قدسية صوم الرسل واكرامه ..جدالات دائرة حول مدة الصوم والرد عليها..وعظة كامله للبابا شنوده عن صوم الرسل
صوم الاباء الرسل صوم قديم قدم الكنيسة وهو صوم جاء بالامر المباشر من السيد المسيح قبيل صعوده للسماء ووعده بارسال الروح القدس المعزى ومع بدء الصوم الذى صامته الكنيسة منذ العصور الاولى وهو الذى اطلق عليه صوم الرسل كان لنا هذا الموضوع التالى حول صوم الرسل عله يكون موضوعا نافعا للخدمة وللتحضير فى العظات والتربية الكنسية ولا ندعى تأليفه ولمن نقلا عن مصادر موثوق بها واولها عظة كاملة لقداسة مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث نفعنا الله بصلواته:
![]() |
قدسية صوم الرسل واكرامه ..جدالات دائرة حول مدة الصوم والرد عليها..وعظة كامله للبابا شنوده عن صوم الرسل |
عظه عن الآباء الرسل لقداسة البابا شنوده الثالث الأحد ٣٠ مايو ٢٠١٠م بالإسكندرية
صوم الرسل:
نحن الآن نصوم صيام الرسل، وبمناسبة صوم الرسل أود أن أكلمكم عن الآباء الرسل..
وصوم الرسل كان أول صيام صامته الكنيسة المسيحية لأن الرسل صاموا هذا الصيام. ولكن هو ليس أهم صيام. هو أول صيام من جهة التاريخ، لكن ليس أهم صيام. أهم صيام في الكنيسة الصوم الذي صامه السيد المسيح نفسه (الأربعين المقدسة وإسبوع الآلام ويتبعهم الأربعاء والجمعة).
السيد المسيح هو الذي اختار الآباء الرسل:
أول شيء يجب أن تعرفوه عن الآباء الرسل أن السيد المسيح هو الذي اختارهم بنفسه وقال لهم: "لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ" (إنجيل يوحنا 15: 16).
وهذا يرينا أن الوظيفة الكهنوتية تكون باختيار الرب. "لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم" "وأرسلتكم لتصنعوا ثمرًا ويدوم ثمركم" (وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ) فجميعهم كانوا مختارين من الرب.
تباين الصفات الشخصية للرسل:
وقد اختارهم الله من نوعيات مختلفة ومتعددة، اختار يوحنا الحبيب الرقيق الذي يتكئ على صدره، واختار بطرس الرسول الشديد الذي يتدخل في كل مناسبة ويتكلم سواء كان كلامه خطأ أم لا. مثلما حدث عندما قال السيد المسيح للتلاميذ: "كلكم تنكرونني هذه الليلة" (كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ) (إنجيل متى 26: 31؛ إنجيل مرقس 14: 27)، فتدخل بطرس وقال: "أبدًا. ولو أدى الأمر أن نموت معك". كان بطرس يتكلم بحماس وكلامه حلو.
ومرة أخرى عندما قال السيد المسيح: "من يقول الناس أني أنا؟" فرد بطرس قائلًا "أنت المسيح ابن الله الحي" فقال له السيد المسيح: "طوباك يا سمعان". وفي مرات أخرى عندما قال السيد المسيح: "سيقبِض علي رؤساء الكهنة.... وغيرهم، ويقتلونني وفي اليوم الثالث أقوم" فرد بطرس سريعًا: "حاشاك يا رب" "لن يحدث هذا أبدًا". فرد عليه السيد المسيح: "اذهب عني يا شيطان أنت تفكر فيما للناس وليس فيما لله" (اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ) (إنجيل متى 16: 23؛ إنجيل مرقس 8: 33). أي أن السيد المسيح اختار هذا الرجل القوي المندفع الذي أحيانًا يكون على حق في كلامه وأحيانًا يخطئ واختار يوحنا الهادئ الناعم. واختار توما الشكاك الذي قال: "لا يمكن أن أصدق إلا عندما أضع إصبعي مكان المسامير". أي اختار أنواع مختلفة من الناس. منهم أيضًا يهوذا الخائن. واختار أيضًا أناس ضعفاء مساكين صيادي سمك. لذلك بولس الرسول قال كلمة عجيبة في هذا الأمر حيث قال: "اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 27).. أي الله اختار أناسًا بسطاء.. ويقصد بذلك، أنه إذا كانوا جميعًا حكماء ربما إذا تكلموا كلام حكمة سَيُقَال أن هذا الكلام منهم؛ لكن إذا كانوا بسطاء وتكلَّموا هذا الكلام العميق، سيَعْلَم الناس أن هذا الكلام من الله وليس منهم.
الرسل يمكن تقسيمهم لثلاثة فرق:
أولًا: الاثنى عشر رسولًا.
ثانيًا: السبعون رسول الذين اختارهم السيد المسيح بعد ذلك. الذين منهم مارمرقس، ومنهم لوقا الإنجيلي، ومنهم برنابا،...إلخ. أيضًا يضاف للرسل فيما بعد النوع الثالث.
ثالثًا: شاول الطرسوسي الذي كان مضطهدًا للكنيسة وأصبح عمود من أعمدة الكنيسة.
