للخدام والخادمات موضوع متكامل عن التوبه..ست موضوعات فى موضوع واحد عن التوبه
*التوبه هل هى حالة روحيه مؤقته ام انها منهج للحياة ؟وحول موضوع التوبه كان لنا هذه الجولة بين اروقة الكتب والمقالات التى كتبت فى هذا الموضوع الخطير وهو موضوع التوبه والتى بدونها سوف يهلك الانسان المسيحى وقد وضعنا فى هذا الموضوع عن التوبة عدة نقاط ونبدأها *بمقال البابا شنوده الثالث من كتاب حياة التوبة والنقاوه
*ومجموعة منتقاة من اقوال الاباء حول موضوع التوبه .
*وفى الجزء الثانى من المقال تحدثنا عن كيف أتوب ؟.
*اما فى الجزء الثالث فى المقال تحدثنا عن التوبه وانها الرجوع الى قلب الله .
*وفى الجزء الرابع من المقال تحدثنا عن التوبة في العهد القديم والتوبة فى العهد الجديد.
*وفى الجزء الخامس من نفس مقالنا تحدثنا فيه عن معوقات التوبة الحقيقية
*واخيرا نقدم لك فى النهاية والجزء السادس من موضوعنا عن التوبه نقدم لكم مقال التوبة: خيار مفرح بواسطة الشيخ ديل ج. رينلند من رابطة الرسل الاثني عشر
![]() |
للخدام والخادمات موضوع متكامل عن التوبه..ست موضوعات فى موضوع واحد |
اولا من كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
*** ما هي التوبة؟**
*ما دامت الخطية هي انفصال عن الله، فالتوبة إذن هي رجوع إلي الله .
*والرب يقول في ذلك "ارجعوا إلي، أرجع إليكم" (ملا 3: 7). والابن الضال حينما تاب، ورجع إلي أبيه (لو 15: 18، 20). حقًا أن التوبة هي حنين الإنسان إلي مصدرة الذي أخذ منه. وهي اشتياق قلب ابتعد عن الله، ثم شعر انه لا يستطيع أن يبعد أكثر..
* ومادامت الخطية خصومه مع الله، تكون التوبة هي الصلح مع الله (1) وهذا ما ذكره معلمنا القديس عن عمله الرسولي، قال "إذن نسعى كسفراء عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2 كو 5: 20).+
*والتوبة لا تقتصر علي الصلح، إذ بها يعود اله فيسكن الله في قلوبهم حيث تسكن الخطية ؟ والكتاب يقول "أية شركة للنور مع الظلمة؟" (2 كو 6: 14).+
+*والتوبة أيضًا هي يقظة روحية*+
*لأن الإنسان الخاطئ هو إنسان غافل، لا يحس ما هو فيه. لذلك يخاطبه الكتاب قائلًا "إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم" (رو 13: 11). ولعله بهذا المعني اعتبرت التوبة هي رجوع الإنسان إلي نفسه.
*أو هي رجوع النفس إلي حساسيتها الأولي، ورجوع القلب إلي حرارته ورجوع الضمير إلي عمله. وحسنًا قيل عن الابن الضال في توبته "فرجع إلي نفسه" (لو 15: 17). أي أنه عاد إلي وعيه، وإلي تفكيره السليم، وإلي إدراكه الروحي.
*ومادامت الخطية تعتبر موتًا روحيًا، كما يقول الكتاب عن الخطاة أنهم "أموات بالخطايا" (أف 2: 5)، تكون التوبة إذن انتقالًا من الموت إلي الحياة حسب تعبير القديس يوحنا الإنجيلي (1 يو 3: 14).
*وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول "استيقظ أيها النائم، وقم من الأموات، فيضئ لك المسيح" (أف5: 14). والقديس يعقوب الرسول يؤكد نفس المعني إذ يقول "من رد خاطئًا عن طريق ضلاله، يخلص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا" (يع 5: 20).
* إن التوبة قيامة للروح، لأن موت الروح هو انفصال الروح عن الله، كما قال القديس أوغسطينوس..
* التوبة هي قلب جديد طاهر، يمنحه الرب للخطاة، يحبونه به هي عمل إلهي يقوم به الرب في داخل الإنسان، حسب وعده الإلهي القائل "أورش عليكم ماء طاهرًا، فتطهرون من كل نجاستكم..
*وأعطيكم قلبًا جديدًا، وأجعل روحًا جديدة في داخلكم.. وأجعلكم تسلكون في فرائضي، وتحفظون أحكامي وتعلمون بها" (حز 36: 25 - 27).
+*التوبة هي التحرر من عبودية الخطية والشيطان*+
* ومن أغلال العادات الخاطئة، ومن السير وراء الشهوات..
* ولا يمكن أن ننال هذه الحرية بدون عمل الرب فينا. ولذلك يقول الإنجيل "إن حرركم الابن، فبالحقيقة أنتم أحرار" (يو 8: 36).
*إنها حقًا حرية لأن "كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يو 8: 34). نحصل علي هذه الحرية، إن كنا بالتوبة نثبت في الحق، وليس في الباطل والحق يحررنا (يو 8: 32).
+* التوبة إذن هي ترك الخطية، ولكن من أجل محبه الله*+
*ومن أجل محبة البر. لأنه ليس كل ترك للخطية يعتبر توبة. فقد يبتعد الإنسان عن الخطية بسبب الخوف، أو الخجل، أو العجز، أو المشغولية (مع بقاء محبتها في القلب)، أو بسبب أن الظروف غير متاحة. ولا تعتبر هذه توبة..
* أما التوبة الحقيقية، فهي ترك الخطية عملًا وفكرًا وقبلًا، حبًا في الله ووصاياه وملكوته وحرصًا من التائب علي أبديته..
