرِس وَيُصَلِّي لأِجل هذَا المَوضُوع ثَلاَث سَنَوَات طَالِباً مِنْ الله أنْ يُرشِده هَلْ هذِهِ فِكرة مُبَارَكة مِنْ الله أمْ خِدعة مِنْ الشَّيطَان ؟
*هَكذَا يَا أحِبَّائِي نَرَى أنَّ الإِنْسَان الحَكِيم لَيْسَ مُتَهَوِراً وَلاَ مُنْدَفِعاً يَحْسِب وَيَنْظُر لِلنِهَاية قَبْل أنْ يَبْدَأ وَحَقاً قِيلَ عَنْ الحُكَمَاء { كَلِمَاتُ الحُكَمَاءِ تُسْمَعُ فِي الهُدُوءِ أكْثَرَ مِنْ صُرَاخِ المُتَسَلِّطِ بَيْنَ الجُهَّالِ } ( جا 9 : 17 ) .

***(3) كَيْفَ نَقْتَنِي البَسَاطة وَالحِكمة ؟**

*وَنَتَسَاءل كَيْفَ يُمْكِنْ إِقتِنَاء الحِكمة ؟ يُمكِنْ إِقتِنَاء الحِكمة مِنْ خِلاَل:-*

*(1) الصَلاَة :-*

*فَالحِكمة هِيَ عَطِيَّة مِنْ الله .. هِيَ ثَمَرِة صَلَوَات وَعِشرة مَعَ رَبِّنَا .. حِينَ يَتَحِد الإِنْسَان بِالله يَكْتَسِب طَبعه البَشَرِي المَحدُود صِفَات الله غِير المَحدُود .. الإِنْسَان الحَكِيم طَالَمَا إِقتَنَى الحِكمة يَكُون إِقتَنَى كُلَّ الفَضَائِل .

*(2) الكِتَاب المُقَدَّس :-

*الخُضُوع لِلوَصِيَّة المكتُوبة { رَأس الحِكمة مَخَافِة الله } ( سِيرَاخ 1 : 16 ) كُلَّمَا يَقرأ الإِنْسَان فِي الكِتَاب المُقَدَّس بِرُوح التَعَلُّم تَنمو الحِكمة فِي دَاخِله وَيَزدَاد إِشتِيَاقه لَهَا الوَصِيَّة تُعَلِّم الإِنْسَان .. تُرْشِد الإِنْسَان .. تَسْمُو بِالإِنْسَان .

(3) المَشُورة :-

*إِجعل المَشُورة فِي حَيَاتك{ طَرِيقُ الجَاهِلِ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيْهِ . أمَّا سَامِعُ المَشُورَةِ فَهُوَ حَكِيمٌ } ( أم 12 : 15) وَلكِنْ يَجِب أنْ نُمَيِّز مَنْ أستَشِيره أنْ يَكُون إِنْسَان مُحِب مُخلِص .. مُمتَلِئ نِعمة{ المُسَايِرُ الحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيماً وَرَفِيقُ الجُهَّالِ يُضَرُّ } ( أم 13 : 20 ) إِختَار بِدِقَّة مَعَ مَنْ تَسِير لأِنَّكَ سَوفَ تَتَأثَّر بِهُمْ .

(4) التَعَلُّم مِنْ الأخطَاء :-

**لَيْسَ عِيباً أنْ نُخْطِئ وَأنْ نُصَحِّح أخطَائنَا وَأنْ نَتَعَلَّم مِنْهَا أيضاً مِنْ الحِكمة أنْ أتَعَلَّم مِنْ أخطَاء الآخَرِين الإِنْسَان الحَكِيم مُستَمِع جَيِّد يَسْتَفِيد مِنْ تَوجِيهَات الآخَرِين لاَ يَغْضَب مِمَّنْ يُوَبِخه بَلْ يُحِبَّه وَيَسْتَفِيد مِنْ تَوبِيخه رَبِّنَا يُعْطِينَا كُلَّ حِكمة وَبَسَاطَة رَبِّنَا يِكَمِّل كُلَّ نَقَائِصنَا وَيِسنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَلأِلهنَا المَجد إِلَى الأبَد آمِين

++++++++++++

#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity


الى الموضوع الخامس عن - البـسـاطـة ـ بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب


*تكلم السيد المسيح عن أهمية البساطة فى حياتنا الروحية فقال "سراج الجسد هو العين فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً" ..ـ

*"أنظر إذن لئلا يكون النور الذى فيك ظلمة فإن كان جسدك كله نيراً ليس فيه جزء مظلم يكون نيراً كله كما حينما يضئ لك السراج بلمعانه".ـ

*وقال أيضاً "ليس أحد يوقد سراجاً ويضعه فى خفية ولا تحت مكيال بل على المنارة لكى ينظر الداخلون النور"(3).ـ
وفى مرة أخرى قال لتلاميذه "ها أنا أرسلكم كغنم وسط ذئاب. فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام"(4).ـ 

إذن هناك صلة وثيقة بين الحكمة والبساطة .. فعندما يقول كونوا حكماء كالحيات، يقصد الحكمة التى استخدمتها الحية قديماً مع حواء ولكن ليس بنفس المكر والخداع بل بالتفكير الخيّر والعقل المنضبط.

لذلك قال القديس بولس الرسول " وأطلب إليكم أيها الاخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافاً للتعليم الذى تعلمتموه واعرضوا عنهم.

 لأن مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم وبالكلام الطيب والأقـوال الحسنة يخدعون قلوب السـلماء.

 لأن طاعتكم ذاعت إلى الجميع فافرح أنا بكم وأريد أن تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر. 

وإله السـلام سيسحق الشـيطان تحت أرجلكم سريعاً".

ـ وحذر الرسول بولس أهل كورنثوس قائلاً لهم "ولكنى أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تُفسد أذهانكم عن البساطة التى فى المسيح"(6).ـ 

(1)- (مت6: 22، 23).  (2)- (لو11: 35).

(3)- (لو11: 33).(4)- (مت10: 16).

(5)- (رو16: 17- 20).  (6)- (2كو11: 3).

الحية خدعت حواء لتأكل من الشجرة


لذلك إذا أردت أن تعيش حياة البساطة فحاول تطبيق التدريبات الآتية :ـ


*ـ1- نـق كل المناظر التى تشاهدها .. ولا تسمح بأى منظر شرير يدخل إلى قلبك بل إطرده بالصلوات القصيرة [ يارب ارحم .. اللهم التفت إلى معونتى يارب أسرع وأعنى ..إلخ ].ـ 
لأن "سراج الجسد هو العين"(1) .. كما ذكرنا سابقاً فإن كانت عينك بسيطة فالجسد كله يكون نيّراً أى مضيئاً ونقياً.

*ـ2- نق القلب أيضاً من كل الشوائب الموجودة داخله، وكل الشرور والظنون الرديئة .. فرب المجد قال "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فإنه من فضلة القلب يتكلم فمه".ـ  

*ـ3- نق الفكر أيضاً لأن الإنسان قد يفكر أفكاراً شريرة كما قال رب المجد "لأن من القلب تخرج أفكار شريرة قتل، زنى، فسق، سرقة، شهادة زور، تجديف، هذه هى التى تنجس الإنسان"ـ

وينصح بولس الرسول أهل أفسس قائلاً "أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة فى بساطة قلوبكم كما للمسيح خادمين بنية صالحة كما للرب".ـ

*ـ4- إجعل إرادتك تعمل بنية صالحة وليس بخبث، فبولس الرسول يقول لأهل كورنثوس "إن من يزرع بالشح أيضاً يحصد .. ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضاً يحصد. كل واحد كما ينوى بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار لأن المعطى المسرور يحبه الله"(5).ـ

*ـ5- ضع أمامك دائماً كلمة الله فى معاملاتك لتصل إلى البساطة .. فإن الكتاب يقول "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من سيف ذى حدين وفارقة إلى

*(1)- (مت6: 22).  (2)- (لو6: 45).  (3)- (مت15: 19).

*(4)- (أف6: 5). (5)- (2كو9: 6، 7).

*مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته".  ـ  

*ـ 6- اجعل المسيح قدوة لك فى كل تصرفاتك، فإن المسيح له المجد تجسد لأجلنا وعاش بسيط بيننا .. ولد فى مزود بقر .. لم يكن له منزل يسند فيه رأسه .. لم يكن معه نقود يدفع بها الجزية ..إلخ.
لذلك يقول بولس الرسول "افعلوا كل شئ بلا دمدمة ولا مجادلة لكى تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاد الله بلا عيب فى وسط جيل معوج وملتو تضيئون بينهم كأنوار فى العالم".ـ

*ـ7- تمثل بآبائنا الرسل الذين كانوا يخدمون الرب ببساطة قلب كما يذكر لنا سفر الأعمال "وكانوا كل يوم يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة وإذ هم يكسرون الخبز فى البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسبحين الله ولهم نعمة لدى جميع الشعب"(3).ـ

*ـ8- لنكن نيتك سليمة وكلامك صريحاً بدون إلتواء ولا خبث ولا تظاهر ولا رياء أو خداع كقول الكتاب "ليكن كلامكم نعم نعم. لا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير".ـ
وقول السيد المسيح أيضاً "إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساب يوم الدين لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان".ـ

*ـ9- هناك صلة قوية بين التواضع والبساطة، فالإنسان المتواضع بسيط فى كل تصرفاته، ومن الملوك المتواضعين فى العهد القديم داود النبى، الذى يكتب لنا مزاميره فى تواضع وبساطة قائلاً "الرب حنان وصديق وإلهنا يرحم الرب. حافظ البسطاء. تذللت فخلصنى".ـ

*ـ10- هناك صلة وثيقة أيضاً بين الوداعة والبساطة فالإنسان الوديع بسيط فى معاملاته مع كل الناس والرسول بولس يقول لأهل كورنثوس "لأن فخرنا هو هذا شهادة ضميرنا أننا فى بساطة وإخلاص الله لا فى حكمة جسدية بل فى نعمة الله تصرفنا فى العالم ولا سيما من نحوكم"
.ـ  
(1)- (عب4: 12، 13).  (2)-(فى2: 15).(3)- (أع2: 46).

(4)- (مت5: 37).  (5)- (مت12: 36، 37). (6)- (مز116: 6).

++++++++++

وفاصل ومع هذا السؤال واجابته عن ما هو مفهوم البساطة في المسيحية؟

الجواب

البساطة هي عدم التعقيد، وهي في المسيحية غير السذاجة.
فالمسيحي قد يكون بسيطاً وحكيماً في نفس الوقت. البساطة المسيحية هي بساطة حكيمة. والحكمة المسيحية هي حكمة بسيطة، أي غير معقدة مثل بعض الفلسفات لهذا قال السيد المسيح "كونوا بسطاء كالحمام، وحكماء كالحيات".