وإلى جوار الناس الذين كانوا بسطاء في تعليمهم مثل مار بطرس ومار يوحنا كان أيضًا من ضمن الرسل من كان لهم ثقافة كبيرة. خاصة من الرسل السبعين. فمرقس الرسول يقال عنه أنه كان مثقفًا جدًا وكان إلى جوار اللغة العبرانية التي يتقنها يعرف أيضًا اللغة اليونانية ويعرف أيضًا اللغة اللاتينية لغة الرومان. ولذلك في بعض كتب الكاثوليك يقولون أن مرقس كان يترجم لبطرس لأن معرفته كبيرة باللغة. ولوقا كان طبيبًا وكان رسامًا أي له في الناحية الفنية وله في الناحية العلمية.
الرسل أحبوا السيد المسيح محبة فائقة جدًا:
هؤلاء الرسل كانوا يحبون السيد المسيح محبة فائقة جدًا.. وأكبر دليل على هذه المحبة أن بطرس الرسول قال له: "هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ" (إنجيل متى 19: 27؛ إنجيل مرقس 10: 28؛ إنجيل لوقا 18: 28). فقد رآهم السيد المسيح وهم يصطادون في السفينة وقال لهم: "هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ" (إنجيل متى 4: 19؛ إنجيل مرقس 1: 17) فتركوا السفينة وتركوا الشباك وتركوا الدنيا كلها وساروا ورائه. أيضًا هذا يذكرنا بإبراهيم أب الآباء عندما قال له الله "أترك أهلك وعشيرتك وبيت أبيك وتعال معي إلى الجبل الذي أريك إياه هناك أجعلك شعبًا" (اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً) (سفر التكوين 12: 1)، وفعلًا ترك أهله وترك عشيرته وترك بيت أبيه وذهب وراء الرب. كانوا يحبون الرب جدًا وتركوا كل شيء من أجله.
هذا يعطينا فكره عما يجب أن يكون عليه الرعاة، فعندما نختار أحدهم للكهنوت لا يجب أن يتكلم فيما يخص السكن والعائلة والماديات وما يكفيه وما لا يكفيه. بل يتمثل بالرسل الذين تركوا كل شيء وتبعوه.
الرسل تسلموا العقائد واللاهوتيات والطقوس من الرب يسوع :
وهؤلاء الرسل الذين تبعوا السيد المسيح أمضوا فترة إعداد خدام أكثر من ثلاثة سنوات. ففترة خدمة السيد المسيح على الأرض كانت أكثر من ثلاثة سنين. وقد ساروا وراءه في الثلاثة سنوات، يسمعون عظاته ويروا معجزاته ويروا مواقفه مع الأعداء والمؤيدين يلاحظوا كل شيء. فكانت فترة تدريب قوية جدًا مع المسيح، ومع ذلك المسيح لم يكتفي بها. فبعد القيامة مكث معهم أيضًا أربعين يومًا يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أي كل ما لدينا من عقائد ولاهوتيات وطقوس تعلمها التلاميذ في فترة الأربعين يوم ونقلوها إلينا. نقلوها إلينا بأن السيد المسيح قال لهم إكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها وعمدوهم وعلموهم جميع ما أوصيتكم به. لذلك الرسل فيما كتبوا لنا كانوا يعلموننا ما قاله السيد المسيح لهم.
القوانين التي وضعها الآباء الرسل:
من المؤكد أنكم قرأتم الإنجيل والرسائل لكن هناك أمر آخر أيضًا هو القوانين التي وضعها الآباء الرسل. ومنها الدسقولية وهي تقع في 38 باب عن الرعاية من كل جوانبها. وأيضًا قوانين الرسل حيث أصدر الرسل 127 قانون في كتابين أحدهما به 71 قانون والآخر به 56 قانون. هذه القوانين نشرت في مجموعة باترولوجيا أورينتاليس The Patrologia Orientalis أي "أقوال الآباء الشرقيين". هناك أناس كثيرين ممن يتكلمون عن الكنيسة والقوانين لم يقرأوا هذه ولا تلك، (وينطبق عليهم المثل القائل: إللّي على البَرّ عوَّام)!
كانت قلوبهم متفتحة وعقولهم متفتحة وكلها مُرَكَّزَة في الربَ وفي وصاياه. وأيضًا طوال مدة إعدادهم كانوا متفرغين تفرغ كامل للسير وراء الرب.
أما حاليًا، فأرى الكثير من الخدام لم يتم إعدادهم للخدمة بطريقة سليمة. وأحيانًا ينحرفون في تعاليمهم وينحرفون في تصرفاتهم. وسيكون لنا معهم موقف ليتعلموا ويفهموا، وإذا لم يتعلموا فليمضوا بسلام!
تبعوه وتركوا كل شيء:
هناك شيء جميل فيمن تبعوا السيد المسيح: أنهم تبعوه وتركوا كل شيء. كما قيل عن إبراهيم أبو الآباء أنه سار وراء الرب وهو لا يعلم إلى أين يذهب. والرسل عندما ساروا وراء السيد المسيح لم يكن له بيت، فقد كان يسير من بلد إلى بلد، ومن حقل إلى حقل، ومن مدينة إلى مدينة.. ويقول عنه الكتاب: "لم يكن له أين يسند رأسه" (فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ) (إنجيل متى 8: 20؛ إنجيل لوقا 9: 58). ولم يسأله الرسل أين سنذهب، فهذا لا يهتمون به، بل المهم أنهم يمشون وراءه.. وكان عندهم الإيمان بأن كل شيء سيكون كما ينبغي أن يكون.
سندتهم قوة الرب يسوع:
وبهذا الشكل أخذ الرسل قوة كبيرة. قوة من معاشرتهم للرب وقوة من مساندة الرب لهم. فكانوا يتكلمون ويسند الله كلامهم بالمعجزات، كما ورد في آخر إنجيل مارمرقس.