+**التوبة الحقيقية هي ترك الخطية، بلا رجعة**+
*وهكذا تروي قصص القديسين الذين تابوا، مثل القديس أوغسطينوس، والقديس موسى الأسود، والقديسات مريم القبطية وبيلاجية وتاييس وسارة..
*إن التوبة كانت في حياة كل هؤلاء وغيرهم، هي نقطة تحول نحو الله، استمرت مدي الحياة، بلا رجعه إلي الخطية. ويذكرنا هذا بقول القديس شيشوي "لا أتذكر أن الشياطين قد أطغوني في خطية واحدة مرتين"..
*ربما الخطية الأولي كانت عن طريق جهل، أو تهاون، أو ضعف، أو عدم دراية بحيل الشياطين، أو عدم حرص. أما بعد التوبة واليقظة، فهناك كل التدقيق في الحياة، والاحتراس من الخطية.
* أما الذي يترك الخطية ثم يعود إليها، ثم يتركها ثم يعود.. فهذا لم يتب بعد. إنما هذه مجرد محاولة للتوبة، كلما يقوم فيها الخاطئ تشده الخطية إلي أسفل. إن صك حريته لم يكتب بعد..
+*التوبة هي صرخة من الضمير، وثورة علي الماضي*+
*إنها اشمئزاز من الخطية، وندم شديد، ورفض للحالة القديمة، مع خجل وخزي منها. لذلك قيل عن التوبة إنها "قاضٍ لا يستحي".
+*التوبة هي تغيير لحياة الإنسان*+
ليست هي انفعالًا وقتيًا نحو الله، إنما هي تغيير جدي وجذري في حياة الإنسان فيه يشعر هو وكل من يعاشره أن حياته قد تغيرت، وأفكاره تغيرت وكذلك مبادئه وقيمه ونظرته إلي الحياة، وطباعه وأسلوبه في الحديث، ومعاملاته للناس، وعلاقته بالله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ونفسه أيضًا من الداخل قد تغيرت. وأصبح قلبًا رافضًا للخطايا السابقة التي كان يحبها. ودخلت محبه الله إلي قلبه. وصار له منهج روحي يشعر فيه بلذة روحية.
+-ولهذا كله، قيل بصدق عن التوبة:-+
*التوبة هي استبدال شهوة بشهوة. هي شهوة للحياة مع الله، بدلًا من شهوة الخطية والجسد.
*وهنا لا تقتصر التوبة علي الجانب السلبي، الذي هو ترك الخطية ومحبتها إنما تدخل من الناحية الإيجابية في محبه الله وملكوته وطرقه..
* إنها حرارة لا تسري في الإنسان، وتشعله بالرغبة في حياة طاهرة ولهذا قيل عن التوبة أيضًا:
+*التوبة تجديد للذهن*+
· تجديد الطبيعة يكون في المعمودية (رو 6: 4). أما تجديد الذهن فإنه يكون في التوبة، عملًا بقول الرسول "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة" (رو 12: 2).
* التوبة هي المفتاح الذهبي، الذي يفتح به باب الملكوت.
* أو هي الباب الحقيقي الموصل إلي السماء أو إلي الملكوت. لأنه بدون التوبة لا يملك الله في قلوبنا.. أن التوبة هي زيت في مصابيح العذارى، يجعلهن أهلًا للدخول إلي العرس (متى 25).
* والتوبة هي القناة التي توصل استحقاقات الدم من الصليب*
إن الطريقة الوحيدة التي تمحي بها خطايانا بعد المعمودية. لذلك قال البعض عنها إنها "معمودية ثانية".. إنها جحد للشيطان مرة أخري. أنها فض للشركة التي بين الخاطئ والشيطان، ليدخل في شركة مع الروح القدس (2 كو 13: 14).
-التوبة جمرة نار يلقطها أحد السارافيم من فوق المذبح-
· ويمحو بها إثم الخاطئ قائلًا له "قد انتزع إثمك، كفر عن خطيبتك" (أش 6: 7). إنها الوسيلة الوحيدة التي تمحي بها خطايانا من كتاب دينونتنا.. وما أجمل قول الرب في ذلك: أنساها "لا أذكر خطيئتهم بعد" (أر 31: 34). ومن أهمية التوبة في نوال المغفرة، قول الرب "إن لم تتوبوا فجميعكم هكذا تهلكون" (لو 13: 3).
* التوبة هي طريق الهروب من الغضب الآتي*
*علي شرط أن تكون توبة حقيقية، وأن تتناسب مع خطورة الخطية. إن توبة أهل نينوى، استطاعت أن توقف حكم الله عليهم بالهلاك. ففلما تابوا رجع الله عن حكمة، وعن الشر الذر أراد أن يفعله بهم فلم يفعله (يون 3: 10) وهكذا في أحكام أخرى لله (أر 26: 13، خر 18: 21، 22).
* حقًا ما أجمل قول أحد القديسين: إن الله سوف لا يسألك: لماذا أخطأت؟ إنما سيسألك: لماذا لم تتب؟
*التوبة إذن هي إبقاء الله عليك وعدم أخذك في خطيتك*
·* إن الله من عمق محبته، أعطي الكل فرصًا للخلاص، مهما كانت خطاياهم. فالله لا يأخذ أحدًا في وضع هالك، قبل أن يعطيه فرصه ليتوب.
*فالتوبة هي منحه إلهية وهبها الله للخطاة، لكي تطهرهم، وتريح ضمائرهم المثقلة بخطاياهم.
* وتعيد إليهم السلام الداخلي، وتردهم إلي رتبتهم الأولي التي كانت لهم قبل الخطية.
