عقيدة الفداء والصليب فى المسيحيه..مجموعة من الدروس والمقالات المتميزه وطرق عرض مختلفه..للخدام والوعاظ ..وعشرة موضوعات عن الفداء والصلب فى المسيحيه
+تعد عقيدة الفداء والصلب ركيزة اساسيه بل هى الاساس الذى يبنى عليه كل المعتقدات فى المسيحيه لاجل ذلك كان لنا من الضرورى ان نبحث فى هذا الموضوع لنجمع لكم اهم عشرة موضوعات وكتاب مختلفين فى هذا الموضوع المهم لكل المسيحيين
+ ليكون موضوعنا هذا بمثابة مرجع مهم لكل خادم وخادمه وواعظ باحث فى تحضير درس مهم مثل هذا حول عقيدة الفداء والصلب فى المسيحيه مقدم لكم هذا الموضوع الشائك والمهم فى عقيدة المسيحين فى شخص المسيح فاديا ومخلصا قائما من بين الاموات .
+ونحن فى هذا الموقع وكما نوهنا مسبقا لا نقدم سوى ما هو مكتوب حول هذا الموضوع بفكر وقلم صاحبه وهو المسئول عن ما يقال حول موضوعاتنا فنحن نقوم فقط بتسهيل وتجميع موضوعاتنا من كتب ومقالات منشوره حول موضوعاتنا..
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه
 |
عقيدة الفداء والصليب فى المسيحيه..مجموعة من الدروس والمقالات المتميزه وطرق عرض مختلفه..للخدام والوعاظ ..وعشرة موضوعات عن الفداء والصلب فى المسيحيه |
+الموضوع الاول كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث33- الأساس اللاهوتي لموضوع الخلاص والفداء
*لنبحث ما هو الأساس لموضوع الخلاص والفداء هذا:
*أ- الخطية التي وقع فيها الإنسان الأول، ويقع فيها كل إنسان، هي خطية ضد الله.
*لأنها عصيان لله، وعدم محبة لله، وعدم احترام له، بل هي ثورة على ملكوته وهي مقاومة لعمل لاهوته وروحه القدوس. بل هي عدم إيمان أيضًا... لهذا يقول داود النبي لله في المزمور الخمسين " لك وحدك أخطأت. والشر قدامك صنعت " ولهذا احتشم يوسف الصديق من فعل الخطية وقال " كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك39: 9).
*ب- وقد أخطأ كل البشر " زاغوا معًا وفسدوا. ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد" (مز14: 3). وأجرة الخطية موت (رو6: 23) " وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو5: 12).
*ج- ومادامت الخطية موجهة إلى الله أصلًا، والله غير محدود، تكون إذن غير محدودة.
وإذا كفر عنها لابد من كفارة غير محدودة، تكفي لمغفرة جميع الخطايا، لجميع الناس، في جميع الأجيال وإلى آخر الدهور.
د- ولكن لا يوجد غير محدود إلا الله وحده.
لذلك كان لابد أن نفسه يتجسد، ويصير ابنًا للإنسان، حتى يمكن أن ينوب عن الإنسان، ويقوم بعمل الكفارة لخطايا العالم كله" (1يو2: 2).
هـ- وهذه المهمة قام بها السيد المسيح ليخلص العالم كله.
ولو لم يكن هو الله، ما كانت تصلح كفارته إطلاقًا، لأنها استمدت عدم محدوديتها لكونه إلهًا غير محدود، قال عنه الرسول إنه " فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا" (1كو2: 9).
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه
++++++++++++++
+الموضوع الثانى مصادر عقيدة الفداء والخلاص (عما يقدمه المختلفون معنا فى العقيده)
*في مجمع نيقية المنعقد في سنة 325م تقررت عقيدة الفداء والخلاص، حين صدر عنه الأمانة وفيها: " الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا نزل وتجسد وتألم ومات، وقام أيضاً في اليوم الثالث "، فمن أين استقى المجتمعون هذه العقيدة المهمة من عقائد النصرانية.
*دور بولس في نشأة فكرة الفداء في النصرانية*
*يعتبر بولس الأب الحقيقي لقصة الفداء والخلاص في النصرانية، حيث تظهر بجلاء ووضوح في في كلماته كما قد بينا بعضه من قبل، وأوضحها قوله: " ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا، فبالأولى كثيراً، ونحن متبررون الآن بدمه، نخلص به من الغضب، لأنه وإن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه .. من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع ... لكن قد ملك الموت من آدم إلى موسى، وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم، الذي هو مثال الآتي .. لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون، فبالأولى كثيراً نعمة الله، والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين... " ( رومية 5/8 - 15 ).
وقد صرح بولس بأهمية فكرة الفداء عنده إذ قال: " لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً " ( كورنثوس (1) 2/2 ).
ويقول في ذلك الأب بولس إلياس الخوري: " مما لا ريب فيه أن الفكرة الأساسية التي ملكت على بولس مشاعره، فعبر عنها في رسائله بأساليب مختلفة هي فكرة رفق الله بالبشر، وهذا الرفق بهم هو ما حمله على إقالتهم من عثارهم، فأرسل إليهم ابنه الوحيد، ليفتديهم على الصليب ... وهذه الفكرة عينها هي التي هيمنت على إنجيل لوقا ".
ويقول ارنست دي بوش في كتابه " الإسلام: أي النصرانية الحقة ": إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس ومن شابهه، من الذين لم يروا المسيح، لا من أصول النصرانية الأصلية ".
ففكرة الفداء والخلاص بدعة بولسية لم يقلها المسيح، ولم يعرفها الحواريون، فنصوص الأناجيل التي تحدثت عن الفداء نصوص لا يفهم منها خالي الذهن تلك العقيدة التي فهمها النصارى.
وعقيدة بهذه الأهمية ما كان المسيح ليضِنّ على البشر ببيانها وتوضيحها، إذ يزعمون أن مصير البشرية يتعلق بالإيمان بها، فقد تعلق بها هلاك البشر ونجاتهم.
ويحاول النصارى التأكيد على ورود هذا المعتقد على لسان المسيح وتلاميذه، ويتعلقون ببعض نصوص الإنجيليين، ومن هذه النصوص: قول متى: " فستلد ابناً، وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" ( متى 1/21 )، ومثله: " إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب " ( لوقا 2/11)، ومثله " لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته لجميع الشعوب " (لوقا 2/30 )، و " كما أن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم، بل ليَخدم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين " (متى 20/28 )، و"هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا " ( متى 26/28 )، و" لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك " ( لوقا 19/10).
ولعل أوضح نصوص الأناجيل ما كتبه يوحنا: " لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم " ( يوحنا 3/16 - 17 ).
وأول ملاحظة نذكرها أن أغلب هذه النصوص هي من قول التلاميذ، ولم ينسبوها للمسيح.
ثم هذه النصوص جميعاً قد كتبت بعد أن دوّن بولس رسائله، فأول الإنجيليين تأليفاً هو مرقس، وقد دوّن إنجيله بعد وفاة بولس سنة 67م.
ولا ريب أن في هذه النصوص - رغم عدم قطعية دلالتها على عقيدة النصارى - صدىً لما كان قد خطه بولس في رسائله.
وهذه النصوص خلت من الحديث عن الخطيئة الأولى الموروثة وخطايا العالم اللاحقة والماضية، وأين فيها الحديث عن الحرية المسلوبة، والإرادة ... وعليه فإن خالي الذهن لا يمكن أن يتوصل إلى معتقد النصارى من خلال هذه النصوص، التي يمكن حملها على معاني مجازية، كما لو قيل إن فلاناً ضحى بنفسه من أجل أمته ...
*فقد وصف يوحنا المعمدان بالمخلص، وعمله بالفداء، وليس المقصود الفداء الذي يذكره النصارى للمسيح، بل الفداء والتطهير والخلاص بالتوبة والعمل الصالح، وهو سبيل الخلاص من مكر الأعداء وتسلطهم، فقد سمت التوراة موسى فادياً وهو لم يمت كفارة لأحد، "هذا موسى الذي أنكروه قائلين: من أقامك رئيساً وقاضياً، هذا أرسله الله رئيساً وفادياً بيد الملاك الذي ظهر له في العليقة، هذا أخرجهم صانعاً عجائب وآيات في أرض مصر وفي البحر الأحمر، وفي البرية أربعين سنة" (أعمال 7/35).
*ويصف لوقا يوحنا المعمدان بالفادي والمخلص، وذلك قبل أن يولد المسيح: " وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس، وتنبأ قائلاً: مبارك الرب إله إسرائيل، لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه. وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه ... خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا ... وأنت أيها الصبي نبي العلي تدعى، لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعدّ طرقه، لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم، بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء، ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت، لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام " (لوقا 1/67-79).
وعلى هذا النحو سمى التلميذان المسيحَ فادياً، فقالا: " كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه. ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل " ( لوقا 24/20-21)، أي كنا نرجو أن يكون خلاص بني إسرائيل من أعدائهم على يديه، لكنهم صلبوه وقتلوه.
*وهذا المعنى من معاني الفداء والخلاص معروف في الأسفار التوراتية التي تحدثت عن الفادي من أهوال الدنيا وشدائدها، وهي تذكر نجاة بني إسرائيل من المصائب، "أخرجكم الرب بيد شديدة، وفداكم من بيت العبودية من يد فرعون ملك مصر" (التثنية 7/8)، ومثله في (التثنية 13/5)، ومثله في قوله: "اغفر لشعبك إسرائيل الذي فديت يا رب، ولا تجعل دم بري في وسط شعبك إسرائيل، فيغفر لهم " (التثنية 21/8-9 ).
*وكذا في سفر المزامير سمى الربَ فادياً "الرب فادي نفوس عبيده، وكل من اتكل عليه لا يعاقب" (المزامير 34/22).
* وفي نص آخر يؤكد إشعيا هذا المعنى للفداء والخلاص، فيقول: " هكذا قال الرب فادي إسرائيل: قدوسُه للمهان النفس، لمكروه الأمة، لعبد المتسلطين" (إشعيا 49/7)، فأطلق على الله لقب الفادي والمخلص، فالفداء أو الخلاص له معان أوسع من الذبيحة والمعاوضة التي يصر عليها بولس.
فهي نصوص تتحدث فداء وخلاص، وذلك برحمة من الله وفضل، من غير فاد ولا دم مسفوح.
وقد مال إلى تبسيط معاني تلك النصوص - التي يحتج بها النصارى على الفداء والكفارة - منكرو معتقد الكفارة والفداء من النصارى أنفسهم - كما ذكرت دائرة المعارف البريطانية -، ومنهم الفرقة السوزينية، والمؤرخ كوائليس تيسي، وايبي لارد.
ولئن كانت الفكرة تائهة عند الإنجيلين فهي كذلك عند بقية تلاميذ المسيح وحوارييه الذين لا تجد لديهم بقصة الفداء خبراً، فلم ترد عنهم نصوص تبيين علمهم بهذه المسألة، وهذا لا ريب دال على كونها من صنع بولس وتأليفه وأن المسيح لم يخبر بها، ولم يعلمها أصلاً.
*وفي ذلك يقول شارل جنيبر: " إن موت عيسى في نظر الإثني عشر ليس بالتضحية التكفيرية ".
والحواريون لم يعلموا أصلاً بأن المسيح سيصلب، فضلاً عن أن يكونوا قد فهموا أنه سيصلب فداء لخطايا الناس، وكما قال مرقس: " كان يعلم تلاميذه، ويقول لهم: إن ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالث، وأما هم فلم يفهموا القول، وخافوا أن يسألوه " ( مرقس 9/30 - 32 ).
*ويدل على جهل تلاميذ المسيح بمسألة الفداء ما ذكره لوقا حين قال عن حال التلميذين المنطلقين لعمواس " فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين....كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه، ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل، ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك " ( لوقا 24/17-21 ). لقد جهل التلميذان موضوع الخلاص بموت المسيح، فهما يبحثان عن خلاص آخر، وهو الخلاص الذي يأتي به النبي الذي تنتظره بنو إسرائيل.
وهو خلاص دنيوي سبق أن جاء به كثيرون ، منهم المخلص أهود "وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، فأقام لهم الرب مخلّصاً أهود بن جيرا البنياميني " (القضاة 3/15).
*وأيضاً جهلت الجموع التي شهدت الصلب أن ذلك الصلب يكفر الخطيئة ويرفعها، ولنتأمل ما ذكره لوقا في وصف الجموع وحزنهم على المسيح " وكل الجموع الذين كانوا مجتمعين لهذا المنظر لما أبصروا ما كان، رجعوا وهم يقرعون صدورهم، وكان جميع معارفه ونساء كن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرن ذلك " ( لوقا 23/48 - 49 ).
ولو كان ما يقوله النصارى في الفداء صحيحاً لكان ينبغي أن يحتفلوا بموت المسيح لخلاص البشرية وخلاصهم من الذنب الذي ناءت بحمله البشرية قروناً مديدة.
++++
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه
+الموضوع الثالث عقيدة الفداء والوثنيات السابقة
* سؤال يطرح نفسه: من أين أتى بولس بهذه العقيدة؟ هل هي من إبداعاته الذاتية أم أنه استقاها من مصادر قديمة؟ وإن كان كذلك فما هي هذه المصادر؟ وما مقدار استفادة بولس منها؟
*الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها سطرها الأستاذ محمد طاهر التنير في كتابه الماتع "العقائد الوثنية في الديانة النصرانية"، وعنه ننقل الكثير من صور التشابه التي نذكرها.
* وراثة الذنب*
مسألة وراثة الذنب مسألة معروفة في الفكر اليهودي قبل المسيحية بقرون عدة، وقد وردت عدة نصوص تتحدث عنها وتؤكدها، منها " صانع الإحسان لألوف، ومجازي ذنب الآباء في حضن بنيهم بعدهم، الإله العظيم الجبار رب الجنود اسمه " ( إرميا 32/18 ).
ومثله ما جاء في سفر التثنية: " لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر " ( التثنية 23/2 ).
وجاء في سفر العدد " الرب طويل الروح كثير الإحسان يغفر الذنب والسيئة، ولكنه لا يبرئ، بل يجعل ذنب الآباء على الأبناء إلى الجيل الثالث والرابع " ( العدد 14/18 - 19 ).
وفي سفر الخروج " غافر الإثم والمعصية والخطيئة، ولكنه لن يبرئ إبراء، مفتقد إثم الآباء في الأبناء، وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع " ( الخروج 34/7 ).
ومثله ما نسبوه لدواد أنه قال: " هأنذا بالإثم صورت، وبالخطيئة حبلت بي أمي " ( المزمور 51/5 )، وقد تحدث إرميا عن احتجاج بني إسرائيل على هذا الظلم ( انظر إرميا 16/10 - 13).
وقد ناقش النبي حزقيال - كما جاء في سفره - بني إسرائيل في مسألة وراثة الذنب " أنتم تقولون: لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب ؟!
ها كل النفوس هي لي ... النفس التي تخطئ تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون ... " ( حزقيال 18/4 - 32 ).
وقد أقرت هذه النصوص التوراتية عقيدة وراثة الذنب والتضامن في الخطيئة، غير أن أحداً منها لم يكن يتحدث عن الخطيئة الأصلية لآدم، والتي يتعلق النصارى بها، لكن أصل الفكرة وارد في الفكر اليهودي الذي نشأ فيه بولس ثم نقله للنصرانية وسطره في رسائله.
فمن أين جاء اليهود بفكرة وراثة الذنب ؟ هل هو من صناعتهم، أم أنه منقول عن غيرهم؟
والصحيح هو أن فكرة وراثة الذنب منقولة عن الأمم الوثنية التي جاورت اليهود وانتشر فيها هذا الفكر، وهذا الذي عابه عليهم الكتاب المقدس " وصاروا باطلاً وراء الأمم الذين حولهم، والذين أمرهم الرب أن لا يعملوا مثلهم ... فغضب الرب جداً على إسرائيل ونحاهم من أمامه " (الملوك (2) 17/9 - 18 ).