+++++++

واليكم هذه القصة :

***للبسطاء فقط وليس قصة البساطة الحقيقية قصة واقعية حدثت في هذا الجيل:--

**كانت توجد امرأة عجوزة وكان في داخل خدمه الكنيسه خادم وهذا الخادم كان يأخذ المرأه العجوزه كل يوم لتحضر القداس الالهي ولم تتأخر هذه المرأه يوم واحد عن القداس وحدث ذات يوم ان هذا الخادم ذهب الى المرأه وقال لها اعذريني يا امي **

*فقد حدثت معي ظروف جعلتني سأسافر خارج البلاد ولن استطيع ان آتي اليكي مره اخره
* فقالت المرأه طيب ومين  اللي حيوصلني للكنيسه بعد كده
*فقال لا اعلم ولكن  ربنا هيدبرها وتروحي الكنيسه 
*فقالت المرأه اني لا اعرف احد غيرك 
*فقال لها لكن ظروفي تمنعني من البقاء 
*فقالت له ما الحل مين هيوصلني للكنيسه 
*فحاولت مع ذلك الخادم كثيرا 
*وفي الاخر قال لها مين شفيعك في القديسين 
*فقالت العذراء والبابا كيرلس ومار جرجس والانبا موسى 
*فقال لها بس بس انتي هتقولي كل القديسين اللي في السما انتي اوقفي علي ناصيه الشارع وقولي يا مارجرجس يا انبا موسى ابعت ليا تاكسي*
* وجاء ثاني يوم من بعد ما تركها هذا الخادم وسافر وخرجت هذه السيده ووقفت على اول الشارع وقالت يا مارجرجس يا انبا موسى ابعت تاكسي ومافيش دقيقه ووقف تاكسي وقال لها اتفضلي يا حاجه علي فين حضرتك رايحه *
*فقالتله علي كنيسه ابو سيفين وهي دي الكنيسه الي كانت الست ديه بتصلي فيها كل يوم القداس 
*وجه ثالت يوم وطلعت الست دي اول الشارع ووقفت وقالت يا مار جرجس يا انبا موسى ابعت لياتاكسي  وبرضو *مافيش دقيقة وجه تاكسي ووقف قدامها وقالها علي فين يا حاجه وقالتلو على الكنيسه ووصلها وهكذا كل الايام ...
*وفي يوم وقفت هذه السيده اول الشارع ولم تجد اي تاكسي ولا اي مواصله لتذهب الى الكنيسه وهى قاعده تقول يا مار جرجس يا انبا موسى يا مار جرجس ياانبا موسى ومفيش برضو مواصله ولا تاكسي ...ف راحت زعقت وقالت بصوت عالي يا مار جرجس يا انبا موسى عايزه اروح الكنيسه هتأخر علي القداس واذا بتاكسي سريع وقف قدامها فرمل مره وحده ووقف وقالها اركبي يا مقدسه 

*فقالت في نفسها كويس طلع مسيحي 
*ومشي بيها فقالت وديني الكنيسه
 قالها كنيسه ابو سفين
 قالتله الله ينور عليك ياابني فقالها ماتخافيش هتوصلي قبل القداس انتي طلبتي مار جرجس واهو جالك يوصلك
قالتلو انت مين 
قالها مار جرجس
* الست دى قالت الاستاذ جرجس؟؟؟
* راح رد عليها سائق التاكسي وقال انا مارجرجس
* الست دي قالت في نفسها انا كبيرة في السن وسمعي خف يمكن يكون سمعته خطأ وقال مار جرجس 
*فالست الكبيرة دي بتبص في السواق بتشوف شكله ايه راح بصلها هو لقيته شاب ومربي شنبه ومكبره وشكله *ابيضاني كده وشنبو كأنه مرسوم رسم وراح السائق طلع صوره واداها لها وقالها
* خدي الصوره دي خليها معاكي 
*وبعد ماوصلها الكنيسه فتح باب التاكسي ونزلها راحت مديالو 5جنيه 
*اخدها منها وقالها انا واخدها منك بركه انتي ست طيبه وبسيطه وربنا بيحبك
 *وحط ايده على كتفها ووصلها لباب الكنيسه ومشي
* دخلت هذه السيده العجوزه الكنيسه ومشيت لقدام شويه ووقفت بتبص على هدومها لقيت فيها زيت راحت مسحته بعد شويه بتبص تاني لقيت برضو في زيت بينزل راحت مسحته بتبص على كتفها مكان ما سحبها من كتفها لقيته عمال بينزل زيت 
*بتبص قدامها لقيت كاهن راحت حكتله على اللي حصل معاها ووريته الزيت االي بينزل وانها قابلت واحد وقالها انو مار جرجس واداها صوره
 *فبصت فيها الست لقيتها صوره ابو سفين وقالتلو اهي صوره ابو سفين
* راح شافها ابونا وقال لها لا يا امي دي صوره مار جرجس واكيد اللي وصلك ده مارجرجس وربنا سمحلك انو يوصلك وتشوفيه ولما حكت الست للكاهن قلتلو انها زعقت في الشارع بصوت عالي وقالت يا مارجرجس يانبا موسى عايزه مواصله توديني الكنيسه 
*فراح رد عليها الكاهن وقالها انها ماتزعقش تاني ولما تطلب حاجه من ربنا تطلبها بصوت واطي
 وفجأه بتبص قدامها مالقيتش الكاهن اللي كان بيكلمها
 وشويه كده ودخل كاهن تاني فراحتلو الست دي وقالتلو يا ابونا كان في كاهن هنا دلوقتي راح فين 
رد عليه الكاهن وقالها مافيش في الكنيسه دي كهنة غيري 
وانا كاهن الكنيسه دي هو في حاجه؟؟
 وبص ابونا على كتف الست لقيه بينزل زيت فقال لها ايه ده؟؟
 راحت الست حكتلو على كل الي حصل معاها 
راح الكاهن قالها
 *هو الكاهن اللي شفتيه كان اسمر؟؟
* قالتله ايوه
*قالها يا امي الكاهن ده هو الانبا موسى الاسود وربنا سمحلك انك
* تشوفي الانبا موسى وينصحك وربنا بعتلك مار جرجس علشان يوصلك 
*والقصه دي بتعلمنا انه البساطه هي اللي هتوصلنا للملكوت ومافيش حاجة بعيدة ومستحيلة علي ربنا

**والغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله***

#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity



++++
البساطه فى المسيحيه
14 موضوعا عن البساطه فى المسيحيه..لتحضير العظات وللتربيه الكنسيه



وعدنا مرة اخرى والى الموضوع السادس  وسمات البساطة المسيحية


1*البساطة مع الحكمة :-

* البساطة هي عدم التعقيد، وهي غيرالسذاجة. فالمسيحي يكون بسيطاً حكيماً وليس ساذجا جاهلا .
 فالبساطة المسيحية هي بساطةحكيمة. لهذا قالالسيد المسيح " فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام"يقدم الرب الحكمة قبل البساطة حتى لا نستخدمها بغير ملازمة الحكمة ، لان البساطة بغير حكمة تكون سذاجة ، والحكمة بغير بساطة تكون كبرياء . وقد قبل العريس السماوى العذارى الحكيمات المستعدات ، ورفض العذارى الجاهلات . 

*قال القديس مار فلكسينوس "إن البساطة توافقنا كثيرا لاقتناء الصلاح ، ولئلا يضيع الصلاح منا ينبغي لنا اقتناء حكمة إلهيه ونقاوة ضمير مع الناس."

2*البساطة مع المعرفة :


* إن معرفة الحقائق المسيحية والإيمانية لا تتعارض مع البساطة ، فكلما كان الإنسان أكثر معرفة وعمق روحي كان أكثر بساطة واتضاع ووعي وإدراك بشكل واضح مملوءاً محبة من الروح القدس روح المعرفة والفهم ؛بينما نجد الإنسان الجاهل والأحمق إنسانا سطحياً ومعقداً ، ومتكبر أساسافي أعماق قلبه فاقد البساطة .

* أيهاالإخوة لا تكونوا أولادا في أذهانكم (نقص المعرفة) بلكونوا أولادا في الشروأما في الأذهان فكونوا كاملين(كمال المعرفة)"(1كو14: 20)قال القديس يوحنا الدرجى "الحكيم يتأمل فضائل غيره ليقتنيها ، والجاهل يتأمل رذائل غيره ويدينه عليها."

3*البساطة مع القداسة :


**إن القداسة تعنى الكمال والخلو من كل خطية والانفصال عن كل شر ونجاسة والسلوك بلا لوم فى الحياة ، "لكي تكونوا بلا لوم و بسطاء أولادا لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم" (في 2 : 15) فأن معظم القديسين عاشوا حياة البساطة مع القداسة "يجب أن تكونوا انتم فى سيرة مقدسة وتقوى."(2بط3: 11)

++++++++++

والى حضراتكم الموضوع السابع ***المسيحيّة البسيطة بقلم مينا م. يوسف ***

*في حوار له مع إبراهيم عيسى يوم رأس السنة 2021، رصد الفنان إياد نصّار ظاهرة تخيّم على مجتمعنا العربي قائلًا: “بقى في مشكلة أنه بقى في تباهي بالتفاهة… تلاقي ناس بتتكلم بمنتهى البساطة تقول لك: يا عم ما تكلمنيش أنا تافه! في استعراض في فكرة التفاهة وكأنها نقطة إيجابية.”*

*إن مثل هذه الظاهرة نجدها متفشية أيضًا داخل الأوساط الكنسية.

 أو يمكننا القول أن هذه الظاهرة قام المجتمع بزرعها داخلنا، ثم سقاها الكثير من المُعلّمين والخدام في كنائسنا ووضعوا لها الآيات والأسس المنطقية حتى صدقناها وبدأنا ننادى بها على أنها حقيقة. 

*تلك الظاهرة يمكننا أن نطلق عليها “المسيحية البسيطة”.

* هذه النسخة من المسيحية المخففة ليست بجديدة، فقد سبق وانتقدها أيضًا سي. إس. لويس في كتابه “المسيحيّة المجرّدة”.

* ومن قبله طرحها جون بنيان في روايته الأشهر سياحة المسيحيّ عبر شخصية أطلق عليها اسم “البسيط”، كأحد المعطلات التي واجهت “المسيحيّ” في بداية رحلته الروحيّة.*

*فكم من مسيحيين اليوم متراخون عن التعمق والتفكير في كلمة الله بدعوى أنهم يفضلون البساطة وإيمان الأطفال. 

بل وقد يقتطعون كلمات الرسول بولس من سياقه ليحذروك من التفكير والتدبر في الكثير من المواضيع والأفكار اللاهوتيّة العميقة بقولهم:-

* “وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ” (كورنثوس الثانية 3:11). 

*آيات تُفهم خطأ عن البساطة*

*ولكن الدعوة إلى هذه النسخة من المسيحية البسيطة ليست بهذه البساطة! فحتى كلمة “البساطة” التي نجدها مرارًا وتكرارًا في ترجمة فاندايك المنتشرة بين أيدينا لا تعني في أغلب المواضع ذلك المفهوم الذي يحاول البعض إقحامه على النصوص والآيات.*

*فتارة يكون المعنى الأدق لكلمة بساطة التي استخدمها فاندايك هي الوداعة كما في قول المسيح: “فَكُونُوا… بُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ” (متى 16:10)؛ أو الأمانة والإخلاص في العمل (أفسس 5:6؛ كولوسي 22:3)؛ وفي العبادة والحياة (أعمال الرسل 46:2)؛
* أو بمعنى عدم الخبرة أو البراءة في معرفة الشر كقول الكتاب: “وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ…

* أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لاَ تَكُونُوا أَوْلاَدًا فِي أَذْهَانِكُمْ، بَلْ كُونُوا أَوْلاَدًا فِي الشَّرِّ” (رومية 19:16؛ كورنثوس الأولى 20:14؛ فيلبي 15:2)؛ أو بمعنى الإخلاص والطهارة كما في قول بولس:
* “وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ” (كورنثوس الثانية 3:11).[4]

*كما أنه لو كان القصد من الدعوة إلى البساطة هو بساطة الحياة–أن يكون لنا تلك “العين البسيطة” التي تحدث عنها المسيح (متى 22:6؛ لوقا 34:11)، فهذا أمر رائع! تلك العين البسيطة أو الأدق السليمة (غير المُصابة بازدواج الرؤية) القادرة على التركيز على هدف واحد فقط (ملكوت الله ومجده)، وغير المُشتتة ببريق وهموم هذا العالم. 

*بكل تأكيد ما من أحد يُعارض هذا النمط من البساطة في مواجهة تعقيدات العصر، وتعظم المعيشة، وبهرجة العيش التي سلبتنا سلامنا وفرحنا في الرب.