ومن قوة الآباء الرسل نجد أن عظة واحدة قالها القديس ماربطرس آمن بها 3000 واحد من اليهود، وتَعَمَّدوا في ذلك اليوم كما ورد في سفر الأعمال إصحاح اثنين من آية 38. ويقول الإنجيل: "وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو" (سفر أعمال الرسل 6: 7). وبعد أن كانوا يعلِمون في أورشليم بدأوا يُعَلِّمون في السامرة وفي كل مكان. والسيد المسيح قال لهم: "متى حل الروح القدس عليكم حينئذ تكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية وفي السامرة وإلى أقصى الأرض" (مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ) (سفر أعمال الرسل 1:
هذه هي القوة التي كانت عند الآباء الرسل. ليس فقط عند الاثنى عشر رسول. فمار مرقس عندما جاء مصر كان فيها عبادات لا تحصى، العبادات الفرعونية الكبيرة، والعبادات اليهودية (فقد كان في اثنين من أحياء الإسكندرية عبادات يهودية)، والعبادات اليونانية التي انتشرت من بعد الإسكندر المقدوني وخلفائه من البطالمة وأيضًا عبادات رومانية منذ بدء الحكم الروماني على مصر من عهد اكتاڤيوس قيصر (أكتافيوس) واستمروا في الحكم حتى الفتح الإسلامي، أي كان هناك عبادات كثيرة.. وكان مارمرقس لا يملك شيئًا، ولكنه استطاع بنعمة الله أن يحوِّل الإسكندرية إلى بلد مسيحية قبل أن ينال إكليل الشهادة.
جماهير كثيرة كانت تتبع الإيمان ومن ضمنهم الكهنة أيضًا اليهود. ومَنْ يدرس تاريخ الكنيسة منكم في العصر الرسولي يرى عجبًا. حيث كانوا ينادون باسم المسيح فيمنعهم الكهنة ورؤساء الكهنة ويحذروهم من نطق اسم السيد المسيح، فيرد عليهم بطرس الرسول ويقول "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (سفر أعمال الرسل 5: 29). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهذه العبارة نرددها باستمرار ونؤمن بها. كانت سمة الكنيسة في العصر الرسولي هى سمة الانتشار على الرغم أنه كان هناك حكام في منتهى العنف مثل نيرون وحتى القرن الرابع، حيث كان هناك دقلديانوس وبعض الولاة في مصر في منتهى العنف، مثل أريانوس والي أنصنه.. ولكن المسيحية وقفت ضد كل هذا قوية بمعونة الله لها.
![]() |
قدسية صوم الرسل واكرامه ..جدالات دائرة حول مدة الصوم والرد عليها..وعظة كامله للبابا شنوده عن صوم الرسل |
لولا الرسل ما كنا نعرف الإيمان وما كنا مسيحيين:
أقول بعد كل هذا أن الرسل كان لهم فضل كبير علينا ولولاهم ما كنا نعرف الإيمان، وما كنا صرنا مسيحيين. ومع ذلك يَنْدُر وجود كنائس على أسماء هؤلاء الرسل! فقليل جدًا الكنائس التي تحمل اسمهم.. ففي القاهرة توجد كنيسة البطرسية، والمفروض أنها على اسم بطرس الرسول. وأحيانًا تكون كنيسة على اسم بولس وبطرس ومارمرقس.. ولكن أين الباقين؟! يَندُر وجود كنائس على أسماء باقي الرسل الإثني عشر.
الرسل سلمونا التقليد الكنسي كما تسلموه من الرب يسوع:
الرسل سلموا إلينا جميع التفاصيل.
فلو سأل أحدهم: أين في الإنجيل تفاصيل ما يحدث في التناول أو المعمودية؟
فأجيب: الإنجيل كان يقدم الخلاص للناس، أما تفاصيل الطقوس فأعطاها الرب للرسل، والرسل هم الذين سَلَّموها إلينا.. ومن هنا نشأت التقاليد الكنسية، وبها نتمثَّل بالرسل، ونعمَل كما عمل الآباء الرسل.
مثلًا الإنجيل يقول: ترسم قسوس. مثلما أرسل القديس بولس لتلاميذه برسامة قسوس.
ولكن كيف نرسم القسوس، هذه لا تُذكَر في الإنجيل لأنه ليس كتاب طقوس. ولكنه كتاب المبادئ الأساسية السامية.
أو يسأل شخص: ما الآية التي توصي بعدم شرب السجائر؟
فأقول له:
الإنجيل لم يدخل في هذه الأشياء الصغيرة، ولكنه قال لنا: كل شيء يضرك أو يضر غيرك لا تفعله. كل شيء يسيطر على حريتك وإرادتك وتُسْتَعبَد له لا تسير فيه.. هذه هي المباديء العامة التي يدخل ضمنها أشياء كثيرة لن أستطيع حصرها. لكن المبدأ موجود في الإنجيل، بينما التفاصيل تُرِكَت لنا.. وسبق أن كلمتم كثيرًا في هذا الموضوع.
+++++++++++
****وفى كتاب كلمة منفعه وفى احد اجزائه قدم لنا البابا شنوده كلمة عن صوم الرسل**
*لا يستهن أحد بصوم آبائنا الرسل، فهو أقدم صوم عرفته الكنيسة المسيحية فى كل أجيالها وأشار إليه السيد بقوله "ولكن حينما يرفع عنهم العريس فحينئذ يصومون" ..