ومن أقدم القائلين بوراثة الذنب، الهنود الوثنيون، وقد نقل المؤرخ هورينور وليمس أن من تضراعاتهم: "إني مذنب، ومرتكب الخطيئة، وطبيعتي شريرة، وحملتني أمي بالإثم، فخلصني يا ذا العين الحندقوقية، يا مخلص الخاطئين، يا مزيل الآثام والذنوب ".
فكرة الفادي في الوثنيات القديمة
سرى في كثير من الوثنيات السابقة على المسيحية فكرة الفادي والمخلص الذي يفدي شعبه أو قومه، وكانت الأمم البدائية القديمة تضحي بطفل محبوب، لاسترضاء السماء، وفي تطور لاحق أضحى الفداء بواسطة مجرم حكم عليه بالموت، وعند البابليين كان الضحية يلبس أثواباً ملكية، لكي يمثل بها ابن الملك، ثم يجلد ويشنق.
وعند اليهود خصص يوم للكفارة يضع فيه كاهن اليهود يده على جدي حي، ويعترف فوق رأسه بجميع ما ارتكب بنو إسرائيل من مظالم، فإذا حمل الخطايا أطلقه في البرية.
ومعلوم أيضاً ما يعطيه الفكر اليهودي للبكر من أهمية خاصة، إذ تقول التوراة: " قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم من بني إسرائيل من الناس والبهائم إنه لي " ( الخروج 13/2)، والمسيح هو بكر الخلائق، وأليقها بأن يكون البكر المذبوح.
موت الإله الفادي
وأما فكرة موت الإله فهي عقيدة وثنية يونانية، حيث كان اليونانيون يقولون بموت بعض الآلهة، لكن اليونان كانوا يحتفظون بآلهة أخرى تسيّر دفة الكون، بينما النصارى حين قالوا بموت الإله لم يحتفظوا بهذا البديل، ولم يخبرنا أولئك الذين يعتقدون بأن الله هو المسيح من الذي كان يسير الكون ويرعى شئونه خلال الأيام التي مات فيها الإله. أي الأيام الثلاثة التي قضاها في القبر.
*والفداء عن طريق أحد الآلهة أو ابن الله أيضاً موجودة في الوثنيات القديمة، وقد ذكر السير آرثر فندلاي في كتابه " صخرة الحق " أسماء ستة عشر شخصاً اعتبرتهم الأمم آلهة سعوا في خلاص هذه الأمم. منهم: أوزوريس في مصر 1700 ق.م، وبعل في بابل 1200ق.م، وأنيس في فرجيا 1170 ق.م، وناموس في سوريا 1160 ق.م، وديوس فيوس في اليونان 1100 ق.م، وكرشنا في الهند 1000 ق.م، وأندرا في التبت 725 ق.م، وبوذا في الصين 560 ق.م، وبرومثيوس في اليونان 547 ق.م، ومترا (متراس) في فارس 400 ق.م.
*ولدى البحث والدراسة في معتقدات هذه الأمم الوثنية نجد تشابهاً كبيراً مع ما يقوله النصارى في المسيح المخلص.
*فأما بوذا المخلص عند الهنود والصينيين فلعله أكثر الصور تطابقاً مع مخلص النصارى، ولعل مرد هذا التشابه إلى تأخره التاريخي فكان تطوير النصارى لذلك المعتقد قليلاً.
*والبوذيون - كما نقل المؤرخون - يسمون بوذا المسيح المولود الوحيد، ومخلص العالم، ويقولون: إنه إنسان كامل وإله كامل تجسد بالناسوت، وأنه قدم نفسه ذبيحة ليكفر ذنوب البشر ويخلصهم من ذنوبهم حتى لا يعاقبوا عليها.
*وجاء في أحد الترنيمات البوذية عن بوذا " عانيت الاضطهاد والامتهان والسجن والموت والقتل بصبر وحب عظيم لجلب السعادة للناس، وسامحت المسيئين إليك ".
*ويذكر مكس مولر في كتابه " تاريخ الآداب السنسكريتية " أن " البوذيون يزعمون أن بوذا قال: دعوا الآثام التي ارتكبت في هذا العالم تقع عليّ، كي يخلص العالم ".
ويرى البوذيون أن الإنسان شرير بطبعه، ولا حيلة في إصلاحه إلا بمخلص ومنقذ إلهي.
وكذلك فإن المصريين يعتبرون أوزوريس إلهاً، ويقول المؤرخ بونويك في كتابه " عقيدة المصريين": "يعد المصريون أوزوريس أحد مخلصي الناس، وأنه بسبب جده لعمل الصلاح يلاقي اضطهاداً، وبمقاومته للخطايا يقهر ويقتل ".
*ويوافقه العلامة دوان في كتابه " خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى" .
*كما تحدث المؤرخون عن قول المصريين بقيامة مخلصهم بعد الموت، وأنه سيكون ديان الأموات يوم القيامة.
*فإنهم يذكرون في أساطيرهم أن أوزوريس حكم بالعدل، فاحتال عليه أخوه وقتله، ووزع أجزاء جسمه على محافظات مصر، فذهبت أرملته أيزيس فجمعت أوصاله من هنا وهناك، وهي تملأ الدنيا نحيباً وبكاءً، فانبعث نور إلى السماء، والتحمت أوصال الجسد الميت، وقام إلى السماء يمسك بميزان العدل والرحمة.
وكذلك اعتقد الهنود في معبودهم كرشنا أنه مخلص وفادي. يقول القس جورج كوكس: "يصفون كرشنا بالبطل الوديع المملوء لاهوتاً، لأنه قدم شخصه ذبيحة "، ويعتقدون أن عمله لا يقدر عليه أحد.
ويقول المؤرخ دوان في كتابه " خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى": "يعتقد الهنود بأن كرشنا المولود البكر الذي هو نفس الإله فشنو، والذي لا ابتداء ولا انتهاء له - وفق رأيهم - تحرك حنواً كي يخلص الأرض من ثقل حملها، فأتاها وخلص الإنسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه "، ومثله يقوله العلامة هوك.
ويصف الهنود أشكالاً متعددة لموت كرشنا أهمها أنه مات معلقاً بشجرة سُمِّر بها بحربة. وتصوره كتبهم مصلوباً، وعلى رأسه إكليل من الذهب، ويقول دوان: " إن تصور الخلاص بواسطة تقديم أحد الآلهة ذبيحة فداء عن الخطيئة قديم العهد جداً عند الهنود والوثنيين.
*وكذلك اعتقد أهل النيبال بمعبودهم أندرا، ويصورونه وقد سفك دمه بالصلب، وثقب بالمسامير، كي يخلص البشر من ذنوبهم كما وصف ذلك المؤرخ هيجين في كتابه: "الانكلو سكسنس".
*وحتى لا نطيل نكتفي بهذه الصور التي اعتقد أصحابها بسفك دم الآلهة قرباناً وفداء عن الخطايا ومثلها في الوثنيات القديمة كثير.
++++++++++++++
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه
+*الموضوع الرابع الدم المسفوح سبيل الكفارة*
*وليست مسألة المخلص فقط هي التي نقلها بولس عن الوثنيات، فقد تحدث أيضاً عن دم المسيح المسفوح فقال: " يسوع الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه " ( رومية 3/25 )، ويقول: " ونحن الآن متبررون بدمه " ( رومية 5/9 )، ويواصل " أليست هي شركة دم المسيح " ( كورنثوس (1) 10/16 ).
* ويقول: " أنعم بها علينا في المحبوب الذي فيه لنا الفداء، بدمه غفران الخطايا " ( أفسس 1/7).*
وفي موضع آخر يتحدث عن ذبح المسيح الفادي " لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا " (كورنثوس (1) 5/7 ).
* ومثل هذه النصوص تكثر في رسائل بولس، وهي فكرة جِدُ غريبة، فإن المسيح لم يذبح، فالأناجيل تتحدث عن موت المسيح صلباً، لا ذبحاً، الموت صلباً لا يريق الدماء، ولم يرد في الأناجيل أن المسيح نزلت منه الدماء سوى ما قاله يوحنا، وجعله بعد وفاة المسيح حيث قال: " وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه، لأنهم رأوه قد مات، لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء " ( يوحنا 19/23 - 24 ). وهو ليس ذبحاً بكل حال.
*يقول المحقق ولز: " إنه لزام علينا أن نتذكر أن الموت صلباً لا يكاد يهرق من الدم أكثر مما يريقه الشنق، فتصوير يسوع في صورة المراق دمه من أجل البشرية إنما هو في الحقيقة من أشد العبارات بعداً عن الدقة ".
والنظرة إلى الله بأنه لا يرضى إلا بأن يسيل دم الكفارة أو الضحية نظرة قديمة موجودة عند اليهود وعند الوثنيين قبلهم، ففي التوراة تجد ذلك واضحاً في مثل قولها: " بنى نوح مذبحاً لله.. وأصعد محرقات على المذبح، فتنسم الرب رائحة الرضا، وقال الرب في قلبه: لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان " (التكوين 8/20 - 21 )، وكذا صنع داود " وبنى داود هناك مذبحاً للرب، وأصعد محرقات وذبائح سلامة، ودعا الرب، فأجابه بنار من السماء على مذبحة المحرقة " (الأيام (1) 21/26 ).
وهكذا فإن التصور اليهودي للإله مشبع برائحة الدم ، وهي تصور الإله ساخطاً لا يرضيه إلا الدم والمحرقات، وحينها فقط يتنسم رائحة الرضا، ويرضى عن عباده، يقول آرثر ويجال: "نحن لا نقدر أطول من ذلك قبول المبدأ اللاهوتي المفزع الذي من أجل بعض البواعث الغامضة وجوب تضحية استرضائية، إن هذا انتهاك إما لتصوراتنا عن الله بأنه الكلي القدرة، وإلا ما نتصوره عنه ككلي المحبة ".
ويرى كامل سعفان في كتابه القيم " دراسة عن التوراة والإنجيل" أن ادعاء إهراق دم المسيح مأخوذ من الديانة المثراسية حيث كانوا يذبحون العجل، ويأخذون دمه، فيتلطخ به الآثم، ليولد من جديد، بعد أن سال عليه دم العجل الفدية.
* نزول الآلهة إلى الجحيم لتخليص الموتى*
وتشابهت العقائد النصرانية مع الوثنيات القديمة مرة أخرى عندما زعم النصارى أن المسيح نزل إلى الجحيم لإخراج الأرواح المعذبة فيها وتخليصها من العذاب، ففي أعمال الرسل يقول بطرس: "سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح أنه، ولم تترك نفسه في الهاوية([1])، ولا رأى جسده فساداً " (أعمال 2/31 )، ويقول بطرس في رسالته عن المسيح: " ذهب ليكرز للأرواح التي في السجن " (بطرس (1) 3/19).
وقد أضحت هذه الفكرة الغريبة معتقداً نصرانياً يقول عنه القديس كريستوم 347م: " لا ينكر نزول المسيح إلى الجحيم إلا الكافر ".
ويقول القديس كليمندوس السكندري: " قد بشر يسوع في الإنجيل أهل الجحيم، كما بشر به وعلمه لأهل الأرض، كي يؤمنوا به ويخلصوا "، وبمثله قال أوريجن وغيره من قديسي النصارى.
وهذا المعتقد وثني قديم قال به عابدو كرشنا، فقالوا بنزوله إلى الجحيم لتخليص الأرواح التي في السجن، وقاله عابد وزورستر وأدونيس وهرقل وعطارد وكوتز لكوتل وغيرهم.
ولما وصل النصارى إلى أمريكا الوسطى، وجدوا فيها أدياناً شتى، فخفّ القسس لدعوتهم للمسيحية، فأدهشهم بعد دراستهم لهذه الأديان أن لها شعائراً تشبه شعائر المسيحية، وخاصة في مسائل الخطيئة والخلاص .
فكيف يفسر النصارى هذا التطابق بين معتقداتهم والوثنيات القديمة والذي جعل من النصرانية نسخة معدلة عن هذه الأديان ؟
يقول الأب جيمس تد المحاضر في جامعة أكسفورد: " سر لاهوتي فوق عقول البشر، وليس من الممكن تفسيره حسب تفسير وتصور هؤلاء البشر".
وقد صدق الله تبارك وتعالى، فأخبر أن ذلك الذي يقوله النصارى إنما هو مضاهاة لأقوال الأمم الوثنية وانتحال للساقط من أفكارهم ] ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم ٱللّه أنّىٰ يؤفكون ] (التوبة: 30).
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه
++++++++++
+الموضوع الخامس عقيدة الفداءلا لفهم عقيدة الفداء لابد من فهم القصة كاملة:
**اولا : خلقة الانسان**
*خلق اللة الانسان بعد أن أعد لة كل شئ ولم يجعلة معوزا لشئ من أعمال كرامتة هذا وقد كان الانسان متميزا - دون سائر المخلوقات الأخرى – فى طريقة خلقتة ، ومتميزا أيضا فى طبيعة خلقتة.
- متميزا فى طريق خلقتة: فهو الكائن الوحيد الذى ذكر عنة عند خلقتة أن اللة نفخ فى انفة نسمة حياة : (وجبل الرب الالة آدم ترابا من الأرض ونفخ فى انفة نسمة حياة . فصار ادم نفسا حية ) (تكوين 2:7 )
- متميزا فى طبيعة خلقه: فهو الكائن الوحيد الذى خلق على صورة اللة ومثالة ( وقال اللة نعمل الانسان على صورتنا وكشبهنا ) (تكوين 1:26 )
ثانيا : سقوط الانسان*
* اعلن اللة محبتة للانسان اذ أوجدة من العدم ووضعة فى جنة عدن ليحفظها ويتمتع بخيراتها ،ولكن الانسان تعدى وصية اللة واستهان بها وانجذب لاغراءات الشيطان ، ونظرت حواء للشجرة المنهى عنها فوجدت أن الثمرة جيدة للأكل وبهجة للعيون فأخذت وأكلت ،واعطت زوجها آدم فأكل هو ايضا . ( تكوين 3 :1-7 )
ثالثا : نتائج خطية آدم وحواء*
* لقد كانت لخطية آدم وحواء نتائج سيئة على الانسانية كلها ،واليك أهمها :
1- فقد الانسان الصورة الالهية المقدسة التى خلق عليها : ودخلت الشهوة الى الطبيعة البشرية ، ودخلت معها العبودية للخطية ، وبذلك فسدت طبيعة الانسان وعرفت الخطية والشهوة والتعدى والعصيان .
2- تمردت الطبيعة على الانسان: الذى كان سيدا عليها من قبل ، وصارت الأرض تنبت لة شوكا وحسكا . ( تكوين 3: 15- 19 )
رابعا : لا طريق لنجاة الانسان الا الفداء*
* والآن بعد سقوط الانسان أمامنا عدة احتمالات :
1- اما ان يترك اللة الانسان ليموت ويفنى الى الأبد: وفى هذا انتقاص لمحبة اللة ورحمتة ، كما أن هذا انتصار لمملكة الشيطان على اللة وعلى مقاصدة فى خلقة الانسان ... اذن لا يمكن أن يفعل اللة ذلك .
2- اما ان يسامح اللة الانسان ويغفر لة: وفى هذا انتقاص لعدل اللة ، كما أن هذة المغفرة لن تجدد طبيعة الانسان التى فسدت بالتعدى والعصيان .. اذن لا يمكن ايضا أن يفعل اللة ذلك .
اما ان نجد من يفدى الانسان ويموت عنة: شخص يموت نيابة عن الانسان وبذلك يفدية من الموت ، وفى الوقت نفسة يتمم حكم اللة . ولكن لابد من مواصفات
محددة وشروط خاصة لهذا الفادى
خامسا : مواصفات الفادى*
1- يجب أن يكون أنسانا: لأن الذى أخطأ فى حق اللة كان انسانا .