*أما إذا كان القصد من الدعوة إلى البساطة هو ذلك التملص من الاجتهاد في دراسة وفَهم كلمة الله، أو الكسل، أو الفتور، أو إعلاء شأن أمور أخرى في الحياة حتى ولو كانت أنشطة أو خدمات روحيّة على حساب الشبع والتغذي على الطعام القوي الذي للبالغين فهذا شأن آخر.

*إيمان الأطفال وطفولة الإيمان*

*إن ذات الكتاب الذي يُشجعنا على أن يكون لنا إيمان الأطفال في بساطته (متى 3:18؛ 25:11؛ لوقا 21:10)، وجوع الأطفال للبن العقلي العديم الغش (بطرس الأولى 2:2)، يُحذرنا من أن نظل أطفالًا غير ناضحين في إيماننا، محمولين بكل ريح تعليم (أفسس 14:4)، مكتفين بطعام الأطفال، غير محتملين أو راغبين في الطعام القوي الذي للبالغين (عبرانيين 12:5–13؛ كورنثوس الأولى 1:3).
* هذه الدعوة للبساطة التي يُنادى بها من على منابرنا لا علاقة لها ببساطة الإيمان، إنما هي دعوة لتسطيح الإيمان وعدم التفكير والتدبر وامتحان النبوات والتعليم المُقدّم لنا. 
*كم كنت أحب ابني حين كان طفلًا، ولكن إن ظل طفلًا فهذه كارثة!**

*خطورة الدعوة إلى المسيحية البسيطة*

**يصف سي. إس لويس هذه الدعوة إلى المسيحية البسيطة بأنها نهج ساذج غرضه تدمير المسيحية!
* وبالنسبة لي، كلما تابعت ما يُقال على مواقع التواصل الاجتماعيّ من أشخاص محسوبين على التيار الإنجيليّ في عالمنا العربي، تزداد قناعتي بأن رفض الإيمان المسيحيّ الأصيل غالبًا ما يتسلل متخفيًا في ثياب الدعوة إلى البساطة.*

*إذ يتم تنصيب البساطة على أنها المقياس الذي نقيس على أساسه قبولنا أو رفضنا لفكرة أو تعليم، عوضًا عن أن تكون كلمة الله هي المقياس لذلك. أصبحت تُرفَض العقائد الصعبة كالثالوث والبدليّة العقابيّة والجحيم والخطية الأصليّة فقط لأنها ليست عقائد بسيطة!

*ولكن مهلًا! ليس كل ما هو بسيط هو صحيح. يؤكد سي. إس. لويس ذلك في قوله: “ليس من خيرٍ في طلب ديانة بسيطة. وبعد إمعان النظر، ليست الأشياء الحقيقيّة بسيطة.
* إنها تبدو بسيطة، ولكنها ليست كذلك.”
* فكّر في محبة المسيح–تلك الحقيقة البسيطة. يصفها الرسول بولس بأنها ليست مجرّد حقيقة بسيطة أو سطحية، وإنما لها أبعاد–لها عرض وطول وعمق وعلو؛ بل أنها فائقة المعرفة (أفسس 18:3)!

*ثانيًا، في أغلب الأحيان تكون صعوبة الأمر دليل على مصداقيته. خُذ الثالوث كمثال، فإن صعوبة إدراكه، بل وتعقيده إنما هو أحد الأدلة على أنه ليس اختراع بشريّ. فكيف للإنسان أن يخترع شيئًا يعجز هو نفسه عن شرحه وتفسيره؟

*إن الأمر أشبه بالفرق بين السيارة الحقيقية والسيارة اللُعبة. ما أبسط السيارة اللعبة–فهي تتكون من مُحرّك صغير وبطارية. ولكن أنظر إلى مدى تعقيد السيارة الحقيقيّة من أجهزة مختلفة شديدة التعقيد لتبريد المحرّك، وضخ البنزين، وتحريك السيور، إلى أخره.

* كل هذا التعقيد هو ما يجعل من السيارة الحقيقيّة حقيقيّة، والسيارة اللعبة غير حقيقية حتى وإن تشابهت في شكلها الخارجيّ مع ما هو حقيقيّ!
* ينطبق الأمر ذاته على المسيحيّة وإيماننا بها. 
*كثيرًا ما نظُن أن لدينا إيمانًا حقيقيًا، بينما هو في الحقيقة كالسيارة اللُعبة، غير حقيقيّ يُكشف فقط عند الامتحان.

*ثالثًا، إن الدعوة إلى المسيحية البسيطة هو مناقض للقدرات والإمكانيات التي وهبها الله لنا لاستيعاب أكثر الحقائق الرياضيّة والعلمية والفلسفية، بل والروحيّة تعقيدًا. كما أنه مضاد للوصية العُظمى:-

* “تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ” (متى 37:22). فالفحص والتفتيش والاجتهاد هو تعبيرنا الصادق عن عبادتنا القلبيّة العقلية ومحبتنا للرب الذي دعانا لا أن نحبه بمشاعرنا الملتهبة وحماسنا العاطفيّ فحسب، بل أن نحبه أيضًا بكل عقلنا وفكرنا.*

*رابعًا، إن هذه الدعوة للبساطة لهي في تناقضٍ بيّن مع ما نعيشه في حياتنا العمليّة. تخيّل لو أنك تعاملت في مجال عملك بذات المنطق–منطق البساطة–فلم تسع لتطوير مهاراتك في العمل أو التعمق في مجال دراستك. ستكون النتيجة أنك سرعان ما ستكون خارج مجال المنافسة في سوق العمل. فإذا كانت حياتنا العمليّة تتطلّب منّا ألا نأخذها باستخفاف أو ببساطةٍ، فكم بالحري ينبغي أن يكون الحال تجاه حياتنا الروحيّة؟

*خامسًا، هذا النمط من المسيحيّة البسيطة ما هو إلا مُخدر وقتي، يسمح لك اليوم بالتملص من التعب والاجتهاد والتأصل إلى أسفل. ولكن سيأتي اليوم، آجلًا أم عاجلًا، وسيطرح عليك أولادك (في الخدمة أو بالجسد) ذات الأسئلة التي حاولت الهرب منها قديمًا تحت شعار البساطة. وحينها ستكون صدمتهم حين يكتشفون أنك لم تُحرّك يومًا ساكنًا للبحث والسؤال حين كنت صغيرًا مثلهم.

*كتلاميذ حقيقيين للمسيح، نحن مُطالبون بأن نتبعه تبعية مُكلفة، وأن نجتهد في فحص كلمته واللهج بها، وألا نعيش على هامش الحياة الروحيّة والمعرفة الكتابيّة مكتفين بعظات نسمعها وتعاليم نتناقلها دون فحص؛ كيما يتسنى لنا أن ننمو ونقدم لله أفضل وأغنى وأعمق وأصدق كلماتنا، وأن ينعكس في صلواتنا وعبادتنا له كل زخم لاهوتنا وخبراتنا الروحية والتعليمية.

**[1] إبراهيم عيسى، “حديث القاهرة| لقاء خاص مع الفنان العربي الكبير إياد نصار.” فيديو على اليوتيوب. ديسمبر 31، 2021. https://www.youtube.com/watch?v=vXgjsnSSdPQ

**[2] C.S. Lewis, Mere Christianity (HarperCollins, 2002), 40–42.

**[3] John Bunyan, The Pilgrim’s Progress (Garden city: Dover Publications, 2003), 43.

**[4] يتحدث الرسول بولس في كورنثوس الثانية 2:11–4 مستخدمًا لغة الأبوة، مُشبهًا نفسه بالأب الذي خطب ابنته (مؤمني كورنثوس) للمسيح من خلال كرازته لهم. وأن دوره مع هذه العروس لم ينته بالخطبة، بل أن دوره الآن هو أن يُحافظ على هذه العروس عفيفة ومقدسة ونقية في الحياة والتعليم لحين عودة العريس (رؤيا 7:19–9). ثم يستخدم بولس مثال خداع الحية لحواء (بتشكيكها في كلمة الله وصلاحه) ليُحذر مؤمني كورنثوس من أن ذات الحية يمكنها أن تخدعهم فتفسد أذهانهم “عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ” أي عن “الإِخْلاصِ وَالطَّهَارَةِ تُجَاهَ الْمَسِيحِ” (ترجمة كتاب الحياة).

**[5] يقتبس كاتب هذا المقال من سي. إس. لويس مع تحفظه على الكثير من التعاليم والعقائد التي روّج لها لويس. فالكاتب يقتبس من سي. إس. لويس باعتباره أديب ومُفكّر وليس بصفته حجة أو مرجع لاهوتي.

**[6] C.S. Lewis, Mere Christianity (HarperCollins, 2002), 41.

**[7] سي. إس. لويس، المسيحيّة المجرّدة، ترجمة سعيد باز (عمّان: أوفير للطباعة والنشر، 2006)، 53.

مينا م. يوسف
حاصل على ماجستير الآداب في الأديان المقارنة من Columbia International University، بولايّة ساوث كارولاينا، وماجستير اللاهوت من Southern Seminary، بولاية كنتاكي.
+++++++++++++

#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity


واليكم الموضوع الثامن وهو تحت عنوان  بسطاء.. أم جهلاء؟

*ينتشر من وقت لأخر قول للقديس أغسطينوس يقول “بينما يتباحث اللاهوتيون في أمورهم اللاهوتية, يتسرب البسطاء إلى ملكوت السموات” ودائماً ما يُستخدم للرد على أي نقاش لاهوتي أو عقيدي ، ولا أفهم إن كان الغرض من أستخدام هذة المقولة هي الدعوة للجهل أم لتصغير دور رجال اللاهوت في المسيحية؟*

*وهل البساطة هي الجهل بأمور اللاهوت والعقيدة المسيحية؟*


*أولاً دعنا نستعرض مفهوم البساطة:*

 *البساطة لا تعني مطلقاً السذاجة وضحالة التفكير. والبسطاء ليس هم الناس السذج الذين لا يفهمون شيئاً، و الذين لا عمق لهم في التفكير ولا في التدبير. فالبساطة في المسيحية هي بساطة حكيمة “فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ” (متى10: 16) .*

*فالبساطة المسيحية بساطة حكيمة، والحكمة المسيحية بسيطة، أي لا تعقيد فيها. *


*يقول القدّيس يوحنا الدرجي: [الإنسان البسيط هو ذو النفس التي في نقاوتها الطبيعيّة التي خُلقت عليها والتي تشفع من أجل الجميع. الحقد هو فساد البساطة، طريق ماكر للتفكير تحت ستار مزيّف من البساطة.]*

*ويقول القديس جيروم: [أن المسيحي في وداعته يكون كالحمامة التي لا تحمل حِقدًا ولا تلقي فخاخًا لأحد، لكنّه يلتزم بحكمة الحيّات، فلا يعطي لأحد مجالًا أن يلقي له الفخاخ. إنه يقول: كن بسيطًا… كحمامة فلا تلقي فخًا لأحد، وكن حكيمًا (بارعًا) كحيّة فلا تسمح لأحد أن يلقي بالفخ أمامك. المسيحي الذي يسمح للآخرين أن يخدعوه يكون مخطئًا تمامًا كمن يحاول أن يخدع الآخرين.]*

*ويقول الأب يوحنا من كرونستادت: [اِِسْتَعر من الحيّة حكمتها فقط، ولِيبق قلبك بسيطًا نقيًا غير فاسد. كن وديعًا ومتواضعًا كما أنا، ولا تسلّم نفسك للغضب والهياج، “لأن غضب الإنسان لا يصنع برّ الله” (يع 1: 20).]*