*وصام الآباء الرسل، كبداية لخدمتهم . فالرب نفسه بدأ خدمته بالصوم، أربعين يوماً على الجبل .
*صوم الرسل إذن، هو صوم خاص بالخدمة والكنيسة .
*قيل عن معلمنا بطرس الرسول إنه صام إلى أن " جاع كثيراً واشتهى أن يأكل" ( أع 10: 10 ) . وفى جوعه رأى السماء مفتوحة، ورأى رؤيا عن قبول الأمم .
*وكما كان صومهم مصحوباً بالرؤى والتوجيه الإلهى، كان مصحوباً ايضاً بعمل الروح القدس وحلوله . ويقول الكتاب : "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس إفرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذى دعوتها إليه . فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادى، ثم أطلقوهم . فهذان إذ أرسلا من الروح القدس، انحدرا إلى سلوكية" ( أع 13: 2 - 4 ) .
*أمور هامة، تميز بها صوم آبائنا الرسل، منها : الصوم، والصلاة، والخدمة، وعمل الروح القدس .
*ويسرنا أن يعمل الروح القدس خلال الصوم وأن تأتى الدعوة الإلهية خلال الصوم وأن تتم سيامة الخدام أثناء الصوم أيضاً .. وأن يبدأ الخدام بالصوم، قبل البدء بالخدمة ..
*هناك أصوام خاصة بالتوبة، مثل صوم أهل نينوى، ومثل اصوام التذلل التى تكلم عنها سفر يوئيل . وأصوام لإخراج الشياطين، كما قال الرب إن هذا الجنس لا يخرج بشئ إلا بالصلاة والصوم . وأصوام نصومها قبل كل نعمة نتلقاها من الرب، كالأصوام التى تسبق الأسرار المقدسة كالمعمودية والميرون والتناول والكهنوت .
*أما صوم الرسل فهو من أجل الخدمة والكنيسة، على الأقل لكى نتعلم لزوم الصوم للخدمة، ونفعه له .
*نصوم لكى يتدخل الله فى الخدمة ويعينه . ونصوم لكى نخدم ونحن فى حالة روحية . ونصوم شاعرين بضعفنا ..
*كم اشتهينا مجئ هذا الصوم، خلال الخمسين المقدسة .
*كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث*
+++++++++++++
***عدد ايام صوم الرسل**
*طريقة معرفة عدد أيام صوم الرسل*
*نحدد اليوم الذى فيه عيد القيامة وكم يوما مضى من الشهر .
*أ- فإذا كان العيد فى برمهات نأخذ باقى برمهات ونضيف اليه 45 يوما فيكون المجموع عدد أيام صوم الرسل .
*ت-وإذا كان العيد فى برمودة نأخذ باقى برمودة ونضيف اليه 15 يوما فيكون المجموع عدد أيام صوم الرسل .
*مثال : سنة 1705*
*العيد 22 برمودة*
*إذن 8 + 15 = 23 يوما*
*إذن صوم الرسل يكون 23 يوما .*
**ملحوظة :** معروف أن مجموع أيام فطر الميلاد وصوم الرسل معا 81 يوما فى السنة البسيطة أو 82 يوما فى السنة الكبيسة لذلك فإننا إذا أسقطنا عدد أيام صوم الرسل من 81 يكون الباقى هو عدد أيام الرفاع أى أفطار الميلاد، ولكن فى السنة الكبيسة الأبقطية إما نضيف الى الباقى من عدد 81 المذكور يوما واحدا ( وهو الثامن والعشرون من كيهك ) ليصح عدد أيام الإفطار، أى بدل ذلك نجعل الاسقاط للكبيسة من 82 .*
***صوم الرسل صوم درجة تانية ؟*
**تنقسم أصوام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من حيث درجة النسك الى أصوام الدرجة الأولى و أصوام الدرجة الثانية ..*
*وقد سمحت الكنيسة بأكل السمك في بعض الاصوام للتخفيف علي المؤمنين بسبب كثرة أيام الصيام واحتياج البعض للبروتين الحيواني .. وقسَّمت الكنيسة الاصوام الي قسمين :
*أ- أصوام من الدرجة الأولي وهم : الاربعاء والجمعة، الصوم الكبير، صوم يونان، برمون الميلاد والغطاس .
*ب- اصوام من الدرجة الثانية وهم : صوم الميلاد، صوم الرسل، صوم السيدة العذراء .
وسمحت الكنيسة بأكل السمك في أصوام الدرجة الثانية فقط .
***أ - أصوام الدرجة الأولى***
*هى التى لا يجوز فيها أكل السمك*
*1 - الصوم الكبير*
*مدته 55 يوما*
*موعده متغير حسب موعد عيد القيامة*
*2 - صومى الأربعاء و الجمعة*
*مدته : يومان أسبوعيا*
*موعده : أسبوعيا عدا الخمسين المقدسة و عيدى الميلاد و الغطاس
*3 - صوم نينوى*
*مدته : ثلاثة أيام
*موعده : يسبق الصوم الكبير بأسبوعين*
*4 - برامون الميلاد*
*مدته : من يوم الى ثلاثة أيام
*موعده : قبل عيد الميلاد مباشرة
5 - برامون الغطاس
*مدته : من يوم الى ثلاثة أيام
*موعده : قبل عيد الغطاس مباشرة
ب - أصوام الدرجة الثانية
هى التى يجوز فيها أكل السمك
*1 - صوم الميلاد
*مدته : 43 يوما
*موعده : من 16 هاتور حتى 29 كيهك
*2 - صوم الرسل
*مدته : متغيرة
*موعده : من اليوم التالى لعيد العنصرة حتى 5 أبيب
3 - صوم العذراء
مدته : 15 يوما
موعده : من 1 - 16 مسرى
+++++++++++++++++++
***ايضا تنقسم الأعياد من حيث نوعها الى :***
1– أعياد سيدية ( وهى التى تخص السيد المسيح له المجد وعددها أربعة عشر عيدا، وهى نوعان :
أ-أعياد سيدية كبيرة وعددها سبعة أعياد .