2- يجب أن يكون غير محدود: لأن خطيئة الانسان غير محدودة لأنها موج
هة للة غير المحدود .
3- يجب أن يكون قدوسا بلا خطيئة: لأنة اذا كان الفادى خاطئا فكيف يستطيع ان يفدى غيرة ؟ أليس اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما فى حفرة ؟ .
4- يجب أن يقبل الموت بارادتة: بارادتة المطلقة يسلم نفسة للموت .
5- يجب أن يكون حيا الى الأبد: ليشفع بدمة فى الخطاة كل حين .
سادساً : تهيئة الأذهان للفداء*
1- النبوات
* تنبأ أنبياء العهد القديم عن الفداء الذى سيتممه أقنوم الابن ، ووصفوا بكل دقة الأحداث المصاحبة لة ، فتنبأ داود النبى عن خيانة يهوذا تلميذة لة ، وتنبأ زكريا النبى عن بيع المسيح بثلاثين من الفضة ، وتنبأ اشعياء النبى عن اّلام المسيح وسجلها كما لو كان شاهد عيان ، أما داود النبى فسجل أحداث الصلب بكل دقة ، وتنبأ عاموس النبى عن الظلمة التى ستحدث على الأرض وقت صلب السيد المسيح وتنبأ زكريا النبى عن طعنة بالحربة فى جنبة ، وتنبأ داود عن موتة وقيامتة ، وكذلك تنبأ اشعياء عن القبر الذى سيوضع فية .
2- الشخصيات
عاشت فى العهد القديم شخصيات كانت ترمز من بعض الأوجة لذبيحة المسيح على الصليب واليك بعضا من هذة الشخصيات :
*هابيل الصديق: الذى سفك دمة حسدا بيد أخية دون ذنب اقترفة كان رمزا للسيد المسيح الذى حسدة اليهود ، وأسلموة للموت دون ذنب فعلة . (تكوين 4 )
* نوح البار: الذى هو الأول للخليقة الجديدة والذى بواسطتة تم الابقاء على الجنس البشرى كان رمزا للسيد المسيح رأس الخليقة الجديدة والذى بة صار الخلاص لكل البشرية . ( تكوين 8 )
* ملكى صادق: ملك البر والسلام الكاهن الذى بلا نسب ، وغير معروفة بداية أيامة ولا نهايتها ، والذى قدم تقدمة من خبر وخمر ، كان رمزا للسيد المسيح ملك البر والسلام ، رئيس الكهنة الأزلى الأبدى ، والذى قدم خبزا وخمرا جسدة ودمة الأقدسين . ( تكوين 14 )
* يوسف الشاب الطاهر: الذى ذهب ليفتقد سلامة اخوتة ، فحسدوة وألقوة فى البئر ، ثم باعوة بالفضة ، ولكنة خرج حيا من البئر ، وصار سببا فى خلاص العالم من المجاعة ، كان رمزا للسيد المسيح الشاب الذى بلا خطية ، والذى جاء ليفتقد سلامة خاصتة فحسدوة ، وأسلمة تلميذة بالفضة ، ووضعوة فى قبر ، ولكنة قام حيا ، وصار خلاصا للعالم كلة . ( تكوين 37 )
* أيوب البار: رجل الألم والتجربة المشتكى علية من الشيطان ، والذى اجتاز المعصرة وخرج سليما صحيحا كان رمزا للسيد المسيح رجل البر ، والذى جرب من الشيطان على الجبل وانتصر ، واختبر الألم واجتاز الموت وقام حيا . ( سفر أيوب )
- الرموز :*
* شجرة الحياة: التى من يأكل منها يحيا الى الأبد كانت رمزا الى ذبيحة المسيح الذى من يأكل جسدة ويشرب دمة يحيا الى الأبد . ( تكوين 3 )
* عصا موسى: التى شقت البحر الأحمر وأنقذت الشعب من فرعون وجنودة كانت رمزا لخشبة الصليب الذى بة نجونا من الشيطان وكل جنودة . ( خروج 14 )
* شجرة موسى: التى طرحها فى الماء المر فتحول الى ماء عذب شرب منة الشعب ونجا من الموت ،كانت رمزا لشجرة الصليب الذى بة نجونا من الموت . ( خروج 15 )
* صخرة موسى: التى ضربها بالعصا وجرى منها ماء فشرب الشعب ونجا من الموت ، كانت رمزا الى السيد المسيح الذى طعن بالحربة فى جنبة على الصليب ، فخرج منة دم وماء . ( خروج 17 )
وفى هذا يقول بولس الرسول : ( لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح ( 1 كورنثوس 4:10 )
* الحية النحاسية: كانت الحية االنحاسية رمزا للصليب ، فكل من لدغ من الحية ونظر الى الحية النحاسية يشفى ويحيا ، وهكذا كانت الحياة والنجاة بصليب السيد المسيح . ( عدد 21 )
والذى لفت النظر لهذا الرمز السيد المسيح نفسة اذ قال : ( وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الانسان لكى لا يهلك كل من يؤمن بة بل تكون لة الحياة الأبدية . ( يوحنا 3: 14 )
سابعا : تجسد ابن اللة الكلمة***
* وفى ملء الزمان وبعد أن أعد اللة الأذهان بالنبوات والشخصيات والرموز والذبائح لفكرة الفداء بالدم ولفكرة الذبائح التى تذبح بدلا من الانسان الخاطئ . جاء أقنوم الابن وتجسد من الروح القدس ومن العذراء مريم ، فولدت يسوع المسيح ابن اللة بالحقيقة الذى شابهنا فى كل شئ عدا الخطية وحدها .
* يقول القديس أثناسيوس الرسولى : لهذا أتى كلمة اللة بشخصية كى يستطيع وهو صورة الآب أن يجدد خلقة الانسان على مثال تلك الصورة ، ولم يكن ممكنا أن يستطيع أحد أن يعيد صورة اللة ومثالة الى البشر ثانية الا صورة الآب – اى المسيح – الذى خلق كل شئ من العدم فى البدء
* وهكذا جاء أقنوم الابن بذاتة متجسدا من أجل اتمام الفداء والخلاص للانسان .
ثامنا : لماذا كان الصليب هو وسيلة الفداء ؟
* كان الصليب هو وسيلة الفداء للاسباب الآتية :
+ كان لابد أن يصاحب الموت سفك دم :( بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ) . ( عبرانيين 9:22 )
+ وكان لابد للفادى أن يتألم اّلاما حقيقية قبل موتة : ( لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ...وهو مجروح لأجل معاصينا ) . ( اشعياء 4:53 )
+ وكان لابد للفادى أن يحمل لعنة الانسان الساقط : ( افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لأجلنا ) .( غلاطية 3:13 )
* وتحقق هذا كلة فى الصليب : فلقد كان الصليب هو أشنع الميتات وأقسى الأحكام المعروفة فى تاريخ البشرية ، وكان تنفيذة فى العبيد فقط ، وقد ارتضى المسيح هذة الميتة الشنيعة من أجل الانسان .
* يقول القديس أثناسيوس الرسولى :
- ( لأنة ان قد أتى ليحمل عنا اللعنة الموضوعة علينا فكيف كان ممكنا أن يصير لعنة ما لم يمت اللعنة الذى هو الصليب ، لأن هذا هو المكتوب تماما : ( ملعون كل من علق على خشبة )
-( لهذا لاق بالرب أن يحتمل هذا الموت ويبسط يدية حتى باليد الواحدة يجتذب الشعب القديم ، وبالأخرى يجتذب الذين هم من الأمم ، ويتحد الاثنان فى شخصة ) – ( وهذا هو ما قالة بنفسة مشيرا الى أية ميتة كان مزمعا أن يفدى بها الجميع : ( وانا ان ارتفعت عن الأرض اجذب الى الجميع ) .
تاسعا : بركات الفداء***
1- خلاص الانسان :
+ ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة (1 تيموثاوس 1:15 )
+ الآب أرسل الابن مخلصا للعالم ( 1 يوحنا 4:14 )
+ بالحقيقة المسيح مخلص العالم ( يوحنا 4:24 )
2- هزيمة الموت :*
بموتة أبطل عن الموت . فأصبح المؤمنون يحتقرون الموت ولا يخشونة لأن المسيح بموتة داس الموت . ولهذا قال القديس بولس الرسول :
+ لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح ( فيلبى 1:21 )
+ لى اشتهاء أن أنطلق وأون مع المسيح ذاك أفضل جدا ( فيلبى 1:23 )
- هزيمة الشيطان :*
+ قد رفعة ( المسيح ) من الوسط مسمرا اياة بالصليب . اذ جرد الرياسات والسلاطين ( الشياطين ) اشهرهم جهارا ظافرا بهم فية ( كولوسى 2: 14 )
4- ازالة لعنة الناموس :
+ المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لأجلنا لأنة مكتوب ملعون كل من علق على الخشبة . ( غلاطية 3:13 )
5- المصالحة والسلام :*
+ اللة كان فى المسيح مصالحا العالم لنفسة غير حاسب لهم خطاياهم . ( 2 كورنثوس 5:19 )
+ لأنة ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع اللة بموت ابنة .. الذى نلنا بة الأن المصالحة . ( رومية 5:10 )
- غفران الخطايا :*
+ هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا . ( متى 26:28 )
7- التبرير :
+ وبهذا (المسيح ) يتبرر كل من يؤمن . ( أعمال 13:39 )
+ ونحن متبررون الآن بدمة ( دم المسيح ) . ( رومية 5 :9 )
8 – التقديس والتطهير :*
+ دم يسوع المسيح ابنة يطهرنا من كل خطية . ( 1 يوحنا 1:7 )
+ نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة . ( عبرانيين 10:10 )
9- رجاء ملكوت اللة والحياة الأبدية :*
لقد فتح لنا السيد المسيح بالفداء الطريق الى الحياة الأبدية والميراث الأبدى .***
+ لأنة هكذا أحب اللة العالم حتى بذل ابنة الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن بة بل تكون لة الحياة الأبدية . ( يوحنا 3:16 ) **
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه
++++++++++++
+*الموضوع السادس المسيح جاء لكى يتمم لنا الخلاص بعمل الفداء بموته على الصليب لقد أخطاً أدم أبونا ، وصدر عليه الحكم بالموت ( تك 2 : 17 )
” وأما شجرة معرفه الخير والشر فلا تأكل منها . لانك يوم تأكل منها موتاً تموت ” وأيضاً فى نفس السفر ( تك 3 : 3 ) ” وأما ثمر الشجره التى فى وسط الجنه فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلاً تموتا ” . كما جاء أيضاً فى ( يعقوب 1 : 15 ) ” ثم الشهوه اذا حبلت تلد خطيه والخطيه إذا كملت تنتج موتاً . ” كما جاء أيضا فى ( روميه 6 : 23 ) ” لأن أجره الخطيه هى موت …. ” ، وعليه فأن أدم لم يمت وحده ، وأنما ماتت معه كل ذريته ( 1 طز 15 : 22 ) ” لأنه كما فى أدم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع . ”
*وذلك لأن هذه الذريه ولدت من أدم بعد سقوطه فى الخطيئه وبعد أن صدر عليه الحكم بالموت .
*لذلك ، فقد ورثت ذريه أدم حاله أدم نفسها ، وصارت كل الذريه خاطئه ، ومحكوم عيلها بالموت ، مثل الخطيه مثل المرض تماماً ، فمن يمرض يرث أولاده الذين يولدون منه وهو فى حاله المرض ، نفس المرض .
*لذلك لم يستطع أحد من اولاد أدم أن يدخل بعد موته إلى الفردوس ، وظل الفردوس مغلقاً فى وجه أدم وبنيه من بعده ، وفى هذا يقول الوحى الألهى صراحه ” روميه 5 : 18 ” ، ” بخطيئه إنسان واحد صار الحكم إلى جميع الناس للدينونه ” . وهذا هو مبدأ أنتشار أو سريان الخطيئه الاصليه فى جميع بنى أدم ، وهذه هى عقيده أساسيه من عقائد ديانتنا المسيحيه !!! وعلى أساسها يقدم عمل الفداء والخلاص والكفاره بموت المسيح بدلاً من أدم وبنيه ” وكما يموت جميع الناس فى أدم فكذلك هم سُيحيون فى المسيح ) ( 1 كو 15 : 22 ) .
*وبما أننا ولدنا نحن جميعاً من أدم بع أن تلوثت طبيعته ، فلذلك ورثنا منه طبيعه ملوّثه فاسده ، ولم يعد فى الامكان إصلاح الطبيعه البشريه الفاسده ، فكان لابدَّ لهذه الطبيعه أن تتغير بكاملها وهذا بالفعل ما يتم من خلال ” المعموديه المقدسه ” وذلك بفاعليه الروح القدس الذى ينحدر على ماء المعموديه !! .
*ومن هنا جاء متمم الفداء ، بموته على خشبه الصليب بدلاً من الأنسان بعد أن نُقلت الخطيئه على رأس المسيح الفادى ، بصفته بدلاً من الانسان ، كما جاء فى نبؤه أشعياء ” 53 : 6 ” ” كلنا ضللنا كالغنم ، كل واحد مال إلى طريقه ، ووضع الرب عليه إثم جميعنا ” وهذا هو معنى الفداء ، ومعناه ببساطه أن يقبل واحد حكم الموت نيابه عن أخر ، فيفديه لأنه صار بديلاً عنه ، حيث نقلت خطيئه أدم إلى رأس المسيح فصار هو ” حمل الله الذى يحمل خطيئه العالم ” ( يوحنا 1 : 29 ، 36 ) ، ( 1 يو 3 : 5 ) ….
*” ذاك الذى لم يعرف الخطيئه جعله الله خطيئه من أجلنا كيما نصير به برَّ الله ” – ( 2 كو 5 : 21 ) ، ( 1 بط 2 : 22 ) .
*الأن ، هذا هو السبب فى أنَّ المسيح عانى فى بستان جثسيمانى ألاماً شديده وقال : ( مت 26 : 38 ) ، ( مر 14 : 34 ) ، ( يو 12 : 27 ) : –
” إنّ نفسى حزينه جداً حتى الموت . “*
*لقد كانت ألامه شديده جداً جداً بدون مبالغه أو تهويل ، حتى إنها كانت كافيه لموته قبل أن يصلب ، فلكى يتمم المسيح عمل الفداء على الصليب ، فقد ساند اللاهوت الناسوت وقواه لكى يحتمل الالام كامله حتى الصليب والموت على خشبه الصليب ، وتأكيداً لهذه الألام الشديده فلقد قال مخلصنا وفادينا ” نفسى الأن قد أضطربت فماذا أقول ؟ يا أبتاه نجنَّى من هذه الساعه ، ولكننى من أجل هذا أتيت إلى هذه الساعه ” ( يو 12 : 27 ) …
*لقد قال مره أخرى وهو لم يزل فى بستان جثسيمانى ( يا أبتاه إن لم يمكن أن تعبر عنى هذه الكأس ، ولم يكن بدَّ من أن أشربها فلتكن مشيئتك ” ( مت 26 : 42 ) .
*والمسيح فادينا كان يُصلى كإنسان لا كاءله ، لانه بصفته الانسانيه قام بعمل الفداء نائباً عنا ، مع ذلك فلاهوته لم يفارق ناسوته لحظه واحده أو طرفه عين . فهو قد تألم كأنسان ، ورغم أتحاد اللاهوت بالناسوت اتحاداً كاملاً وتاماً ، لكنه لم يتدخل لينقص ألام الناسوت ، حتى يتحمل المسيح الألام كامله نيابه عن الانسان ، وبمعنى أخر أن اللاهوت قد ساند الناسوت حتى لا ينهار من وطأه الألم ، حتى يقدر أن يتحملها كامله وبغير نقص كما يتطلبها العدل الألهى .