*ويقول القدّيس أغسطينوس: [تمثل بالحمامة وأنت مطمئن. انظر كيف تبتهج الحمامة بوجودها وسط الجماعة. فالحمام يبقى دوماً كجماعات، أينما طاروا أو أكلوا، ولا يحبّون الانفراد. إنهم يبتهجون معًا في وحدة، يحتفظون بالمحبّة، فهديلهم ما هو إلا صرخات حب واضحة…. حتى عندما يتنازع الحمام على عشّه – كما نلاحظ ذلك غالبًا – إنّما يكون أشبه بنزاع سلمي. هل ينقسمون على أنفسهم أثناء نزاعهم؟ كلاّ، بل يطيرون معًا ويقتاتون معًا، ويبقى نزاعهم ودّيًا. تأمّل نزاع الحمام الذي يتحدّث عنه الرسول، قائلاً: “وإن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة فسِموا هذا ولا تخالطوه لكي يخجل“ أي أقيموا المعركة، لكن فلتكن معركة حمام لا ذئاب، لهذا أردف يقول: “ولكن لا تحسبوه كعدوّ بل اِنذروه كأخ“ (2 تس 3: 14-15) إن الحمامة تحب الآخرين ولو في نزاعها، أمّا الذئب فيبغض الآخرين ولو تلّطف.]*

*ولا يوجد أي تعارض بين البساطة والعلم فكما قراءنا في تاريخ الكنيسة أن أباء الكنيسة رغم علمهم وتعمقهم في اللاهوت والعقيدة، كانوا يحيون حياة البساطة في كل شئ.*

*وهولاء اللاهوتين – أمثال القديس اثناسيوس وكيرلس وغريغوريوس وباسليوس وذهبي الفم وديونسيوس و…- وبعمل الروح القدس فيهم حفظوا لنا الايمان المسلم مرة للقديسين، وبفضل جهادهم العظيم انتهت بدع كُبرى مثل الغنوسية والاريوسية والنسطورية…*

*فهل سيدخل الجهلاء(البسطاء بحسب مفهوم البعض) الملكوت قبل أباءنا اللاهوتيين العظام؟*

*ولكن على اللاهوتي والباحث وكل إنسان ان يتبع روح الإنجيل المقدس في كل شئ “من هو حكيم وعالم بينكم فَلْيُرِ أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة“ (يع 3: 13).*

كما يقول احد الاباء: 

[إن كنتم مشتاقين إلى الحصول على نور المعرفة الروحيّة، معرفة ليست خاطئة, لأجل كبرياء فارغ, لتكونوا رجالاً فارغين، يجدر بكم أولاً أن تلتهبوا بالشوق نحو هذا التطويب الذي نقرأ عنه “طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله“
 (مت 5: 8).

* وبهذا تنالون ما قاله الملاك لدانيال “والفاهمون يضيئون كضياء الجَلَد، والذين ردّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور“(دا ١٢: ٣)… وهكذا يَلزم المثابرة بالجهاد في القراءة مع السعي بكل اشتياق لنوال المعرفة العمليّة الاختبارية أولاً أي المعرفة الأخلاقيّة.*

*إذ المعرفة الحكيمة هي المملوءة وداعة وتواضعًا بلا كبرياء أو عجرفة.*

**ثانياً : خطورة الجهل***

*علمنا الكتاب المقدس أن السقوط في الشر، وهلاك النفس، يعود لأسباب كثيرة على رأسها الجهل وعدم المعرفة وعدم الرغبة في فهم التعليم الروحي السليم، أو رفض السؤال. فيضل الإنسان بالجهل، “هلك شعبي من عدم المعرفة” (هوشع 4: 6). ومثال ذلك شعب نينوى الذين قال عنهم الله “لايعرفون يمينهم من شمالهم” (يونان4: 11). 

*وكثيرون يهلكون، لأنهم لا يفهمون التعليم السليم، فالجاهل يسهل تضليله وخداعه وإقناعه بأفكار خاطئة، وبالتالي يقودون غيرهم أيضاً إلى الضلال، مثل الطوائف المنحرفة (شهود يهوة – السبتيين… إلخ). ويقول رب المجد بفمه المبارك: “أعمى  يقود أعمى، كلاهما يسقطان في حفرة” (مت15: 14).ولذلك يدعونا الكتاب المقدس إلى مداومة التعليم الكتابي السليم (1تي4: 16) لأن كل الكتاب المقدس “نافع للتعليم والتقويم والتأديب” (2تي3: 16). وتذكر الدسقولية (تعليم الرسل) المبدأ الحكيم “إمحُ الذنب بالتعليم”

*و الله أعطانا الضمير ، والوحي المقدس، واستنارة القلب والذهن بالروح القدس. كلها تنير لنا الطريق“سراج لرجلي كلامك، ونور لسبيلي” (مز119: 105). “لو لم تكن شريعتك هي تلاوتي، لهلكت حينئذ في مذلتي” (مز119: 92).

*لذلك عند قراءة الإنجيل تضاء الشموع، لأن الإنجيل يضيء لنا الطريق إلى الأبدية بتعاليمه، وبه الحكمة الروحية العالية. و الروح القدس يرشدنا للحق (يو16: 13).. وهو “يعلمنا كل شيء، ويذكركنا بكل ما قاله المسيح” (يو14: 26).***

++++++++++++


وهذا هو الموضوع التاسع عن البساطة فى المسيحيه  وهو تحت عنوان  مخاطر الثراء وأهمية البساطة المسيحية


**لماذا يقسو الله على الأغنياء؟**

*في كلّ مرّة قامت الكنيسة فيها بإصلاحات عبر العصور حرص الإصلاحيون على العودة إلى حياة الفقر.*

*يُعدّ القدّيس فرنسيس الأسيزي خير مثال على العيش ببساطة. دومينيك دي غوزمان، أب الرّهبان الدومنيكان هو مثال آخر. وعندما نتحدّث عن حياة الفقر والتّواضع لا بد من الإتيان على ذكر تيريزا الأفيلية، إغناطيوس دي لويولا والقدّيس يوحنّا. هذا وعاشت المباركة أنّا ماريا تايغا وهي أم لسبعة أولاد ببساطة الإنجيل. كل مسيحي مدعو إلى العيش ببساطة.*

*كتب الأب توماس دوباي كتابًا رائعًا تحت عنوان :”أنتم سعداء أيها الفقراء”. يبدو أن معظم علماء الكتاب المقدّس يتفقون على أن كل النّصوص التي تحاكي موضوع الفقر كمثال للعيش موجّهةٌ لكل أتباع المسيح.*

*أحد أبرز الأمثلة عن حياة البساطة هي العائلة المقدّسة حيث ولد يسوع داخل إسطبل!  إبن الله في إسطبل! يا لها من رسالة عميقة تمكّن القديس فرنسيس من فهمها. رسالةٌ هي بمثابة دعوة للجميع للعيش ببساطة وبكل تواضع. لقد عاش المسيح حياةً بسيطة وهو يشّجع أتباعه للقيام بالمثل: “طوبى لكم أيها المساكين، لأن لكم ملكوت الله.” (لوقا 6:20)*

*إذا نظرنا عن القرب إلى حياة القدّيسين سنلاحظ أن مصداقيتهم كانت تنبع من حياتهم البسيطة. تلك الحياة التي لطالما علّمتنا أهمية التّخلّي عن السّلع الماديّة والعيش من أجل نيل الملكوت. هذه البساطة أضفت غنى على الإنجيل وجذبت إليه العالم. بساطة جذبت وسائل الإعلام إلى الأم تيريزا التي كرّست حياتها للإهتمام بأفقر الفقراء في كالكوتا.*

***مخاطر الثّراء***


*لطالما حذّرنا يسوع من الثّراء: “ولكن ويل لكم أيها الأغنياء، لأنكم قد نلتم جزاءكم. (لوقا 6:20). “الحق أقول لكم إنّه يعسر أن يدخل غنيّ إلى ملكوت السّموات! وأقول لكم أيضًا: مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنيّ إلى ملكوت الله!” (متّى 19: 23،24)*

 *ولكن لماذا يقسو الله على الأغنياء؟*

*يقول القدّيس إغناطيوس إن الشّيطان يحاول إغراء من يشتهون الغنى الذين من السّهل انجرارهم وراء مجد العالم الفارغ وبالتّالي سقوطهم في فخ الكبرياء. ذاك الكبرياء الذي يقف وراء كل خطيئة.*

*يقول البعض إنهم ليسوا أثرياء بل لديهم فقط ما يكفي حاجاتهم ويؤمّن لهم حياة كريمة. لكن وبالنّظر إلى التّاريخ نلاحظ في الولايات المتّحدة الأمريكية وجود أثرى أثرياء العالم فيما يتضوّر جوعًا فقراء أفريقيا، الهند، جنوب ووسط أمريكا…. إذًا وأمام هذا الفقر الرّهيب لا يمكننا إلّا اعتبار أنفسنا من الأثرياء.*

*القدّيس بولس تحدّث عن مخاطر الثّراءقائلًا:”وأمّا التّقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة. لأنّنا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أننا لم نقدر أن نخرج منه بشيء. فإن كان لنا قوت وكسوة، فلنكتف بهما. وأمّا الذين يريدون أن يكونوا أغنياء، فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضّرة، تُغرق النّاس في العطب والهلاك. لأنّ محبّة المال أصل لكلّ الشّرور، الذي إذ ابتغاه قومٌ ضلّوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاعٍ كثيرة.”رسالة بولس إلى تيموثاوس( 6: 6-10).*

*“لأنّ الشّمس أشرقت بالحرّ، فيبست العشب، فسقط زهره وفنى جمال منظره. هكذا يذبل الغني أيضًا في طرقه.” (رسالة يعقوب الرّسول 1:11)*

*كل ما قد تقوم به من أجل الفقراء*


*هناك سببًا للغنى الذي نعيشه وهو أن نتشارك ما لدينا مع الفقراء فنصبح مسؤولين عنهم. لا يمكننا العيش برفاهية في الوقت الذي لا يجد الفقراء فيه ما يأكلونه.

*نجد في رسالة يوحنّا الأولى: “وأمّا من كان له معيشة العالم، ونظر أخاه محتاجًا، وأغلق أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبّة الله فيه.” (رسالة يوحنّا الأولى 3:17)

*للقدّيس أمبروز رأي صارم بهذا الموضوع:”أنت لا تعطي الفقير ممّا هو ملكك بل تعطيه ما يملك هو في الأساس. فخيرات الأرض هي هبة للجميع قام البعض بوضع اليد عليها. العالم هبة للجميع وليس للأغنياء فقط.

*وفي السّياق عينه، قال يسوع:”ثم يقول أيضًا للّذين عن اليسار: إذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النّار الأبدية المعدّة لإبليس وملائكته، لأنّي جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني. كنت غريبًا فلم تأووني. عريانًا فلم تكسوني، مريضًا ومحبوسًا فلم تزوروني. حينئذٍ يجيبونه هم أيضًا قائلين: يا ربّ، متى رأيناك جائعًا أو عطشانًا أو غريبًا أو عريانًا أو مريضًا أو محبوسًا ولم نخدمك؟ فيجيبهم قائلًا:” الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر، فبي لم تفعلوا. فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياةٍ أبديةٍ.” (متّى 25 :41-46)

*كلمات جدّ فعّالة وتدفعنا إلى التّساؤل عن ما إذا كنّا نساعد الفقراء، وهل نساعدهم بما يكفي. ومن هذا المنطلق يراودنا الخوف من أن نقوم بالتّبذير على حساب مساعدة الآخرين.

*الإجابة عن كل هذه التّساؤلات واضحة حيث ورد في كتاب العهد القديم إنّه على المرء آداء العشر أي التّبرع بعشرة في المئة من مدخوله لخدمة الرّب حيث يقترح البعض أن نهب نصف القيمة للفقراء والنّصف الآخر لدعم الكنيسة.