ب-أعياد سيدية صغيرة وعددها سبعة أعياد .
2– أعياد للسيدة العذراء والملائكة والرسل والشهداء والقديسين .
*وتنقسم كل هذه العياد من حيث تحديد مواعيدها الى نوعين :
*أعياد ثابتة التاريخ، واعياد متحركة ( متنقلة ) .
*أولا : الأعياد الثابتة***
**الأعياد الثابتة او غير المتحركة ( المتنقلة ) هى تلك الأعياد التى تأتى كل عام فى نفس الموعد المحدد لها فى الكتب الطقسية مثل كتاب السنكسار أو كتاب الدفنار أو كتاب القطمارس، أو كتاب ترتيب البيعة وغيرهم فلا تتغير عن الموعد المرسوم لها فى الشهر القبطى .**
*ومن الأعياد الثابتة ما يأتى :*
-*أ- من الأعياد السيدية الكبرى :*
-+ عيد البشارة 29 برمهات
-+ عيد الميلاد 29 أو 28 كيهك
-+ الغطاس 11 طوبة
*ب- من الأعياد السيدية الصغرى :*
-+ الختان 6 طوبة
-+ عرس قانا الجليل 13 طوبة
-+ دخول السيد المسيح الى الهيكل 8 أمشير
-+ دخول السيد المسيح الى أرض مصر 24 بشنس
-+ عيد التجلى 12 مسرى
ج- أعياد السيدة العذراء :
-+ ميلادها أول بشنس . مصدر البحث : موقع كنيسة الأنبا تكلا .
-+ دخولها الهيكل 3 كيهك
-+ نياحتها 21 طوبة
-+ إعلان صعود جسدها 16 مسرى
+++وكذلك جميع أعياد الملائكة والقديسين ثابتة وغير متنقلة عن اليوم الذى وضع لها فى الكتب الكنسية .+
++ثانيا : الأعياد المتحركة :+
=هى تلك الأعياد والمواسم التى تتقدم وتتأخر من أسبوع الى خمسة أسابيع لارتباطها بعضها ببعض وبعيد القيامة .
=ولما كان عيد القيامة مرتبط بالتقويم اليهودى، والتقويم اليهودى مرتبط بالشمس والقمر إذ هو تقويم شمسى قمرى .
=لذلك تتقدم وتتاخر طبقا لتقدم وتاخر ذبح خروف الفصح عند اليهود .
=وبالرجوع الى الكتب الطقسية مثل := قطمارس الصوم الكبير وقطمارس البصخة وقطمارس الخماسين ودلال أسبوع الالام وكتاب ترتيب البيعة، نستطيع أن ندرك هذه المجموعة من المناسبات وهى :==
***55 يوم الصوم الكبير
***50 يوم الخماسين المقدسة
**ويسبق الصوم الكبير فطر الميلاد، ويلى الخماسين صوم الرسل القديسين .*
-وبما أن فطر الميلاد يبدأ بيوم محدد ثابت وهو موعد عيد الميلاد 29 أو 28 كيهك .
-وصوم الرسل ينتهى فى اليوم الخامس من شهر أبيب عيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس .
-فتكون هذه المدة عبارة عن :-
*1-فطر الميلاد
*2-الصوم الكبير
*3-الخماسين
*4-صوم الرسل
*وهذه المواسم عبارة عن 186 يوما ( فى سنوات البسيطة ) أو 187 يوما ( فى السنوات الكبيسة ) موزعة كالاتى :
*عيد الرسل
5 أبيب
صوم الرسل
- ؟ -
*الخماسين
*50 يوم
*الصوم الكبير
*55 يوم*
*فطر الميلاد*
**- ؟ -**
*عيد الميلاد 29 أو 28*
*كيهك*
*105 يوم*
*186 أو 187 يوم*
**معلوم أن فترة الصوم الكبير والخمسين المقدسة مدتها 105 يوم فتكون :*
*186 / 187 الفترة من عيد الميلاد الى عيد الرسل*
*- 150 فترة الصوم الكبير والخمسين*
*فيتبقى 81 أو 82 يوم هى عبارة عن فطر الميلاد مع صوم الرسل ويرتبط فطر الميلاد فى كميته مع صوم الرسل ارتباطا تكامليا أى إذا زاد الواحد نقص الآخر والعكس بالعكس بشرط الا يتجاوز معا 81 أو 82 يوما .
* ولابد أن يقع الصوم الكبير والخمسين المقدسة بين هذه المدة، ولابد أن تتقدم وتتأخر طبقا لنظام الفصح اليهودى، *والمرتبط بدوره بالتقويم اليهودى القمرى الشمسى، لذلك تقل أيام فطر الميلاد إذا ما بكر عيد القيامة ويتيح ذلك زيارة أيام صوم الرسل .