*أن ألام المسيح فى بستان جثسيمانى ومعاناته فى عمل الفداء كانت ألاماً متنوعه فهى :-*
1-ألاماً جسديه 2–ألاماً نفسيه 3–ألاماً روحيه .
1-الآلام الجسديه :
فهى تتمثل فى صراعه ومعاناته ، وما أصاب جسده من أرهاق وتعب ، جعلته يتصبب عرقاً بل ” لقد كان عرقه يتصبب كقطرات الدم يتساقط على الارض . ” كان عرقه كقطرات الدم يتساقط على الارض ” ( لوقا 22 : 44 ) . وهذا معناه أن حدث أضطراب فى الغدد الصماء فى جسد الفادى من فرط الألام .
*أحتمل ألام ضربه بالقصبه على رأسه ( مرقس 15 : 19 ) ، وأخذوا يلطمونه على وجهه . ( لو 22 : 64 ) – ويبصقون فى وجهه . ( متى 27 : 30 ) ، ثم جلوده . ( يو 19 : 1 ) – ” وضفروا تاجاً من الشوك ووضعوه على رأسه ” ( مت 27 : 29 ) و (مر 15 : 17 ) ، ( يوحنا 19 : 2 ) .
*ثم بعد ذلك حمّلوه خشبه الصليب ( يو 19 : 17 ) ، وصلبوه ( مت 27 : 35 ) ( مر 15 : 24 ) ، وسمروه فى يديه وقدميه ( يو 20 : 25 ) ، ( لو 24 : 39 ) .
*ثم بعد ذلك طعنوا جنبه بحربه (يو 19 :34 ) ….
2- الألام النفسيه :*
ألامه النفسيه فهى شديده ، فقد كان يعلم مسبقاً بكل الألام التى سيحتملها ( يو 18 : 4 ) . ولابد أن يكون هذا العلم نفسه مصدر ألام شديده على نفسه . وعلى جسده .
هذا بالاضافه الى الألام التى عانى منها بسبب تنكر اليهود له ، وهو الذى جاء إليهم هادياً ومرشداً ، ومخلصاً ، فرفضوه وأهانوه ، وشتموه وفضلوا عليه لصاً مجرماً هو باراباس ، وطالبوا الحاكم الرومانى بأطلاق سراخ هذا اللص عوضاً عنه . ” يوحنا 18 : 39 – 40 ) . رغم شهاده بيلاطس له بأنه بار ولم يعمل شيئاً يستحق من أجله الموت ( يو 18 : 38 ) ، ( يو 9 : 4 ) .
لقد شفى مرضاهم ، وأقام موتاهم ، وأشبعهم من جوع ، وصنع بهم كل خير ، فكافأوه بشر عظيم ، وظلموه و أضطهدوه ، وقالوا عنه أنه ( سامرى وبه شيطان ) ( يو 8 : 48 ) . وأنه ( ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين ) ( مت 12 : 24 ) . وبدلاً من أن يشكروه على ما صنع بهم من خير ، صاروا يهتفون فى وجه الوالى : ( أصلبه ، أصلبه ) ( يو 19 : 6 ) .
أما من ناحيه تلاميذه . فأن واحداً منهم وهو يهوذا الاسخريوطى باعه بثلاثين من الفضه . ( مت 26 : 15 ) وخانه شر خيانه ، وتنكر له وتأمر مع اعدائه ، ليسلّمه لهم حتى يصلبوه ويقتلوه .
أما تلاميذه الأخرون فتركوه وهربوا كلهم . ( مرقس 14 : 50 – 15 ) وحتى تلميذه بطرس وهو الاول فى قائمه الاثنى عشر ، أنكره أمام جاريه وقال عنه ( لست أعرفه يا أمرأه ) ( يو 26 : 23 ) – وضعف إيمانه بسيده ومعَّلمه ( فراح يلعن ويحلف قائلاً : إنى لا أعرف هذا الرجل الذى عنه تتكلمون ) ( مرقس 14 : 71 ) .
3- ألامه الروحيه :**
فكانت أكثر ألامه ، لأنه وهو الخالق ، يعرف ما أصاب خليقته من فساد ، وما صار تيهددها من الهلاك الابدى ، وأنه قد نزل من السماء لخلاصها ، ويحمل خطاياها على رأسه ( جعل الذى لا يعرف خطيئه ، خطيئه لأجلنا ) ( 2 كو 5 : 21 ) . فصار وهو القدوس خاطئاً ، بل خطيئه ، وحمل خطايانا وأوزارنا ، وأنه ( أحصى مع أثمه ، وهو حمل خطيئه كثيرين وشفع فى المذنبيين ) ( أشعياء 53 : 12 ) .
وأن الموت السريع الذى حدث ، لدليل على أن المسيح مات متاثراً بضغط الالام النفسيه والروحيه على قلبه ، فمات المسيح كإنسان بأنفجار فى شرايين القلب نتيجه لضغط الألام النفسيه ، وهو ما أنبأ به النبى داود بقوله : ( كسر قلبى العار ) ( مز 68 : 20 ) .
*فمن لا يؤمن بالمسيح لا ينال الخلاص بالمسيح . أن الايمان هو الخطوه الاولى التى تفتح القلب لقبول الخلاص ، لكن ليس الايمان هو الذى يخلّص الانسان . أن الايمان يؤهله لقبول الخلاص ، وهو البرهان على أن الانسان يطلب الخلاص بارادته حراً مختاراً ، بيد إن الخلاص يتم فى المعموديه . إذ أنَّ الروح القدس ينقل بها وفيها استحقاقات الخلاص الذى حققه المسيح بموته فداء عن الانسان .*
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه
++++++++++++++
+*الموضوع السابع حوارات في اللاهوت المسيحي 7...عقيدة الخطيئة والفداء ...هل كان يسوع بلا خطيئة؟*
بقلم: د. جعفر الحكيم - 10-12-2016*
تعتبر عقيدة الفداء و تكفير خطايا البشر من خلال صلب المسيح , الحجر الأساس الذي شيد عليه الإيمان المسيحي في مرحلة ما بعد السيد المسيح, وواضح جدا ان لجوء المؤسسين للديانة المسيحية لهذه العقيدة كان أمرا ملحا للخروج من المأزق الذي واجهته الحركة الإصلاحية الجديدة والمتمثل بفقدانها المبكر لمؤسسها يسوع الناصري , فقد كانت هذه الحركة الإصلاحية والتصحيحية اليهودية معتمدة بشكل أساسي على فكرة (مسيحانية) يسوع الناصري وبالتالي الإيمان المطلق بحتمية تحقق كل ما يتعلق بالمسيح الموعود من نبؤات وامال وإنجازات تنقل اليهود من واقعهم المؤلم المتردي الى واقع جديد حيث المملكة العظيمة والانتصارات وسيادة العالم.
هذه الاندفاعة والحماسة الإيمانية لدى الأتباع القلائل الذين التحقوا بالمصلح (المسيح ملك اليهود الموعود) اصطدمت أولا, برفض المجتمع اليهودي وقادته وسلطة المعبد للمسيح الجديد وتكذيبه لعدم مطابقته للشروط والمواصفات المذكورة في كتاب اليهود المقدس , وكانت الصدمة الكبرى التي تلقاها اتباع المصلح الجديد هي فقدانهم المبكر لزعيمهم التي انتهى به الأمر بالموت مصلوبا, وبموته تبخرت كل الآمال واهتز الاعتقاد بمسيحانيته وقيادته لليهود نحو الانتصارات الباهرة وتأسيس الملك العظيم وتحقيق الأمجاد المنتظرة.
في بداية الأمر نجد المؤمنين المصدومين بفقدان المسيح الموعود يسلون أنفسهم بأن عودته وقيام مملكته وانقضاء الدهر ستكون سريعة وسوف يشهدها جيلهم (الحق اقول لكم لا يمضى هذا الجيل حتى يكون هذا كله) متى 24: 34
ولكن مع مرور السنين وتدهور أوضاع المؤمنين الجدد وازدياد الظلم والاضطهاد, بدأت تتبلور عقائد جديدة كرد فعل طبيعي لمواجهة الصدمة الإيمانية وإيجاد تبرير مقنع من أجل استدامة الحالة الإيمانية وضمان استمرار نمو بذور الأمل المغروسة.
في تلك الحقبة الزمنية كانت اساطير ومعتقدات العديد من الاقوام والامم الوثنية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط والامبراطورية الرومانية تتضمن أساطير حول الآلهة المتجسدة والبشر انصاف الالهة واسطورة الرب المتأنس الذي يكون قربان وفداء للبشر مثل
*أوزوريس في مصر،وبعل في بابل وناموس في سوريا ، وديوس فيوس في اليونان وكرشنا في الهند وبوذا في الصين ومترا في فارس, وغيرها من الكثير من الأساطير الساذجة المنتشرة كتصور لاهوتي بدائي وطفولي للبشر حول الخلق والخليقة .
ومن هنا نجد هذه العقيدة تتسرب تدريجيا الى الديانة الجديدة حيث تم استنساخها وإعادة صياغتها لتناسب الوضع الايماني المتأزم ولكي تكون مخرجا من المأزق الخانق الذي تسبب به الغياب المبكر للمسيح المنتظر
*وكالعادة تم اللجوء الى التأويلات و اجتزاء بعض فقرات النصوص والتلاعب بدلالة الألفاظ وتغيير معانيها من أجل إعطاء هذه العقيدة المستنسخة من الوثنية عمقا واصلا من كتاب اليهود المقدس ,كي يتم تمريرها وإقناع المؤمنين بها تعويضا عن الصدمة والقنوط المستشريان, من خلال غرس امل جميل يكون بنفس الوقت تبرير وتفسير لما جرى من أحداث صادمة وليتحول المسيح الموعود الذي غاب بشكل سريع إلى الرب الفادي الذي كان مقتله بشكل مفجع وصادم مجرد إجراء تدبيري منه من أجل خلاص المؤمنين به ودخولهم في عز ومجد مملكته التي انتقلت للسماء بعد فشله في إقامتها علي الأرض!
*وقد نجح (شاؤول) الذي كان أول من نقل هذه الفكرة الوثنية بضرب عدة عصافير بحجر واحد, حيث اوجد تبريرا عقديا لسير الاحداث عكس ما هو متوقع ,وامتصاص الصدمة الإيمانية, وإعطاء المؤمنين زخما حيويا جديدا ,مع تطويع الايمان وجعله امرا يسيرا يحتاج فقط إلى الإيمان بيسوع وفكرة فدائه للخطايا ,وبذلك يحصل الخلاص بلا حاجة لتكاليف او مسؤولية عن الاعمال ولا حتى الذنوب ! لأن دم الذبيحة قد افتدى المؤمنين ومحى خطاياهم!
*وبهذه الفكرة السطحية لعلاقة البشر بالخالق تم استقطاب أعداد غفيرة من المؤمنين الجدد وخصوصا من الأقوام الوثنية (الأمميين) الذين وجدوا عقيدة مشابهة لجذور عقائدهم مع تحلل من كل فروض وتكاليف يمكن ان تفرض عليهم و تثقل كواهلهم .
وتتلخص عقيدة الفداء على ان الله حين خلق آدم وحواء واسكنهما الجنة طلب من آدم أن لا يأكل من شجرة المعرفة وإلا سيكون مصيره الموت,لكن الشيطان نجح في خديعة آدم من خلال اغواء حواء باكل ثمر الشجرة وجعل آدم يأكل معها, وبذلك استحقوا العقوبة والطرد من الجنة والعيش في معاناة ومكابدة.
*وهذه القصة المذكورة في سفر التكوين حول بدء الخليقة, اتخذها المؤسسون للديانة المسيحية الحجر الأساس لعقيدتهم المستنسخة من الأساطير الوثنية, حيث اضافوا اليها عقيدة الخطيئة الموروثة او( الأصلية) فقد اعتبروا أن خطيئة آدم التي عاقبه الله عليها, قد توارثتها ذريته وبذلك اصبح كل انسان يولد وهو متسربل بتلك الخطيئة الموروثة, وهذا الوضع جعل الرب الخالق أمام مشكلة, فهو رب رحيم محب للبشر الذين خلقهم ,وبنفس الوقت هو رب عادل ويجب ان يقيم العدالة بشكل صارم ويعاقب البشر على الخطيئة المتسربلين بها وراثيا!
وإزاء هذا المأزق, لم يكن أمام الرب سوى اللجوء إلى حل مبتكر يضمن تطبيق العدل والرحمة, بنفس الوقت, وذلك من خلال تقديم نفسه كفارة وفداء عن خطيئة البشر, لكي يزول أثرها ويستحقون الرحمة .
فقرر الرب تفعيل جزء (أقنوم) الابن من ذاته ,وجعله يتجسد بشكل انسان وينزل للارض ليتم قتله وسفك دمه فيكون دمه المسفوك هو الثمن الباهظ الوحيد المقبول لفداء اخطاء البشر, لانه لايمكن ارضاء الرب الا من خلال دم طاهر لانسان طاهر لم يعرف الخطيئة ابدا, وهذه الصفة معدومة في كل البشر, لذلك قرر الرب أن يتحول هو نفسه إلى إنسان لأداء المهمة!
هذه الفكرة المتناقضة والمليئة بالمغالطات العقدية وحتى الأخلاقية, لايوجد لها اي سند او نص واضح صريح من كلام الرب او كلام الأنبياء- على كثرتهم - ولا حتى كلام السيد المسيح نفسه, بل على العكس النصوص المقدسة مليئة بالوصايا والتعليمات التي تنسف هذه العقيدة الهجينة .
ومن اجل تمرير هذه الفكرة واعطاءها سند عقدي, لجأ المؤسسون للمسيحية الى تأويلات وتمحكات ساذجة, واحيانا مضحكة ومثيرة للاستغراب والعجب ,ولم يجدوا نص واضح وصريح سوى جملة أوردها كاتب مجهول في رسالة العبرانيين (البعض ينسبها لشاؤول \ بولس) وتقول : (بدون سفك دم لاتحصل مغفرة!!) عبرانيين 22/9
*وبذلك تم نسف كل النصوص الكثيرة حول التوبة والمغفرة ,وكذلك النصوص التي تشير بشكل واضح ومباشر الى ان كل انسان يتحمل هو وحده مسؤولية أعماله, وهي نصوص متكررة بكثرة, بحيث لايتسع مقال واحد على استقصائها
(فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا . لا يموت). حزقيال 21/18
(النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون)
*سفرحزقيال 18*
( بل كل واحد يموت بذنبه، كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه) إرمياء 31/30
وتلاعب مؤسسو العقيدة الجديدة -كعادتهم- بدلالة الألفاظ التوراتية ليجعلوها متسقة مع العقيدة الهجينة التي ادخلوها ,فقلبوا معنى الفداء بحيث أصبح الفادي هو (المضحي) بدلا عن (المنقذ) واصبح المخلص هو (الحامل لخطايا البشر) بدلا من( الهادي) والمخلص من الضلال كما هو مفهوم من نصوص التوراة الكثيرة ,حيث تطلق تسمية الفادي على الله وكذلك على موسى
(أخرجكم الرب بيد شديدة، وفداكم من بيت العبودية من يد فرعون ملك مصر) سفر التثنية 7/8
(اغفر لشعبك إسرائيل الذي فديت يا رب، ولا تجعل دم بري في وسط شعبك إسرائيل، فيغفر لهم ) التثنية 21/8-9
(هذا موسى الذي أنكروه قائلين:من أقامك رئيساً وقاضياً،هذا أرسله الله رئيساً وفادياً بيد الملاك الذي ظهر له في العليقة) أعمال الرسل 7
وبالإضافة إلى التلاعب بالمعاني ونسف مفهوم التوبة والمغفرة وحصرهما في إرضاء الشهوة الدموية للرب من خلال سفك الدم وتقديمه كقربان مفضل ووحيد مقبول من الرب, نجد تناقضات أخلاقية فادحة تغافل عنها المؤسسون لهذه الفكرة من قبيل
تكرار العقوبة واستدامتها من أجل خطأ واحد, فقد تم معاقبة آدم وحواء بالطرد من الجنة, وإضافة عقوبة التعب والشقاء المستمرين ,وفوق كل ذلك سيكون مصيرهما جهنم ,مالم يحدث الفداء بسفك الدم المقدس.