*قد لا يلتزم البعض بالتّبرّع بعشرة في المئة من مدخولهم. فهناك من يلاقي صعوبة بتقديم 5 في المئة من المدخول فيما يشعر البعض الآخر أن تقدمة 25 في المئة من المدخول أمر لم يؤثّر سلبًا على مستواهم المعيشي. وهنا تكمن المعضلة. كيف يمكن للمرء التّأكد من أنّه يقوم بإعطاء ما يكفي من مدخوله لأعمال المحبّة؟ الإجابة بسيطة حيث على المرء أن يشعر بأنه يقوم بتضحية عند مساعدة الآخرين. البابا يوحنّا بولس الثّاني تحدّث عن هذا الموضوع عام 1979 في ملعب اليانكي:” لا تفرحوا بتقديم فتات ولائمكم للفقراء. عليكم أن تهبوا ما لكم لا ما يفيض عنكم. كذلك عليكم معاملة الفقراء كضيوف على وليمتكم العائلية.”

*تساءل ثنائي عن ما إذا يجب أن يهبا 10 في المئة من الفائض عنهما أو من مدخولهما الإجمالي. فقال لهما كاهن الرّعية هل تفضلان أن يعطيكما الله النّعم من الفائض عنه أو من ملكه الأساس؟ فما كان على الثّنائي إلّا أن وهبا 10 في المئة من مدخولهما الإجمالي لاحتياجات الكنيسة.

*الصّدقة: أفضل إستثمار*


*قد ننسى في بعض الأحيان أن العطّاء هو أفضل إستثمار. فقد وعد الله برد عطاء من يحسن إلى الفقراء مئة أضعاف…. لا يوجد أي استثمار أفضل من هذا!!

*“كن رحيمًا على قدر طاقتك, إن كان لك كثير، فابذل كثيرًا؛ وإن كان لك قليل، فاجتهد أن تبذل القليل عن نفس طيّبة. فإنّك تدّخر لك ثوابًا جميلًا إلى يوم الضّرورة، لأنّ الصّدقة تنجّي من كل خطيئة ومن الموت، ولا تدع النّفس تصير إلى الظّلمة…” (سفر طوبيا 4:8-11)

*يقول إلهنا المبارك: “بيعوا ما لكم وأعطوا صدقةً. إعملوا لكم أكياسًا لا تفنى وكنزًا لا ينفد في السّماوات‘ حيث لا يقرب سارق ولا يبلي سوس.” (لوقا 12 :33)

*وفي سفر طوبيا نقرأ أيضا: “صالحة الصّلاة مع الصّوم، والصّدقة خير من ادخار كنوز الذّهب. لأنّ الصّدقة تنجّي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهّل الإنسان لنوال الرّحمة والحياة الأبدّية.” (سفر طوبيا 12: 8-9)

*إن ردّ تعويض الله لمن يساعد الفقراء والكنيسة يأتي بسرعة غبر متوقّعة. هذا ولا يوجد لسخائه حدود.

**المتسوق المسيحي**


*علينا العودة دائمًا إلى كلام السّيد المسيح خصوصًا عند قيامنا بشراء الأمور الأساسية على رأسها شراء منزل. هل هذا هو المنزل الذي أنا بحاجة إليه؟ هل شراءه بمواصفات معيّنة هو تبذير في الوقت الذي لا يجد فيه فقراء أفريقيا سقفًا يأويهم؟ هل ثمنه سيؤثّر سلبًا على تأمين حاجيات زوجتي وأولادي؟ هل سيضع ثمنه ثقلًا على كاهلي؟ هل يتماشى هذا المنزل والبساطة المسيحيّة؟

*هل نفكّر بالفقراء عند شرائنا سيارة؟


*بهذا لا نعني أنه علينا بيع منازلنا وسياراتنا التي قمنا بشرائها دون التّفكير بالأسئلة السّالفة الذّكر. ولكن علينا أخذ هذه الأسئلة بعين الإعتبار في المرّة المقبلة.

*وبالنّظر إلى نشاطاتنا اليومية هل علينا التّقليل من زياراتنا إلى صالون التّجميل؟ هل نشتري المفروشات الفاخرة والباهظة الثّمن؟ هل نفكّر ماليًّا قبل شراء أي شيء؟

*هذه الأسئلة وغيرها لا تهدف إلى توفير المال من أجل تجميع ثروة كبيرة بل بهدف إعطاء المزيد من المساعدات للفقراء.

**كيف تعلّمون أولادكم البساطة**

*يقول البابا يوحنّا بولس الثّاني إنّه على الأهل تعليم أولادهم أن لا يتعلّقوا بكل ما هو مادي:”على الأطفال أن يشبّوا على سلوك صحيح تجاه التّعلّق بالسّلع المادية من خلال اعتماد البساطة والتّقشق في أسلوب عيشهم وأن يكونوا على قناعة تامة بأن الإنسان يقاس نظرًا لما هو عليه وليس لما يملك.”

*إن شراء حذاء رياضي للطّفل بسعر جدّ باهظ وإطراء الأطفال بهدايا باهظة الثّمن في فترة عيد الميلاد المجيد لا يعلمّهم أسس العيش ببساطة وتقشّف.

*الإنفاق بحكمة*

*في الحياة فلسفتان. الأولى تقضي بالإحتفال بالوليمة ومن ثمّ تحمّل نتائج البهجة. والثانية تدعو إلى الصّوم ومن ثمّ الإحتفال بالمأدبة. لا أظن أننا بحاجة لتوضيح أي من الفلسفتين تتماشى وتعاليم الكنيسة. من الممكن إسقاط هاتين الفلسفتين على سياسة الإنفاق حيث نرى البعض يقوم بالإدخار لشراء ما يحتاجه من فائدة أمواله فيما يشتري البعض الآخر ما يريد عن طريق سلفة. وأخيرًا هناك من يعيش ببساطة ما يضمن توفر المال معه في وقت لاحق.

*تقول جانيت لورس في كتابها”الدّليل إلى العيش ببساطة”: “إن العيش ببساطة يتيح للمرء العمل لساعات معتدلة ما يسمح له ببناء صداقات متينة مع الله والآخرين.”

*العيش ببساطة يشمل حسن إدارة الممتلكات حيث وإذا أحسن المرء الحفاظ على منزله وسيارته بحالة جيّدة سيوفّر على نفسه شراءهما من جديد وبالتّالي سيصبح لديه قيمة أكبر يتشاركها مع الفقراء.

*وهنا لا نقصد بالعيش ببساطة أن نملك أدوات غير فعّالة. لقد عاش القدّيس ماكسيميليان كولبي حياة الفقر والطّاعة إلّا أنه حرص دائمًا على شراء أفضل أدوات الطّباعة بهدف نشر كتابات الرّهبنة بكفاءة. ومن خلال هذه الطّريقة قام القدّيس ماكسيميليان بتوفير الوقت والمال.

*بإختصار هناك أسباب عديدة تدفعنا كمسيحيين للعيش ببساطة على رأسها الإمتثال بالمسيح الذي عاش حياةً متواضعة ودعا أتباعه للقيام بالمثل. كما ويتوقع الله منّا الإهتمام بالفقراء على أنّهم المسيح بنفسه. العطاء للفقراء والكنيسة إستثمار رائع. وأخيرًا العيش ببساطة يتيح أمامنا فرصة بناء صداقات مع الله والآخرين.

*إذً لا يجب أن يستند المستوى المعيشي على قيمة المدخول بل على مدى الإلتزام الدّيني.

++++++++++++++++++++

#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity


والى موضوع رقم 10 عن البساطه كما تراها المسيحيه وهو للكاتبه   فيولا سمير  و المقال بعنوان : كن بسيطًا فالبساطة جمال


البساطه فى المسيحيه
14 موضوعا عن البساطه فى المسيحيه..لتحضير العظات وللتربيه الكنسيه

*البساطة هي اللغة التي تنبع من القلب، بدون وعي أو سعي إلى التجمل. وهي ما يجعلك تهتم بنفسك وتعيش حياة تشعر فيها بالرضى والسعادة بكل ما لديك مهما كان بسيطًا أو صغيرًا.



*إننا حقًا لم نعد نرى التصرفات المتسمة بالبساطة والتواضع في حياتنا اليومية. فمعظم الناس اليوم لديهم طموحات عالية جدًا وأحلام كبيرة، وأصبحوا يتبعون عادات بعيدة عن السلوكيات النقية والتي تعبر عن التواضع.

*أصبحنا مهووسين بالتكلّف والمبالغة في كل شيء حتى في ظهورنا من لبس وزينة، كلام وحديث ورد، في أشياء كثيرة في كل تفاصيل حياتنا، كل شيء أصبح شبيهًا بالتزييف، لا هو التزييف في حد ذاته، والبعيد كل البعد عن الحقيقة والبساطة التي أصبحنا نبحث عنها ولا نجد لها لا وجودًا ولا حتى ملامحًا توحي بوجودها ولو بالظل والخيال.

*لم نعد كما في السابق نظهر كما نحن ونتكلم على طبيعتنا وعفويتنا التي تطمئن من حولنا، وتزيد من محبة الناس لنا ومن قربهم حولنا وعدم استغنائهم عنا، بالفعل فقدنا البساطة التي تجعلنا في قمة الجمال والروعة، وتخلق من طلتنا طلة بهية وحضورًا لا شبيه له.

*كيف تجعل حياتك أكثر بساطة؟ وكيف تتقن فن العيش ببساطة؟*

*إذا كنت تشعر بالضغط المستمر وكأنك تحمل أثقالا تدفعك إلى الأسفل، فقد حان الوقت لتتخفف من نمط الحياة الذي يحملك فوق طاقتك، وتستمع بالبساطة. 

*اجعل حياتك دائما بسيطه حب البساطه في كل شئ مااجمل البساطة لا تفكر في الامر كثيرا بل ببساطة ورفق تسطيع تفعل كل شئ يغمرك الفرحه والحب ليس الحب والفرحه مرتبطه بالماديات كثير من البشر بسطاء جدا ولكن دائما يبتسمون كن بسيطاً دائما تكون لك كل الامور اكثر بساطه وجمال

*1- تخلص من الأشياء غير الضرورية

*هل تمتلك أشياء أكثر من احتياجك الحقيقي؟*


*معظمنا لديه أكثر من احتياجه، لأننا نعيش في عصر الدعايا التي توهمك بأن سعادتك في الممتلكات، مما يجعل عقولنا وبيوتنا مليئة بالفوضى.

*خصص وقتًا لتراجع فيه الأغراض التي تمتلكها، الملابس المتراكمة في خزانتك، الكتب التي علاها التراب، وأغراض المطبخ الكثيرة التي تجعله فوضويًا وتصعب العثور على الأغراض اللازمة.

*بعد أن تحصرها، وتقرر الإبقاء فقط على ما تحتاج إليه، تبرع ببعضها، وبع البعض الآخر، وارمِ الباقي!

*لا تحتفظ بالأشياء التالفة والمكسورة بهدف إصلاحها "يوما ما"، لأن هذا اليوم لا يأتي أبدًا.

***2- تخلص من العلاقات المرهقة*


*إنشاء علاقات قوية ومستمرة أمر يحتاج إلى جهد ووقت، وعندما تمر العلاقات بأوقات صعبة فمن المهم السعي لإصلاحها والصبر على ذلك، ولكن في بعض الأحيان تكون العلاقات مرهقة على الدوام، تستنزف الطاقة، وتضيف المشاعر السلبية باستمرار إلى حياتك، مما يجعل التفكير في إنهائها أو تحجيمها أمرا ضروريا.