*كما تقل أيام صوم الرسل إذا ما تأخر عيد القيامة ويتبع ذلك زيارة فطر الميلاد .*
*لماذا تختلف مدة ( فطر الميلاد وصوم الرسل )*
*من 81 يوما الى 82 يوما ؟*
*تكون مدة فطر الميلاد وأيام صوم الرسل معا 81 يوما على مدى ثلاثة سنوات متوالية وفى السنة الرابعة ( التى تقبل القسمة على 4 بدون باقى ) تكون المدة 82 يوما، والسبب فى ذلك يرجع الى موعد عيد الميلاد، فهو ثلاثة سنين يكون 29 كيهك والسنة الرابعة يكون 28 كيهك ومثال ذلك ..*
*عيد الميلاد سنة 1704 ش 28 كيهك*
*عيد الميلاد سنة 1705 ش 29 كيهك*
*عيد الميلاد سنة 1706 ش 29 كيهك*
*عيد الميلاد سنة 1707 29 كيهك*
*عيد الميلاد سنة 1708 28 كيهك*
*عيد الميلاد سنة 1709 29 كيهك*
*عيد الميلاد سنة 1710 29 كيهك*
*عيد الميلاد سنة 1711 29 كيهك
*عيد الميلاد سنة 1712 28 كيهك*
*وذلك لأن الكنيسة تحتفل بعيد البشارة يوم 29 برمهات وبعيد الميلاد يوم 29 كيهك من كل عام قبطى .
*ومجموع الفترة من 29 برمهات حتى 29 كيهك 275 يوما، على أساس أن النسئ 5 أيام فقط كل ثلاثة سنين متوالية .*
***9 شهور × 30 = 270 + 5 أيام النسئ = 275**
+ونحن نعلم أن النسئ يأتى 6 أيام كل أربعة سنين مرة فلو كان النسئ 6 أيام وعيد الميلاد فى 29 كيهك تكون الفترة 276 عوضا عن 275 يوما .
+ولما كانت مدة وجود الجنين فى أحشاء السيدة العذراء ثابتة بلا زيادة ولا نقص ( 275 يوما ) ولكى لا يزيد يوم وتصل المدة الى 276 يوما لذلك تعيد الكنيسة عيد الميلاد كل أربعة سنين مرة يوم 28 كيهك .
*وايضا طريقة تحديد موعد عيد العنصرة ( البنتيوكستي )*
أولا : نحدد موعد عيد القيامة لتلك السنة وكم يوما أنقضت فى شهره
++ثانيا : ( 1 ) فإن كان فى برمهات نضيف الى ذلك 19 يوما فتزيد الجملة عن 30 دائما . نسقط منها 30 والباقى يكون موعد عيد العنصرة فى شهر بشنس .+
+( 2 ) وإن كان عيد القيامة فى برمودة نضيف اليه 19 يوما المذكورة .+
+فتكون الجملة موعد عيد العنصرة فى بشنس أيضا وإن زادت الجملة عن 30 نسقط منها 30 والباقى يكون موعد يوم عيد العنصرة فى شهر بؤونة .
مثال : لتحديد يوم عيد القيامة لسنة 1705 ش
فى سنة 1705 ش كان عيد القيامة يوم 22 برمودة
( 1 ) نضيف ال 22 الى 19 = 41
( 2 ) نسقط من ال 41 ثلاثين يوما
41 – 30 = 11 وهو موعد يوم عيد العنصرة فى شهر بؤونة إذن عيد العنصرة لسنة 1705 ش هو يوم 11 بؤونة .
++++++++++++++++++++++++++++
*قسمة للرسل **قسمة تقال في صوم الرسل وسنوي*
ما أبعد أحكامك عن الفحص وطرقك عن الاستقصاء كما بعدت (علت) السموات عن الأرض كذلك أيضاً بعدت أفكارك عن بني البشر إذ أخفيت هذه عن حكماء وفهماء وأعلنتها للأطفال الصغار. نعم أيها الآب هكذا قد صارت المسرة أمامك أخترت جهلاء العالم لتخزي بهم الحكماء وأخترت ضعفاء العالم لتخزي بهم الأقوياء أخترت بطرس هذا وكان صياداً للسمك فصيرته صياداً للناس. أنت بطرس وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها هذا الذي عندما سألت تلاميذك الأطهار قائلاً لهم: من يقول الناس أني أنا ؟ صرخ قائلاً: أنت هو المسيح ابن الله الحي مخلص العالم طوباك يا بطرس فإن دماً ولحماً لم يعلن لك ذلك لكن روح الله الحال فيك. والذي أنكرك امام الجارية أعترف بك أمام الملوك والولاة أما بولس هذا الذي ظل طارداً زماناً طويلاً صيرته إناءاً مختاراً يحمل اسمك القدوس، فيما هو ذاهب إلى دمشق ليقبض على المسيحيين ويعذبهم، بغتة أشرق نور من السماء حوله وسمع اً من السماء يقول به: شاول شاول لماذا تضطهدني، صعب عليك أن ترفس مناخس. لسان العطر هذا الذي كرز وبشر وعلم وأسس كنيستك المقدسة وفي أخر الكل أنعمت على رسوليك بطرس وبولس بما لم تره عين وما لم تسمع به أذن مالم يخطر على قلب بشر فإستشهد بطرس مصلوباً منكساً الرأس وبولس بحد السيف فنالا إكليل الرسولية وإكليل الشهادة يا الله الذي أنعم على رسوليه بتلك النعم الجزيلة أنعم علينا نحن الخطاة بغفران خطايانا وذنوبنا وآثامنا كي ندعوك بشكر: ابانا الذى فى السماوات… الخ
++++++++++++++++++++++++++++
**صوم الرسل ومكانته الروحية في الكنيسة**
+صوم الرسل من الأصوام التي تحمل معاني روحية غاية في الأهمية بالنسبة للكنيسة. وبالرغم من أنه ثابت فيها منذ العصر الرسولي كصوم يتعلق بوجودها ذاته وباستمرارها على مدى الزمان،
+ إلا أنه صار أحياناً سواء في الماضي أو في الحاضر موضوع حوار ونقاش، وذلك بسبب الجهل بمعناه الأصيل، وبسبب فقدان قيمته الروحية العملية في الكنيسة؛
+ وهذا مما يؤسف له. لذلك، وقبل أن نعرض لتحقيق وضعه التاريخي، يلزمنا أن نرسِّخ في الأذهان أهميته الروحية بالنسبة للكنيسة.