وايضا نجد تناقض واضح في مفهوم العدل الذي يستوجب (شخصية العقوبة) بينما نجد العقيدة الهجينة تؤكد على سريان العقوبة على جميع ذرية الإنسان المخطئ!!
(لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته) أيام (2) 25/4 .
ومن التناقضات الغريبة ان عقيدة الفداء تقلب كل مفاهيم المنطق فيصبح الأعلى فاديا للادنى!, وللتوضيح:
المنطقي مثلا ان يضحي الإنسان بنفسه او ابنه من اجل الوطن, لكن من غير المنطقي ان يكون الوطن فداء للشخص
وكذلك نجد الخطيئة والتي هي (عمل) يقدم عليه الإنسان تتحول الى جين وراثي! وكأنها مرض او لون شعر اوعيون !
فلو صح منطقيا وراثة الخطيئة (العمل) فهل يرث أبناء من يقوم بالسرقة او الكذب او بناء مستشفى عمله وراثيا ؟!
ومن التناقضات هو اختراع فكرة عجيبة تقول ان مغفرة الله وعفوه تتناقض مع عدله وان الله ملزم بتنفيذ العقوبة!
وهذا يخالف كثير من النصوص والقصص في الكتاب المقدس ,حيث نرى الرب يغفر لقوم النبي يونان ويقرر عدم معاقبتهم وتكرر الأمر مع بني إسرائيل حين تدخل موسى وتوسل وتوسط , فتراجع الرب عن وعيده بعقوبتهم .
وفي الإنجيل نجد الرب ,حينما كان متجسدا بشخص يسوع ,لا يقيم العقوبة المفروضة على الزانية ويعفو عنها بلا سفك دم
ان المغالطات التي تستند عليها عقيدة الفداء والخطيئة الموروثة من الكثرة بمكان, حيث لا يستطيع مقال واحد استيعابها ,وستكون لنا عودة لمناقشة أوسع لهذا الموضوع وتتبع هذه الفكرة الوثنية من جذورها .
وفي هذا المقال سأركز على تناقض مهم ومفصلي وهو الجمع بين (إنسانية) الرب المتجسد وبين (طهرانيته) من الخطيئة الموروثة ,كي يصبح مؤهلا ليكون الذبيحة الطاهرة التي سيتم سفك دمها ليرضى الرب وينجو المؤمنون ويخلصوا!
لو سلمنا أن الرب الخالق قرر ان يكون انسانا ,فزرع ذاته كجنين في رحم السيدة مريم من خلال (حبل عذري) لم يكن يعلم به الا قليلون حيث كان (سر عائلي) اضطر الرب إليه لتمرير خطته وخداع المجتمع الذين ظنوا أن الجنين ابن يوسف زوج مريم, وبما ان الرب قرر ان يكون انسان, فعليه سيكون خاضع للقوانين التي وضعها هو للبشر, و سياخذ الجنين الذي ينمو في رحم السيدة مريم الخصائص والصفات الإنسانية من أمه, بما فيها الصفات الإنسانية الموروثة, والتي تتضمن الخطيئة التي ورثتها الأم بشكل تلقائي من أبويها حالها حال بقية البشر.
المتتبع لتأويلات اللاهوتيين المسيحيين حول هذه الموضوعة سيجد العجب العجاب! حيث التناقض واللامنطق والحجج الساذجة من أجل رتق هذا الفتق وترميم البناء العقدي القائم على أساس مغلوط وواهي.
فمنهم من يقول ان الخطيئة تكون موروثة عن طريق الأب فقط ,والرب المتجسد جاء من غير اب!
وهذا تبرير ترقيعي لاينفع, فالوراثة تاتي من الاب والام وفي حال عدم وجود الاب ستنتقل الموروثات من الام والتي بدورها ورثتها من أبيها, هذا بالاضافة الى ان النصوص تؤكد أن أم البشر (حواء) كانت شريكة في عمل الخطيئة الأصلية , ولذلك تم شمولها بالعقوبة, بل إننا نقرأ في الكتاب المقدس ان المرأة هي أصل الخطيئة فكيف يتم استثنائها من توريثها؟!
(من المرأة ابتدأت الخطيئة وبسببها نموت نحن أجمعون) سفر يوشع بن سيراخ
بعض اللاهوتيين يحاول الفرار من هذه الورطة بالقول ان (أم الرب) قد تم تطهيرها من الخطيئة بحلول الروح القدس في جسدها ليكون مؤهلا للحمل المقدس, وهذا التبرير يستوجب ان يكون كل جسد يحل فيه الروح القدس متطهرا من الخطيئة
وفي هذه الحالة لن يكون يسوع متفردا بهذه الصفة حيث سيشاركه فيها ,زكريا وكذلك يوحنا المعمدان وامه (اليصابات)
وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ لوقا 1/41
وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ لوقا 1/67
أَمَّا الصَّبِيُّ- يوحنا- فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ لوقا 1/80
ولم يكن أمام بعض المسيحيين الا القول بان مريم ام الرب, قد تم تطهيرها من الخطيئة الأصلية بشكل استثنائي وبقرار إلهي وفي هذه الحالة يحق لنا التساؤل لماذا لم يختصر الرب المشكلة, ويقرر رفع وزر الخطيئة التي يرثها البشر بلا خيار منهم ويطهرهم, ما دام الأمر فيه فسحة ومجال للاستثناء ولا يتصادم مع شرط تطبيق العدالة الصارم الذي اخترعه اللاهوتيون؟!
إن القول بإنسانية يسوع الناصري أمر محسوم لا يجادل فيه أحد, وإنما الجدال حول لاهوتية هذه الشخصية
ويسوع نفسه تحدث بشكل صريح عن نفسه مؤكدا انسانيته
( وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ ) يوحنا 40/8
وكون يسوع الناصري انسان (حقيقي) ,تنطبق عليه معايير البشر ويعيش نفس ظروفهم و يتألم ويعاني مثلهم ,يستوجب ان يكون خاضعا مثلهم للمقاييس والنواميس الإنسانية والتي من ضمنها ما أكد عليه الكتاب المقدس
(لأنه ليس إنسان لا يخطئ ) سفر الملوك 46/8
(لأنه لا إنسان صديق في الأرض يعمل صلاحا ولا يخطئ) سفر الجامعة 20/7
ومن يريد استثناء يسوع (الإنسان) من خضوعه للنواميس والطبيعة الإنسانية, فهو يحكم عليه بأنه إنسان (غير حقيقي) وبذلك تكون قصة التجسد وتحمل الألم وفداء خطايا البشر بدمه المسفوح وكل الاسطوانة المعزوفة لا معنى لها من الأساس!
والاهم من كل هذا هو إقرار يسوع الناصري بنفسه ,على انه مثل باقي الناس وليس استثناء عنهم, فنجده يصحح للشخص الذي دعاه بالصالح قائلا
( لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا. لَيْسَ أحَدٌ صَالِحًا إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ ) متى 17/19 علما ان يسوع لم يدع ابدا انه الله
ونفس المعنى يتكرر في قصة الزانية التي جاؤا بها لترجم ,حيث نجد يسوع قد وضع شرطا لمن يقوم بعملية الرجم ورمي الحجر عليها ,وهو ان يكون بلا خطيئة, ولما انسحب الجميع سأل يسوع المرأة كما في اصحاح يوحنا
(هل دانك منهم أحد ؟) فأجابت المرأة بالنفي ,حينئذ قال لها يسوع (ولا انا ادينك)
ومن هنا يتضح لنا ان يسوع لم يكن يرى نفسه بلا خطيئة ,لذلك لا يستطيع إدانتها ايضا, حاله حال جميع المنسحبين ,لعدم تحقق الشرط الذي وضعه هو للقيام بتطبيق تعليم من تعاليم الناموس المقدس الذي يجب ان لا ينقض ابدا .
بعد بيان ان يسوع يخضع للقانون العجيب الذي وضعه الآباء المؤسسون, حول الخطيئة الموروثة والاصلية, سيكون الكلام في المقال القادم حول أخطاء يسوع الناصري (بحسب نصوص الأناجيل)
صحيفة صوت العراق
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه
++++++++++++++++++
+الموضوع الثامن سفر التكوين – أساس كُل العقائد المسيحية***
ترتبط جميع الأشياء المُتضمنة في الكتاب المقدس ارتباطاً وثيقاً بأول أسفاره، أي سفر التكوين. ينتج هذا الأمر من حقيقة أنَّ سفر التكوين يُقدِّم المصدر والتفسير المبدئي لجميع العقائد الكتابية الرئيسية.*
من البديهي ألا تكون جميع الأشياء التي قالها الله لنا من خلال ٦٦ سفرا وطوال فترة امتدت لنحو ١٥ قرنا، موجودةً في السفر الأول وحده. يوجد تدرّج [في الإعلان] عن العقائد في جميع أنحاء الكتاب المقدس. ابتداءاً من أوَّل آيات سفر التكوين وانتهاءً بآخر آيات سفر الرؤيا، نحن نتعلم أكثر فأكثر عن الله، وأنفسنا، والخطيئة، والفداء، وسواها، [وذلك] بشكل تصاعدي مع كل سفر من الأسفار المتعاقبة.1،2 إن جميع العقائد الرئيسية التي من الكتاب المقدس تتشابه مع أنهار تتعمَّق وتصبح أوسع مع تدفقها من حوض تجمُّع مياهها [الكامن] في سِفر التكوين.*
سوف نقوم بإجراء فحص للعقائد المسيحية الرئيسية ولارتباطها بسفر التكوين.*
١- عن الله – علم اللاهوت (Theology)*
يُعلِّمنا سفر التكوين عن الله، ليس فقط بوصفه الخالق، كما هو بَيِّنٌ في الإصحاح الأول، ولكنه يضيف أنَّه ذاك الذي يمتلك خُطَّة ومقصداً للجنس البشري، أي لنا نحن. إن هذه الخطة والمقصد تتضمن حياتنا في علاقة [مبنيّة] على الطاعة لله (بالإضافة إلى ثقتنا به ومحبتنا له). وبالتالي فإنَّه يُنظَر إلى الله على أنَّه المُشَرِّعُ في وصيّته لآدم بأن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر التي في جنَّة عدن، (التكوين ٢: ١٧). ومن ثمَّ يُنظر إلى الله على أنَّه قاضٍ، وذلك بعد عصيان آدم (التكوين ٣)، وأيضاً في دينونته التي طبَّقها في كل من الطوفان، وبابل، وسدوم وعمّوره (انظر الإصحاحات ٦-٩، ١١، ١٩ من سفر التكوين). كذلك يُنظر إلى الله على أنَّه المخلص، وذلك كما سبق وأُنبئ في التكوين ٣: ١٥، ومن ثمَّ بشكل فاعل في تخليصه لكل من نوح وعائلته من دينونة الطوفان، ولوط وابنتيه من دينونة سدوم (التكوين ١٨، ١٩).
إنَّ الله بصفته خالق جميع الأشياء، فإنه يمتلك الحق المُطلق ليسود على كُلِّ شيء، وهو يُمارس سلطانه في العالم مُظهراً نفوذه (سيادته). يظهر هذا الأمر في سفر التكوين من خلال أربعة أحداث بارزةٍ وهي: الخلق، السقوط، الطوفان، وبابل. وأيضاً يظهر في اختيار الله ودعوته وقيادته لأربعة أشخاص بارزين وهم: ابراهيم، اسحق، يعقوب، ويوسف.
يُمكن رؤية الثالوث في سفر التكوين.3 إن الكلمة العبرية لإسم الله في الإصحاح الأول (وهي إيلوهيم) تأتي بصيغة الجمع.4 ونقرأ أيضاً قول الله في سفر التكوين ١: ٢٦ ”لنصنع الإنسان على صورتنا…“. روح الله مذكور على أنَّه ”يُرَفرِف على سطح المياه“ [وذلك]في التكوين١: ٢. أما المسيح فهو مذكور بطريقة نبوية في على أنَّه ”نسل المرأة“ [وذلك] في التكوين ٣: ١٥. 5 إن هذه الآية تُنبئ كذلك عن الولادة العذراوية للمسيح، ولهذا السبب فإنَّ المسيح هو نسل المرأة، وذلك بشكل مُخالف للنمط التوراتي الإعتيادي المتمثل في ذِكر الآباء وحدهم في سلاسل الأنساب. كما ويُنظر إلى كل من آدم، والفُلك، وملكي صادق، واسحق، ويوسف على أنهم ”أمثلة عن المسيح“.6 ،7
في الإصحاحين الأول والثاني من سفر التكوين، نجد أيضاً أمران مهمان للغاية بخصوص الله – وهما صفتان حاول الملحدون دحضهما من خلال حُجَجِ زائفة. الأمر الأول هو عِلمُ الله المطلق وقدرته المطلقة، وهو ما يظهر في أنَّ كُل ما يعمله الله هو صحيح من المحاولة الأولى. خلافاً لما يَدَّعيه كارل ساغن عن الله بأنَّه ”صانع مُهمل“،8 فإنه في جميع الأشياء التي خلقها الله لم يكن هنالك من تجارب، أو مُحاولات وأخطاء، أو ”اعتذارات“! الأمر الثاني هو أنَّ كُلِّ ما خلقه الله كان ”حسناً جداً“ (التكوين ١: ٣١). خلافاً للنقد الذي قدَّمه ديڤيد أتينبورو، حيال وجود دودة طفيليّة تعيش في مُقَل عيون الأطفال في أفريقيا،9 (see Why doesn’t Sir David Attenborough give credit to God?) فإن كُلَّ شيء خلقه الله يُظهر صلاحه. في العالم الذي سبق دخول الخطيئة، لم يكن هناك من موت أو معاناة أو مرض أو تناول للحوم أو أذى أو نقصان في أي شيء صالح.
٢- عن أنفسنا – علم الإنسان (Anthropology)
إن أول ظهور لأوَّل رجل (أي آدم)، وأوَّل امرأة (أي حوَّاء) كان في سفر التكوين حيث يظهرهما على أساس أنهما مخلوقان مميزان [خلقهما] الله – كان آدم قد خُلِق من التراب، وحوّاء قد خُلِقَت من ضلع آدم – كلُّ منهما كان قد خُلِقَ على صورة الله (تكوين ١: ٢٦-٢٧). بالتالي فإننا لسنا حيواناتٍ قد تطورت، أو مجرّد تراكم للمواد الكيميائية، بل نحن كائنات تمتلك طبيعة روحية أو طبيعة واعية [لوجود] لله.
كانت حوَّاء قد خُلِقَت لتكون ”مُعيناً“ لآدم (التكوين ٢: ٢٠-٢٢). من هنا نشأت عقيدة الزواج (التكوين ٢: ٢٤-٢٥ – كان يسوع قد رسَّخ ذلك في متى ١٩: ٤-٦)، [وعرّفه بأنَّه] اتحاد بين رجل واحد وامرأة واحدة مدى الحياة (وليس اتحاد رجلين أو امرأتين، أو أي اتحاد آخر). من الواضح أيضاً أن الجنس البشريَّ بأسره ينحدر من زوجٍ واحدٍ (التكوين ٢٠: ٣).
٣- عن الخطيئة (Hamartiology)
دخلت الخطيئة الأولى مع أول إنسان – وهي التي يُنظر إليها على أساس أنها انتهاك لوصية الله (التكوين ٣: ٦-١١)، وكذلك [على أساس أنها] فساد منسوب ومُتفشي إلى كامل الجنس البشري (انظر التكوين ٤: ٨؛ ٦: ٥). عندما خلق الله آدم وحوَّاء كانا يمتلكان المقدرة على عدم ارتكاب الخطيئة، وكذلك المقدرة على ارتكاب الخطيئة. عندما اختارا رفض تسلّط الله عليهما؛ فقدا ومعهما فقد الجنس البشري بأسره المقدرة على عدم ارتكاب الخطيئة؛10 عوضاً عن ذلك فإننا نمتلك طبيعةً خاطئةً فطرية. لقد تسببت الخطيئة الأولى باستحضار الخَجَل الأول (التكوين ٣: ٨).