 *السيد المسيح مثلنا الأعلى فى البساطة :**


 ***بساطة حياته: *

*ظهرت بساطته فى ولادته فى مذود  بسيط وعاش عيشة بسيطة وكان يعمل بيديه نجارا ، وكانت ثياب المسيح في غاية البساطة . وكان لا يمتلك بيتا أو مكانا يستريح فيه " وأما ابن الإنسان(المسيح) فليس له أين يسند رأسه." (مت  8 :  20

*كن بسيطاً وتخفّف من ثقل كل شيئ لا يعنيك ، اسمح للبهجه أن تغمرك في كل لحظاتك ، وحدك تعرف ما يُسعدك ويُفرحك لا تتنازل عن ذلك

*استمتع ببساطتك ، تأمّل كل مايبهجك،إهدأ كثيراً،تنفّس كثيرًا،ارفق بذاتك وكل من يمرّ بك ،إحيا بمعنى وعمق

*كن دئما بسيطا**اً


*البساطه هى اهم ما يبحث عنة الانسان فى حياتة فكل ما يقوم به الانسان هو البحث عن الاشياء و الامور التى تغمرة بذلك الاحساس المنعش الجميل و هو السعادة التى تجعل روحة صافية و تضفى الحيوية على يومة و حياتة.

*السعادة من المفاهيم التي ترتبط بالرضا والراحة حيث تجد النفس البشرية الهدوء وراحة البال التي يلجأ إليها الناس من مثيرات العالم الخارجي الصاخبة والمليئة بالحروب والصراعات فالسعادة هي مفهوم من غير الممكن رؤيته ولمسه بل يظهر على الفرد الذي يعيش داخل محيطها، ومن الممكن تعريف وشرح مفهوم السعادة لغة على أنّها بموقع الاسم الذي يعبر عن الفرح والابتهاج وكل ما يُدخل ويزرع الفرح والسرور على النفس البشرية.

*السؤال الاهم: كيف احصل علي السعاده؟*


*إنّ حصول الفرد على سعادته ليست كافية لاستمراريتها بل إن هناك العديد من العوامل التي إذا استطاع الفرد تحقيقها والوصول إليها من الممكن أن تتحقق له ما يُسمّى بالسعادة ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:

*1-الثقة بالنفس وتقدير الذات.

*2-الإحساس بإمكانية السيطرة والتحكم بحالة الحياة النفسية والذاتية للفرد. 

*3-الإنجاز والقيام بالأعمال الجيدة والمفيدة باستمرار.

*4-الاهتمام بالجانب الترفيهي الذي يدخِل البهجة والسرور على النفس البشرية.

*5-الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية الودودة والدافئة.

*6-لا تكره أحداً مهما أخطأ بحقك.

*7- لا تقلق أبداً و دع الأمر لمن بيده الأمر.

*8-عش ببساطة مهما علا شأنك.

*9-توقع خيراً مهما كثرت الأحزان وثق برعاية رب المجد.

*10-أعط كثيراً ولو حُرمت.

*11-ابتسم ولو القلب يقطر دما.

*12-الصلاه مهما حدث.

13-من المهمّ جدّاً أن تضعي أهدافاً في حياتك، فالحياة من دون هدف ليس لها أي معنى. ضعي لائحة بكل الأهداف التي ترغبين تحقيقها، واعملي جاهداً من أجل الوصول إليها. فبمجرّد أن يكون لك أحلام وأهداف ستشعرين بسعادة أكبر.

*14-لا تتأثّري بما يقوله الآخرين

إيّاك ثم إيّاك أن تتأثّري بما يقوله الآخرين أو بما يفكّرون به. اسعي دائماً إلى التصرّف بالطريقة التي تريدينها والتي ترضيك أنت من دون أن تفكّري دائماً بكيفية إرضاء الآخرين.

*15-لا تستسلمي عند أول مشكلة

*الحياة ليست سهلة ومن الطبيعي أن تمرّي ببعض المشاكل أو تقعي بالفشل ببعض الحالات ولكن لا يجدر بذلك أن يحبطك أبداً.

*التعامل ببساطة سر الحياة السعيدة :-*


*عندما يتعامل الشخص ببساطة وعدم تكلف مع من حوله مهما كان منصبه أو مستواه الإجتماعي فإن ذلك يجعله محبوب بين الناس، حيث أن التواضع من شيم النبلاء، كما أن رسولنا الكريم كان بسيط في تعاملاته مع من حوله فكان يراعي شعور الفقير قبل الغني.

***كن دائما بسيطا****


+++++++

والى حضراتكم الموضوع 11 حول البساطه من منظور مسيحى وهو تحت عنوان *مابين البساطة والمعرفة والجهل*

*يا ترى ما هو المقصود بالبساطة ؟؟؟*


*ما يقصدونه بالبساطة في هذه الأيام هو الجهل بشكل عام وتسطيح الأمور، وعدم معرفة الحقائق المسيحية في عمق البحث والفهم الروحي المُمَيِز للأمور بشكل خاص .

*” أيها الإخوة لا تكونوا أولادا في أذهانكم بل كونوا أولادا في الشر وأما في الأذهان فكونوا كاملين” (1كو 20:14).

*من اخطر الأمور على كنيسة المسيح هو الجهل. الجهل يقود للتعصب وعدم التمييز للحق وعدم القدرة علي السلوك في معرفة الله كما قصدها المسيح بشخصه

*فأينما يوجد تعصب لا بد من وجود جهل بتعاليم المسيح ، وطالما يوجد جهل بتعاليم المسيح لا يبقى سوى الانشقاقات والتحزب وأنا لبولس وانا لأبلوس …

*العريس يجيب على العذارى الجاهلات من داخل الباب قائلا، “الحق أقول لكن أني ما أعرفكن.” يقول لهم ((( ما أعرفكن لأنهم لم يعرفوه ))) بسبب الجهل. والجهل هو عدم اقتناء زيت الروح القدس ، روح المعرفة الذي ينير النفوس بالحق ويملئها بالحب

*” محبة إلهنا قد انسكبت بالروح القدس المعطى لنا ” رو5

*لكننا اليوم نمجد البساطة ونعظمها جداً ، فمن يعلم بيننا بالجهل وعدم المعرفة نسميها بساطة ومن يلتزم بتسطيح الأمور والحياة التي بحسب الجهد الخاص والتأملات الشخصية التي بحسب الانفعالات الخاصة وحركات النفس التي لا تعرف المسيح حسب الحق نعتبره قديس وله كل الحق في أن يعلم ويشجع على حياة الجهل وعدم المعرفة الحقيقية حسب حق المسيح المعلن في الكتاب المقدس أولا  ثم كتابات الآباء العظام …

*وللأسف بلغ التعليم والمعرفة عند البعض إلى مستوى مريع من الانهيار وكل من يعترض يقولون له “لا تدينوا لكي لا تدانوا”.

*أن الخطأ في التعليم هو الأساس الذي تقوم عليه كل الهرطقات ولذلك كل تعليم ليس طبقا لحق المسيح يلزم أن يراجع ويصحح ويوبخ .

*في الحقيقة التعليم الخطأ والساذج الذي يفتقد للعمق ، ليس بساطة لكنه جهل .

*“ويل للقائلين للشر خيرا و للخير شرا الجاعلين الظلام نورا و النور ظلاما الجاعلين المر حلوا و الحلو مرا ويل للحكماء في أعين أنفسهم و الفهماء عند ذواتهم.” (اش 5 : 20-21)

*“من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا” (مت 16:7)

*“ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها” (اف 11:5)

*“لكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما ( محروماً ) كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضا إن كان أحد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن أناثيما” (غل 1: 8-9)

*“لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله لأنه ليس بكيل يعطي الله الروح” (يو 3 : 34)

*يقول لنا هوشع النبي، “قد هلك شعبي من عدم المعرفة لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضا بنيك” (هو 6:4) .

**هذا التعليم الموجه لشعب إسرائيل يوبخنا اليوم بل يلزم أن يُخيفنا. فمن يرفض معرفة الحقيقية يرفضه الله ولا يستطيع أن يقف أمام الله ليقدم له العبادة بالروح والحق .

**من العجيب أننا نفهم البساطة بشكل معكوس تماما فكلما كان الإنسان أكثر معرفة كان أكثر بساطة واتضاع وانسحاق ووعي وإدراك بشكل واضح مملوءاً محبة من الروح القدس روح المعرفة والفهم بينما نجد الإنسان الجاهل والأحمق إنسانا سطحياً ومعقداً ، ومتكبر أساسا في أعماق قلبه من الداخل لا يقبل الحق ويحيا في اضطراب بل يصير في حالة من التغرب حتى عن نفسه ويدافع مستميتاً عن فكرة متمسكاً بشكل التقوى ليس له إلا أن يثبت ذاته مهما إن كانت على خطأ بل ويستخدم كل الوسائل كي ما يثبت أنهُ على حق …

*ومن المؤكد أن هناك مفاهيم أخرى خاطئة في مجتمعنا نرددها بدون تفكير . ليتنا نعيد النظر في مفاهيمنا ونقلب أرضنا ونزيل منها الأعشاب المسممة الضارة بالزرع فنعيد فلاحة قلوبنا بكلمة الحق ، ونتأصل في ربنا يسوع وعمق الكنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية التي تعلمنا من خلال عبادتها وكتابات الآباء الأطهار الذي أساس كلامهم حياة التقوى وكلمة الله .

*“جربوا أنفسكم هل انتم في الإيمان امتحنوا أنفسكم أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم إن لم تكونوا مرفوضين” (2كو 13 : 5).

*فلنتب ونحيا حياة التقوى ، ونتشبع بكلمة الله ، فنحيا بالتعمق في معرفة الحق لنثمر بالبر ثلاثين وستين ومائة.

**ولا ننسى قول الكتاب المقدس :**

*“هلك شعبي من عدم المعرفة”*

++++++++++++++

#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity


*وموضوع رقم 12 للكاتب جون نور حول البساطه تحت عنوان قصصى بعنوان:الحية تبتلع الحمامة*

*«إن لم يكن لنا بعض حكمة الحيات، فلن نقدر أن نحتفظ طويلاً ببساطة الحمام. والإنسان الجاهل الكثير الأخطاء يقدر أن يفعل كثيراً من الأذى في يومه».*

*قال لي أحدهم: إن المسيح نطق بلغز غامض في قوله: كونوا حكماء كالحيات، وبسطاء كالحمام. لأنه جمع النقيضين. وهيهات أن تأتلف الحكمة مع البساطة .. وواقع الأمر غير ذلك. لأن المسيح طلب إلى أتباعه أن يكونوا هكذا لأنه طبيعة عملهم تقتضي الحالتين. ففي دعوتهم إلى رسالة المحبة التي جاء بها إلى العالم، يجب أن يكونوا بسطاء مخلصين، في نقاوة القلب وطهر الضمير. ولكن كمصلحين عاملين على قلب العالم، وغزو معاقله، (عليهم أن يواجهوا حكمة العالم بحكمة من نوعها). ذلك لأن كل مناد برسالة جديدة تصدمه حتماً كراهية العالم، ودهاء البشر، وخبث الإنسان. والبساطة المجردة لا تصمد أمام هذه القوات الهائلة.

*وهذه مشكلة يلقاها كل منا في حياته العادية. فرجل الأعمال يواجه في هذا العصر مشكلة في محاولة التوفيق بين النزاهة وطهارة الذمة، وبين التنافس الشديد. وكلنا يلقي صعوبة في التوفيق بين الأمانة وبين رعاية المصلحة الذاتية.

*وفي تهذيب أخلاق الفرد نصطدم بهذه المشكلة عينها،فكيف نكون بسطاء في القلب، أنقياء في القصد، وفي الوقت نفسه نظهر الحرص والحكمة والدراية التي هي من مقتضيات كل حياة كريمة فاضلة؟ وكيف نكون كرماء نحو الآخرين، وفي الوقت عينه حكماء حتى في كرمنا، لكي لا نأتي شراً بدل الخير الذي نقصده؟ وكيف نصون أنفسنا بلا عيب في العالم، وفي الوقت عينه نغوص في تيارات العالم المتلاطمة، كيف نكون بصيرين في غير مكر، حكماء في غير أنانية، أخياراً صالحين في غير جهل، بسطاء في غير ضعف.