++أهميته الروحية بالنسبة للكنيسة++
+فصوم الرسل كان أول صوم تم فيه وبواسطته أول عمل للكرازة والتبشير؛ فهو الصوم الذي وُلدت فيه الكنيسة وظهرت للوجود وتَحَدَّد شكلها في أورشليم وخارجها، أي أن صوم الرسل كان، ولا زال وسيظل أبداً، هو صوم الكرازة والخدمة والإرسالية؛
+ فهو متعلق أساساً بالشهادة للمسيح. لذلك جاء توقيته بعد حلول الروح القدس، باعتبار أن حلول الروح القدس إشارة لبدء حركة الخدمة:
+«وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني . . .
+ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض.» (أع 4:1 و8)+
+هنا اقتران الروح القدس مع صوم الرسل يكوِّن في يقة صُلب الشهادة وقوتها، ويصوِّر أول صورة حية للكنيسة في معناها ومبناها: كرازة وشهادة بالروح: «ومتى جاء المُعزِّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي.+ وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء.» (يو 26:15 و27)+
+أما الذي نعتمد عليه اعتماداً كلياً في كون الرسل صاموا فعلاً بعد حلول الروح القدس حتى يباشروا الشهادة والخدمة وهم صيام، فهو قول الرسل أنفسهم في الدسقولية، حيث تقول في هذا الصدد:++
+[ومن بعد عيد الخمسين (العنصرة) عيِّدوا أيضاً أسبوعاً آخر… ثم نصوم بعد الراحة (أي بعد راحة يوم الأحد سابع يوم بعد العنصرة) … ومن بعد هذا (أي بعد صوم الرسل) نأمركم أن تصوموا كل أربعاء وكل جمعة وما أمكنكم أكثر من هذا فصوموا] (مج 20:15). إذاً، فصوم الرسل حقيقة تاريخية تستمد قوتها وديمومتها من كيان الكنيسة القائم الآن، وليس ذلك فحسب، بل إن كيان الكنيسة نفسه يستمد بداية وجوده تاريخياً وروحياً من هذا الصوم عينه! فالكنيسة كلها وفي كل العالم مديونة لصوم الرسل كيوبيل حي دائم، تعيِّد له على ممر الأجيال ونقطة انطلاق مضيئة تبدأ منها رحلتها لتجديد نشاطها وكرازتها كل عام.+
++++++++++
وعن مدة الصوم هل ستغير الكنيسة مدة صوم الرسل بعد مقترح بذلك؟
ترددت فى الاونة الاخيرة ومنذ اجتماع مجلس كنائس الشرق الاوسط ان الكنيسة بصدد تقليل مدة صوم الرسل وحول هذا الموضوع نقلنا لكم ما كتبته جريدة الدستور وصورة من المقترح المقدم فى هذا الموضوع
![]() |
قدسية صوم الرسل واكرامه ..جدالات دائرة حول مدة الصوم والرد عليها..وعظة كامله للبابا شنوده عن صوم الرسل |
*سبب المُقترح الذي قدمته لجنة الإيمان والتعليم بالمجمع المقدس، بخصوص مدة «صوم الرسل»، جدلاً في الأوساط القبطية، إذ قالت اللجنة إن صوم الرسل يختلف في مدته من عام إلى آخر لأنه يأتي بعد فترة معينة من عيد القيامة، ولكنه الصوم الوحيد غير المحدد.
*ويركز مقترح لجنة الإيمان والتعليم بالمجمع المقدس، على تعديل فترة صوم الرسل، بحيث يتبع عيد العنصرة، ولكن ليس بفترة مباشرة، ليكون محددا بفترة من مطلع شهر يوليو إلى يوم 12 بالشهر ذاته لتقتصر مدته على 12 يومًا، كمدة محددة مثل بقية الأصوام المحددة بعدد أيام، على أن تكون فترة ما بين عيد العنصرة، وبدء صوم الرسل مخصصة للصلوات بالطقس السنوي المعتاد، ويتنهي صوم الرسل بعيد استشهاد القديسين بطرس وبولس بيوم 12 يوليو من كل عام.*
![]() |
قدسية صوم الرسل واكرامه ..جدالات دائرة حول مدة الصوم والرد عليها..وعظة كامله للبابا شنوده عن صوم الرسل |
*اللجنة قالت في المقترح المقدم «إن صوم الرسل هو الصوم الوحيد المتغير، وهذا الوضع فريد لايتفق مع باقي الأصوام والمناسبات الليتورجية كلها، مما يستعدي ضبط ليتورجي ليصبح مثل الصوم الكبير الذي رغم تغيير بدايته لارتباطه بعيد القيامة إلا أنه معروف مدته ومع ذلك لا تتغير مدته».*
*وتابعت اللجنة: «هناك أكثر من أب أسقف ومطران قالوا في محاضرات مسجلة عن صوم الرسل إن معظم الشعب لا يهتمون حاليًا بصوم الرسل ومعظم المواظبين عليه حاليًا من الآباء الكهنة والخدام والخادمات».*
![]() |
قدسية صوم الرسل واكرامه ..جدالات دائرة حول مدة الصوم والرد عليها..وعظة كامله للبابا شنوده عن صوم الرسل |
*ولفتت إلى أنه وفي 400 سنة الماضية، تعاقبت محاولة بابوات الإسكندرية، لإجراء ضبط ليتورجي لصوم الرسل، وأشهر المحاولات أيام البابا غبريال الثامن والذي أصدر بالفعل قرارًا بصوم لمدة أسبوعين، ولكن القرار ألغي فيما بعد، ثم قدم البابا يوساب1950 اقتراحًا للمجمع بتقليل أيام الصوم، ولكن لم يحظ بإجماع الـ40 أسقفا، ويقال إن هناك 3 أساقفة اعترضوا.*
*وواصلت:« ثم آخر المحاولات كان يريد البابا شنودة الثالث في أكثر من مناسبة تعديله وفي إحدى محاضراته قال «ليتنا نأخذ بالدسقولية بصوم صيام الرسل لمدة أسبوع واحد، أو نأخذ باقتراح البابا غبريال الثامن». *
*ومن جهته، قال مينا أسعد الكاتب والباحث القبطي في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إنه في حبرية مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث طرح عليه موضوع تغيير مدة صوم الرسل فكانت إجابته كاشفه بأنه لا يريد أن يذكر عنه التاريخ أنه غير ما استلمه لما في ذلك من وصمه، فالكنيسة في منهجها تعيش حياة الصوم والصلاة وتبني أبناءها على هذا حسب وصية الإنجيل فبالصوم تخرج الشياطين وتنتقل الجبال، فكيف يكون من ينادي بتقليل مدة الصوم؟. *
*وتابع: أنه تاريخيًا وطقسيا صوم الرسل الذي تعيشه الكنيسة كل عام امتثالا بما صامته الآباء الرسل له من الأدلة الطقسية ما يؤيده تماما، وتمت مناقشة هذا الأمر في أكثر من موضع وتفنيد كل ما قيل ضده. مُضيفًا: لذا كان من الغريب أن تستجيب سكرتارية المجمع المقدس لاقتراح تغيير ما هو مُسلم، وطرحه للنقاش، خاصة أن الطرح في حد ذاته خاطئ وسبب بلبلة وتراشقا بين أبناء الكنيسة بشكل مؤسف.*
*وأشار إلى ما ذكره البابا غبريال الثامن عن محاولة اقتراب الكاثوليك من تغيير مدة صوم الرسل وبعض الأصوام الأخرى، وقد تصدى له المجمع المقدس وقتها حتى عزلوه فترة عن الكرسي، ولم ينفذ قراره أبدا، وتم إعلان إلغائه من البابوات التاليين.*
*من جانبه، قال كريم كمال الباحث في الشأن القبطي إن "اقتراح سكرتارية المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية والمقدم للمجمع المقدس يحتاج إلى إعادة دراسة لعدد من الأسباب الهامة حيث يرابط موعد صوم الرسل ومدته بموعد الصوم الكبير وعيد القيامة المجيد، بجانب أنه سوف يكون هناك تعارض مع الطقس الكنسي يرتبط بالصلاة بالطقس السنوي.*
![]() |
قدسية صوم الرسل واكرامه ..جدالات دائرة حول مدة الصوم والرد عليها..وعظة كامله للبابا شنوده عن صوم الرسل |
*وأضاف كمال في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن الاقتراح الموجود بالمذكرة بأن يكون عدد أيام صوم الرسل ١٢ يوما، ويوم مخصص لكل رسول من التلاميذ الـ١٢ فيه مخالفة عقائدية صريحة لأن الكنيسة والشعب يكون صيامها موجها إلى الله فقط، ولا يجوز أن يكون الصوم من أجل قديس أو شهيد بجانب أيضا أمر آخر وهو أن القديس مار مرقس مؤسس الكرسي السكندري ليس من الـ١٢ تلميذا بل من الـ٧٠ رسولا.*
*وتابع «كمال» قائلاً: إنه «لا يوجد في العقيدة المسيحية إلزام بالصوم، وبالتالي تقليل مدة أي صيام سوف يؤدي إلى انصراف بعض أفراد الشعب الذي يصوم جزءًا من الصيام إلى عدم الصيام، وأتذكر هنا عظة شهيرة لنيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، سمعتها منه منذ أكثر من عشرين عاما كان عنوانها الباب الضيق، وكيف أن الكنائس الأخرى التي وسعت البابا الضيق من خلال تقليل مدة الصيام والصلوات انصرف أغلب شعبهم عن الصوم وحضور الصلوات، وهي عظة ذهبية جديرة بالدراسة».*
*وطالب قداسة البابا تواضروس الثاني والآباء المطارنة والأساقفة برفض هذا الاقتراح، والذي لن يفيد إلا في انقسام الشعب حول هذا الموضوع وناشدهم بالاهتمام بالأمور الرعوية الملحة والتي تهم الشعب القبطي في ظل غلاء الأسعار نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، والعمل مع الدولة على تخفيف آثارها على الشعب من خلال مؤسسات الكنيسة المتعددة.*