إن هذه الخطيئة الأولى قد تسببت باستحضار الدينونة الأولى (التكوين ٣: ١٤-١٩). سوف يكون هنالك عداوة بين نسل الشيطان (غير المؤمنين ومن المحتمل أن تشير إلى الأبالسة) وبين نسل المرأة (المؤمنين ولكنها تشير بشكل خاص إلى المسيح). سيعاني كُلٌّ من الرجال والنساء في الدور المُعطى لكُلٍّ منهما. الآن، ستكون البشرية بأسرها عرضةً للموت.
٤- عن الخلاص (Soteriology)
إن الكتاب المقدس يُعلمنا بأنَّ الله برحمته ونعمته يغفر الخطايا، ولكن هذا يحدث فقط عندما يتم تنفيذ العقوبة من خلال تقديم ذبيحة نيابيّةٍ. لذلك فإن الله قدَّم الخلاص من الذَّنب والقوة والدينونة الأبدية التي للخطيئة، وفي نهاية المطاف [سيخلّصنا] من وجودها وذلك من خلال شخص وعمل ابنه [الوحيد] الربّ يسوع المسيح. إن الإقرار بهذا الخلاص وإتمامه من خلال موت ودفن وقيامة يسوع لم يُظهَر حتى الأناجيل؛ إلا أنَّ التنبؤ والوعد بما سيأتي كان قد ظهر أولاً في الوعد بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحيّة (التكوين ٣: ١٥).إن الطبيعة النيابية للكفارة تظهر أولاً في التكوين ٢٢: ١-١٣، حين قِيل لابراهيم أن يقوم بتقديم كبش كذبيحة مُحرقة بدلاً من ابنه اسحق.
علاوة على ذلك، إن هذا النسل هو نسل آدم الأول (لوقا ٣: ٣٨)، وهو يُدعى آدم الأخير (كورنثوس الأولى ١٥: ٤٥). إن هذا الامر هو حيوي، وذلك لأن أشعياء كان قد تحدث عن هذا المُخلِّص الآتي على أساس أنَّه وبشكل حرفيٍّ ”قريب الدم“، أي الشخص الذي يمتلك صلة قربى بالدم مع أولئك الذين سيُخَلِّصَهم (اشعياء ٥٩: ٢٠، وهي الآية التي تستخدم الكلمة العبرية גואל (چوئيل – gôēl) وهي ذات الكلمة المستخدمة لوصف صلة القربى بين بوعز ونُعمي في راعوث ٢: ٢٠، ٣: ١ – ٤: ١٧). كذلك يوضح سفر العبرانين كيف أنَّ يسوع قد اتخذ بنفسه طبيعة بشرية ليخلّص البشرية، دوناً عن الملائكة (عبرانيين ٢: ١١-١٨). إن المفهوم الحيوي لقريب الدم المخلص كان قد صدر من سفر التكوين.
إن بداية الأمة اليهودية التي سيولد فيها المسيا ويموت ويقوم من بين الأموات، إنما تُرى في دعوة ابراهيم (التكوين ١٢: ١-٣؛ ١٨: ١٩؛ ٤٩: ١٠).
إن الطبيعة النيابية للكفارة تظهر أولاً في التكوين ٢٢: ١-١٣، حين قِيل لابراهيم أن يقوم بتقديم كبش كذبيحة مُحرقة بدلاً من ابنه اسحق.
٥- عن الملائكة (Angelology)
لا يرد في الكتاب المقدس ذِكرٌ للوقت الذي خلق فيه الله الملائكة، إلا أنَّه من المرجح أنها قد خُلِقَت قبل أن يخلقَ الله الأرض (التكوين ١: ١)، أو على الأقل قبل ظهور اليابسة (التكوين ١: ٩)، لأنه بحسب ما يرد في أيوب ٣٨: ٤-٧، فإنَّه عندما وضع الله أُسُسَ الأرض ”كانت الملائكة تترنم بفرح“11 – انظر أيضاً مقالاً بعنوان: أين هو مكان الملائكة؟
بما أن الله ليس صانع الشرّ، ولأنَّه أعلن أنَّ كلَّ خليقته كانت ”حسنةً جداً“ وذلك في نهاية اليوم السادس من أسبوع الخلق (التكوين ١: ٣١)، فإنه يُمكننا أن نستنبط بأنَّ الكائن الذي ندعوه الآن الشيطان لم يكن قد سقط في الخطيئة حتى ذلك الوقت.
نجد في سفر التكوين ٣: ١-١٤ الإشارة الأولى إلى هذا الكائن الذي يطعن في الله ويغوي حواء لتقوم بالتمرّد على الله، والذي أعلن الله بشكل مُسبق عن مصيره النهائي (التكوين ٣: ١٥). نتعلم من مواضع أُخرى في الكتاب المقدس أن اسم هذا المخلوق هو الشيطان، والذي يعني ”المُشكتي/المُفتَري“ (انظر التكوين ١٢: ٩؛ ٢٠: ٢). 12
إن أول الإشارات إلى الملائكة الصالحة تتواجد في التكوين ٣: ٢٤ وذلك حين وضع الله الكروبيم في جنة عدن لحراسة الطريق إلى شجرة الحياة.
٦- عن الكنيسة (Ecclesiology)
إن الإعلان عن عقيدة الكنيسة تمَّ في العهد الجديد. وهو ما يدعوه الرسول بولس سرّ، أي الحقيقة التي لم يتم الكشف عنها من قبل، والتي تمَّ إعلانها الآن. وعلى الرغم من ذلك، فإن حقيقة إطلاق الرسول بولس على الكنيسة [لقب] عروس المسيح (أفسس ٥: ٢٣-٣٢) تعود بنا إلى العلاقة الأولى التي أقرَّها الله بين الزوج والزوجة في التكوين ٢: ٢٤.
إضافةً إلى ذلك، لقد تمَّت الإشارة إلى الكنيسة في سفر التكوين، من خلال دعوة ابراهيم لكي يُشكِّلَ (من خلال نسله) أُمَّة اسرائيل، وهي التي باركها الله وكانت بركةً لجميع أُمَمِ الأرض (التكوين ١٢: ١-٣). 13 تُوِّجَت هذه البركة من خلال نسلٍ فريدٍ من نسل ابراهيم، [أي] يسوع بذاته (غلاطية ٣: ١٦)، الذي كان من المفترض أن يكون مصدر البركة لجميع الأُمم (غلاطية ٣: ١٤). إن بولس يُعلِمُنا[قائلاً]، ”إذا كُنتم للمسيح، فأنتم إذن نَسل إبراهيم وحسب الوَعدِ وارِثون.“ (غلاطية ٣: ٢٩). إن أولئك الذين ينتمون إلى المسيح هم كنيسته الحقيقيّة.
٧- عن الأيام الأخيرة (Eschatology)
إن الأوجه الرئيسية لما يُعرف تحت مُسمى ”الأمور الأخيرة“ هي المجي الثاني للرب يسوع المسيح، وقيامة (ـات) الأموات في المستقبل، ودينونة البشرية جمعاء، والحالة الأبدية لكلٍّ من المُخلَّصين والأشرار.14
بحكم طبيعتها (أي كونها الأشياء الأخيرة) فإننا لا نتوقع أن يتم تقديم تفاصيلها في سفر التكوين. بل هي النتيجة النهائية لخطة الله ومقصده للجنس البشري، والأرض ، والكون. لقد قصد أن يُقدِّم ”عروساً“ أبدية من البشر المُخلَّصين لابنه الرب يسوع المسيح، وكان قد وضع هذه الخطة موضع التنفيذ عندما خلق السماء والأرض والبشر، كما هو مُسجَّل في الإصحاح الأول من سفر التكوين.
إن ما نراه في سفر التكوين هو أنَّ الله كان قد بدأ العملية التي ستودي في نهاية المطاف إلى تحقيق مقصده هذا – وهي الخطة التي كانت في ذهن الله قبل تأسيس العالم (أفسس ١: ٤؛ بطرس الأولى ١: ٢٠).
على الرغم من أنَّه لا يتم تقديم تفاصيل ”الأمور الأخيرة“ في سفر التكوين، فإنَّ المواضع التي يتم تقديم التفاصيل فيها لن تحمل معنىً دوناً [عمّا يُقدَّم فيه]. في الحالة الأبدية، سوف لن يكون هناك – مرةً أُخرى – موت أو معاناة من أيّ نوع كان، وهو ما يرد في الرؤيا ٢١: ٤ – والسبب يرجع إلى أنَّه ”لن تكون فيما بعد لعنةٌ أبداً“ (الرؤيا ٢٢: ٣). كما أنَّه سيكون هنالك رجوع إلى حالة شبيهة بالحالة التي كانت في جنّة عدن مع عودة شجرة الحياة (في الآية الثانية) وكذلك إلى حالة تتشابه مع الأيام الثلاثة الأولى من أسبوع الخلق حيث يُعطي الله النور دون وجود الشمس والقمر (الآية الخامسة. انظر التكوين ١: ١٦-١٩).
الخلاصة
إن جميع العقائد المسيحية الرئيسية تضع جذورها – سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر – في سفر التكوين. إن الوُعّاظ والمُبشرون واللاهوتيّون الذين يفشلون في رؤية هذا الأمر، يفقدون الأساس لما يقومون بتعليمه. في المقابل منهم، نجد أن أولئك الذين يُدركون هذا الأمر، يمتلكون الأساس المناسب المُعطى من الله لكل ما يقومون به من شهادة، ووعظ، ومشورة، وتعليم مسيحي.
مراجع
See Grigg, R., Unfolding the plan, Creation 20(3):22–24, 1998.
لاحظ أنَّه عندما تمت مُحاولة إغراء يوسف من قِبَل زوجة فوطيفار (التكوين٣٩: ٧-٩)، كان جوابه: ”كيف أقترف هذا الشرَّ العظيم وأُخطئ إلى الله.“، على الرغم من أنَّ الوصية التي تُحرِّم الزنى لم تكن قد أُعطيت بطريقة صريحة ومكتوبة إلا في زمن موسى (الخروج٢٠: ١٤)، أي بعد عدة قرون. فإننا نستنتج بأنَّ الله قد غرس المعرفة عن الصواب والخطأ في ضمير الإنسان وذلك عندما صنعه ”على صورة الله“ كما هو مُدَوَّنٌ في سفر التكوين١: ٢٦-٢٧. من المُحتمل أن يكون هذا الأمر مُستمداً من المعرفة بأنَّ الزواج كان أمراً قد أقرَّه الله بين رجل وامرأة (التكوين ١: ٢٧، ٢: ٢٤)، وبالتالي فإنَّه يجب على الرجل ألا ينفصل (انظر متى١٩: ٣-٦). راجع كذلك رومية٢: ١٥.
See Grigg, R., Who really is the God of Genesis? Creation 27(3):37–39, 2005
على الرغم من أن هذا الأمر لا يُعلِّم بشكل صريح عن الثالوث المُقدَّس، إلا أنَّه بشكل أكيد يُقدم مساحةً لذلك التعليم، ويمكن رؤيته على أنَّه متوافق مع التعاليم اللاحقة عن الثالوث التي يتم تقديمها في العهد الجديد.
See Sarfati, J., Jesus in Genesis: The Messianic Prophesies, DVD, Creation Ministries International.
بالطبع، لم يكن قُرّاء العهد القديم ليعرفوا ذلك. وعلى الرغم من كون بعض هذه الأمثلة التي يُنظر إليها بشكل عام تمتلك تأييداً من العهد الجديد، إلا أنَّ بعضها الآخر ليس كذلك.
هذا القسم من علم اللاهوت، والذي يتعامل مع طبيعة وشخص يسوع المسيح يُعرف بإسم الخريستولوجي. أما القسم الذي يتعامل مع [شخص] الروح القدس [وعمله] فإنَّه يُعرف تحت مُسمَّى ” pneumatology “ علم الروح القدس.
”إن كان الله هو كُلي القدة وكُلي العلم، لماذا لم يُطلق الكون في المقام الأول ليكون موافقاً لغايته التي يريدها؟ لماذا يقوم بشكل دائم بالصيانة والشكوى؟ لا، يوجد أمر واحد يتضح من خلال الكتاب المقدس: إن إله الكتاب المقدس هو صانع مُهمل. إنَّه غير جيّد في [عملية] التصميم، وليس جيداً في التنفيذ. سيكون عاطلاً عن العمل فيما لو كانت عنالك أيّة منافسة.“Carl Sagan, Contact, Pocket Books (Simon & Schuster, Inc.), New York, 1985. Return to
عندما يتحدث المؤمنون بالخلق عن خَلقِ الله … فإنهم دائماً ما يُقدمون الطيور الطنّانة، أو الأوركيد، أو عباد الشمس والأشياء الجميلة. ولكنني بدلاً من ذلك، أميل إلى التأمل في دودة طفيليّة تخترق عين صبي يجلس على ضفة نهر في غرب أفريقيا، [دودة] ستجعله أعمى. و[أسألهم]، ”هل تقولون لي أن الله الذي تؤمنون به، الذي تقولون عنه أيضاً أنَّه إله كُلي الرحمة، والذي يعتني بُكل واحدٍ منا على حِدى… هل تقولون أن الله خلق هذه الدودة التي لا يمكن أن تعيش إلا في مقلة عين طفل بريء؟ لأن هلا الأمر لا يبدو لي متطابقاً مع إله كثير المراحم“.“David Attenborough as quoted by Buchanan, M, Wild, Wild Life, Sydney Morning Herald, The Guide, p. 6, March 24, 2003.
هذا الأمر لا يستبعد عقدية التقديس، أو قدرة المسيحي على عيش حياة مُقدَّسة. ولكن انظر أيضاً رسالة يوحنا الأولى ١: ٨-١٠.
إن العبارة العبرية בְּנֵ֥י אֱלֹהִֽים [بني إيلوهيم] التي تُرجمت ”أبناء الله“ تعني أيضاً ”الملائكة“ وقد تمت ترجمتها كذلك في ترجمة NIV [وكذلك في ترجمة كتاب الحياة العربية]، انظر الترجمة السبعينية التي تستعمل كلمة ملائكة [αγγελοι أنغيلوس]. كلمة ”ملاك“ في العبرية واليونانية تحمل معنى ”رسول“؛ ويساعد السياق النصي على تحديد ما إذا كان المقصود هو رسول بشري أو إلهي [فوق-بشري]. إن رسالة العبرانيين ١: ٥ تشير إلى ابن الله (بصيغة المفرد) أي إلى الرب يسوع المسيح، وبالتالي فإن هذه الآية لا تُبطل الاستخدام الوارد في أيوب ٣٨: ٤-٧ على أساس أنها تشير إلى الملائكة (بصيغة الجمع).
See Grigg, R., Who was the serpent? Creation 13(4):36–38, 1991.
See also Sarfati, J., Genesis correctly predicts Y-Chromosome pattern: Jews and Arabs shown to be descendants of one man! Or: A brief history of the Jews, 16 May 2000.
See Grigg, R., The Future: Some issues for ‘long-age’ Christians, Creation 25(4):50–51, 2003.
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه
+++++++++++++
+**الموضوع التاسع لماذا العقيدة؟**+
? هل وقفت يوماً تتأمل نهر وضفافه ؟
? هل تساءلت يوما ماذا لو لم يكن للنيل ضفاف ؟*
? هل كان يمكن للنهر أن يحتفظ بالماء إذ لم يكن له ضفاف ؟!*
بالطبع لن يستطع النهر الحفاظ على الماء بدون ضفاف .. فالضفاف هي الحامي للمياه من الضياع.
*
مثال : عقيدة الإيمان بتآزر عمل النعمة مع الجهاد :
– الذي يؤمن بالجهاد فقط يركز على الدور الإنساني وينكر دور نعمة الله ، فيتكبر بنجاحه أو ينتحر عند الفشل .
– الذي يؤمن بالنعمة فقط يركز على عمل الله ، وينكر دور الإنسان فيصير إنسانا تواكلياً كسولاً.
– الكنيسة تعلمنا أن نسلك بتوازن : جهاد قوي ( دون تكبر أو يأس ) ، لأنه مسنود بالنعمة الإلهية .. والا لماذا أعطانا الله الوصية لنسلك بها إن كان الخلاص بالنعمة فقط ؟!
فالعقيدة عندما تكون واضحة فإنها ترسم لنا حدوداً ومعالم واضحة في الطريق الروحي.
أولا : معنى العقيدة*
ثانياً: أهمية دراسة العقيدة
ثالثا : مصادر العقيدة
رابعا : السيد المسيح والعقيدة
خامساً: العقيدة والسلوك
أولا : معنى العقيدة
العقيدة هي ما تنعقد عليه الحياة ، وهي الإتجاهات التي تحدد السلوك ، وهي القناعات والمبادئ التي تقوم عليها العلاقة مع الله ، ومن ثم العلاقة بالآخرين ، وتسمى ” دوجما ” ( Dogma ) ، وهي كلمة يونانية تعني المبدأ أو القرار ، واستخدمت قبل الميلاد لتدل على القوانين التي لا تقبل النقاش ، “لأجل ذلك غضب الملك واغتاظ جدا وأمر بإبادة كل حكماء بابل . فخرج الأمر ( dogma ) ( دا 13،12:2 ) .*
ويطلق على العقائد المسيحية أيضا مصطلح ” اللاهوت العقيدى ” ، ويهتم اللاهوت العقيدي بدراسة الحقائق الإيمانية وعرضها بشكل علمي ، لذلك يطلق على اللاهوت العقائدي أيضا تعبيرات مثل : اللاهوت الإيماني أو النظرى أو التعليمي ، ويسمى أحيانا بالتعليم فقط ، كما يسمى أيضا ” علم العلوم” .*
إن العقيدة أيضا تصيغ حقائق الإيمان في مسلمات ، إذا كانت كلمة ” آمن” فقط هي كلمة محورية يتعلق عليها خلاص الإنسان فدعنا نسأل بماذا أؤمن؟ وبمن أؤمن ؟ وما هي تفاصيل هذا الإيمان ؟ وكيف أميز بين إيمان مقبول أمام الله ، وإيمان مرفوض كايمان الشياطين ؟ “الشياطين يؤمنون ويقشعرون (يع19:2).*
لم يتركنا الكتاب المقدس في حيرة من جهة العقيدة والفكر السليم، بل شرح لنا كل تفاصيل الإيمان، وليس من حق أي إنسان أن يدّعى أنه أكثر حكمة وذكاء وروحانية من الكتاب المقدس وواضعه الله، ويُقرر بسطحية أنه لا داعي لشرح العقيدة، وأن كل الطرق تُوصّل إلى الله، وأنه يجب قبول الآخر حتى ولو كان فكره منحرفًا ومنهجه غير سليم.
إن الإيمان الحقيقي ليس هو أن تُصدق فقط أن الله موجود، وأنه تجسد ومات وقام… بل أيضًا أن تؤمن بكل ما قاله وعلّم به في الكتاب المقدس.*
فمثلًا مَنْ يرفض الإيمان بالمعمودية أو بالتناول، أو مَنْ لا يؤمن بضرورة الأعمال الصالحة للخلاص، أو أي انحراف في الإيمان بالعقيدة المسيحية… يَفقد صاحبه صفة أنه مؤمن… المؤمن يجب أن يؤمن بكل ما علَّم به السيد المسيح.
ثانياً: أهمية دراسة العقيدة **
مع بداية ظهور البدع والهرطقات ، كان المجال مفتوحا للاجتهاد والتفسير، هنا انبرت الكنيسة الجامعة لتصيغ الحقائق اللاهوتية في معانی محددة لا يجوز لشخص ما أن يتجاوزها معتمداً على فكره الخاص أو قناعاته الشخصية بعيدا عن فكر الكنيسة ، لذلك يسمى قانون الإيمان ( creed ) ، وهي كلمة تعنى مسطرة أو مقياس ” ، بحيث يقيس المرء إيمانه وحتى تعبيراته على هذا القانون حتى لا تظهر الأفكار والبدع وتهدد سلامة الإيمان والتعليم.
ومن هنا فإن دراسة العقيدة تفيدنا في عدم الخلط بين عقائد الطوائف والديانات والحركات الحديثة حيث المجال مفتوحاً للإجتهاد ، فحفاظا على تراث كنيستنا وأصالة إيماننا نتمسك بمبادئ وعقائد إيماننا الأرثوذكسی.
إن كل كنيسة ، بل وكل جماعة دينية أو سياسية أو علمية لها عقائدها التي تستند عليها أو دساتيرها ، مثلما نقرأ عن شريعة مادی و فارس وكيف لم يكن ممكنا مخالفتها ( دا 8:6-15 ) ، وإلى تلك القوانين ترجع الجماعة .
اللاطائفية ببساطة هي “مسح العقيدة ” ، فيصير الإنسان غير أرثوذكسی ( Non – orthodox ) ، وليس ضد الأرثوذكسية ” أي ( Anti – orthodox ) . أي أنك تجده لا يهاجم العقيدة الأرثوذكسية ولكنه يمسحها تماماً، وهذا أخطر طبعاً، إذ سينساها الناس ، ولا يعيشون بمقتضاها .
ثالثا : مصادر العقيدة
إذن الآباء لم يخترعوا العقيدة أو المبادئ اللاهوتية ، وإنما فقط صاغوها بعناية مستدين على الأسفار المقدسة والتقليد الرسولي الذي هو تعليم السيد المسيح للرسل ، تلك التعاليم كانت عبارة عن تفاصيل تسلمها الآباء الرسل شفهياً، ويؤخذ في الإعتبار أن كل واحد منهما يضبط الآخر : فقد تسلمنا الأسفار المقدسة من خلال التقليد المقدس ، كما أن الكتاب المقدس يضبط التقليد ، بمعنى أن كل تقليد لا يوافق التعليم الكتابي لا يُقبل ، وبالتالي لا تقبل أية عقيدة ما لم تكن موافقة للكتاب المقدس.
وكل تقليد يجب العودة به إلى الوراء تدريجيا للتأكد من رسوليته ( أي أنه يرجع إلى عصر الرسل ) ، ولكي لا يترك المجال لكل شخص يتصور يدعي أن المسيح سلم تعاليم شفاهية أو أن مثل هذه التعاليم الرسولية هي مجرد تفاصيل يمكن التفاهم فيها أصرت الكنسية على إجماع الآباء على التقليد الرسولي ، وكان صمام الأمان في ذلك هو المجامع المقدسة .
رابعا : السيد المسيح والعقيدة
نادى البعض – ولا سيما أصحاب فكرة اللاطائفية – بأنه لا ضرورة كبيرة للرجوع دائما إلى العقائد الكنسية ، بل ليكن التركيز على المحبة وقبول الآخر ، ورغم هذا الفكر فإن اللاطائفية في حد ذاتها حركة لها فكر ومبادئ وعقيدة ، وكل من ينتقد الطقس والعقيدة لو دقق في ممارساته سيجد أنه هو أيضا لديه عقيدة وطقوس يتمسك بها في عبادته .
وقد ناقش السيد المسيح التلاميذ واليهود كثيراً في الحقائق اللاهوتية ، ولم يتجاهل , الأسئلة حولها ، ولم يصرح بالتركيز على المحبة فقط دون العقيدة ، بل حتى التلميذ الذي تكلم وعلم بالمحبة لآخر لحظة في حياته ، هو ذاته الذي حذر من الهراطقة ليس مناقشتهم فحسب بل حتى من قبولهم في البيوت أو حتى مجرد السلام عليهم : “إن كان أحد يأتيكم ، ولا يجيء بهذا التعليم ، فلا تقبلوه في الييت ، ولا تقولوا له سلام” (2يو10:1) .
سر الاعتراف : اهتم السيد المسيح أن يعلن السلطان الكهنوتي في الحل والربط ، إذ قال لتلاميذه القديسين : “الحق أقول لكم : كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء ، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء (مت18:18).
وهي عقيدة أساسية في الفكر الأرثوذكسي ، ينبوعها النقي هو قول السيد المسيح نفسه ، فكيف نتجاهل ما علم به السيد المسيح ! وفي معجزة شفاء الأبرص … لم يتجاهل السيد المسيح النظام الكنسي ، ودور الكاهن ، وممارسة الطقس … فقال للأبرص الذي شفي : “اذهب أر نفسك للكاهن ، وقدم القربان الذي أمر به موسی شهادة لهم ” ( مت4:8) .
الصوم:
كذلك عندما تساءل تلاميذ يوحنا : “لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيراً، وأما تلاميذك فلا يصومون ؟ ” ( مت 14:9 ) .. لم يترك الرب يسوع الأمر بدون شرح واهتمام ، ولم يقل إن الصوم متروك لحرية كل شخص … كما ينادى البعض … بل قال : ” ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم ، فحينئذ يصومون ” ( مت 15:9 ) .
تعاليم السيد المسيح في اللاهوتيات :
“ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سال تلاميذه قائلا : من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان ؟ ” ( مت 13:16 ) … هل هذا السؤال يهم ربنا يسوع ؟ هل يهتم السيد المسيح بإدراك الناس للاهوته ، ومعرفة أنه ابن الله بالحقيقة ؟
بالتأكيد كان السيد المسيح ينتظر أن ينطق بطرس بهذا الاعتراف المقدس ، الذي هو صخرة الإيمان المسيحي … “أنت هو المسيح ابن الله الحي ! ” ( مت 16:16).
وقد سأل السيد المسيح الفريسيين سؤالا لاهوتياً، أحتاروا في إجابته : “«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ:«ابْنُ دَاوُدَ». قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلاً: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.” ( مت 42:22-46 ) .وكأن الرب يسوع بسؤاله هذا ينبه ذهن الفريسيين أنهم لم يدركوا بعد حقائق اللاهوت .. وكذلك ينبه به ذهننا أننا يجب أن نفهم أسرار لاهوته . .
خامساً: العقيدة والسلوك
العقيدة ليست مجرد سفسطة أو تعصب أو عرقية ، كما أنها ليست مجرد نظريات ميتافيزيقية ، كذلك فإن الحياة الروحية ليست مجرد عاطفة خالية من الإيمان ، وإنما هناك علاقة وطيدة ما بين معتقدات الإنسان وسلوكه ، ورغم أن غاية الحياة المسيحية هي الفضيلة إلا أنه بدون عقيدة سليمة لن توجد هناك فضيلة ، أذ أن هناك فرقا بين المبدأ الاجتماعي أو الأخلاقي والفضيلة ، على أن الفضيلة ، هي أروع وأرقى أشكال ومستويات المبادئ والسلوكيات ، كما أن العقيدة تحدد الاتجاهات ، والتي تحدد بدورها سلوكيات الإنسان.
ولنأخذ على سبيل المثال عقيدة الفداء ، وكيف يظهر الإنسان مهماً عند الله حتى أنه مات لأجله، بل أعلن أن لذته في بني البشر ، هذا يجعل الإنسان يتمسك بالحياة الأبدية ، ويشعر كم هو محبوب عند الله ، بخلاف ما نادى به الوجوديون مثل سارتر الذي صرخ بأن الإنسان ما هو إلا فحم في قاطرة التاريخ !! وهو تصريح إذا تحول إلى عقيدة فمن شأنها أن تدفع الإنسان إلى أن يحيا لذاته وللذاته ولا يتحسب لمستقبله الأبدي ، بل ويقوده ذلك حتما إلى اليأس والضياع ، إنها نفس الفلسفة الأبيقورية التي نادت : لنأكل ونشرب اليوم لأننا غداً نموت ” ، حتى أولئك الذين يصنعون الخير وينتهجون اللطف والنظام والأمانة وهم ليسوا مسيحيين ، فإن سلوكهم لا تستنده عقيدة كتابية ، ومن هنا فهو معرض للتفاوض فيه أو تغييره ، ولنأخذ مثلا في الفرق بين عطاء الشخص العادي وعطاء المسيحي ، فعطاء المسيحي مبنى على تعليم كتابي : ” “من سألك فأعطه” (مت42:5) بينما الآخر قد يرى أن مساعدة الفقراء يجب أن تتم من خلال الضرائب التي تدفع للحكومة . وإذا تعلق الأمر بالتعليق على أخطاء الآخرين نادي بأنه يجوز مصارحة المخطئ بخطأه مواجهة ، في حين تعلم المسيحية أن “المحبة تستر كثرة من الخطايا ” (1بط8:4) ، إذاً فهي ليست أعمالنا نحن بل عمل الروح القدس فينا “لا بأعمال في بر عملناها نحن” ( تی5:3) ، بدليل أن كرنيليوس وهو بار يصنع الصدقات ويصلي ويصوم لم تخلصه هذه الأعمال وإنما احتاج إلى الإيمان والمعمودية (أع10).
بشكل عام فإن عنوان المسيحية هو الإيمان والأعمال أو الإيمان العامل (المتفعل) بالمحبة ، أي أن المسيحية هي عقيدة وسلوك .
? ولنأخذ مثالا آخر وهو التعليم الإسخاطولوجی ، (الإسخاطولوجي هو علم الحياة الأبدية) والذي من شأنه أن يجعل الناس يتوبون ويهتمون بالحياة الاتية ، وهذا رادع كاف لاقتراف الشرور ، التجسد والفداء نتعلم منه حب الآخرين والبذل لأجلهم ، كذلك التعليم بعقيدة الثالوث من شأنه أن يعلمنا الحوار والحب والمشاركة والتكامل .
في المقابل فإن النسطورية تهدم عقيدة الفداء ، لأنه وبحسب تعليمها يكون الذي مات مجرد إنسان فقط وليس الإله المتجسد، ومثلها الأوطاخية التي تلغي الدور البشرى فلا نشترك مع الله في العمل ولا نجاهد ، وربما أسهم هذا الفكر في اللجوء إلى الغيبيات . إذا فالعقيدة ليست مجرد ترف فكری !، فقد قال أحد الآباء : ” إن العقيدة والسلوك مثل المجرى والماء .
? إيماننا المسيحي يعلمنا أن نسلك بمبادئ واحدة وشخصية واحدة الله وأمام الناس ۔
? أما النسطورية التي تؤمن بأن ربنا يسوع كان إنساناً بالجسد يصاحبه الله بطبيعة أخرى هي اللاهوت .. وتؤثر هذه العقيدة في سلوك المؤمن بها أن يسلك بروحانية : مريضة ( الدروشة ) تؤدي بدورها إلى إزدواج في الشخصية ( إنفصام ) فيسلك في أوقات وأماكن العبادة بشكل ، وفي العالم يسلك بشكل آخر : ( ساعة لقلبك وساعة لربك ) ، (هذه نقرة وتلك تقرة أخرى).
? إيماننا المسيحي يعلمنا التضحية من أجل الآخرين حتى بذل الذات ، “ليس لأحد حب أعظم من هذا : أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه ” ( يو 13:15).
? يعلمنا خدمة المجتمع والناس من منطلق لاهوتی : “يسوع الذي من الناصرة .. الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس ” ( أع 38:10)
? يعلمنا الإهتمام بخلاص الآخرين : – “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” ( يو16:3)
– “الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ” ( 1تي4:2) .
– “أما أنا وبيتي فنعبد الرب” ( يش 15:24 ) .
من كتاب ثبت أساس الكنيسة لنيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه
+++++++++++++
+*الموضوع العاشر عقيدة المسيح كلمة براين ك. أشتون المستشارة الثانية في الرئاسة العامة لمدرسة الأحد*+
*ان عقيدة المسيح تسمح لنا بالوصول الى القوة الروحية التي سوف ترفعنا من ظرفنا الروحي الحالي الى حالة يمكننا أن نكمل فيها.
*زيارة يسوع المسيح إلى النافيين بعد قيامته تم تنظيمها بحرص لكي تعلمنا الأمور الأكثر أهميةً. لقد بدأت بالأب يشهد للناس بأن يسوع كان ”ابنه الحبيب، الذي به سُرَ. 1“ بعدها نَزَلَ يسوع نفسه وشَهِدَ بتضحيته الكفارية،2 داعياً الناس ”لأن يعرفوا معرِفَةً أكيدة“ بأنه كان المسيح بالتقدم والمشي بينهم والسماح لهم بلمس علامة الجُرح التى على جنبه وآثار المسامير التي على يديه وقدميه.3 تلك الشهادات أكدت ومن دون أي شك بأن كفارة المسيح كانت كاملة وبأن الأب تَمَمَ عهده ووعده بأن يُزودنا بِمُخَلِص. بعدها عَلَّمَ يسوع النافيين كيف يحصلون على بركات خُطة الأب للسعادة، والتي هي متوافرةٌ لنا أيضاً بفضل كفارة المُخلص، بتعليمهم عقيدة المسيح.4
*رسالتي اليوم تُركِّز على عقيدة المسيح. الأسفار الكتابية المُقدسة تُعَرِفُ عقيدة المسيح على أنها مُمارسة الإيمان بيسوع المسيح وبكفارته، وبالتوبة، وبالتعمد، وتسلم هبة الروح القُدُس، والثبات إلى النهاية.5
*عقيدة المسيح تسمح لنا بأن نحصل على بركات كفارة المسيح.
كفارة المسيح تخلق الظروف التي قد نتمكن من خلالها الاعتماد على ”ميزات، ورحمة، ونعمة المسيا (المسيح) المُقَدَّس ،6“ ”ولأن نكون كاملين في [المسيح]، 7“ ولأن نحظى بكل ما هو جيد،8 ونحظى بالحياة الأبدية.9
*من ناحية أُخرى، فإن عقيدة المسيح هي الوسيلة الوحيدة التي يُمكننا من خلالها الحُصول على جميع البركات التي أُتيحت لنا عن طريق كفارة يسوع. إنها عقيدة المسيح التي تُمَكِنُنا من الحصول على القوة الروحية التي سَتَرفَعُنا من حالتنا الروحية الحالية إلى حالَةٍ يُمكننا من خلالها أن نُصبح كاملين مثل المُخلص. 10عن مرحلة الولادة الجديدة تلك، عَلَّمَ الشيخ د. تود كريستوفرسون: ”أن نُولد من جديد، أمرٌ يختلف كُليةً عن ولادتنا الجسدية والمادية، إنها عَمَلِيَةٌ أكثَرُ من كونها مجرد حَدَث. والمُشاركة في هذه العملية هي الهدف الأساسي للحياة الأرضية.“ 11
*دعونا نكتشف كُلَ عُنْصُرٍ في عقيدة المسيح.*
أولاً، الإيمان بيسوع المسيح وبكفارته. عَلَمَنا الأنبياء بأن الإيمان يبدأ بالاستماع إلى كلمة المسيح. 12 كلمات المسيح تشهد بتضحيته الكفارية وتُوَضِحْ لنا كيف يمكننا أن نحصل على المغفرة، والبركات، والإعلاء.13
عند الاستماع إلى كلمات المسيح. فإننا نمارس الإيمان باختيارنا أن نتبع تعاليم وقُدوة المُخلص. 14 لفعل ذلك، عَلَّمَ نافي بأننا يجب أن نعتمد ”كُليَةً على ميزات [المسيح]، القوي القادر على أن يٌخَلِصَ.“ 15 ولأن يسوع كان إلاهاً في الوجود ما قبل الأرضي16 ، فإنه عاش بلا خطيئَةٍ، ,17 وفي أثناء كفارته أتَمَ وأكمل كافة مُتطلبات العدالة لكم ولي. 18 هُوَ يمْتَلِكُ القوة والمفاتيح لإتاحة قيامة كافة البشر. 19 لقد جَعَل من الممكن للرحمة أن تتغلب على العدالة بشروط التوبة. 20 متى ما فهمنا أنه بإمكاننا أن نحظى بالرحمة عن طريق ميزات المسيح، فإننا نتمكن من أن ”نتحلى بالإيمان الذي يقود للتوبة.“ 21 الاعتماد كُليَةً على ميزات المسيح تعني الثقة والتصديق بأنه فَعَلَ ما كان ضرورياً لكي يُخَلصنا وبعدها التصرف بناءً على إيماننا.22
الإيمان أيضاً يدفعنا للتوقف عن القلق كثيراً والاهتمام بما يقوله الناس أو بالطريقة التي ينظرون بها إلينا وبأن نهتم ونُركز أكثر على الكيفية التي يرانا الله فيها.
ثانياً، التوبة.صموئيل اللاماني عَلَّمَ، ”إذا كُنتم تؤمنون باسم [المسيح] فإنكم سوف تتوبوا عن كافة خطاياكم. 23“ التوبة هي هبةٌ ثمينة من أبينا السماوي والتي أصبحت مُمكنة عن طريق تضحية ابنه الوحيد. إنها العملية التي منحها الأب لنا والتي عن طريقها يُمكننا أن نتغير، أو نُحول أفكارنا، وأفعالنا، وشخصنا نفسه كي نُصبح أكثر وأكثر مثل المخلص. 24 إنها ليست مخصصة فقط للخطايا الكبيرة لكنها هي عملية يومية لتقييم الذات والتطور25 الأمر الذي يُساعدنا في التغلب على خطايانا، وعُيوبنا، ونقاط ضعفنا، وعدم أهليتنا.26التوبة تدفعنا لأن نُصبح أتباعا حقيقين للمسيح، والتي بدورها تملؤنا بالمحبة27 وتُساعدنا على التخلص من مخاوفنا. 28 التوبة هي ليست خُطَةً بديلة في حالة فشل خطتنا لكي نحيا بكمال. 29التوبة المُستمرة هي السبيل الوحيد الذي يُمكن أن يجلب لنا البهجة الأبدية والتي تُمكننا من أن نرجع لنحيا بحضرة أبينا السماوي.
عن طريق التوبة نُصبح مُذعنين ومُطيعين لإرادة الله. والآن، لا يتم ذلك بمفرده. بإدراكنا لصلاح الله وعظمته و تفاهتنا،30 إلى جانب بذلنا لقُصارى جهدنا لكي نجعل سلوكنا مُتناغماً مع إرادة الله،31 كُلُها تجلب النعمة إلى حياتنا. 32 النعمة ”هي وسيلةٌ إلهيةٌ للمساعدة أو التقوية، مُعطاةً عن طريق الرحمةِ والمحبةِ السخيتين ليسوع المسيح ... لكي نقوم بأعمال الخير والتي من دونها لن نتمكن من القيام بتلك الأعمال في حال اعتمدنا على وسائلنا الخاصة. 33“ ولأن التوبة تتمحور بالفعل حول الاقتداء بالمخلص، وهو الأمر الذي يستحيل علينا تحقيقه بمفردنا، فإننا بحاجةٍ ماسَةٍ إلى نعمة المُخَلِص لكي نُحْدِث التغييرات الضرورية واللازمة في حياتنا.
عندما نتوب، فإننا نستبدل سلوكنا غير البار، وضعفنا، وعيوبنا، ومخاوفنا بسلوكاتٍ ومعتقداتٍ جديدة تُقربنا من المخلص وتُساعدنا على أن نُصبح مثله.
ثالثاً، المعمودية. النبي مورمون عَلَّمَ بأن ”الثمار الأولى للتوبة هي المعمودية. 34“ لكي نُصبح كاملين، يجب أن تكون التوبة مصحوبة بمرسوم المعمودية الذي يقوم به شخص يحمل سلطة الكهنوت من الله. أما فيما يخص أعضاء الكنيسة، فإن العهود المُبرَمة عند المعمودية وغيرها من المناسبات يتم تجديدها عندما نتناول من الُقربان.35
*عند تأدية مرسوم المعمودية والتناول من القربان، فإننا نتعهد بأن نُبْقيَّ على عهود الأب والابن، وبأن نتذكر المسيح دائماً، ولأن نكون مُستعدين لأن نحمل على عاتقنا اسم المسيح (أو عمله وميزاته36).37في المقابل، فإن المخلص يتعهد بأن يغفر لنا، أو يُمحيَّ خطايانا،38 ويُغدَق علينا بسخاءِ روحه. 39 يَعِدُنا المسيح أيضاً بأن يُهيئنا لتسلم الحياة الأبدية عن طريق مساعدتنا على أن نُصبح مثله. 40
*دوغلاس د. هولمز، المُستشار الأول في الرئاسة العامة للشبيبة، كَتَبَ: ”مراسيم المعمودية والقُربان تُجسدان كُلٍ من النتيجة النهائية وعملية الولادة من جديد. عند المعمودية، ندفن الرجل الفاني القديم ونخرج إلى حياةٍ جديدة. 41 عند تناول القُربان، فإننا نتعلم بأن هذا التغير هو عملية تدريجية تتم خُطوةً بخطوة ، نتغير من خلالها يوما بعد يوم عندما نتوب، ونتعهد، وأيضاً عن طريق الهبات الروحية السخية والمستمرة يُمكننا أن نُصبح مثل المسيح. 42“
المراسيم والعهود هي من ألمحتويات الضرورية في عقيدة المسيح. فعندما نتسلم باستحقاق مراسيم الكهنوت والإبقاء على العهود المرافقة لها عندها تتجلى عظمة القوة الإلهية في حياتنا. 43الشيخ د. تود كريستوفرسون شَرَحَ بأن ””هذه القوة الإلهية“ تحل على الشخص وبتأثير وقوة الروح القُدُس“. 44
*رابعاً، هبة الروح القُدُس. بعد المعمودية يتم منحنا الروح القُدُس عن طريق مرسوم التثبيت. 45 هذه الهبة، إذا تسلمناها، تسمح لنا بأن نحظى برفقة الله46 الدائمة والوصول المستمر للنعمة التي تأتي بفضل تأثيره.
*كرفيقنا الدائم ، فإن الروح القدس تُزودنا بالسلطة أو القوة لأن نُبقيَّ على عهودنا. 47 هو أيضاً يُطهرنا،48 وتلك هي الوسيلة الوحيدة التي تجعلنا ”أحراراً من الخطيئة، وأنقياء، وقُدوسين عن طريق كفارة يسوع المسيح. 49“ عملية التطهير لا تُنقينا فقط ، بل تمنحنا أيضاً الهبات الروحية الضرورية أو الخصائص الإلهية للمخلص 50، وتُغِير طبيعتنا، 51لِدَرَجَةٍ تتلاشى معها النزعة لدينا لأن نقترف الأفعال الآثمة. 52 في كُلِ مرة نتسلم فيها الروح القُدُس في حياتنا عن طريق الإيمان، والتوبة، والمراسيم، والخدمة المسيحية، وغيرها من المساعي البارة، فإننا نتغير شيئاً فشيئ، ،خُطوةً بخطوة، ونُصبح مثل المسيح.53
*خامساً، الثبات إلى النهاية. عَلَّمَ النبي نافي بأنه بعد تسلم هبة الروح القُدُس يجب ”أن نثبُت إلى النهاية، باتباعنا لقدوة إبن الله الحي. 54“ لقد وَصَفَ الشيخ ديل ج. رينلد عملية الثبات إلى النهاية على النحو التالي: ”قد نٍصبح كاملين بالممارسة المستمرة والمُتكررة للإيمان بيسوع المسيح، وبالتوبة، والتناول من القُربان لتجديد عهود وبركات المعمودية، وبتسلم الروح القُدُس كرفيقٍ دائم إلى أبعد درجة. عندما نفعل ذلك، نُصبح أكثر مثل المسيح ونتمكن من الثبات إلى النهاية، بكل ما هو لازم.“ 55
*بمعنى آخر، فإن تسلم الروح القدس والتغير الذي ينتج عن مثل ذلك النوع من الاستلام يبني ويُقوي إيماننا. الإيمان المتزايد يقود إلى التوبة الإضافية. عندما وبطريقة رمزية نُضحي بقلوبنا ونتخلى عن خطايانا عند مذبح القربان، فإننا نتسلم الروح القُدُس لأعظم درجة. تسلم الروح القُدُس لأقصى درجة يدفعنا لأن نمشيّ على درب الولادة من جديد. عندما نستمر في هذه العملية ونحصل على كافة المراسيم والعهود المُخَلِصة للإنجيل، فإننا نتسلم ”نعمةً على نعمة “إلى أن نتسلم الملء.56
*يجب أن نُطبق عقيدة المسيح على حياتنا.*
*يا أخوتي وأخواتي، عندما نُطبق عقيدة المسيح على حياتنا، فإننا نُبارَكُ ماديا وجسدياً، حتى في المحن والشدائد. أخيراً، نتمكن من ”أن نحصل على كُل شيئٍ جيد. 57“ أشهد بأن هذه العملية حدثت وتستمر في الحدوث في حياتنا الخاصة، خُطوةً بخطوة، وشيئاً فشيئ.
*لكن الأهم من ذلك، هو أن نُطبق عقيدة المسيح على حياتنا لأنها تَدُلُنا على طريق العودة إلى أبينا السماوي. إنها الطريقة الوحيدة لكي نتسلم المُخلص ونُصبح أبنائه وبناته. 58 في الحقيقة، فإن الطريقة الوحيدة لكي يتم افتداؤنا من الخطيئة والتقدم روحياً هي أن نُطبق عقيدة المسيح على حياتنا. 59 عَلَّمَ الرسول يوحنا بالتناوب بأن ”كل من لا يُطبق عقيدة المسيح ويلتزم بها، فإن ليس لديه إلاهاً.60ويسوع نفسه قال للإثني عشر نافيا بأنه إذا فشلنا في ممارسة الإيمان في المسيح، والتوبة، والتعمد، والثبات إلى النهاية، فإن سيتم قطعنا والإلقاءُ بِنَا في النار، من حيث لا يُمكننا العودة. 61“
*كيف يُمكننا أن نُطبق عقيدة المسيح على حياتنا؟ الطريقة الوحيدة هي أن نبذل الجهود الصادقة في كل أسبوعٍ في التحضير للقربان، و بتكريس بعضٍ من الوقت للتفكير وبروح الصلاة في الطرق التي نحتاج لأن نتغير بها ونتطور. عندها يُمكننا أن نُضحي بشيئٍ واحدٍ على الأقل عند مذبح القربان والذي هو السبب الوحيد في إبعادنا عن هدفنا لأن نُصبح مثل يسوع المسيح، ولأن نتضرع بإيمان طلباً للمساعدة، وطلباً للحصول على الهبات الروحية الضرورية، وبالتعهد بالتطور والتقدم في الأسبوع المُقبل. 62 عندما نفعل ذلك، فإن الروح القُدُس ستحل على حياتنا إلى أقصى درجةٍ، وسوف نحظى بالقوة الإضافية لكي نتغلب على عُيوبنا.
*أشهد بأن يسوع المسيح هو مخلص العالم وبأنه عن طريق اسمه يمكننا أن نخلص. 63 كافة الأمور الجيدة متاحَةٌ لنا عن طريقه. 64 ولكن لأجل ”أن نحظى بكل ما هو جيد،65“ بما في ذلك الحياة الأبدية، يجب أن نُطَبَقَ باستمرارٍ عقيدة المسيح في حياتنا. باسم يسوع المسيح المُقَدَّس، آمين.*
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه
+++++++++++
+الموضوع بكامله منقول نقلا كاملا وتم تجميعه بعناية واخراجه بصورة نرجوا ان تعم الفائدة منه للجميع..+
#عقيدة_الفداء_والصليب_فى_المسيحيه