الحكمة والبساطة معاً


*هذان العاملان ضروريان في الحياة العملية. ونقص أحدهما ينجم عنه حتماً اختلال في توازن الأخلاق وانسجام الحياة. ونحن نشهد في الحياة في مواقف كثيرة مثل هذا الاختلال في التوازن، حينما تتوافر الحكمة والرصانة والفطنة دون بساطة العقل وهذا الإنذار يصلح لنا في هذا العصر من وجوه شتى. فنحن يداهمنا دائماً خطر تطليق الدين من الحياة وحاجاتها وإحداثها. وقد نجعل الدين شعوذة أو روحانية باردة، لا أساس لها من العقل، ولا ثمار لها في العمل. واهمين أننا لسنا مطالبين باستنباط الوسائل واستخدام عقولنا، بل أن نترك كل شيء لله اكتفاء بهذا الموقف السلبي.

*إننا نؤمن بأشياء كثيرة ليست من الدين في شيء، والله لا يرضاها ولا يقبلها. ولذلك نحن في أمس الحاجة إلى الحكمة لنرضي الله، ونصون إيماننا من السخافات والأباطيل، على أن نحتفظ في الوقت عينه ببساطة القلب ونقاء الأخلاق. وإن لم يكن لنا بعض حكمة الحيات، فلن نقدر أن نحتفظ طويلاً ببساطة الحمام. فالإنسان الجاهل الكثير الأخطاء يقدر أن يفعل كثيراً من الأذى في يومه. وصدق الشاعر الذي قال «ليس الجهل براءة، بل خطية». وكل أخلاق قوية لا غنى لها عن الحكمة.

*ويقول الناس عادة في أحاديثهم عن الرجل الساذج الأبله: هذا رجل طيب وكثيرون من الكّتاب يرسمون الأخيار الطيبين في رواياتهم وكتاباتهم كأنهم أقرب الناس إلى الغباء وسخافة العقل. على أنه في الحياة العملية لا يشترط أن يكون للإنسان رأس لينة غبية لكي يتجنب القلب القاسي. بل يمكنه الجمع بين الرأس الحكيمة، والقلب الرحيم الشفوق في إنسان واحد. وفي هذا يقول رسول المسيحية: «أيها الإخوة: لا تكونوا أولاداً في أذهانكم، بل كونوا أولاداً في الشر. وأما في الأذهان فكونوا كاملين».

*وقد كانت حياة الرسول مصادقة لأقواله. فقد جمع في حياته الغيرة والمعرفة، الإيمان الثابت والرأي الحصيف، البراعة في الأخلاق وحسن التدبر. كان بسيطاً مخلصاً في إيمانه، وحكيماً حصيفاً في حياته. ومثل هذا الإنسان قد يساء فهمه، فتحسب بساطته نفاقاً ورياءً، وتحسب حكمته مكراً ودهاءً، وتحسب براءته تظاهراً واصطناعاً. وما أكثر من يسيء العالم فهمهم، لأن أحكام الناس ناقصة وشريرة.

*والمسيح مثلنا الأعلى في هذا المضمار، كما في غيره. فهو قد جمع النقيضين في نفسه: الحكمة الفائقة، وطهارة القلب. هو الإنسان الكامل، الفائق في حكمته، السامي في بساطته. هو القوي الرفيق، الصارم الرحوم، عميق في طبيعته، جذاب في مظهره. وطهارة القلب. وكثيراً ما يسمح أهل العالم للحية أن تبتلع الحمامة. وكثيراً ما يظفرون بالنجاح والفلاح حين تنقصهم وخزات الضمير وتأنيبه، ولا تقض مضاجعهم مشكلة التوفيق بين البساطة وبين الحكمة. وحسبهم أنهم يقضون على المشكلة بإبعاد أحد العنصرين من حياتهم العملية.

*وفي شؤون الحياة العامة، وفي السياسة والتجارة، وفي كل ناحية من نواحي النشاط الإنساني، يبدو أمثال هؤلاء أنهم قد بلغوا قمة النجاح، ونالوا منتهى الإرب. وقد ينظر إليهم الرأي العام، إما رهبة أو رغبة، كأنهم ذهب مصفى. وقد يمضي زمن طويل قبل أن يكشف أمرهم، ويعرف الناس أن ما زعموه ذهباً ليس إلا معدناً رخيصاً دنيئاً. ولكن الزمن بالمرصاد لأمثال هؤلاء. وأنك لواجد إنساناً يسخر من بساطة الرجل البسيط الساذج، الذي يحتقره، ويهزأ من وداعة الحمامة وبراءة الطفل، ولكن أحداث التاريخ المتقدم والمتأخر قد أثبتت لنا أن أهل المكر والحصافة والبصيرة يعثرون في الحفائر التي تحتفرها بصائرهم المفكرة الماكرة. إن الذكاء المجرد موهبة قاتلة، والإطماع المجردة تستنزل النقمة الإلهية. ورأس الثعبان يسحقها قدم الطفل أحياناً. ألم تسمع عن أناس حالفهم التوفيق والثراء والجاه بفضل ذكائهم ومكرهم ودهائهم، ولكن سرعان ما قلب لهم الحظ ظهره، فبات نجاحهم خسارة ساحقة، تركت وراءها حياة جرداء فقيرة، وأخلاقاً ضامرة مفلسة، ونفساً جائعة موحشة. يجب أن نذكر أن حكمة الثعبان المجردة خطر داهم على كل إنسان.

*على أن المسيح أراد أتباعه أن يحفظوا التوازن. فهو لم ينظر إليهم كذئاب يجب أن تتعلم من الأغنام، ولا كحيات تتعلم من الحمام. بل أرادهم على نقيض ذلك. أراد أن يحذرهم من الاختلال في التوازن، وأن يبصرهم بالخطأ في إغفال الحكمة والبصيرة وحسن التدبر وإصالة الرأي، وهذه كلها لازمة للأخلاق والعمل على السواء. لقد حثهم على اجتناب البساطة الحمقاء، والثقة العمياء، والتهور الطائش، وانتظار المستحيل.

*الدين ليس شعوذة.**


*وليس هذا تناقضاً في الشخصية الواحدة، بل هو مظهر للكمال الإنساني ... ربي، اجعلنا حكماء .. وبسطاء، في آن واحد.*

++++++++++

#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity


وموضوعنا 13 حول البساطه فى المسيحيه وتحت عنوان بينَ البَسَاطةِ والغباءِ أميالٌ مِنَ المَعرِفة


*يُنادى بالغباءِ باسمِ البساطة.

 ويُنادى بتكفيرِ الفكرِ كأنّهُ عدوُّ الله. ويُنادى بتكفيرِ المُفَكِّرين كأنّهم أعداءُ الإيمان. تُصوَّرُ سبلُ العقلِ متاهةً، مَن سلكَها ضاعَ. وتُصوَّرُ المعرفةُ فخًّا، مَن مرَّ بها سقطَ. أمّا الجهلُ فيُمدَحُ. شيمةُ البسطاءِ يُعتَقَدُ. يُقالُ فيهِ دربُ القداسة، مَن سارَ بهِ وصلَ.


*تأتي المؤمنَ نصائحُ كثيرةٌ:

* لا تسأل عَن هذه العقيدةِ ولا تُفكِّر بتلك! ابتعِدْ عن الدراسةِ والدارسين! ابتعِدْ عن اللّاهوتِ واللّاهوتيّين! البساطةُ للقدّيسين، أمّا العلمُ فللشياطين. وتأتي المؤمنَ الحججُ مع النصائحَ: الربُّ طوَّبَ البُسطاء، رفعَهُم، وأنَّبَ الكتبةَ والعلماء. وتلحقُ الأقوالُ الحججَ البَديعة: أحدُهُم يقولُ أنَّ البُسطاءَ يتسلّلونَ السماء، فيما يتجادلُ العلماء[1].

*غابَ التَمييزُ عَن دُعاةِ الغباء.

* أتعني البساطةُ الجهلَ؟ ألا تفصِلُهُما مسيرةُ معرفةٍ طويلة؟ ليسَت البساطةُ جهلًا، بل هي تتويجُ مسيرةٍ مِن المعرفةِ الحقيقيّة. ولا يُقصَدُ بالمعرفةِ الحقيقيّةِ السفسطائيةَ المُتَفلسِفة، فهي أكثرُ خطرًا مِنَ الجهلِ. وحدها المعرفةُ الحقيقيّةُ تسمو بالإنسانِ إلى أعلى وتزيدُهُ بساطةً، أمّا تلكَ المُتفلسِفةُ فتزيدُهُ همًّا وتعقيدا.

غابَ عَن دُعاةِ الغباءِ أيضًا، أنَّ المسيحيَّةَ اقتداءٌ بالمسيح.

* مَن نادى بالجهلِ نادى بيسوعَ جاهلٍ. أَلَم يأتِ المسيحُ الكلمةُ كشفًا لسرِّ الله؟ أَلَم يكُن بيننا مُعلّما؟ أَلَم يُجادِل العُلماءَ مُذ كانَ طفلًا؟ ألَم يحفظ التوراةَ والشريعَةَ والكُتُبَ؟ كيفَ ندّعي الإيمانَ بهِ ونرفضُ العلمَ الّذي جاءَنا بِهِ؟ وكيفَ نُسمّي أنفسَنا باسمِهِ ونرفضُ التمثُّلَ بعلمِهِ؟ والروحُ القدسُ الّذي نلناهُ بالمعموديّة والتثبيت، أليسَت المعرفةُ من مواهبِهِ والعلمُ أيضًا؟ كيفَ نَسمحُ لأنفُسنا أن نُسكِتَهُ ونُطفئَهُ؟

*والعذراءُ مريمُ، شفيعتُنا ومثالُنا، أمَا عَرَفت الكُتُبَ وردَّدَت عباراتها في نشيدها يومَ بشَّرها الملاك؟ أمَا تأمَّلَت بكُلِّ شيءٍ وحفظَتهُ؟ ألَم تكُن في المواضعَ الّتي علّمَ فيها يسوع؟  أُمُّ يسوعَ هي وتلميذَتُهُ أيضًا. والرسلُ والقدّيسونَ أيضًا عالمون. ما أفقدَهُم علمُهم بساطتَهُم. بعلمِهم، مؤيَّدينَ بقوَّةِ الروحِ القدسِ، نقلوا لنا وديعةَ الإيمان. أنمنعُها نحنُ عن آخرينَ لأنّنا راضونَ بجهلنا؟ أنُخفيها عَنهُم كي لا يكشفوا قلَّة أمانتنا؟ بعضٌ مِن دُعاةِ الجهلِ يُريدونَهُ سترًا لريائهم.

*لا ليسَت البساطةُ جهلًا. البساطةُ هي أن أعرِفَ اللهَ فيزدادَ حُبّي لهُ مجّانيَّةً.

 البساطةُ هي أن أعرِفَ اللهَ، فأفرَحَ، ولأجلِ فرحي يكبرُ حُبّي للآخرين. البساطةُ هي أن تزيدَني معرفتي بشؤونِ السماءِ ترفُّعًا عَن شؤونِ الأرض. البساطةُ هي أن أتجنّبَ المُجادلات والمماحكات لأنّها عقيمةٌ، ولأنّها لا تبنيني ولا تبني الآخرين. البساطةُ هي أن أمتَلئَ مِنَ الله، معرفةً وعلمًا وحُبًّا، حتّى أفرغَ مِن نَفسي.

ليسَت البساطةُ جهلًا فإنَّ الجهلَ أصلُ الشرور.