*إنها يد الله الممدودة، يطلب أن يصالحك*
* إنها فرصه لصفحة جديدة يفتحها الله في علاقته معك، يغفر لك الماضي كله ويغسلك فتبيض أكثر من الثلج (مز 50). فرصه تقوي فيك الرجاء، وتبعد عنك اليأس مهما ساءت حالتك. ولذلك قيل عن التوبة إنها باب الرحمة، وإنها باب الغفران، وأنها باب الحياة، وإنها جسر يوصل بين الأرض والسماء.
* هذا من جهة عمل الله فيها وما يقدمه من مغفرة. أما من جهة الإنسان فنقول عنها:
* التوبة هي استجابة من الإنسان لدعوة إليه.
*إنها استجابة من الضمير، لصوت الله فيه. واستجابة من الإرادة، لعمل النعمة معها. إنها عدم مقاومة للروح الذي يعمل فينا لخلاصنا (أع 7: 51؟)، وعدم إحزان للروح (أف 4: 30)، وعدم إطفاء للروح (1 تس 5: 19).
*سئل ماراسحق عن التوبة، فقال: هي قلب منسحق*
** إنها النفس المنسحقة الراجعة إلي الله: إنها الركب الجاثية، والعيون الدامعة والقلوب المنكسرة. إنها أم الدموع والانسحاق والاتضاع، لأن التوبة تلد كل هؤلاء..
*تحطم كبرياء الخاطئ، وتفتت قلبه الصخري، وتدخله إلي الحياة الاتضاع قال مار اسحق أيضًا: ذبيحة التوبة التي نقدمها لله، هي القلب الذي اتضع وانسحق، وانكسر بدموع الصلاة أمام الله، طالبًا المغفرة عن ضعفه وميل طبيعته أو ليس هذا أيضًا ما قيل في المزمور الخمسين .
-مزمور التوبة- "الذبيحة لله روح منسحق. القلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله".
* قال الشيخ الروحاني: التوبة هي عذاب عظيم للشيطان مضادها.
* لأنها تخلص وتعتق المسبيين الذين سباهم بشره. وتعبه في سنين كثيرة، تضيعه التوبة في ساعة واحدة. زرع الشوك الذي زرعه بأرضنا، وربي بحرص في سنين كثيرة، في يوم واحد تحرقه وتطهر أرضنا.
*إنها تجعل الزناة بتولين*
-من لا يحبك أيتها التوبة -يا حاملة جميع التطويبات- إلا الشيطان، لأنك غنمت غناه كل ما اقتناه. يا أم الغفران، أن الآب المملوء رحمة، لا يغضبك إذا طلبت إليه، لأنه وهبك أن تكون شفيعه للخطاة، وسلم لك مفاتيح الملكوت. بعد أن زار يوحنا الدرجي دير التائبين، ورأي انسحاق نفوسهم بالتوبة، وشدة جهادهم، وحرارة صلواتهم، قال:-
-طوبت الذين أخطأوا وتابوا نائحين، أكثر من الذين لم يسقطوا ولم ينجحوا علي أنفسهم.
-التوبة هي فرح في السماء، وعلي الأرض.-
*لأنه مكتوب "يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب" (لو 15: 7، 10). فإن أردت أن تفرح السماء، تُب..
*وهي فرح علي الأرض أيضًا: فرح للتائب وللراعي وللكنيسة كلها. التوبة فرح لأنها دعوة للمأسورين بالإطلاق (أش 61: 1). إنها فرح بالتحرر من عبودية الشيطان والخطية، وفرح بلذة الحياة الجديدة النقية، وفرح بالمغفرة..
* وفرح لأن التوبة هي حياة النصرة أو أنشودة الغالبين فيها ينشد التائب مع داود: "مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لأسنانهم.. نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر، ونحن نجونا "(مز 124: 6، 7).
*علي أن التوبة ليست هي الغاية في الحياة الروحية، وغنمًا:
*التوبة هي بداية رحلة طويلة إلي حياة النقاوة.*
التوبة هي بداءة مع العلاقة مع الله. هي بداءة طريق طويل غايته القداسة والكامل. فالذي لم يبدأ التوبة حتى الآن، أي لم يبدأ أول الطريق، كيف تراه سيصل إذن إلي نهايته. والذي يؤجل أول خطوة إلي حين الشيخوخة أو ساعة الموت، كيف تراه يصل إلي قول الرب "كونوا انتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (متى 5: 48).
واليكم هذه الاقوال لقداسة البابا شنوده الثالث عن التوبه
-التوبة هي قلب جديد يمنحه الرب للخطاة يحبونه به.
-التوبة هي بدء الطريق إلى اللـه، وهي رفيق الطريق حتى النهاية.
-التائب لا يذكر خطايا غيره.
-الإهتمام بالروح هو الناحية الإيجابية اللازمة لحفظ التوبة.
-سأتوب الان وليس غدا، فهذه اللحظة فى يدى، ولكن الغد فى يد الله، لا تيأس مهما سقطت ومهما نسيت الوصية، بل قل سأسير نحو الله، وان كنت أجر رجلي جرا اليه.
-التوبة الحقيقية هى التوبة الصادرة من القلب وهى التى تستمر.
الجزء الثانى من الموضوع عن التوبه وهو كيف أتوب ؟وهى جزء من مقال عن التوبة والرجوع إلي الله/ للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
اربعة خطوات لتحقيق كيف اتوب
1+ محاسبة الذات ..
** ان حساب الذات ومعرفة اننا مخطئون تجاه الله بخطايانا هو بداية التوبة { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه }(مت 16 : 26).
*هكذا فعل الابن الضالّ بعد ان أخذ نصيبة من ميراث ابيه وبدّده فى ارض الخطية وجاع ولم يجد ما يشبعه حتى من أكل الخنازير كرمز للخطية، يجب ان نفكر فيما حصدناه فى البعد عن الله ونصارح أنفسنا والله ونقف أمامه فى خشوع ودموع ونقول له ( اخطأت يا ابتاه فى السماء وقدامك ولست مستحقاً ان ادعى لك ابناً) ومن ثم نبدأ بالعمل على البعد عن الخطية والعثرات ونجاهد فى الصلاة وضبط النفس واكتساب الفضائل الروحيّة.
*كما لا يجب علينا ان نؤجّل التوبة من يوم الى اخر لاننا قد نعتاد الخطية وتبرد حرارة التوبة فينا وقد يباغتنا الموت فجأة { لا تؤخر التوبة إلى الرب ولا تتباطأ من يوم إلى يوم}.
2* الاعتراف الحسن ..
*نحن فى حاجة للأعتراف الأمين لكى يخلصنا من الكبت والتعب النفسي الناتج عن ثقل الخطية ، كما نحتاج للارشاد من اب الاعتراف عن كيفية مقاومة الخطايا والتغلب على الضعفات ونحتاج لعلاج الخطية وآثارها واصلاح نتائجها {ويل لمن هو وحده ان وقع اذ ليس ثان ليقيمه }(جا 4 : 10).
* والكاهن كخادم أمين فيما لله يسمعنا صوت الله ويصف لنا العلاج المناسب كطبيب روحي {اعترف لك بخطيتي ولا اكتم اثمي قلت اعترف للرب بذنبي وانت رفعت اثام خطيتي } (مز 32 : 5) .
* أليست الخطية مرضا روحياً يحتاج الى طبيب روحيّ. وكما ان الله هو الذي يشفي امراضنا الجسدية على يد الطبيب كذلك الله هو الشافي امراضنا الروحية عبر الكاهن.
* مهمة الكاهن مثل مهمة الطبيب لذلك الكاهن لا يعالج عوارض الامراض بل اصل المرض ، لذلك الاعتراف هو ارشاد روحي لكي يساعد المعترف على التخلص من امراضه الروحية.
* ويطلب للمعترف المغفرة من الله ويطلب عن نفسه ايضا ( نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر عن عبدك وعن ضعفى نحن المنحنين برؤوسنا أمام مجدك القدوس، ارزقنا رحمتك واقطع كل رباطات خطايانا .
* ان كنا قد أخطائنا اليك بعلم او بغير علم او بجزع القلب، بالقول او بالفعل او بصغر النفس او بجميع الحواس، انت كصالح ومحب البشر انعم لنا بمغفرة خطايانا، باركنا، حاللنا وحالل كل شعبك، املأنا من خوفك ،قومنا الى ارادتك المقدسة ..).
*عندما يرى الله صدق توبتنا نسمع منه على فم الكاهن مغفورةً لك خطاياك {فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك} (مر 2 : 5).
*من اجل ذلك يقول القديس اغريغوريوس النيصى (خذوا خادم الكنيسة شريكاً أميناً لكم في أحزانكم وأباً روحياً وأكشفوا له أسراركم بجسارة أعظم وأكشفوا له أسرار نفوسكم فتنالوا الشفاء ).
3+ علاج نتائج الخطية ..
* ينبغى علينا ان نعالج نتائج خطايانا السابقة لننعم بالغفران والسلام مع الله والناس . يجب ان نبادر بالمصالحة وعلى قدر طاقتنا نسالم جميع الناس { فان قدمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك.
فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولا اصطلح مع اخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك.كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضي ويسلمك القاضي الى الشرطي فتلقى في السجن} (مت 23:5-25).
*وكما فعل زكا العشار بعد توبته {فوقف زكا و قال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف.
*فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم.لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك} (لو 8:19-10).
*يجب ان نجاهد لتقديس أفكارنا ونبعد عن العثرات ومسببيها لنا ولا نتذكر تفاصيل الخطايا حتى نتخلص من تذكار الشرّ الملبس الموت .
4+ النمو فى الفضيلة ..
* التوبة هى بداية طريق غايته ليس الأمتناع عن الشرّ بل فعل الخير{حد عن الشر واصنع الخير اطلب السلامة واسع وراءها }(مز 34 : 14).
*نسعى للوصول لا للبعد عن الخطية بل لكراهيتها وانتزاعها من الفكر والقلب لانها خيانة لله المحب {فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة }(مت 3 : 8).
* اننا نسعى للوصول الى القداسة والكمال {اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب } (عب 12 : 14).
*اننا نسعى الى محبة الرب من كل القلب والفكر والنفس والارادة وقريبنا كانفسنا ونعوض ما فاتنا من سنين أكلها الجراد وكانت بلا ثمر .
* حتى نصل فى نهاية الرحلة الى السماء لنكون مع الله كل حين.
*اقوال القديس ماراسحق السريانى عن التوبه*
-التوبة هى السفينة والخوف ربانها والحب هو الميناء الالهى.
-ليست خطية بلا مغفرة إلا التى بلا توبة.
-التوبة لا تتوقف إلا بالموت، وعمل التوبة هو بكاء الإنسان، كما أن الكمال لا نهاية له حتى القداسة هكذا التوبة.
-اذكر عظم خطايا القدماء الذين سقطوا، ثم تابوا، ومقدار الشرف والكرامة الذين نالوهما بعد ذلك، لكيما تتعزى فى توبتك.
***************
والجزء الثالث من موضوعنا وهو الرجوع الى قلب الله
+الرجوع الى قلب اللههل أنت في حيّرة من أمرك؟ هل تظن سلامك القلبي مفقود؟ هل تشتاق لشخص ما في هذا العالم؟ هل الخطية تتعبك وتجعلك بعيدا عن الله؟ هل قلبك مكسور؟
+إرجع الى قلب الله كما رجع الابن الضال الى أبيه "وإذ كان لم يزل بعيدا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله" (لوقا 15- 20) فتجد راحة لنفسك.
+إن الرجوع الى قلب الله بجدية والتمتع في حضرته بالتعزية الحقيقة يحتاج منك أيها الصديق العزيز اربعة أمور وتأكد ان الله ينتظرك بفارغ الصبر:-وهى
-1- التوبة والرجوع: -
"أنا قلت يا ربّ ارحمني. اشف نفسي لأنّي قد أخطأت إليك" (مزمور 41-4) فالرجوع يحتاج لتوبة حقيقية ولتحدي كبير للخطية، والرجوع أيضا يحتاج الى صدق في فهم الذات بأننا خطاة نحتاج لمن يقف الى جانبنا لينقذنا من حالتنا السيئة والكئيبة. فالله ينتظرك بقلب مفعم بالمسامحة .
-2- الإستسلام الكلّي:-
"عطشت إليك نفسي يشتاق اليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء" (مزمور 63- 1).
* الرجوع يتطلب منا الإستسلام الكامل للمسيح، من فكر وجسد وعواطف ومشاعر علينا ان نسلمه كل شيء في يده فهو الأمين الذي يريد أن يعيطك الأفضل، فالله ينتظرك بقلب مفعم بالأمانة .
-3- الوثوق بمحبة الله الأبدية:-
"ولكن الله بيّن محبّته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية 5- 8).
* إن محبة الله تأكد لنا انه سيسامحنا إذا رجعنا اليه بتوبة وندم فهو الذي بذل ابنه من شدة محبتنه لنا، ومحبة المسيح الحقيقة جعلته يتحمل الألم والإهانات على الصليب وبأذنه سمع اليهود يقولون "اصلبه اصلبه دمه علينا وعلى اولادنا" ، فالله ينتظرك بقلب مفعم بالمحبة.
4- الرجاء:
إذا كنت تائها في هذه الحياة، فكّر ملّيا الى أين أنت ذاهب وما هو مستقبلك، ثق بالمسيح وارجع إليه، فهو واقف على الباب ويقرع يريد من يفتح له ليدخل، وليجعل تغيير حقيقي وسط قلب حجري قاسي فيجعله قلب مليء بالحنان وقلب محب للجميع وقلب يريد الرجوع إلى قلب الله!*
واليكم مجموعة اخرى من اقوال الأنبا موسى الاسود عن التوبه
-ليست هناك خطية بلا مغفرة الا التى بلا توبة.
-إن أثرت أن تتوب الي الله، فأحترز من التنعم، فأنه يثير سائر الاوجاع، و يطرد خوف الله من القلب.
-اطلب التوبة فى كل لحظة، ولا تدع نفسك للكسل لحظة واحدة.
-اطلب التوبة فى كل لحظة ولا تدع نفسك للكسل لحظة واحدة.
-من يتذكر خطاياه و يقر بها لا يخطئ كثيرا.
*********************
الجزء الرابع:-
واليكم نقدم التوبة فى الكتاب المقدس بعهديه الجديد والقديم
أولاً – التوبة في العهد القديم:
نلاحظ أن التعبير الشائع في العهد القديم عن التوبة هو:
1 – [ العودة أو الرجوع ]، ففي توبيخ إرميا النبي لحماقة شعب الله يقول: [ هل يسقطون ولا يقومون أو يرتد احد ولا يرجع ] (إرميا 8: 4)
2 – يوجد تعبير آخر أقل شيوعاً وهو: [ يندم ويتوب ]
*واستقر الفهم في المعنيان في (1، 2) على العودة إلى الله والتحوِّل إليه، بعد تغيير في الفكر الذي ترسخ فيه ضرورة العودة لله لأجل الخلاص والحياة وأن الشرّ لا ينفع لأنه يدمر النفس،
- وهذا يأتي عادة بعد خبرة حياة الشرّ والشعور بعدم منفعته لأنه الشر بطبيعته مُدمر لملكات النفس على كل وجه…
-فإسرائيل مدين بطاعة الله لأنه هو حياته، لأنه شعبه الخاص الذي أحبهم ويحملهم ويقودهم حسب قصده كأحباء أخصاء له، لذلك يقع في الدينونة في حالة العصيان وتنكيث العهد، ويُمكنهم إرضاء الله بالندم والتأسف على ما فعلوا ومن ثمَّ الرجوع إليه بالتوبة والاعتراف بخطاياهم وذنوب آبائهم، وتوجد أيام للتوبة في إسرائيل لكافة جموع الشعب نجد ملامحها في نحميا 9:
* [ وفي اليوم الرابع والعشرين من هذا الشهر اجتمع بنو إسرائيل بالصوم وعليهم مسوح وتراب، وانفصل نسل إسرائيل من جميع بني الغرباء، ووقفوا واعترفوا بخطاياهم وذنوب آبائهم، وأقاموا في مكانهم وقرأوا في سفر شريعة الرب إلههم رُبع النهار وفي الرُبع الآخر كانوا يحمدون ويسجدون للرب الههم… وصرخوا بصوت عظيم إلى الرب إلههم ] (نحميا 9: 1 – 3)*
ثانياً – التوبة في العهد الجديد:
*نجد أن أول افتتاحية للعهد الجديد هو نداء التوبة، لا من ناحية الفكر بل من الناحية العملية على مستوى واقع الإنسانية المتعبة التي تصرخ بصمت وأنين قلبي خاص من الألم الموجع الذي لتسلط الخطية بالموت،
* لذلك نجد يوحنا المعمدان يستمر في إعلان متطلبات التوبة لتهيئة القلوب لتتميم الوعد وظهور الحياة الجديدة في حمل الله رافع خطية العالم، الذي وحده من اجتاز الموت ليكسر شوكة الخطية ويبيد سلطان الموت ويهدم قوة المُعاند أي إبليس ليفلت الكل من يده ولا يكون له سلطان على أحد إلا من يسلمه نفسه بإرادته الواعية ولا يُريد أن يدخل في سر عتق المسيح الرب…
*لذلك نجد نداء القديس يوحنا المعمدان نداء من نوع خاص يُظهر فيه متطلبات التوبة في بداية العهد الجديد لذلك يقول:
[ فاصنعوا ثماراً تليق بالتوبة، ولا تفتكروا (تتحججوا) أن تقولوا لنا إبراهيم أباً، لأني أقول لكم أن الله قادر أن يُقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم. والآن وُضِعت الفأس على أصل الشجرة، فكل شجرة لا تصنع ثماراً جيدة تُقطع وتُلقى في النار ] ( متى 3: 8 – 10)
*********
والى حضراتكم نقدم الجزء الخامس من موضوع التوبه:-
*وهو معوقات التوبة الحقيقية*
*هناك الكثير يعاني من صعوبة في التوبة والرجوع لله وذلك بسبب المعوقات التي تقف أمامهم ، ومن هذه المعوقات :
*الشعور الدائم باني لست خاطئ وأني على صواب فلا احتاج إلى التوبة .
*أن لا أعطى أهمية لأخطائي (متساهل في أمر الخطيئة ) .
*عدم اتخاذ مسئوليتي تجاه خطيئتي وأمر توبتي بل اترك أمرها إلى الله هو يصلح الأمر .
*أندم ولكن أحياناً لا أتوب ، اكرر خطاياي متحججا بكوني لا اقدر أن أتوب .
*إذاً ما الذي يقف أمامك اليوم ويمنعك من استقبال ملكوت الله والمسيح فيكَ ؟
*ما الذي يعيقكَ من أن تكون مصدر الفرح في هذا الملكوت ؟
*فلم يتأخر الوقت بل أتخذ قراركَ بأن تلجأ إلى الرب يسوع وتعود إلى الله الأب كابن مُحب تائب وأملأ السماوات بفرح رجوعكَ .
*" فأرجعوا أيها البنون الشاردون فيغفر الرب لكم شروركم " آرميا 3: 22
واليكم نقدم الجزء السادس من الموضوع
*التوبة: خيار مفرح بواسطة الشيخ ديل ج. رينلند من رابطة الرسل الاثني عشر*
التوبة ليست فقط ممكنة لكن أيضا مفرحة بسبب مخلصنا
*اخوتي واخواتي الاعزاء، عندما كنت في الثانية عشرة عاشت عائلتي في غوتبرغ وهي مدينة ساحلية في جنوب السويد. لاعطاءكم خلفية، فهي مسقط رأس شيخنا العزيز بير ج. مالمو، 1 الذي وافته المنية هذا الصيف.
* نحن نفتقده. نحن ممتنون لنبله وخدمته النبيلة ومثال عائلته الرائعة جدا. ونحن نصلي بالتأكيد أن الله يباركهم بغنى.
*قبل خمسين سنة، حضرنا اجتماعات الكنيسة في منزل كبير تم تحديثه.
* في أحد أيام الأحد قام صديقي ستيفان،
* 2 الشماس الآخر في الفرع بتحيتي في الكنيسة ببعض الحماس.
* ذهبنا إلى غرفة مجاورة لقاعة الاجتماعات حيث أخرج من جيبه مفرقعات وكبريت. وفي طيش الشباب أخذت المفرقعات وأشعلت الفتيل.
* كنت أنوي إطفاء الفتيل قبل أن تنفجر المفرقعات ولكنني عندما أحرقت أصابعي محاولا ذلك أسقطت المفرقعات.
* راقبت أنا وستيفان بخوف الفتيل يواصل اشتعاله.
*انفجرت المفرقعات وغمرت الأبخرة الكبريتية كلا من قاعة الاجتماعات والغرف المجاورة.
* بسرعة جمعنا الأشلاء المتبقية من المفرقعات وفتحنا النوافذ في محاولة للتخلص من الرائحة آملين ببراءة بأن لا أحد سينتبه لما حدث.
* لحسن الحظ لم يصب أحد بأذى ولم يحدث أي ضرر.
*عندما وصل الأعضاء إلى الاجتماع انتبهوا إلى الرائحة النفاذة.
-كان من الصعب تجاهلها. الرائحة أدت إلى تشويش الطبيعة المقدسة للاجتماع.
-ولأنه كان هناك قلة من حاملي كهنوت هارون، وفيما يمكن وصفه بتفكير فصامي قمت بتمرير القربان ومع ذلك فإنني لم أشعر بأنني مستحق ان آخذ منه.
-وعندما قدم لي طبق القربان لم أتناول الخبز والماء. شعرت بشعور فظيع. شعرت بالإحراج وأدركت أن ما فعلته قد أغضب الله.
-بعد الاجتماع طلب مني رئيس الفرع، فرانك لندبيرغ، وهو رجل كبير السن ومتميز بشعر فضي، أن أحضر إلى مكتبه.
- بعد أن جلست نظر إلي بلطف وقال بأنه لاحظ أنني لم أتناول القربان. سألني عن السبب. أعتقد أنه عرف السبب. كنت متأكدا أن الجميع عرفوا ما فعلته.
-بعد أن أخبرته سألني كيف كنت أشعر. والدموع تترقرق في عيني أخبرته بأنني كنت آسفا وأنني خيبت الله.
-فتح الرئيس لندبيرغ نسخة بالية من كتاب المبادئ والعهود وطلب مني أن أقرأ بصوت مرتفع آيات كان تحتها خطوط:-
-”فمن تاب عن خطاياه يغفر له وأنا الرب لن أذكرها بعد.
-”وبذلك تعلمون إذا تاب رجل عن خطاياه فلا بد أن يعترف بها ويتخلى عنها. “
-لن أنسى أبدا ابتسامة الرئيس لندبيرغ السمحة عندما نظرت إلى الأعلى بعد أن انتهيت من القراءة. وببعض المشاعر أخبرني بأنه شعر بأنه لا بأس من مواصلتي تناول القربان. عندما غادرت منزله شعرت ببهجة غامرة.
-هذه البهجة هي إحدى النتائج المتأصلة في التوبة. كلمة التوبةتعني ”الاستدراك لاحقا“ وتقتضي ”التغيير.4“ في اللغة السويدية الكلمةomvänd تعني ”التراجع“.
-5 الكاتب المسيحي سي أس لويس كتب عن الحاجة لأسلوب للتغيير وأشار إلى أن التوبة تتضمن ”الرجوع إلى الطريق الصحيح.
-عند جمع الأرقام خطأ يمكن تصحيح النتيجة بمراجعة الخطوات واكتشاف الخطأ وتصحيحه بدءا من تلك النقطة وليس بالاستمرار.
-6“تغيير سلوكنا والعودة إلى ”الطريق الصحيح“ هي جزء من التوبة ولكنها جزء فقط.
- التوبة الحقيقية تشمل أيضا رجوع قلوبنا وإرادتنا إلى الله واستنكار الخطية.
-7 وكما هو موضح في حزقيال فإن التوبة هي ”[الرجوع عن الخطية] ...عمل العَدلِ والحَقِّ، إنْ رَدُّ الرَّهنِ ... و[سلوك] ... فرائضِ الحياةِ بلا عَمَلِ إثمٍ. 8“
-ومع ذلك فحتى هذا هو وصف غير مكتمل حيث أنه لا يحدد القوة التي تجعل التوبة ممكنة، الأضحية الكفارية لمخلصنا.
- التوبة الحقيقية يجب أن تتضمن الإيمان بالرب يسوع المسيح، الإيمان بأنه يمكن له أن يغيرنا، الإيمان بأنه يمكن له أن يغفر لنا، والإيمان بأنه يمكن له أن يساعدنا على تجنب المزيد من الأخطاء.
- هذا النوع من الإيمان يجعل كفارته فعالة في حياتنا.
-عندما "نستدرك اللاحق" و"نرجع" بمساعدة المخلص فإنه يمكننا الشعور بالرجاء في وعوده وبهجة المغفرة.
- من دون المخلص فإن ما هو كامن في التوبة من رجاء وبهجة يتلاشيان وتصبح التوبة مجرد تغيير بائس للسلوك.
- لكن بممارسة الإيمان به فإننا نهتدي لقدرته وإرادته لمغفرة الخطية.
-أكد الرئيس بويد باكر على الوعود المشجعة للتوبة في نيسان ٢٠١٥ في آخر مؤتمر عام له.
-وصف قوة كفارة المخلص للشفاء فيما أعتبره خلاصة حكمته التي جناها خلال نصف قرن من الخدمة الرسولية.
- قال الرئيس باكر: ”الكفارة لا تترك آثار أو علامات. ما تصلحه يصلح. ... إنها تشفي وما تشفيه يبقى مشفيا.
9“وواصل:"الكفارة، والتي يمكن أن تستصلح كلا منا، لا تحمل أي ندبات.
- يعني ذلك أنه مهما كان ما فعلته أو أينما كنا أو كيفية حدوث شيء، فإننا إن تبنا بحق فإن [المخلص] وعدنا بأنه سيكفر عنه. وعندما كفر أصبح الموضوع منتهيا.
*”... الكفارة ... يمكنها أن تطهر أي شائبة مهما كانت مستعصية ومهما كانت قد تكررت.
* “ 10إن نطاق كفارة المخلص لا متناه في عمقه ومداه سواء لكم أو لي. ولكنها لن تفرض علينا أبدا. كما أوضح النبي لحي بأننا بعد أن "نتعلم ما يكفي" كي ”نعرف الخير من الشر،“
*11 فإننا ”أحرار لنختار الحرية والحياة الأبدية من خلال الشفيع العظيم لجميع البشر، أو اختيار الأسر والموت.
*12“ بكلمات أخرى التوبة خيار.
*يمكننا—وأحيانا نقوم بخيارات مختلفة.
*مثل هذه الخيارات قد لا تبدو خطأ في جوهرها ولكنها تمنعنا من أن نكون توابين بحق وبذلك تعوق مساعينا للتوبة الحقيقية. مثلا، قد نختار أن نلوم الغير.
* كصبي في الثانية عشرة في غوتبرغ كان بإمكاني لوم ستيفان. لقد كان هو من أحضر المفرقعات الكبيرة والكبريت إلى الكنيسة في المقام الأول.
* لكن لوم الغير، حتى لو كان مبررا، يسمح لنا بأن نقدم العذر لسلوكنا. بعمل ذلك فإننا ننقل مسؤولية أعمالنا إلى الغير.
* وعند نقل المسؤولية فإننا نقلل من حاجتنا وقدرتنا على العمل، ونحول أنفسنا إلى ضحايا عاجزين بدلا من وكلاء قادرين على العمل المستقل.
*13خيار آخر يعيق التوبة هو التقليل من شأن أخطائنا.
*في حادثة المفرقعات في غوتبرغ لم يتأذ أحد ولم يحدث أي ضرر دائم وتم عقد الاجتماع. كان من السهل القول بأنه لا يوجد سبب للتوبة.
* لكن التقليل من شأن خطايانا، حتى لو لم تكن العواقب المباشرة واضحة، يزيل الحافز للتغيير. هذا التفكير يمنعنا من رؤية أن لأخطائنا وخطايانا عواقب أزلية.
*ومع ذلك فهناك طريقة أخرى وهي التفكير بأن خطايانا ليست مهمة لأن الله يحبنا مهما فعلنا. من المغري الإيمان بما علمه المخادع ناحور لشعب زاراحملة:
*”بأن جميع البشر سوف يخلصون في اليوم الأخير وأنهم في غنى عن الخوف والرعب ... وفي النهاية ينال كل البشر حياة أبدية.14“لكن هذه الفكرة المغوية خاطئة.
*الله يحبنا ومع ذلك فإن ما نفعله مهم له ولنا. لقد منحنا توجيهات واضحة حول كيفية السلوك.
* هذه التوجيهات هي الوصايا.
* إن رضاه وحياتنا الأبدية يعتمدان على سلوكنا بما في ذلك رغبتنا في أن نسعى للتوبة باتضاع حقيقي.
* 15وإضافة إلى ذلك فإننا نتخلى عن التوبة عندما نختار أن نفرق ما بين الله ووصاياه.
* في النهاية، إن لم يكن القربان مقدسا فإن رائحة المفرقعات لم تكن لتشوش اجتماع القربان في غوتبرغ.
* يجب أن نكون حذرين كي لا نقلل من شأن السلوكيات الخاطئة من خلال تقويض أو إهمال حقيقة أن الله هو من وضع الوصايا.
* التوبة الحقيقية تتطلب إدراك ألوهية المخلص وحقيقة عمله في الأيام الأخيرة.
**وبدلا من اختلاق الأعذار دعونا نختار التوبة. من خلال التوبة يمكننا أن نعود إلى ثوابنا مثل الابن الضال في المثل الكتابي،
* 16ونفكر في الأهمية الأزلية لأعمالنا. عندما نفهم كيف يمكن لخطايانا أن تؤثر على سعادتنا الأبدية فإننا لا نصبح فقط توابين بحق بل نسعى لنصبح أفضل.
*عندما نواجه المغريات فإننا نكون أكثر ميلا لنسأل أنفسنا، بكلمات وليام شكسبير:
**ما مكسبي إن أدركت ما أبتغيه؟
**طيفٌ، نسمةٌ، تِبرُ بهجة عابرة:
**من يقتني فرحَ دقيقة كي لدهر يرثيه؟
أو يبيع الأبدية لأجل دُمية؟
17إن غابت الأبدية عن أبصارنا لأجل دمية فإنه يمكننا اختيار التوبة.
*بسبب كفارة يسوع المسيح فإن لدينا فرصة أخرى.
* رمزيا يمكننا أن نستبدل الدمية التي لم يكن من الحكمة اقتنائها وأن نتلقى عوضا عنها رجاء الأبدية كما أوضح المخلص: -
*”فإن ربكم ومخلصكم قد قاسى الموت بالجسد فإنه قد تألم بألم جميع البشر كي يتوب جميع البشر ويأتوا إليه. 18“
*يمكن ليسوع المسيح أن يغفر لأنه دفع ثمن خطايانا.19
-فادينا يختار أن يغفر بسبب تعاطفه ورحمته ومحبته التي ليس لها نظير.
-مخلصنا يريد أن يغفر. لأن هذا هو أحد صفاته الإلهية.
-وكالراعي الصالح فإنه يبتهج عندما نختار التوبة.20
--حتى ونحن نشعر بالحزن الذي بحسب مشيئة الله بسبب أعمالنا
*21 فإننا عندما نختار التوبة فإننا فورا ندعو المخلص إلى حياتنا. كما علّم النبي أمولق، ”هلموا ولا تقيموا على قسوة القلب فهوذا وقت خلاصكم ويومه؛ لذلك فإن تبتم ورغبتم عن تقسية قلوبكم أدرككم فورا تدبير الفداء العظيم.
* 22“ يمكننا أن نشعر بالحزن حسب مشيئة الله بسبب أعمالنا وفي الوقت نفسه نشعر ببهجة الحصول على مساعدة المخلص.
*إن حقيقة أنه يمكننا أن نتوب هي خبر الإنجيل السار!
*23 يمكن للذنب أن يُمحى.
*24يمكننا أن نمتلئ بالبهجة، ونحصل على مغفرة لخطايانا وسلام الضمير.
*25 يمكننا أن نتحرر من مشاعر الأسى وقيود الخطية.
*يمكننا أن نمتلئ بنور الله الرائع كي ”لا نألم فيما بعد. 26“ التوبة ليست ممكنة فقط بل بهيجة أيضا بسبب مخلصنا.
*لا زلت أتذكر المشاعر التي طغت علي في مكتب رئيس الفرع بعد حادثة المفرقعات.
* لقد علمت أنه قد غُفِر لي. تلاشت مشاعري بالذنب وزال مزاجي العكر وشعر قلبي بأن عبئا قد أزيح.
*أيها الإخوة والأخوات في ختام هذا المؤتمر أدعوكم لتشعروا ببهجة أكثر في حياتكم:-
* البهجة في المعرفة بأن كفارة يسوع المسيح حقيقية؛ البهجة بقدرة المخلص؛ واستعداده ورغبته في المغفرة؛ والبهجة باختيار التوبة. فلنتبع الارشاد ” فتستَقونَ مياهًا بفَرَحٍ مِنْ يَنابيعِ الخَلاصِ.
* “ 27 لعلنا نختار أن نتخلى عن خطايانا ونتجه بقلوبنا وإرادتنا لنتبع المخلص.
* إنني أشهد بحقيقة حياته.
* إنني شاهد ومتلق لعطفه ورحمته ومحبته التي لا نظير لها.
* إنني أصلي بأن البركات الفادية لكفارته ستكون لكم الان ومرات عديدة خلال حياتكم
* 28 كما كانت في حياتي.
---------------