 وليسَت علومُ اللاهوتِ شرًّا. كشَفَ اللهُ لنا ذاتَهُ لكي نَعرِفَهُ ونُحبَّهُ. أعطانا اللهُ عقلًا لنَستعملَهُ. دعانا لنُحبَّهُ مِن كُلِّ عقلِنا وقلبِنا وفكرِنا. يزيدُني اللّاهوتُ معرفةً بالله فأُحبَّهُ. يُشعِلُ فيَّ رغبةَ الصلاة. العلمُ يزيدُني صلاةً والصلاةُ تزيدُني عِلمًا. العلمُ مِن دونِ صلاةٍ فلسفةٌ، والصلاةُ مِن دونِ معرفةٍ عبادةٌ وثنيَّةٌ. أمّا البساطةُ فإكليلُ المعرفةِ والصلاة.

** يُنسَبُ القول إلى القدّيس أوغسطينوس، لكنّي حتّى اليوم، لَم أجِد هذه الجملة في أيٍّ من كتاباتِه.**


+++++++++++

#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity


والموضوع 14 وتحت عنوان مابين البساطة والسذاجة والجهل وتأثيرهم على حياة الإيمان والتعليم الصحيح

*هناك فرق كبير جداً بين البساطة و( السذاجة والجهل ) !!!

*السذاجة والجهل هي عمى البصيرة وهي ليست من القداسة، ولا من روح الله وعمله في داخل النفس !!!

*وما يُقصد بالبساطة في هذه الأيام – للأسف الشديد – هو الجهل بشكل عام وتسطيح الأمور، وعدم معرفة الحقائق الإلهية في عمق البحث والفهم الروحي المُمَيِز للأمور بشكل خاص، في روح التقوى والصلاة ومعرفة الله حسب إعلانه هو عن نفسه !!

*+ أيها الإخوة لا تكونوا أولادا في أذهانكم بل كونوا أولادا في الشر وأما في الأذهان فكونوا كاملين (1كورنثوس 14: 20).
*+ من أخطر الأمور على كنيسة المسيح هو الجهل !!!
الجهل بالكتاب المقدس ووحدة آياته، وعدم تمييز الأمور المتخالفة بروح الإفراز والتدقيق والسعي المتواصل بالجهاد في الصلاة الدائمة والالتصاق بالرب يسوع في المخدع وشركة القديسين في النور...
*وايضاً عدم تمييز الأرواح والسير وراء كلام الناس في خزعبلات جهل مروع يجلب العطب وعدم النمو السليم في الطريق الروحي...
*وفي الواقع الروحي أن هذا الجهل الذي هو عينه عمى البصيرة يقودنا لمزالق خطرة وبُعد تام عن الله والكنيسة، فنكون فيها من جهة الشكل مقبولين، أما من جهة الجوهر فلا يوجد إلا فراغ وانعزال تام عن عمل الله الحقيقي، وأيضاً يقود الجهل بتصديق أي كلام يُقال أو اي معجزات تُكتب واستخراج منها تعليم مخالفة لكلمة الله الحية، وأيضاً يقودنا لتقديس الأشياء الترابية والغفلة عن حياة التقوى ببذل الذات وروح الاتضاع وتسليم الحياة كلها للمسيح الرب الذي هو مصدر الخيرات ونبع البركة ومصدر كل معرفة إلهيه حقيقية…

*ومشكلة الجهل أنه يقود حتماً للتشدد وقلب ما هو ترابي كأنه مقدس والدفاع المستميت عنه، ويقود في النهاية للتعصب الأعمى وعدم تمييز الحق وعدم القدرة علي السلوك في معرفة الله كما قصدها المسيح بشخصه، وبالتالي يقود لهرطقات وكلمات ليست من روح المسيح والكنيسة التي هي جسده !!!
*فأينما يوجد تعصب يوجد الانحياز لرأي الناس والتصلب والتشنج ورفض الآخر، بل ويصل الإنسان لرفض الحق كله بكل كبرياء وعناد قلب وإصرار على الرأي الأوحد الذي له معتقداً أن هذا هو الحق كله !!!+

*وحيثما يوجد تعصب وانحياز للناس، لا بد من وجود جهل بتعاليم المسيح، وطالما يوجد جهل بتعاليم المسيح لا يبقى سوى الانشقاقات والتحزب وأنا لبولس وأنا لأبلوس والانقسام والكبرياء والتعالي وفقدان البساطة التي في المسيح وسقوط قوة الإيمان ليصبح شكلاً لا جوهر !!!
*واليوم – للأسف – نمجد الجهل والسذاجة ونسميها بساطة ونعظمها جداً، فمن يُعلِّم بيننا بالجهل وعدم المعرفة نسميها بساطة؛ ومن يلتزم بتسطيح الأمور والحياة التي بحسب الجهد الخاص والتأملات الشخصية التي بحسب الانفعالات الخاصة وحركات النفس التي لا تعرف المسيح حسب الحق، نعتبره قديس وله كل الحق في أن يعلم ويشجع على حياة الجهل وعدم المعرفة الحقيقية حسب حق المسيح المعلن في الكتاب المقدس وكتابات الآباء العظام …
وطبعاً الطامة الكبرى في أن نتخذه مرشداً ونخلع عليه روح القداسة، بل وقد يصل الأمر بأن يحيطه البعض بهالة خاصة ويَدَّعوا أن له معجزات وخوارق لا تعد ولا تحصى !!!
*وللأسف بلغ التعليم والمعرفة عند البعض إلى مستوى مريع من الانهيار وكل من يعترض يقولون له “لا تدينوا لكي لا تدانوا”، غير عالمين أن الكنيسة أن لم تدين تعاليم أريوس ونسطور وغيرهما كانت ستبقى مشتركة في هرطقاتهم وأعمالهم الشريرة ولم تستند في دفاعها على القول لا تدينوا لكي لا تدانوا !!!
+ يقول لنا هوشع النبي، “قد هلك شعبي من عدم المعرفة لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضا بنيك” (هوشع 4: 6)
*من العجيب جداً في هذه الأيام أننا نفهم البساطة في الإيمان بشكل معكوس تماماً، لأن الحقيقة هي كلما كان الإنسان أكثر معرفة لله كشخص حي وحضور محيي كان أكثر بساطة واتضاع وانسحاق ووعي وإدراك بشكل واضح مملوءاً محبة من الروح القدس روح المعرفة والفهم والمشورة؛ بينما نجد الإنسان الساذج جاهل وليس له حكمة ونجده إنساناً سطحياً ومعقداً، وبقوده جهله في النهاية للكبرياء في أعماق قلبه من الداخل، فلا يقبل الحق ويتمسك باعتقاده المغلوط، ولا يُريد أن ينمو لا في معرفة ولا في الحق حسب الإنجيل، ويكون مكتفي بما عنده من فهم ومعرفة وبركة يحتفظ بها، ويحيا في اضطراب بل يصير في حالة من التغرب حتى عن نفسه ويدافع مستميتاً عن فكرة متمسكاً بشكل التقوى الخارجي، وليس له إلا أن يثبت ذاته مهما إن كانت على خطأ، بل ويستخدم كل الوسائل كي ما يثبت أنهُ على حق بكافة الطرق حتى لو اضطر أن يدعي معجزات ورؤى إلهيه، هذه التي يعززها له الشيطان الذي يستطيع ان يُغير صورته لشكل ملاك نور لكي يضل الإنسان عن الحق ويجعله يبتعد عن الله وأن يظن انه كامل أمام الله فيكتفي بما يدعوه بساطة بل ويُدَّعم الجهل وعدم المعرفة بحجة العثرة، فلا يبحث عن نقاوة قلبه لأن عنده معجزات وقوة البركة، وأحيانا كثيرة جداً ينفعل ويصبح في حالة من العصبية الشديدة والهياج على الآخرين إن اختلفوا معه أو صححوا له التعليم، بل يرفضهم تماماً ويقاومهم ويظهر أنهم أناس فاسدي الذهن غير مقبولين عند الله والناس !!!


*ليتنا اليوم نُعيد النظر في مفاهيمنا، ونزيل منها الأعشاب المسممة الضارة ونطلب نعمة الاستنارة فنعيد فلاحة قلوبنا بكلمة الحق، ونتأصل في ربنا يسوع وعمق الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية التي تعلمنا من خلال عبادتها وفي عمق كلمات صلواتها وكتابات الآباء الأطهار الذي أساس كلامهم حياة التقوى وكلمة الله .
*+ جربوا أنفسكم هل انتم في الإيمان، امتحنوا أنفسكم، أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم إن لم تكونوا مرفوضين (2كورنثوس 13: 5).
*فلنتب الآن يا إخوتي ونحيا حياة التقوى، ونتشبع بكلمة الله، فنحيا بالتعمق في معرفة الحق لنثمر بالبر ثلاثين وستين ومائة. ولا ننسى قول الكتاب المقدس: “هلك شعبي من عدم المعرفة”

*+ ملحوظة هامة جداً +

*الإنسان ممكن يكون غير متعلم أو عارف لغة أو غير متبحر في البحث والمعرفة، ولكن له عمق العلاقة مع الله فيعطي له الله معرفة إلهية عميقة على مستوى الروح، فيستنير بالنعمة ولا يكون جاهلاً بطرق الله، ولا ننسى أن الأنبا أنطونيوس غير متعلم علم موسوعي، ولكن تعلم من الله ونال معرفة وحكمة عميقة ولنا أن نلقي نظرة على رسائله العميقة والمحببة جداً لكل نفس تريد أن تعرف الله بالروح والحق …

*أقول لكم ما قاله القديس مقاريوس الكبير:-

 *[ أعرف أيها الإنسان سموك وكرامتك وشرفك عند الله، لكونك أخاً للمسيح، وصديقاً للملك، وعروساً للعريس السماوي، لأن كل من استطاع أن يعرف كرامة نفسه، فإنه يستطيع أن يعرف قوة وأسرار اللاهوت. وبذلك يمكنه أن ينسحق ويتضع أكثر، ففي ضوء قوة الله يرى الإنسان خطورة حالته الساقطة. وكما أنه (المسيح) عبر الآلام والصليب قبل أن يتمجد ويجلس عن يمين الآب، هكذا ينبغي لك أن تتألم معه. وتُصلب معه، وبذلك تصعد معه وتتحد بجسد المسيح، وتملك معه إلى الأبد في ذلك العالم، ” إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه ” (رومية 8: 17) ] ( عظة 27: 1 للقديس مقاريوس الكبير عن حالة النعمة وحرية الاختيار )*
*يا إخوتي كفوا عن تمجيد السذاجة وتأكيد الجهل بمعرفة الحق وتسموه قداسة، ولا يدفن أحد وزنته ويكف عن أن يُعلِّم بالحق، ويظهر الحقيقة كما عرفها من الله، لأن كل من يُمجد الجهل ويُدعم كل عدم معرفة حسب الحق، هو مُدان أمام الله الحي، لأنه أخذ الوزنة ودفنها، فليتنا نكف عن سلبيتنا الآن ونتب عن كل تدعيم وتثبيت الجهل في عدم معرفة... لأن من له الفرصة ان يعرف ولا يعرف فهو مُدان، وكل من له فرصة أن يُعلِّم ولا يُعلِّم بحجة العثرة فأنه عبد شرير لا يُريد ان يتاجر لحساب سيده.. كونوا معافين مملوئين من كل معرفة حسب الحق آمين*****


وها قد انتهينا من تقديم اربعة عشر موضوعا مختلفا حول البساطه فى المفهوم المسيحى وانتهينا من شروحات وتفسيرات مختلفه وكتاب مختلفين فأننا ننوه الى اننا لا نقصد تقديم فكرة عن الاخرى بل على القارىء المميز ان يتناول من كل بستان زهره ويقدم ما هو صحيح فى موضوع وعظه وتعليمه .
#البساطه_فى_المسيحيه     #simplicit_in_christianity


14 موضوعا عن البساطه فى المسيحيه..لتحضير العظات وللتربيه الكنسيه

المحرر

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة